الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعلّموا العربية وعلِّموها للناس - ألحلقة الثانية عشرة (12): ألأفعال النّاقصة والأحرف المشبّهة بالفعل

شوقي إبراهيم قسيس

2013 / 7 / 20
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


ألأفعال النّاقصة:

بشكل عامّ، تُسمّى كان وأخواتُها أفعالاً ناقصة لأنّه لا يتمُّ المعنى بالفعلِ والفاعل لوحدِهما كما في الأفعال التامّة. وأقترحُ عدمَ ذكرِ جميعِها للطّالب، فكثيرٌ منها هي مرادفات لِـ "أصْبَحَ" ولِـ "ما زالَ"، ويكفي ذكر: كان، أصبح، لَيْس، ما دامَ، وما زالَ. أَمّا "ليسَ" (وهي نقيض كان ويكونُ وكُنْ) فهي فعلٌ جامدٌ، فهو مجردٌ عن الزَّمن. ويشبهُ "ليس" في ذلك "ما دام" حيثُ تُستعمَلُ دائماً على هذا الشَّكل، ولا نجدُها مستعمَلةً بصيغةِ المضارع إلاّ حينَ تُستعملُ كفعلٍ تامّ، كقولِك [أَلسَّعادةُ لا تَدومُ]. كذلك قد تستعملُ "كان" أو غيرُها كفعلٍ تامّ، على نحوِ قولِك [إمّا أنْ نَكونَ أو لا نَكونَ]، أو كقولِك [بِتُّ اللَّيْلةَ في فُنْدُقٍ فَخْمٍ]، أو كقولِك [أَصْبَحَ الصُّبْحُ] و [أَضْحى النَّهارُ].

قد تأتي "ليس" نافيةً وغيرَ عاملة، ومثالُ ذلك قولُ شهاب الدين السهروردي (من القرن الثاني عشر):

بَلاءٌ لَيْسَ يَعْدِلُهُ بَلاءُ
عَداوةُ غَيْرِ ذي حَسَبٍ وَدينِ

فقد دخلت ليس هنا على فعلٍ، والفعلُ في لغتِنا لا يدخلُ على فعلٍ آخَر، والأفعالُ النّاقصة، ومنها ليس، تدخلُ فقط على الجُملِ الإسمية، لذا فَـ "ليس" هنا هي حرف نفي غير عامل، ويمكن استبدالُها بلا النّافية. وهذه الأمورُ يجري التّنبيهُ إليها فقط حين يأتي استعمالها في النُّصوص المقرّرة.

كذلك يُترك البحثُ في "إنْ" و "ما" و "لا" و "لاتَ" المشبهات بِـ "ليس" إلى أنْ يأتيَ ذكرُ أيٍّ منها في النّصوصِ المقررة، وأنْ يقتصرَ ذلك على "ما" و "لات" الأكثرِ استعمالاً. وكمثال على شبيهات ليس ننظرُ إلى البيت الذي افتتح به أبو الطيب قصيدة رثاء جدّته لأمّه:

أَلا لا أُري الأَحْداثَ مَدْحاً وَلا ذَمّا
فَما بَطْشُها جَهْلاً وَلا كَفُّها حِلْما

فأنت ترى في عجزِ البيت أنّ "ما" و "لا" قد نصبت كلٌّ منهما الخبرَ (جَهْلاً وحِلْما) في الجملة الإسمية التي بعدها، ويمكنك أن تستعملَ "ليسَ" بدلَ كلٍّ منها. ولو لم تدخلْ أيٌّ منهما لكانت الجملة الأولى [بَطْشُها جَهْلٌ] والثّانية [كَفُّها حِلْمٌ]. أمّا "لا" التي ذُكرَتْ مرَّتَيْن في صدر البيت فهي حرف نفي عير عامل.

أمّا "لاتَ" فاستعمالها قليل، وتأتي غالباً في جُمَلٍ من نوع قولِك: [نَدِمْتُ وَلاتَ ساعةَ مَنْدَمِ]، وكلمة "ساعةَ" هي خبر "لاتَ" منصوب، أمّا اسمها فمحذوف، وكأنّك تقول: "نَدِمْتُ وَلَيْسَتْ السّاعةُ ساعةَ مَنْدَمِ".

