الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوم صاحت مصر -واشعباه- وليس -وامعتصماه-

إسماعيل حسني

2013 / 7 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كعادتها عبر العصور، عبرت مصر محنتها، وعادت سالمة إلى أبنائها، وانسل خاطفوها يحدوهم الخزي والعار إلى جحورهم، لينطلقوا منها إلى مزبلة التاريخ.
سوف تذكر البشرية بأيات الفخار أن الشعب المصري لم يكتف بإهدائها حضارتها الأولى، بل وقف دائما على أبواب هذه الحضارة يحرسها ويصد عنها هجمات أعدائها. فكما سحق بالأمس جحافل البدو من هكسوس وعبرانيين وتتار، وكما دحر حملات الصليبيين والمستعمرين والصهاينة، فإنه يقوم اليوم بكسر الهجمة البدوية الجديدة بقيادة الإخوان المسلمين لينقذ الحضارة الإنسانية من أشرس أعدائها في العصر الحديث.
لقد تصور الإخوان بثقافتهم البدوية القديمة، ثقافة الراعي والرعية، أن مصر حين يختطفونها ويشرعون في اغتصابها لن تجد من تستغيث به غير راعيها، فكانوا دائما يسعون للوصول إلى الحكم بأي ثمن، حتى أسلموا أنفسهم مؤخرا للأمريكان والصهاينة في فراش العمالة والخيانة ليدفعوا بهم إلى سدة الحكم، إلا أن مصر الحرة المتطورة الحديثة بمخزونها الحضاري الكبير أسقطت نظرية الراعي والرعية، ولم تصرخ كسبايا القرون الغابرة "وامعتصماه" بل صرخت في إباء وشمم "واشعباه"، فخرج أبناؤها عن بكرة أبيهم ليسقطوا المعتصم العميل، ويستردوا وطنهم ودينهم وكرامتهم، ويسحقوا الإخوان ومن وراءهم من أعداء الوطن.
إن النصر الكبير الذي حققه الشعب المصري في ثورة 30 يونيو لا يقل قيمة وروعة وبهاء عن كافة الإنتصارات الخالدة التي حفرت إسم هذا الشعب في سجل المجد عبر العصور، فلو أنه تقاعس وترك الإخوان وحلفاءهم يتمكنون من مصر لسقطت المنطقة العربية بأسرها في قبضة الفاشية الدينية، ولانقطعت صلة شعوبها بالحضارة الإنسانية إلى أجل لا يعلمه إلا الله.
وفي هول الصدمة بعيش الإخوان وسائر فصائل بالإسلام السياسي اليوم حالة مرضية من الإنكار يتخبطون فيها يمنة ويسارا، ويرتكبون فيها أبشع الجرائم في حق وطنهم الذي جحدوه، واستباحوه، واستحلوا حرمته وحضارته، وعرضوه للبيع بأبخس الأثمان.
إنهم في سبيل البقاء في الحكم لم يتورعوا عن دعوة الدول الإستعمارية لغزو وطنهم وإجهاض ثورته، ويقومون اليوم بقطع الطرق والإعتداء على المواطنين وجنود الجيش والشرطة، ويهدد زعماؤهم بإغراق البلاد في آتون الحرب الأهلية، وكلها جرائم سوف تنظر فيها المحاكم في القريب العاجل لتعيدهم إلى السجون، وتضع نهاية سوداء لتاريخ هذه الجماعة الإرهابية ومن على شاكلتها من تجار بالدين.
لقد أصدر الشعب حكمه النهائي برفض الإخوان دعوة وفكرا وخلقا وسلوكا، وأسدل بثورته الستار على مرحلة مظلمة من تاريخه جرى استرقاقه فيها على يد تحالف الإستبداد السياسي مع تجار الدين، ويتهيأ اليوم لبناء مستقبل مشرق يقوم على الحرية والعدل والمساواة والعقل والعلم والمعرفة، ولن يستطيع الإخوان بكل جرائمهم وغدرهم أن يقفوا في طريقه، ولن يلدغ من ذات الجحر مرتين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اما المأجورين فالى السجون
حكيم العارف ( 2013 / 7 / 18 - 04:57 )
هذا مايتمناه اصحاب البلد

بناء مستقبل مشرق يقوم على الحرية والعدل والمساواة والعقل والعلم والمعرفة،

اما المأجورين فالى السجون

اما تجار الدين فلابد من معاقبتهم لانهم سبب هذه البلايا

اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah