الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الدين ..وتربية الذات
اسعد الامارة
2013 / 7 / 24الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
إنه عالم متغير،عالم متحول ، سريع في تغير وأختلاف المذاهب وتحولها ، تداخلت السياسة بالدين وفسرت الدين ،ماذا عسانا أن نفعل بعد ذلك؟ هل التفسير السياسي لامور الدنيا ديني أم تفسير الدين لامور السياسة دنيوي؟
يعرف إن الدين هو تربية ، وتعلمنا الاديان ان يبدأ الانسان بتربية الذات ليبدأ بتربية الأخرين كما يقول علماء النفس والاجتماع لا استثناء لهذه القاعدة ، إنها قانون لا يعرف الرحمة قاس بقسوة الماس، ماذا نقول عن طبيب يداوي الجسد وهو لايعرفه؟ أو عن رجل دين يعظ الناس وقلبه زاخر بالعداوة؟ نقول عنهما إنهما في غير المكان المناسب لهما وهو حالنا اليوم .
هل اصبح الطبيب لايفقه بالطب لانه فقد آدواته وموضوعيته العلمية وانسانيته؟ وهل فقد رجال الدين آدواتهم وموضوعيتهم وانسانيتهم واستبدلوها بالتعصب والتطرف للدين أو للمذهب أو للطائفه؟
إن الدين يصنف الناس على حسب ما يرغب ؟
يهودي ×مسيحي
مسيحي×مسلم
شيعي × سني
سلفي × رافضي
وبناءاً على ما تقدم بوسع أي شخص أن يصبح رجل دين في فترة قصيرة اذا استطاع أن يصنف الناس على مذاهبهم أو على اديانهم وهو لمجرد تأكيد الذات ، ليس إلا .. والدين كما هو معروف منذ الازل هو تربية وتعديل للسلوك ، وعلم النفس يؤكد أن دور كل مرب يكمن في أن يقود إلى معرفة الذات ، إلى الحقيقة والتوازن ، إلى معرفة الذات لكي يعرف الآخر..أن يعرف ما يؤمن به الآخر ، لأن احترام الأخر ينبع من احترام الذات .
عرُف عن الدين إنه تربية بطريقة مختلفة تماما عن ضروب التربية الاخرى مثل التربية العنصرية أو الطائفية أو النازية أو الضيقة، إنه تربية الإنفتاح وقبول الآخر ، ولكن ظهر في السنوات الاخيرة إن "الدين" يحرض اتباعه على تضييق الخناق على فكر الاخرين ،ولكن فلسفته قامت اساساً على تحرر الفكر من عبودية الاوثان واطلاق العنان للتفكير والتفقه وصولا لفلسفته نحو التوحيد بدلا من احتجاز الفكر في ضروب من التضييق .
عرف عن الدين ايضاً إنه يهدف إلى البحث عن كمال الإنسان من خلال كمال ملكاته واتساعها في معرفة الخالق والتسامي بسلوكه بمرتبة الانبياء والتوحد بهم كتعيين ذاتي لا شعوري ، عكس نقيضه في سلوك العنف.
علمتنا معرفتنا النفسية بسبر اغوار النفس إن نتيجة تربية الدين هي على الاغلب ترويض النفس وأنسنة الانسان نحو سلوك المسالمة وليس نقيضه. وجدنا في بحوثنا عن النفس الانسانية إن الدين ورجاله يفرضون تربيات خاطئة منحرفه عن ما انزلت به الكتب السماوية أو الفلسفات التي انتهجت الدين غير السماوي في تطبيقاتها وهذا يذكرنا بأن الرجال القائمين على التربية الدينية "عصابيون" مرضى النفس ، وليس الدين هو المريض، وبسبب عصابهم "نفسياتهم المريضة" تكون الموعظة الدينية مختلة عقلياً لانها صدرت من ذات مريضة ومختله عقلياً ، أياً كان انتماءها، او طائفتها ، أو مذهبها؟
هل الدين دعوة للعدوانية؟ أم دعوة للمصالحة مع الذات.
المصالحة مع الذات بالتأكيد تقود لقبول الآخر ،ونقيضه هو نهج السلوك العدواني ، ذلكم هو المشكل الكبير اليوم ..وما سيواجهنا به المستقبل للجيل القادم ، هل هو جيل صحي ؟هل هو يحمل الموضوعية والحيادية في اصدار الاحكام على الناس أو الاشياء أو عادل في حكمه على قضايا الناس؟ نشك في ذلك لانه تَشبعَ اليوم بالتطرف ونبذ الآخر ..إنه تربية الدين الحاضر ..دين التطرف والذبح! دين رفض الاخر من يختلف معه في المذهب (سني×شيعي) - (سلفي× رافضي) دين ( نصراني ×مسلم) ..ستترك لنا هذه التصنيفات عقد نفسية ومشاكل لا حصر لها ..حتما سيحمل لنا المستقبل مزيداً من الاضطراب ، لأن التربية اليوم كلها خاطئة ..تقوم على الدين المعوج .
يقول علماء النفس أن المشاكل النفسية تزداد حيث أن تفسير الامور ينحى منحى التطرف فيكون الانسان غير قادر على التكيف السريع مع المتغيرات الاجتماعية المتطورة ويضيف علماء النفس إذا نظرنا إلى عمر الانسان نجد أن جهازه العصبي كان في حالة وئام وانسجام مع المجتمع ملايين السنين ، وفي السنوات الاخيرة تزايدت الاحداث المتطرفه والدعوة الى الدين المتطرف والسلوك العدواني وممارسات العدوانية بأسم الدين فلذلك تغيرت كل القيم الحضارية بشكل يصعب على الجهاز العصبي البشري أن يلحق بهذا التغيير السريع في قبول التطرف والعنف كمسلك لحل الاشكالات اليومية ونبذ الاخر وقتله لانه مختلف معي بالفكر والمذهب والطائفة والدين ، هنا سيجد الجهاز العصبي صعوبة شديدة في التكيف ومن هنا تنشأ الاضطرابات النفسية بشكل موسع وغير مألوف ، ولقد خلق الله تعالى الإنسان منذ البداية إنساناً سويا، وهو آدم "ع" أبو البشر جميعا، وارشده إلى عبادة الله سبحانه وتعالى وتوحيده قال تعالى : (فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرت الله التي فَطرَ الناس عليها لاتبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون)"الروم30".
تؤكد الادبيات في علم النفس والدراسات الميدانية قولها : دائما ما يسبق العدوان موقف إحباطي ..أي يشعر الإنسان أنه قادر على الوصول إلى هدف ما بالرغم من يقينه بسهولة الحصول على هذا الهدف ، إلا انه يحس بظروف تحول دون ذلك ، هنا يتولد الموقف العدواني .. هل اتيح للدين هذه الجدلية ورجالاته بإستخدام آليات القتل والذبح والاستهداف المتعمد للآخر من بني آدم لكي يحقق اهداف الله في الدين أو اهداف السياسة في الدين؟ هل وجد القائمون الجدد على الدين إنه الإحساس بالإحباط مما ادى إلى السلوك العدواني؟ وهو الاسلوب الاسهل بتصنيف الناس إلى : مسلم ومسيحي ، سني وشيعي ، سلفي ورافضي ..الخ لكي يتم بعد ذلك ممارسة اساليب الدين الجديدة بالقتل أو الذبح . إن هذه التسميات تركت فحوى الدين وصار الهتاف تحت تأثير الجماعة يزيد عامل الايحاء مثل ما يحدث في دين هذه الايام .. هتاف واحد والباقي ينضم لنا وبخلافه فهو خارج عن الدين ..إن لم يؤمن بما أؤمن وجب عليه قصاص الله ..القتل!! هنا علينا ان نقف قليلا وننظر للدين بأنه شبيه بفكرة الحرب ..وهواستمرار واسع للسلوك العدواني .. والرغبة في تحطيم الآخرين وانهائهم ، وإلغاء معتقداتهم وما يؤمنون ؟
دعونا نتسائل :
هل الحرب غريزية في الانسان؟ ام مكتسبة نتيجة الظروف والمحركات البيئية والسياسية.
هل الدين غريزة في الانسان ؟ أم يكتسب ؟
بالتأكيد أنه يكتسب في كلا الحالتين ، ولكن الانسان في داخله متربص بنزعات الحرب والسلوك العدواني ، واذا ما وجدت الدوافع والمبررات فسوف تولد في اعماقه هذا السلوك ،سواء أكان الدافع وطني أم اقتصادي أم قومي أم نفعي أم ...ديني.. والأمر سيان أذن . فالدين لم يكن للانسان معُين للتسامي بسلوكه، ربما هو دافع نحو العدوانية والسلوك الوحشي الذي لم تطبعه تعاليم آدم "ع" أو تعاليم موسى "ع" التوحيدية أو تعاليم عيسى "ع" المسالمة أو تعاليم محمد"ص" بمنهجية الحياة المتكاملة بصياغة القرآن المحكمة من الله ، ولا بما جادت به المدارس الفلسفية في تفسير الاسلام وهي المذاهب، اذا ما سلمنا جدلا بانها اتجاهات متنوعة لاغناء الفكر والدين وتفسير قضايا الحياة المتجددة ، ونعود لبداية مقالنا بقولنا : إنه عالم متغير،عالم متحول ، سريع في تغير وأختلاف المذاهب وتحولها.. انه الاختلاف المؤدي الى تصنيف البشر تصنيفا تعسفياً لا يرقى إلى انسانية الإنسان فنرى الجميع مندفعين بشغف غريب للمشاركة بهذا التصنيف، هذا التصنيف الذي يؤدي الى أوهام وخيالات في العنف وفي اشكال المبالغة والبحث عن متعة التعذيب اذا ما تبوأ احدهم منصب في ظل هذه الظروف المستعرة بالتمزق الديني والطائفي ، وكل منهم يرى في مذهبه أو طائفته أو دينه الصحة وغيره الخطأ والرذيلة .. انهم يعيشون المتعة في مسارات العنف والقتل والاغتصاب بأسم الجهاد الرباني – الديني .. إنه العدوان .. مشكلة شديدة العمق ، عظيمة الغموض، والفظيع إذا ما لبست لباس الدين أو المذهب .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. بيلوسي لـCNN: نتنياهو انحرف عن المسار.. ودعمنا الدائم لإسرائ
.. نازحون بلبنان ينامون في الشوارع والخيام على -كورنيش بيروت-
.. إسرائيليون يشيعون جنديًّا قُتل في هجوم لطائرة مسيرة تابعة لح
.. أمير قطر: لن يكون أمام إسرائيل بعد كل هذا القتل والتدمير سوى
.. كلمة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في افتتاح مجلس