كذلك يُتركُ أمرُ دخولِ الباء كحرف جرٍّ زائد على خبر "ليس" و "ما" إلى أنْ يأتيَ ذلك في النُّص. ومفضّل عدم التَّشديدَ على أنّ الخبرَ في هذه التّراكيبِ هو "مجرورٌ لفظاً منصوبٌ محلّاً"، فلا حاجةَ لذلك، ويكفي القولُ إنّه مجرورٌ بحرفِ جرٍ زائد. أشعارُ العرب مليئةٌ بأبياتٍ دخلت فيها الباء الزائدة على خبر "ليس" أو خبر "ما"، نذكر منها:

ألنابغة الذبياني:
وَلَسْتَ بِمُسْتَبْقٍ أَخاً لَكَ لا تَلُمُّهُ
عَلى شَعَثٍ، أَيُّ الرِّجالِ الْمُهَذَّبُ؟

ألأخطل التغلبي (640 – 710):
وَلَسْتُ بِصائِمٍ رَمَضانَ طَوْعاً
وَلَسْتُ بِآكِلٍ لَحْمَ الْأَضاحي
وَلَسْتُ بِواقِفٍ أَبَداً أُنادي
كَمِثْلِ الْعَيْرِ حَيَّ عَلى الْفَلاحِ

ألأعشى:
ما رَوْضةٌ مِنْ رِياضِ الْحَزْنِ مُعْشِبةٌ
خَضْراءُ جادَ عَلَيْها مُسْبِلٌ هَطِلُ
يَوْماً بِأَطْيَبَ مِنْها نَشْرَ رائحةٍ،
وَلا بِأَحْسَنَ مِنْها إذْ دَنا الأْصلُ

وقد جرَّ الشاعر خَبرَ "ما"، وهو كلمة "بأَطْيَبَ"، بالفتحة لا بالكسرة لأنّه ممنوع من الصرف. والأمر نفسه ينطبق على كلمة "بِأَحْسَنَ" التّابعة في إعرابِها لكلمة "بأَطْيَبَ".

كذلك مفضّل عدم الدخول في موضوع إبطالِ عملِ "ما" المشبَّهةِ بليس حين ينتقضُ نفيُها بِـ "إلاّ"، والاكتفاء بذكر ذلك حين يأتي الموضوع في النصوص المقرّرة، كما في قولِ أحمد شوقي من قصيدة "يا ناعماً رقَدَتْ جُفونُه":

ما الْعُمْرُ إلاّ لَيْلةٌ
كانَ الصَّباحَ لَها جَبينُهْ

فكلمةُ "لَيْلةٌ" رُفعت على الخبرية ولم تُنصَبْ بما الّتي انتقض نفيُها بإلاّ وبطل عملُها.

ملاحظة مهمّة: إسألْ نفسَك عن موضوع الكلام في عجز بيت شوقي تجدِ الإجابة تلقائيّاً، وهي "جبين المحبوب"، ثمّ اسألْ نفسَك عن الأمر الأوّلي الّذي نخبره عن هذا الجبين تجدْ أنّ الجواب هو أنّ جبين المحبوب هو صباح الليلة، لذا فكلمة "الصباحَ" هي خبر "جَبينُه"، فنُصبَتْ بفعلِ "كانَ".

ومفضَّلٌ عدم الدّخول في التفاصيل عن جرّ المبتدأ بحرف الجرِّ الزائد "رُبَّ" إن كان ظاهراً أو محذوفاً (ظهور واو رُبّ فقط)، والاكتفاء بالقول إنّ الكلمات التي تحتها خط (وكلٌّ منها هو موضوع الكلام أو مبتدأ) في الأمثلة التالية مجرورة بحرف جرٍّ زائد:

قال أبو العلاء (973 - 1057):
رُبَّ لَحْدٍ قَدْ صارَ لَحْداً مِراراً
ضاحِكٍ مِنْ تَزاحُمِ الأَضّادِ

إنتبهْ إلى أنّ "ضاحِكٍ" في بداية العجز تابعة للحدٍ الأولى لا لِـ "لَحْداً"، فهي مجرورة.

وقال أبو الطيب:
وَرُبَّ مُريدٍ ضَرَّهُ ضَرَّ نَفْسَهُ
وَهادٍ إلَيْهِ الْجَيْشَ أَهْدى وَما هَدى

وقال أيضاً:
وَجاهِلٍ مَدَّهُ في جَهْلِهِ ضَحِكي
حَتّى أَتَتْهُ يَدٌ فَرّاسةٌ وَفَمُ
إذا رَأَيْتَ نُيوبَ اللَّيْثِ بارِزةً
فَلا تَظُنَّنَّ أَنَّ اللَّيْثَ يَبْتَسِمُ

وقال امرؤ القيس:
وَمِثْلِكِ حُبْلى قَدْ طَرَقْتُ وَمُرْضِعٍ
فَأَلْهَيْتُها عَنْ ذي تَمائِمِ مُحْوِلِ

وقال أيضاً:
وَلَيْلٍ كَمَوْجِ الْبَحْرِ أَرْخى سُدولَهُ
عَلَيَّ بِأَنْواعِ الْهُمومِ لِيَبْتَلي


ألأحرفِ المشبهةِ بالفعل وإبطالُ عملِها:

أُكرِّرُ أنّ الأحرفَ المشبّهةَ بالفعل هي الأدواتُ الوحيدةُ الّتي تنصبُ الاسم، ومن هنا اسمُها، وأنّ الاسمَ لا يُنصبُ في لغتِنا إلا بفعلِ فعل. ووجوبُ نصبِ المبتدأ بها هو ليس قانوناً وضعَهُ أبو الأسْوَد الدُّؤَلي أو الخليل بن أحمد أو سيبويه ليُعقِّدوا الأمورَ على الطّالب، بل إنّه أمرٌ موجودٌ في لغتِنا كما تكلَّمها أجدادُنا حين رضعوا اللُّغةَ مع حليب أمهاتهم. وأقترحُ التّشديدَ على أنّ هذا النَّصبَ موجود في عاميَّتِنا أيضاً، حيثُ نستعملُ مع هذه الأحرفِ ضمائرَ النَّصبِ (إنَّك، إنّي) لا ضمائرَ الرّفع.

على أنّ هذه الأحرفَ قد يبطُلُ عملُها إذا اتَّصلتْ بها "ما" الحَرْفيّة (وعندها تُسَمّى ما الكافّة) أو إذا خُفِّفَت. والأمران منتشران في النُّصوص الحديثةِ (والقديمة)، ومن المفضَّل أنْ يُبحثَ أيٌّ منهما فقط حين يأتي مثلٌ عليه في النّصوص المقرّرة. وهذه أمثلة يليها ملاحظات عليها:

إنَّما النّاسُ سُطورٌ
كُتِبَتْ لكِنْ بِماءْ

فَأَرْسَلَتْ مِنْ فَمِ الإبْريقِ صافِيةً
كَأَنَّما أَخْذُها بِالْعَيْنِ إغْفاءُ

كَأَنْ لَمْ يَكُنْ كَالغُصْنِ في مَيْعةِ الضُّحى
سَقاهُ النَّدى فَاهْتَزَّ وَهُوَ رَطيبُ

زَعَمَ الْفَرَزْدَقُ أَنْ سَيَقْتُلُ مَرْبَعاً
أَبْشِرْ بِطولِ سَلامةٍ يا مَرْبَعُ

سافَرَ الطُّلاّبُ ولكِنْ أَخوكَ تَخَلَّفَ عَنْهُمْ. أو سافَرَ الطُّلَابُ لكِنْ تَخَلَّفَ أَخوكَ

في المثالين الأول (لجبران خليل جبران) والثاني (لأبي نواس، 762 - 813) بطُل عمل إنّ وكأنّ لاتّصال "ما" بكلٍّ منهما، فلم تنصبا الاسمَ بعدَهما. لاحظْ في بيت جبران كلمة "لكنْ" المخفّفة من "لكِنَّ"، فقد دخلت على جملة فعلية فعلُها محذوف يفسّرُه الفعل قبلها، وكأنّه يقول (لكِنْ كُتِبَتْ بِماء). ولو أردت أن تستعمل "لكنَّ" العاملة لكان عليك أن تُدخلَها على جملة إسمية فتقولَ (لكِنَّها كُتِبَتْ بِماء).

في المثالِ الثّالث (لإبراهيم بن المهدي) خُفِّفَت "كَأَنَّ" فأصبحت "كَأَنْ"، وبَطُلَ بذلك عملُها! فلم تعُدْ مختصّةً بالدُّخولِ على الجمل الإسمية، بل دخلت على جملةٍ فعليّة (لم يكن). وترى في المثالُ الرّابع (لجرير، 653 - 750) "أَنْ" فتظّنُّ أنّها حرفُ نصبِ المضارع، لكنّك ترى أنّ المضارعَ بعدَها (سَيَقْتُلُ) مرفوعٌ لا منصوب، وذلك لأنّ "أنْ" هذه هي ليست حرفَ نصب، بل إنّها المخفّفة من "أَنَّ"، فبطُل عملُها! ودخلت على جملةٍ فعلية. لماذا وضعتُ علامتَي التّعجب أعلاه؟ تقولُ مصادرُ الإعراب: "تخفيف "أَنَّ" و "كأَنَّ" لا يُبطِلُ عملَها، بل إنّ اسمَها في كلِّ حالة هو "ضميرُ الشأن" محذوف في محل نصب"، وواضحٌ أنّ هذه الفلسفة النّحويّة لا تأتي بفائدة، ومن المفضَّل عدم الدّخولِ فيها – على الأقلّ في المسار العامّ –، فقد تُرعب الطالب.

أمّا في المثال الأخير فقد بطُلَ عملُ "لكِنْ" المخفّفة من "لكِنَّ"، فلم تنصبِ الاسمَ، وبطُلَ اختصاصُها بالجملِ الإسميّة. لاحظْ هنا أيضاً أنه يمكن أن تقول (لكنَّ أخاك تَخَلَّفَ عَنْهُمْ) لكن لا يمكنك أن تقول (لكنَّ تَخَلَّفَ أَخوك).


ألحُروف المصدرية:

ذكرتُ سابقاً أنَّ "إنَّ" تفيدُ التوكيد، ولا تأتي إلاّ في أوّل الكلام، أو بعد فعل القول، نحو: [قُلْتُ لَكَ إنَّكَ مُخْطئٌ]، مقابل [عَلِمْتُ أَنَّكَ مُخْطِئٌ] حيثُ استعملنا "أَنَّ" لا "إنَّ". ومهمٌّ أنْ أُذكِّرَ أنّ هذا ما نقولُه أيضاً في كلامِنا العامّي، فنكسرُ همزةَ "إنَّ" بعد فعلِ القول، ونفتحُها غالباً في وسط الجملة.

تمعّنْ في جملةِ "عَلِمْتُ أَنَّكَ مُخْطِئٌ"، ألا ترى أنّه يمكنُنا أن نقول – ونقولها غالباً – "عَلِمْتُ خَطَأَكَ"، ونقول أيضاً [سَرَّني أَنَّكَ ناجِحٌ] و [سَرَّني نَجاحُكَ]. فأنت ترى أنَّنا قد نستعملُ بدلَ "أنَّ" واسمِها (ألكاف) وخبرِها (ناجِحٌ) مصدراً (خَطَأُكَ، نَجاحُكَ)، لذا نُسّمّي "أَنَّ" "حرفاً مصدرياً" أو "مصدرية" لأنّها حلّت محلّ المصدر. وفي لغتِنا حروفٌ مصدريةٌ (تحلّ محل المصدر) أخرى، لعلَّ أكثرَها استعمالاً حرفُ نصبِ المضارع "أَنْ" و "ما" المصدرية. نقولُ [أُريدُ أَنْ أَسْتَريحَ]، ونقولُها أيضاً [أُريدُ اسْتِراحةً]، فقد حلَّتْ أَنْ والفعل بعدَها محلَّ المصدر (ألإسْتِراحة). أمّا ما المصدرية فأكثرُ ما يكونُ استعمالُها مع ظروف الزّمان (بعدَ، قبلَ، حينَ، وغيرها) وتتَّصلُ بها. نقول مثلاً: [بَعْدَما أَتَخَرَّجُ سأُسافرُ]، لكنّنا نقولُ أيضاً: [بَعْدَ تَخَرُّجي سَأُسافِرُ]، فقد حلّت "ما" في القولِ الأوّلِ مكانَ المصدر (أَلتَّخَرُّج) في القول الثاني. تَذكَّرْ! هذا ما نقوله في عامِّيّتِنا أيضاً: [بَعِدْ ما أَتْخَرَّجْ بَدّي أَسافِرْ] مقابل [بَعِدْ تَخَرُّجي بَدّي أَسافِرْ].


ألنواسخ:

ألأحرفُ المشبّهةُ بالفعل هي في الواقع إحدى مجموعات ما سُمِّيَ تقليدياً بالنّواسخ، والنّسخُ في اللّغة هو إبطالُ الشيء وإقامةُ آخَرَ مقامَه، وهو في علمِ النّحو ما يُزيلُ حكمَ المبتدأ والخبر ويُغيِّرُ حالةَ أحدِهما من الرَّفعِ إلى النَّصب. وعلى ذلك، فالأفعالُ النّاقصة [كان وأصبح وليس وما دام وما زال وغيرها]، وأفعالُ المقاربة [كاد وأوشك وغيرها] والرَّجاء [عَسى وغيرها] والشُّروع [شَرَعَ وأَخذَ وطَفِقَ وغيرها]، والأحرفُ المشبّهةُ بالفعل، وحتّى بعض الأفعال التي لا تكتفي بمفعول واحد بل تأخذ مفعولين أو ثلاثة مفاعيل ليتمَّ معناها، جميعها في الواقع من النواسخ لأنّها تدخلُ على المبتدأ والخبر وتنصبُ أحدَهما، والأخيرةُ تحوِّلُهما إلى مفاعيل، نحو أفعال اليقين [وَجَدَ، أَلْفى، عَلِمَ، وغيرها] وأفعال الشكّ أو الرجحان [ظَنَّ، خالَ، زَعَمَ، حَسَبَ / يَحْسِب (لا يَحْسُبُ)، وغيرها]. وأكتفي كمثال ببيت من الشعر لأبي الطيب المتنبي:

وَقَيَّدْتُ نَفْسي في ذَراكَ مَحَبّةً
وَمَنْ وَجَدَ الإحْسانَ قَيْداً تَقَيَّدا

فكلمتَيْ "الإحسانَ" و "قَيداً" هما مفْعولَيْ "وَجَدَ" منصوبَيْن بالفتحة، ولو لم يدخل هذا الفعل على الكلمتين لشكَّلتا جملة إسمية هي "ألإحْسانُ قَيْدٌ". إنتبه إلى أنّ "وَجَدَ" في هذا البيت استُعملت في معنىً لا يتمُّ إلاّ بمفعولَين، ولو اكتفيتَ بمفعولٍ واحد وقلتَ (وجَدتُ الإحسانَ) لتغيّر المعنى وأصبح وكأنّك تقول عثرتُ على الإحسان.

مفضل أن تُبحثَ هذه الأفعالُ فقط حين تأتي في النُّصوص. والأهمُّ من ذلك هو الامتناعُ – في المسار العامّ على الأقلّ – عن الدُّخولِ في القوانين الجافّةِ والّتي تفسِّرُ الواضح، نحو "يُشتَرَط في أفعال المقاربة والرجاء والشروع أنْ يكونَ خبرُها جملةً فعلية فعلها مضارع مجرَّد من "أَنْ" أو مقرون بها..."، والتي توهمُ الطّالبَ أنّه يدرسُ قوانينَ جديدةً، وهو في الواقع يستعملُ هذه الأفعالَ بهذه الشّروط حتّى في لغتِه المحكيّة، والأمثلةُ على ذلك في الفصحى وفي المحكيّة كثيرةٌ، ولا لزومَ لسردِها، وأكتفي بمثالٍ واحدٍ لمقارنة المحكيّة مع الفصحى: نقولُ بالفُصحى: [كِدْتْ أنْ أَنْزَلِقَ] ونقولها أيضاً [كِدْتْ أَنْزَلِقُ]. وفي المحكية نقول غالباً [رُحْت ما أَتْزَحْلَقْ] مستبدلين "أنْ" بِـ "ما" المصدرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل حسن نصر الله.. هل تخلت إيران عن حزب الله؟


.. دوي انفجار بعد سقوط صاروخ على نهاريا في الجليل الغربي




.. تصاعد الدخان بعد الغارة الإسرائيلية الجديدة على الضاحية الجن


.. اعتراض مسيرة أطلقت من جنوب لبنان فوق سماء مستوطنة نهاريا




.. مقابلة خاصة مع رئيس التيار الشيعي الحر الشيخ محمد الحاج حسن