الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما الغاية من حياتنا وما الهدف منها بلا دين؟

هشام آدم

2013 / 7 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كثير من المُتدينيين يُمارسون نوعًا من الشفقة والرثاء المُصطنع ضد اللادينيين والمُلحدين، على اعتبار أنَّهم يعيشون على هامش الحياة، ولم يفهموا الهدف السَّامي من وراء وجودهم أحياء على ظهر هذا الكوكب. يروننا كائنات بعيدة عن "الله" وعن مُتعة القرب منه، وعوضًا عن اختيار هذا الهدف النبيل، وهذه القيمة الإنسانية السَّامية-;- قرروا أن يعيشوا ليأكلوا ويشربوا ويموتوا تمامًا كما تعيش البهائم دون أن تُدرك القيمة الحقيقية لهذه الحياة أو أن تستبصر الخطة الإلهية المرسومة لنا من أجل أن تمنحنا حياةً أبديةً وسعيدةً قريبًا منه ومن قداسته. في هذا المقال سأحاول كشف النقاب عن هذه الغائية وهذا الهدف المزعوم، لنعرف أيُهما يجدر به أن يشعر تجاه الآخر بالرثاء والشفقة: المُتدينون أم اللادينيون.

الحقيقة البديهية التي لاريب فيها أنَّ حياتنا هذه هي مُجرَّد صُدفة جميلة ولن تتكرر، كما يقول أحد أصدقائي، ومن العبث والسَّذاجة أن نفترض الغائية من وُجود شيء لم يُوجد إلا بالصدفة المحضة، ولكنها دوائر الوهم التي يُحب المُتدينون العيش داخلها لأنَّها، بطريقةٍ ما، تُشعرهم بالسعادة والأمن والامتياز. وفي سبيل توصيل فكرتي بشكلٍ أكثر دقة، سوف اضرب مثالًا تمثيليًا لتقريب الصورة إلى مستواها الحقيقي.

ياسر شابٌ في مُقتبل عمره، كان يعشقُ فتاةً تسكن في ذات العمارة التي يقطن فيها. تبادلا نظرات الحب والغرام، وتقابلا سرًا بعيدًا عن أعين الوشاة. تعاهدا على الزواج، ورسما الخطوط العريضة لحياتهما، وقررا أن يُنجبا طفلين: ذكرًا وأنثى، واتفقا على تسميتهما: أحمد ومنى، وكان سعيدًا حتى ذلك اليوم الذي تفاجأ فيه بزواج حبيبته من رجل غني ورحيلها معه إلى عالمه. عانى ياسر من صدمةٍ عاطفيةٍ قويةٍ جعلته يكره كل الفتيات ويتعامل معهن بطريقةٍ لم يعتد عليها من قبل.

بعد مرور عامين تعرَّف على فتاةٍ أخرى استطاعت أن تجعله ينظر إلى الحياة بتفاؤل مُجددًا. تسللت هذه الفتاة إلى قلبه بخفقةٍ مُدهشة، ولم يمض وقتٌ طويلٌ حتى تزوجا وعاشا معًا واتفقا على أن يُنجبا طفلين: ذكرًا وأنثى، واتفقا على تسميتهما: أحمد ومنى. ومرَّت حياتهما هادئةً بلا شيء يُكدِّرها على الإطلاق.

إذا افترضنا أنَّ ياسرًا وزوجته كانا سليمين وبإمكانهما الإنجاب فعلًا، وإذا افترضنا، كذلك، أنَّ نتاج المُعاشرة الزوجية الناجحة سيكون مولودًا ذكرًا، وليس أنثى أو زوجًا من التوائم، فإنَّه ولاشك سيُسمَّى (أحمد)، ولكن كيف سيأتي أحمدٌ هذا؟ من المعلوم أن الرجل السليم عند القذف أو مرحلة الشبق Orgasm يُخرج ملايين الحوينات المنوية التي تنطلق من مكانهما في الخصيتين عبر القضيب لتأخذ طريقهما داخل مهبل المرأة في صراعٍ محمومٍ بين ملايين الحوينات المنوية لتخصيب بويضةٍ واحدة. وإذا افترضنا أن عدد الحوينات المنوية التي سوف تنجح في الوصول إلى البويضة لتتنافس على تلقيحها هي 1000000 حوين منوي، فإنَّ احتمالية نجاح حوين واحد في اختراق جدار البويضة وتخصيبها هو 1/1000000 وهي نسبةٌ ضئيلةٌ جدًا، ولكن ضآلة هذه النسبة لا تعني العدم أو الاستحالة فدائمًا هنالك حوين منوي ينجح في هذا الصراع المحموم باختراق جدار البويضة وتلقحيها.

