الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنا أرملة .. هذا لا يعني إنني مشروع استغلال

حازم صافي

2013 / 7 / 16
المجتمع المدني



كان الوقت يقترب من منتصف نهار الخامس عشر من تموز الحالي عندما دخلت امرأة في بداية العقد الرابع من عمرها إلى مقر صحيفة الميزان القانونية المستقلة . قالت قبل أن تلبي دعوتنا لها بالجلوس : اسمي (س . ك . ل) وعمري 39 عاما . أنا أرملة عراقية من بابل توفي زوجي في الثالث والعشرين من آب عام 2007 ذبحه المسلحون على طريق حله بغداد . كان يومها مسافرا إلى العاصمة لجلب بضاعة من الشورجة ليبيعها في محله الصغير وسط الحله . لدينا ثلاثة أولاد والحياة صعبة كما تعرفون . وعندما طلبنا منها الإفصاح عن سبب زيارتها لمقر الجريدة أجهشت على الفور في بكاء شديد . وقالت لقد تعبت من هذه الحياة وقسوتها وظلمها , وأردفت قائلة : البعض يظن إن المرأة عندما تصبح أرملة أو تكون مطلقة فأن هذا يعني إمكانية كونها مشروع للاستغلال دون مراعاة لكرامتها ومشاعرها الإنسانية وأضافت : اليوم كان لدي مراجعة في إحدى الدوائر الحكومية . توكلت على الله وذهبت إلى تلك الدائرة كان علي إن أمر على عدد من الشبابيك المخصصة لمراجعة المواطنين ، وكم كانت حيرتي ودهشتي من الطريقة التي تعامل معي بها بعض الموظفين ،اكرر بعض الموظفين, إذ إنهم ربما ظنوا إن كل أرملة هي مشروع امرأة مبتذلة يمكن أن تستجيب لرغباتهم غير المشروعة والااخلاقية . وأضافت السيدة (س.ك.ل) لقد اغرورقت عيوني بالدمع وكدت اختنق وانا المح موظف (محترم )!!؟؟ وهو يدس ورقة صغيرة داخل ملف اوراق معاملتي لاكتشف فيما بعد انه قد كتب رقم هاتفه الشخصي مذيلا بعبارة (ارجو ان تتصلي بي بعد الدوام ). لقد تكرر هذا المشهد القبيح اكثر من مرة فما الذي يظنه اولئك الاشخاص الذين ائتمنتهم الحكومة على مصالح المواطنين واذا بهم يستغلون تلك المواقع لتكون وسيلة منحطة لارضاء واشباع نزواتهم المريضة وهل وصل الامر ببعض الموظفين الى الدرجة التي يعجزون فيها عن السيطرة على ثعالب وكلاب نزواتهم حتى لاتنبح في وجه النساء وهم يعملون في قلب مؤسسات ترفع شعار حماية القانون والدفاع عنه !!؟ أليس من باب حماية القانون احترام حقوق المرأة وعدم تعريضها لمواقف مشينة تمثل انتهاكا فاضحا لكرامة الانسان وحقه في الحصول على معاملة غير مهينة وحاطة بالكرامة البشرية !؟؟ اليس لهؤلاء الموظفين اخوات من الارامل والمطلقات ؟؟ وهل تحول الترمل الذي يلحق بالمرأة الى منطلق لاعتبار تلك المخلوقة الضعيفة مطمعا للشواذ والخارجين عن القانون . الميزان اذ تعرب عن تضامنها الكامل مع السيدة (س.ك.ل) فأنها تتوقع من رؤساء مجالس المحافظات والمحافظين وهم يتمتعون بطيف امتيازاتهم الادارية الجديدة لاتخاذ جميع التدابير الرادعة التي يمكن ان تضع حدا لظاهرة تعرض النساء عموما والارامل والمطلقات لاشكال من التحرش الجنسي خلال مراجعتهن للدوائر الرسمية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأستاذ حازم صافي المحترم
ليندا كبرييل ( 2013 / 7 / 17 - 04:32 )
الموظفون بريئون حتى تجربهم سيدة
ولا دخل للموظف إن كان عنده أخوات أرامل أو مطلقات
النزوات لا تعرف الأخلاق ، لا يضبطها إلا الرادع الشخصي
شكراً مع التحية

اخر الافلام

.. المفوضية الأوروبية تنوي تقديم تشريع يهدف إلى تسريع ترحيل الم


.. ممثل أمريكي: مشهد احتراق النازحين أفظع مقطع شاهدته على الإطل




.. ماكرون: يجب على نتنياهو ألا ينسى أن بلاده أنشئت بقرار من الأ


.. الجيش الإسرائيلي يستخدم معتقلين فلسطينيين دروعا بشرية.. ما ا




.. العربية تتابع تجهيز الطائرة الرابعة ضمن الجسر الجوي السعودي