الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعقيب على مقالة الكاتب السيد خالد الحروب

عبد العالي الحراك

2013 / 7 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نشر موقع الحوار المتمدن بتاريخ 21/7/2013 مقالا للاستاذ خالد الحروب تحمل عنوان (فرصة الانكشاف الاسلاموي في الحكم) .. صح لسان الكاتب عندما قال بما معناه ( ان الاسلام السياسي في مصراسقط نفسه بالسرعة التي لم تستطع اية وسيلة اخرى اسقاطه) لكنه لا يريد ان يعترف بهذا السقوط ولا يريد ان يتخلى عن السلطة بل لايريد اجراء انتخابات رئاسية مبكرة.. ما العمل اذن وما الحيلة؟ العمل والحيلة بيد الشعب المصري وقواه الشبابية الثورية والوطنية الديمقراطية التي طالبت وحذرت ثم توجهت الى الشعب وجمعت ملايين التواقيع للخروج الى الساحات والميادين وتحركت مجتمعة ولم يتحرك الجيش المصري الا لحماية الشعب وكانت الخطابات والبلاغات واضحة وصريحة وعلنية وهذا ما يتناقض ومفهوم الانقلاب العسكري الذي ينفذه العسكر في ليلة وضحاها وفي غفلة من الحكومة والدولة والشعب ايضا ثم يعلن الاطاحة بالنظام السياسي وسيطرته على الحكم بالاضافة الى اجراءات اخرى ضمن حالة الطوارئ التي قد تقصراو تطول وهذا لم يحصل في مصر في الثلاثين من حزيران. ثم يقول الكاتب( في مصر تم تفويت الفرصة....) ويقصد بها كما اعتقد فرصة السقوط الذاتي للاخوان المسلمين نتيجة فشلهم..ومن يستطيع القول انهم سيسقطون بمعنى يتركون السلطة تلقائيا دون ثورة شعبية ودون تدخل الجيش لاسنادها وحمايتها او دون حدوث مصادمات وقتل وعنف كما يحصل الان بسبب عقيدة وعقلية الاخوان المسلمين التي تعتبرالسلطة حق مطلق مكتسب شرعته لهم صناديق الانتخابات لمدة اربعة سنوات.. من يقول ان الاخوان المسلمين يستخدمون العنف البسيط ان صح التعبير الان او يهددون بما هو اشد لانهم ازيحوا من السلطة قسرا وهم يشعرون بالحيف والغبن وانا اقول لو لم يتدخل الجيش بهذه الطريقة المنضبطة والمؤدبة جدا لسالت الدماء بواسطة عنف الاخوان فرادى اواستخدامهم لقوة الجيش ذاته لوكانت للرئيس المخلوع سلطة مباشرة عليه ودون ان يباغته قادة الجيش انفسهم وفي مقدمتهم الفريق عبد الفتاح السيسي. لا يمكن اعتبار الجيش المصري قطعة ميكانيكية مسلحة تستخدم فقط للحرب والقتل,انما هم ناس جزء من الشعب لهم مشاعرهم الانسانية ومواقفهم الوطنية المشهودة على مرالتاريخ وليس كأي جيش من الجيوش العربية المسيسة حسب سياسة قائد الدولة او بعض جيوش الدول الافريقية التي يعيش قادتها على الانقلابات العسكرية او تلك الجيوش في بعض دول امريكا اللاتينية التي تحركها امريكا حسب مصالحها. الكاتب المحترم كأنه يؤمن ايمانا مطلقا بان الاخوان المسلمين سيتخلون عن السلطة بمحض ارادتهم بسبب تراكم فشلهم وبناءا على سياقات الديمقراطية التي جلبتهم الى الحكم وهذا تناقض في فهمه لطبيعة الاخوان الاسلامية وطبيعة الديمقراطية التي لا يؤمنون بها وانما يستخدمونها فقط للوصول كواسطة نقل الى الحكم والسلطة ثم يرمونها عرض الحائط, وما اجراءات الرئيس المخلوع محمد مرسي العديدة الا دليل على ذلك,متناسيا ايضا او مهملا لدورالشعب الذي نفذ صبره قبل ان ينفذ صبرالجيش او القيادات الوطنية المنافسة للاخوان المسلمين.لا يمكن الطلب منه اي من الشعب ان يمدد او يؤجل صبره وقراره , فلوان الجيش تحرك قبل الشعب لكان انقلابا لكن الاخير قد تحرك ونزل الى الشارع بطريقة منظمة وراقية لم تستطع الاحزاب الوطنية والديمقراطية المنظمة ذاتها ان تفعل ما فعله وهي تخجل من نفسها لهذا انقادت هي الاخرى خلفه فكيف لا ينقاد الجيش وعقيدته تأمره ان يتحلى بالاقدام والشجاعة وحماية كرامة الشعب وامنه؟ كما ان الجيش الذي تدخل بدافع وطني لم تسانده قوة خارجية لا بالكلام ولا بالفعل بل وقفت بعض الدول والاحزاب ذات المصلحة مع الاخوان المسلمين بالضد منه. لايمكن حساب المدة التي سيستمرفيها الاخوان المسلمون بالحكم والسلطة حتى ينكشف امرهم لذواتهم وقد انكشف للشعب وقواه الشبابية والوطنية الديمقراطية الذي لا يمكن ايضا
قياس او حساب درجة صبره فهو الذي يعرف ذلك وهو الذي يقرر وقد قرر وتصرف .. اما اذا تركت الامور للتلقائية فقد يتدخل الجيش بايعاز من الرئيس المخلوع لقمع الشعب وهذا اكيد لطبيعة العقلية الاستبدادية المطلقة الاخوانية خصوصا والاسلامية عموما وقد حصل على الارض في تركيا اخيرا ازاء المظاهرات السلمية التي قام بها الشعب التركي في ميدان التقسيم ومناطق اخرى في عموم تركيا وكيف كان قمع قوات الجيش والشرطة ضد المتظاهرين التي لم يسلم منها حتى الاطفال والاحداث.. او ان تستمر المظاهرات المؤيدة والمعارضة تتطاحن في الشوارع والميادين ويؤخذ حينئذ على الجيش جبنه وخذلانه او انحيازه للسلطة وعندها سيعتبر خائن.. يستمرالكاتب بموقفه من الجيش وكأنه اداة ميكانيكية عندما يفترض بانه سيعلن حالة الطوارئ قريبا وكانما غابت الحكومة وتنصلت عن واجباتها التي حددتها لها خارطة الطريق وهي حكومة مدنية بامتياز ذات خبرات متراكمة وكفاءات معروفة ومشهود لها خاصة في جانب القانون والاقتصاد وهو الاهم في هذه المرحلة, قد تخطأ الحكومة او تتأخر لكن لا مجال لتدخل العسكر باعلان حالة طوارئ دون ان يمنع تدخله للسيطرة على الحالات السلبية التي يقوم بها الاخوان المسلمون عند الضرورة كاستخدام الغازات المسيلة للدموع او منع المتظاهرين من الاقتراب من اماكن مهمة وحساسة, لهذا لا يجوزالتفكير بوضع الجيش في قالب واحد انما دراسة الحالة بجميع جوانبها واحتمالاتها وتقييمه ايجابيا لانه يدعم الديمقراطية والحياة المدنية ضد الاستبداد والحياة الاخوانية المفروضة على الشعب المصري. ارجو ان لا يكررالوطني الديمقراطي ما يقوله الاخوانيون, دعهم يقولون ما يشاؤؤن حول فرصتهم في الحكم وشرعيتهم التي انتهت ولن تعود مهما بكوا وتباكوا..انهم يعتبرونها اربعة سنوات مطلقة مهما اقترفوا ومها فعلوا دون حق للشعب بعزلهم كما جاء بهم سواء عبر صناديق الاقتراع او من خلال ثورة شعبية عارمة..لهذا لا اعتقد ان بمقدور السيد الكاتب ان يطلب من الشعب المصري ان يصبر الى ما بعد الاربعة سنوات لان الاخوان لا يتنازلون دونها لانهم يعتبرونا حق مطلق كما لا يجوز تأنيب القوى الوطنية والجيش على ما قاموا به لانهم ايدوا الشعب وساروا خلفه ملبين..اود ان اقول للسيد الكاتب بانه لم تتحالف جميع القوى الخارجية مع الجيش لازاحة الاخوان المسلمين عن السلطة بل بالعكس معظمها شكك بالثورة وبعضهم اعتبرها انقلاب خاصة اولئك المتحالفين مع الاخوان والمستفدين منهم والبعض الاخر وقف بين المسافتين بانتظار مصلحته مع اية جهة ستكون, فقط قوى الشعب المصري كافة اصطفت مع شعبها. اتمنى وارجومن الحكومة المصرية الان والقوى الشبابية والوطنية ان تقدم على ثورةات مكملة اخرى واقصد ثورة قانونية تمنع الاخوان المسلمين وسواهم من تشكيل احزاب سياسية على اساس ديني وثورة ثقافية تعمق الديمقراطية عبر مؤؤسساتها ومجتمعاتها المدنية تسبقها او تترافق معها ثورة اقتصادية توفر للشعب حريته وعيشه وكرامته الانسانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وصول البابا تواضروس الثاني للكاتدرائية المرقسية بالعباسية ل


.. قوات الاحتلال تمنع مقدسيين مسيحيين من الوصول ا?لى كنيسة القي




.. وزيرة الهجرة السابقة نبيلة مكرم تصل لقداس عيد القيامة بكاتدر


.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بمراسم -النار المقدسة- في كنيسة




.. ما سبب الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الفصح؟