وإذا رقمنا الحوينات المنوية من 1 إلى 1000000 فأي هذه الحوينات يُمكن التكهن بنجاحه في تخصيب البويضة؟ لا أحد بإمكانه التكهن أبدًا، ولكننا فقط نعلم أن حوينًا واحدًا فقط هو من سينجح في ذلك، وطالما أنَّنا استبعدنا في مثالنا هذا إنتاج مولود أنثى، وحصرنا مثالنا هنا في إنتاج مولود ذكر، فإنَّنا سوف نصل إلى نتيجةٍ مُفادها أنَّ هنالك 1000000 أحمد مُرشح في هذه العملية، لأنَّ سمات كل مولود سوف تتحدد بناءً على نوع الحوين المنوي الذي سوف ينجح في تخصيب البويضة، والناتج أنَّ الحوين المنوي رقم 7441 لو نجح في اختراق البويضة سوف يُنتج لنا مولودًا مُغايرًا عن المولود الذي سوف ينشأ عن تلقيح البويضة بواسطة الحوين المنوي رقم 112 أو 902 أو 882 أو أيٍّ من الحوينات المنوية في هذه العينة المكونة من 1000000 حوين منوي.

وإذا افترضنا أنَّ الحوين المنوي رقم 1023 هو من نجح أخيرًا في تلقيح البويضة، ونشأ عنه مولود ذكر، هو في آخر الأمر (أحمد) المُنتظر، فإنَّ ذلك سيكون قد حدث بالصدفة المحضة، لأنَّ هذا الأحمد بهذه السِّمات التي أصبح عليها كان من المُحتمل جدًا ألا يكون، فقط إن كان والده ياسر قد تزوَّج من الفتاة الأولى أو أيّ فتاةً أخرى غير تلك التي تزوَّجها، والأكثر من ذلك أنَّه ما كان له أن يكون لو لم ينجح الحوين المنوي رقم 1023 تحديدًا في تلقيح تلك البويضة تحديدًا، فأي صدفةٍ عظيمةٍ ونادرةٍ تلك!

عندما يكبر أحمد ياسر لأبوين مُسلمين أو مسيحيين أو هندوسيين، سوف نجده يستخدم حجة الغائية والهدف السَّامي من وراء وجوده، دون أن يفطن إلى أنَّ وجوده نفسه كان صدفةً مُدهشة كان من الممكن لها جدًا ألا تكون، وأنَّ احتمالية وجوده كانت تقترب من العدم والاستحالة. ولكن هل هذا يعني أنَّ حياتنا بلا معنى وبلا هدفٍ فعلًا؟

الحقيقة، أنَّ كل واحدٍ فينا بإمكانه أن يرسم أهدافه في هذه الحياة كما يُريدها هو، وليس كما خُطط لهامُسبقًا، وسوف تكون هذه الأهداف مبنيةً على ميولنا الشخصيَّة ورغباتنا الذاتية، كُلٌ فيما يبرع فيه، ومن المُعيب فعلًا أن يكون هنالك إنسانٌ بلا هدف في هذه الحياة. ولهذا أقول-;- أحبوا أنفسكم، اشتغلوا عليها، وطوروا مهاراتكم. كونوا نافعين لعوائلكم ومُجتمعاتكم. ساعدوا الفقراء، أحبوا زوجاتكم، وربوا أطفالكم جيدًا ليكونوا، أيضًا، صالحين لمُجتمعهم، ذلك خيرٌ من أن تغرقوا في الوهم، وتعتقدوا أنَّ الهدف من حياتكم هو ليس الحياة هنا وإنَّما الحياة في مكانٍ آخر بعد الموت! فهذا لهو السخف بعينه. نحن الذين نخلق أهدافنا لأنفسنا، ومن يعتقد أنَّ المُلحدين أو اللادينيين يعيشون بلا هدف واهمون مرتين: فمرَّةً عندما ظنّوا ذلك، ومرةً عندما ظنوا أنَّ التعلق بأستار الوهم قد يكون هدفًا ساميًا ونبيلًا، وفي المرَّة القادمة، عزيزي، المُتدين، عندما تتهم مُلحدًا بأنَّه بلا هدف في هذه الحياة، تذكر أنَّك تتكلَّم عن نفسك، فالمُتدينون هم الذين لا يُخططون لأيّ حياةٍ في هذه الحياة لأنَّهم مُنهمكون في التخطيط لحياةٍ يعتقدون بوجودها بعد الموت، كم هو مُحزنٌ ذلك، ومُثيرٌ للشفقة في الوقت ذاته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ايها المؤمن عليك الحسم والاختيار!
ملحد ( 2013 / 7 / 24 - 17:49 )
ايها المؤمن عليك الحسم والاختيار الان وليس غدا !!
هناك اختياران لا ثالث لها! فعليك الحسم والايمان باحدهما:

1- اله وهم بلا صوت او صورة وبلا لون او رائحة او كتلة او كثافة .....الخ اي من الناحية العلمية البحتة = عدم اي لا شئ وهذا الاله الوهم يطلق عليه اسم ( الله ).

2- الاختيار الثاني دماغ الانسان ( = عقله ). اليك بعض ابداعاته( = خلقه )
- .علماء ينجحون في التحكم في مروحية موجهة بإشارات المخ !!

http://www.bbc.co.uk/arabic/scienceandtech/2013/06/130605_thought_control_chopper.shtml

- كمبيوتر صيني ينفذ اكثر من 33 الف تريليون عملية حسابية في الثانية!

http://www.farfesh.com/Display.asp?catID=128&mainCatID=127&sID=135738

السؤال الذي يطرح نفسه الان :

ايهما اعظم ? ذلك الاله الوهم العدم المسمى ( الله ) ام دماغ الانسان وعقله?

ايها المؤمن انزع هالة القداسة عن معتفدك لفترة وجيزة, ثم حكم عقلك واختار.


2 - صحة نظرية الصدفة والعشوائية
مروان سعيد ( 2013 / 7 / 24 - 19:50 )
تحية لك الاستاذ هشام ادم المحترم وتحيتي للجميع وخاصة الملحدين
حصلت معي حالة غريبة كانت هوايتي تصليح الدارات الالكترونية وكنت احتفظ بكثير من القطع من ترانزيسورات والموحدات والمقاومات بالمستودع وبعد اربعين سنة اردت ترتيب المستودع فتحت علبة القطع الالكترونية وجدتها اصبحت كمبيوتر وبعد تغذيته بالكهرباء عمل بشكل جيد
ياسيدي بالاعمال الفنية والابداعية لامكان للصدفة والعشوائية
ملايين من الناس شاهدوا سقوط تفاحة على الارض ولكن واحد فطن وفكر بالجازبية
ولم تشرح لنا كم يلزمنا من الوقت والتفكير والكلفة لصنع رحم مثل رحم الام الذي هو معجزة من معجزات الصانع العظيم فهل تكون بالصدفة
يا سيدي الانسان الى الان لم يخترع شيئ جديدا انه يقلد الصانع العظيم شاهد الطير اخترع الطيارة شاهد العين اخترع الكمرة شاهد السمك اخترع الغواصة
واخيرا اشكرك على موضوعك الجميل الذي اتاح لي التعبير عن رائي واني احترم رائيكم ولكن اتمنى ان تنظر الى جسمك فكل خلية تنطق بوجود صانع عظيم كيف تذهب العين لمكانها اوتوماتيك ولا تظهر بالبطن مثلا او باليد
وللجميع كل المودة


3 - تعليق
عبد الله خلف ( 2013 / 7 / 24 - 20:18 )
توجد مغالطات كبيره في المقاله , فالكاتب يرى أن الصدفه هي التي أوجدت الكون ثم الحياه!... و هذا خطأ لا يغتفر , المهم , لو كان كلام الكاتب سليم ؛ من أن الصدفه هي السبب ؛ فيوجد علماء ينكرون كلامه , جمله و تفصيل .
العلماء يرون أنه لا بُد لكي يتشكل الكون على الهيئه هذه , أن يحتاج إلى 1 على 10 أس 10 أس 127 .
يعني أن العشوائيّه أو الصدفه أمر مستحيل , لذلك , الإستشهاد بالصدفه أمر لا يُعتد به .
ثم يعرج الكاتب إلى أن الحياه بعد الموت عباره عن وهم!... المشكله هي أن العلم يخالفه , فالعلم يؤكد وجود الوعي و الشعور بعد الموت , راجع :
نظريّة : (البيوسنتريزم) .
مؤسس هذه النظريّه , هو : (روبرت لانزا) .
و هو : طبيب أمريكي , و عالم , يعمل مسؤولاً علمياً عن أبحاث تقنيّات الخلايا المتقدمه act في معهد الطب المتجدد التابع لمدرسة الطب في جامعة (ويك فورست) الأمريكيّه .
يقول (إي دونل توماس) الحائز على (جائزة نوبل) في (الفيزيولوجيا و الطب) عن هذه النظريّه : [لا توجد عباره مقتضبه تفي حق هذا العمل البحثي] .


4 - تعليق على مقال هشام صدفة
مرتضى رضا ( 2013 / 7 / 25 - 00:04 )
بما انك وليد(الصدفة)فهل التي تسيرك وتتحكم فيها ام انها تتخلى عنك بعد نضوجك ليتحكم عقلك بك بعد ذلك،وهل هذه(الصدفة) خاصة ب(الصدفيين) ام بجميع الخلائق.بحق هذه (الصدفة)ظالمة لانها لم تجعلك هشام لينين او ماركس واكيد هذان افضل من اّدم الذي اعتذر منه مسبفا لان ما يلبسه في قدمه عندي اطهر منهما.


5 - لافرق
عبد الله المهدي ( 2013 / 7 / 25 - 01:26 )
ناتج تلقيح البويضه بالحيوان المنوي رقم واحد هونفسه ناتج تلقيحها بالحيوان المنوي رقم مليون
طالما مصدر الحيوانات المنويه هو الشخص نفسه - فالشريط الوراثي واحد ولكن اندماج الحيوان المنوي بالبويضه ينتج عنه اعاده ترتيب للشريط الوراثي للجنين يترتب عليه الاختلاف العضوي
بين جنين واخر من نتاج العلاقه الجنسيه لنفس الطرفين في مرات مختلفه


6 - مروان سعيد
هشام آدم ( 2013 / 7 / 25 - 01:56 )
الأخ مروان سعيد من المُؤسف أن مُقاربات ساذجة (كالمُقاربة بين الكائنات العضوية والآلات التصنيعية) قد تستهوي بعض المثقفين من أمثالك، فالفارق كبير جدًا بينهما ففي حين أنَّ أجزاء المُركبات التصنيعية غير ممتلكة لوعي ذاتي يجعلها غير قادرة على الاتحاد والتفاعل من تلقاء نفسها فإنَّ أجزاء المُركبات العضوية تمتلك هذا الوعي وهو ما يجعلها متمتعة بخاصية أخرى أكثر أهمية وهي التطور الذاتي التدريجي في حين أنَّ أجزاء أي جهاز سوف تظل على حالها دون أن تتمكن من التطور. أعد النظر في الكون والكائنات واسأل نفسك: لماذا جعل الخالق والمُصمم الذكي للنعام والدواجن والبطاريق أجنحة دون أن تُساعدها على الطيران؟ لماذا جعل للرجال أثداء وحلمات ليسوا بحاجة لها؟ ماهي وظيفة العضلة الموجودة خلف أسطوانة الأُذن البشرية؟ لماذا تُوجد تشوهات في أجنة كثير من الكائنات؟ لماذا جهاز المناعة البشري لا يعمل بالكفاءة المطلوبة فيُصاب البشر بالأمراض الموسمية كالرشح والأنفلونزا؟ أعتقد أنَّك لو تجدرت في السؤال فسوف تصل إلى الحقيقة


7 - عبدالله خلف
هشام آدم ( 2013 / 7 / 25 - 01:57 )
أولًا أنا لم أتحدث عن نشوء الكون في هذا المقال، ثانيًا لا قيمة تُذكر لأي احتمالية ولو ضيئلة فكما ترى فإنَّ أحمد في المثال كان احتمال تكونه هو واحد على مليون ورغم ذلك فقد تكوَّن فعلًا، ومن ناحية أخرى فكل الاحتمالات تسقط تمامًا عند حدوث الحدث حتى لو كانت احتمالية حدوثه (قبل حدوثه) تقترب من الاستحالة، فاحتمالية حدوث حدثٍ وقع بالفعل هي 100% أما عمَّا تُسميه بنظرية البيوسنتريزم فيُسعدني أن أُبلغك أنَّها نظرية ميتافيزيقية ولاعلاقة لها بالعلوم الفيزيقية من قريبٍ أو بعيد وهي في الأوساط العلمية تُعرف باسم (النظرية الزائفة) لأنها لا تستند على سند علمي حقيقي. إنها فرضية لعلماء منتمين للمدرسة المثالية والحقيقة أنَّه يُرثى لهم لأنهم يقتاتون على فتات العلوم الفيزائية كنظرية الفيزياء الكمومية مُستفيدين من الجانب الغرائبي منها


8 - عبدالله خلف 2
هشام آدم ( 2013 / 7 / 25 - 01:58 )
وعي الكائن بنفسه وبمن حوله يتم إنتاجه في الدماغ وعندما يموت الدماغ وتفنى مادته أو تتحلل يتوقف الدماغ عن إنتاج أي وعي، أمَّا عن الطاقة، فللسخرية أنهم اضروا للاعتراف بالقانون الأول للديناميكا الحرارية والتي تطعن أصلًا في فكرة الخالق الذي يخلق من العدم فقط ليُمرروافكرة بقاء الطاقة وتناسوا تمامًا أنَّ القانون الأول للديناميكا الحرارية ينص فعلًا على أن الطاقة لا تفنى لكنهم ينسون أن نفس القانون ينص على أنَّ الطاقة تتحوَّل من شكلٍ إلى آخر، ولا أدري ما هو السر وراء ولع المثاليين في تدليس العلوم؟


9 - سيد مرتضى رائع تساؤلك
بشارة خليل قـ ( 2013 / 7 / 25 - 03:08 )
الصدفة هي تعبير يستخدمه بعض الاشخاص لاخفاء عجزهم عن تخيل تسلسل الاحداث من افعال هي نفسها ردات فعل لما سبقها,والتي ادت الى الحدث الذي يسمونه صدفة, سيقول من يحسب الكون المادي كساعة ضخمة محكمة الدقة

الصدفة لا وجود لها لان الله اعطانا حرية الاختيار وهذه اثرت بشكل ما على مسار الاحداث بشكل يعلمه ويحدده الله منذ الازل, سيقول المؤمن

الصدفة هي وقوع الحدث دون تأثير لارادة واعية عليه, سيقول الملحد

الفيزياء الكمية تبين لنا ان الاحداث هي عملية احتماليات يمكن حسابها وتحديد نتائجها بدقة الا ان علم الاحتماليات لا يعنى بالعناصر المفردة لكنه يعطينا اجابات دقيقة عن المجموعات مثلا ان عدد ولادات الذكور معادلة للاناث في مجموعة كبيرة من البشر لكن هذا العلم لا يحدد لنا ماذا سينجب زوج معين داخل هذه المجموعة لذا علينا ان نتخيل ان حريتنا الفردية موجودة وتؤدي اسهامها لكن نتيجتها الجمعية محددة مسبقا وهذا ما يقوله المؤمن

باعتتقادي انه هنالك احداث الذي يحددها هو قرارنا الواعي واحداث اخرى لا نستطيع تحديدها حتى لو وظفنا لها كل طاقة وعينا وفعلنا فهل هذه الاخيرة هي صدف او تقادير الهية, يبقى هذا الامر قضية ايمانية


