الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القضية الإقتصادية في صياغة المعارضة الدستورية في الدولة الاسلامية الاولى

خلدون طارق ياسين

2013 / 7 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


للاسف ان الكثير ممن تناولوا تاريخ ظهور المعارضة الدستورية في الدولة الاسلامية الناشئة كان ينطلق من خلفيته المذهبية او بالمعنى الادق العقائدية فالكثير كان يرجع ظهور المعارضة الدستورية بعد انقضاء عصر النبوة وبالتحديد منذ احداث السقيفة والتي شهدت تسمية الخليفة غير ان المراجعة التاريخية للسيرة النبوية تكشف عن وجود تيارات معارضة دستورية شرعية كانت تمارس ضغوطاً على القيادة الاسلامية في وقتها , هذه المعارضة او قوى الضغط كانت تبرز او يظهر لها دور حاسم في الساحة عند توزيع الغنائم او مايسمى بالمصطلح الحديث ( اعادة توزيع الثروة ) حتى قال قائلهم لرسول الله ( اعطني مما اعطاك الله ) , ودفعت قيادة النبي بقرارها القسط الاكبر من الغنائم لحديثي العهد في الاسلام بعد معركة حنين الى جعل معكسر الانصار يموج بالاقاويل حتى اندفع زعيمهم يصارح رسول الله برأيه قائلاً له ( انما انا ابن قومي ) , هذه كانت معارضة دستورية بلاشك تتحرك في ساحات غير ضيقة بل رحبة رحابة الشريعة المحمدية السمحاء التي اعطت لاجلاف الصحراء الحق بالاعتراض وهم في اطهر حضرة شريفة , كانت تلك المعارضة تتجسد حين يتعلق الامر بالقضايا المالية والإقتصادية التي تشهدها الدولة الاسلامية , الا ان تلك المعارضة قد طورت في العصر الراشدي وتعاظم معها المحرك الإقتصادي بل القضية الإقتصادية حتى ظهر اشهر معارض في الحكم الراشدي هو الصحابي الجليل ( ابو ذر الغفاري ) الذي وصفه البعض الاشتراكي الاول والذي كان وبسبب تعلقه بالمبادئ الاسلامية يحارب مظاهر الترف والدعة والتي ظهرت في عصر الخليفة عثمان بن عفان , وقد كانت معارضة عنيفة اعلامية توعد المكتنزين , الى ان ضاقت به السلطات ذرعاً لتنفيه الى الربذه وسيرة هذا الصحابي تضرب لنا مثلاً مهماً في التعرف على اهمية القضية الإقتصادية في صياغة المعارضة في الدولة الاسلامية كما ان القارئ للاجتماع فوق العادة الذي ضم خنتي رسول الله والذي تناولته عدة كتب رصينة اهمها كتاب الفتنة الكبرى لعميد الادب العربي الدكتور طه حسين سيرى ان مجمل الاعتراضات العلوية على السياسة العثمانية كانت اعتراضات منبعها سوء ادارة ثروات الامة وسوء توزيعها اضافة الى الفساد الاداري والمالي والاثرة وهي امور كلها اقتصادية تدل على ان المعيار الإقتصادي كان معياراً حيوياً في صياغة تلك الاعتراضات ( لم تصاغ نظرية كارل ماركس من فراغ بل من رؤية تأسيسية منهجية وضعها هيجل كما وضع ادم سميث نظريته استناداً الى فلسفة الحرية الفردية , بيد ان النظرية الاقتصادية الاسلامية صيغت في مطلع القرن العشرين استناداَ الى بعض الايات القرانية والاحاديث النبوية وتطبيقات عصر الراشدين وهذه الطريقة في التأسيس لاتعتمد على منهجية رصينة , اذ ان الايات والاحاديث تشكل رؤية فلسفية للطبيعة والانسان والحركة التاريخية والتي عليها تستند نظريات النظم الاقتصادية )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تمنع مقدسيين مسيحيين من الوصول ا?لى كنيسة القي


.. وزيرة الهجرة السابقة نبيلة مكرم تصل لقداس عيد القيامة بكاتدر




.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بمراسم -النار المقدسة- في كنيسة


.. ما سبب الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الفصح؟




.. نشطاء يهود يهتفون ضد إسرائيل خلال مظاهرة بنيويورك في أمريكا