الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خواطر شيخ علماني

احمد الطالبي

2013 / 7 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


شكلت لحظة الأنوار بأوروبا مرحلة حاسمة في تاريخ البشرية،لما أسست له من صروح في البناء الديمقراطي معتمدة على مفاهيم افرزها الحراك السياسي و الفكري و الاجتماعي في دلك العصر.
ومن بين تلك المفاهيم , مفهوم العلمانية .
ولايهمنا هنا إعطاء تعريف للعلمانية، ولا التاريخ لها، بقدر ما يهمنا ما استفادته الشعوب الأوربية من تطبيقات هذا المفهوم في حقل التدبير السياسي , حيث تمكنت جراء ذلك من تحرير نفسها من سلطة الكنيسة التي كانت توظف الدين في دعم نفوذها بتحالف مع الإقطاع ، لاستغلال الإنسان والثروات .
وشكلت الثورة الفرنسية حدا فاصلا بين عهود الإقطاع و الاستبداد وعهود الحرية و الانعتاق, ولم يكن ذلك ليتأتى لولا وعي المواطن الفرنسي بأهمية الحرية.
و تجدر الإشارة إلى إن العلمانية كانت حصيلة حراك اجتماعي ، فكري ، فلسفي، سياسي تفاعل مع جرأة قادة الإصلاح الديني ، الشيء الذي وضع قاعدة لتأسيس وعي جديد و رؤية جديدة للعالم، أساسها التفكير في ما هو نسبي بما هو نسبي, والنسبي هنا يعني الزمني المتغير بمعنى آخر
الدينامية المجتمعية في كل أبعادها : علاقات أفقية وعمودية ، سير المؤسسات ،... .
فولجت المجتمعات الغربية أفقا جديدا حسمت فيه مع الحقد و الكراهية الناتجين أساسا عن التعصب الديني، لتلج حياة جديدة قوامها الاحترام المتبادل وضمان حرية الرأي والعقيدة و التعبد لكل شخص كيفما كانت ديانته أو جنسه أو أو أو ......
و إذا كانت العلمانية ، قد منحت كل هذا التماسك و الإسقرار والتقدم للمجتمعات الغربية ،عكس ما يحدث عندنا من اقتتال طائفي و تعصب ديني و حقد و كراهية وتكفيروعنصرية وهدر للدماء مجانا و باسم الدين.....
و إذا كانت العلمانية كما قلت سلفا فلا بأس أن أقول لكم :
- أنا علماني علماني علماني ....
- فانشروني في أحياء المدينة إن شئتم ..
- أو انشروني في القبائل إن شئتم ..
-أو إقطعوا لساني كما قطع لسان المعتزلي الجعد بن درهم...
- أو إدفنوني حيا كما دفن المعتزلي عمرو المقصوص...
- أو اقتلوني بالتقسيط كما الحلاج ............................

- اقتلوني كما شئتم وبأي طريقة ترون فيها لذتكم فأنتم أدرى بذلك مني ، ولكم أن تبقروا بطني و تأكلوا قلبي أو كبدي......

- لكن....... لكن ............
- عندما ترفعون سيوفكم لجز رقبتي ،لا تنسو أنني ، عندما أسمع الصوامع تصدح بالآذان ، أو أسمع أجراس الكنائس و ابتهالات المسيحيين ... أو اسمع تراتيل اليهود في معابدهم و ملاليحهم ... عندما أسمع كل ذلك أنتشي و أرفع عقيرتي و أصيح :
-الله أكبر...... لا إله إلا الله ...
-سبحان الذي جعلنا شعوبا و قبائل لنتعارف....
-سبحان الذي لو شاء لجعلنا على دين واحد أو ملة واحدة ،
-سبحان الذي لو شاء لآمن كل من قي الأرض جميعا،
لكن مشيئته في كونه شاءت أن نكون كما نحن.....
- وسبحان من منحنا عقلا لنعمله في إدراك معنى هذا الإختلاف بدل تعطيله و الركون إلى الكسل و استهلاك أفكار و قيم الأولين التي ما عادت تنفعنا في شيئ..سوى في جعل الآخر يضحك من جهلنا ....
يا أمة ضحكت من جهلها الأمم ..

يا أمراء الدم ، كفوا عنا ألسنتكم ، كفوا عنا سيوفكم ...وحتى إن رفعتموها في وجوهنا ، فلن نقول سوى ما قاله جبران خليل جبران {{ قدسوا الحرية لكي لا تصبحوا عبيدا }}.....نحن لن نكون عبيدكم ياقتلة مهما فعلتم بنا ...
أتعلمون لماذا ؟

- ببساطة لأننا عباد الرحمن الرحيم و أنتم عبيد الناتو و قطعان البيترودولار إخسؤوا يا جبناء....عاشت الحرية عاشت الحرية ،عاشت الحرية.....
-عاش الإنسان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج