الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حصوات بنات قيس

عامر موسى الشيخ
شاعر وكاتب

(Amer Mousa Alsheik)

2013 / 7 / 24
المجتمع المدني


تقول الاسطورة الاغريقية بأن : سيزيف أو سيسيفوس كان أحد أكثر الشخصيات مكراً بحسب الميثولوجيا الإغريقية، حيث إستطاع أن يخدع إله الموت ثانتوس وتكبيله، مما أغضب كبير الآلهة (زيوس)، فعاقبه بأن يحمل صخرة من أسفل الجبل إلى أعلاه، فإذا وصل القمة تدحرجت إلى الوادي، فيعود إلى إصعادها إلى القمة، ويظل هكذا حتى الأبد، فأصبح رمزا للعذاب الأبدي.
هذا العذاب صار رمزا للجميع بمعزل عن المكر ، العراقيون على امتداد الزمن امتزجت حياتهم بعذاب أسطوري سرمدي فمنذ التشكيل الاول لهذه الارض كان العذاب مرافقا لكلكامش وهو يبحث عن الخلود وأيضا لسلالته حتى صار العذاب طقسا عراقيا واذا رأيت عراقيا غير معذب هذا يعني أن خللا ما قد حدث في الوجود .
عودة على سيزيف حامل الحجر الذي ظل هكذا حتى النهاية الحتمية و قصة حصوات بنات قيس !! كانت لدى صديقي الكاتب والصحفي قيس العجرش والذي يحمل من سيزيف حرفي السين والياء وكذلك قدر العذاب العراقي ، زيارة للسماوة مؤخرا حيث جاء في مهمة صحفية لها علاقة ببحيرة ساوة وتسجيل ما تركه الزمن على هذا المعلم الطبيعي ، ما يميز قيس الطيبة المفرطة وقدر حتمي اسمه حب العراق وبغداد ، ونحن على ضفاف ساوة فتح قيس صندوق سيارته ليخرج شيء منها ! قال قيس لاحظ معي هذه ..!! كنت في كوردستان العراق في سفرة عائلية ولدى بناتي هواية خاصة هي تجميع الحصى من الجبال وتحديدا في أربيل ودائما ما يجمعن هذه ( الحصوات ) في السيارة ، وهنا انا في ساوة الجنوبية أحمل تلك ( الحصوات ) لكي أضعها في القسم الجنوبي من العراق ، مثلما سيزيف يحمل صخرته صاعدا نازلا ( لكن ليس مثل سوق الدولار أو الخضار ) لان الحصى خارج دائرة قوانين البنك المركزي المصاب بداء التعثر المستمر !.
سألته هنا ألا تعتقد بأن ارض العراق موحدة غير قابلة للتقسيم ؟، قال : ومن قال بأن العراق فيه قابلية للتقسيم ، مشكلة العراق ان سياسيه منقسمين على أرض موحدة ، نحن العراقيين نحب الحياة بلا إَضافات خارجية أو تسميات فرعية نحن نحب الانسان المجرد بكونه إنسان فقط ، وحصوات بناتي أكدن بأن أرض العراق واحدة لا تقبل القسمة على الطائفية أبدا!
و في القرن الأول قبل الميلاد فسر الفيلسوف الأبيقورى لوكريتوس أسطورة سيزيف كتجسيم للساسة الذين يطمحون و يسعون باستماته إلى الكرسي والمنصب السياسي و أنهم مهزومون مغلوبون في مسعاهم بصفة دائمة مستمرة، و أن السطوة و السلطة مجرد شيء فارغ خاو في حقيقتها، تماما مثل دحرجة الجلمود لأعلى التل .
اما نحن فليس لدينا مكر أو خداع وليس لدى قيس وبناته شيء من هذا نحن مصابين بداء عشق الارض ، نحن ما زلنا نحب العراق مثل طفل يعشق لعبته أو بنت تعشق دميتها ، وانا ما زلت أحبكم وأحب السماوة ، وما زلت أدون وأكتب لقطات عراقية سماوية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ميقاتي: نرفض أن يتحول لبنان إلى وطن بديل ونطالب بمعالجة ملف


.. شاهد: اشتباكات واعتقالات.. الشرطة تحتشد قرب مخيم احتجاج مؤيد




.. رغم أوامر الفض والاعتقالات.. اتساع رقعة احتجاجات الجامعات ال


.. بريطانيا تبدأ احتجاز المهاجرين تمهيداً لترحيلهم إلى رواندا




.. جولة لموظفي الأونروا داخل إحدى المدارس المدمرة في غزة