10 - هشام1
عبد الله خلف ( 2013 / 7 / 25 - 06:48 )
1- ولو أردنا أن نحسب إحتمالية ظهور الحياة في كوكبنا : متخذين في ذلك تراكيب وتواليف كافة المتغيرات الفيزيائية والطبيعية :
فقد قام العالم (روجر بنروز) , (وهو رياضي إنكليزي وصديق مقرب لـ ستيفن هاوكنغ) بذلك : محاولا ًإيجاد النسبة اللازمة لهذا الاحتمال لضمان الحياة على الأرض , وطبق حسابات (بنروز) : كانت الأرجحية ضد وقوع مثل ذلك الاحتمال هي من رتبة :
(10 أس 10 123) إلى واحد!... وهذا الرقم لا يمكن حتى تخيله! .
حيث في علم الرياضيات : القيمة (10 أس 123) تعني : واحداً متبوعاً بـ (مئة وثلاثة وعشرين صفراً)!!... (وهذا على سبيل المثال أكثر من العدد الكلي لذرات مقدراها 10 أس 78 : والتي يُعتقد أنها الموجودة أصلا ًفي كل الكون)!!.. لكن جواب (بنروز) :
كان أكبر من ذلك بكثير !!.. فهو يتطلب رقماً واحداُ متبوعاً بـ 10 أس 123 صفراً!!... وباستخدام تعابير تطبيقية في الرياضيات : فاحتمال قيمته واحد في 10 أس 50 :
يعني احتمالاً يساوي الصفر !!.. وأما عدد (بنروز) : فهو أكثر من تريليون ترليون تريليون مرة : أقل من الصفر !!!.. (والتريليون = ألف مليار أو ألف بليون) !! .


11 - هشام2
عبد الله خلف ( 2013 / 7 / 25 - 06:48 )
وباختصار :
فإن عدد (بنروز) يخبرنا بأن الخلق صدفة أو بصدفة اعتمدت على حدوث نوع من التوافق في الزمان والمكان والظروف في كوننا : مستحيل ٌ تماماً .

2- أنت تقول في نظريّة : (البيوسنتريزم) : [إنها فرضية لعلماء منتمين للمدرسة المثالية والحقيقة أنَّه يُرثى لهم لأنهم يقتاتون على فتات العلوم الفيزائية كنظرية الفيزياء الكمومية مُستفيدين من الجانب الغرائبي منها] .
بينما
يقول (إي دونل توماس) الحائز على (جائزة نوبل) في (الفيزيولوجيا و الطب) عن هذه النظريّه : [لا توجد عباره مقتضبه تفي حق هذا العمل البحثي] .

السؤال : من نصدق (إي دونل توماس) (حاصل على نوبل في الفيزيولوجيا و الطب) أو (هشام آدم) (كاتب عربي عادي في موقع ألكتروني متواضع)؟ .


12 - خلف! لا تناقض نفسك
بشارة خليل قـ ( 2013 / 7 / 25 - 12:12 )
حتى لو كان الاحتمال كذرة في مجرة فهو يبقى # احتمال # ولا يتساوى ابدا بالاستحالة

لنفترض مثلا انه بحوزتنا الف حجر نرد, نلقيها دفعة واحدة على الطاولة.الاحتمال ان تعطي مثلا كلها الرقم 6 احتمال ضـءـيل للغاية ومع هذا ***يمكن*** وقوعه حتى من اول رمية او الرمية السادسة او لا يحدث ابدا حتى لو رمينا الالف نرد مليارات المرات فالاحتمالية تبقى موجودة ولا تساوي الصفر الا اذا لم يتم رمي حجار النرد ولا مرة


13 - الى السيد عبد الله خلف ما هكذى تورد الابل
سلوم السعدي ( 2013 / 7 / 25 - 18:02 )

تحيه استاذ هشام ... ان الاستاذ هشام ادم ليس كاتب عادي ودليلي اعلى اليسار يستطيع كل من نصر الحق ان يحكم بذلك وليس موقع الحوالر المتمدن موقع الكتروني متواضع وان كان كذلك مالذي اوجدك هاهنا يا اخي (اكعد اعوج واحجي عدل)ا
تحيه للجميع


14 - سلم السعدي , تحيّه
عبد الله خلف ( 2013 / 7 / 25 - 20:11 )
1- عندما أقول كاتب عادي , فأقصد فيها أنه غير خارق , يعني ليست شتم كما تظن , و معاذ الله أن نشتم كاتب لا نجد منه إلا الأخلاق الكريمه .
2- أما عن كون الموقع متواضع , فأين الشتم في ذلك؟... التواضع نراه مدح , كما أنه يتحدث عن حالة وضع معيّن .
3- أنا وضعت مقارنه بين (دونل توماس) و بين (هشام آدم) و عملت مقارنه بأعمالهما , فلا أظن أن هذه مشكله أو شتيمه .


15 - عبدالله خلف
هشام آدم ( 2013 / 7 / 25 - 21:32 )
الأخ عبدالله خلف أرجو أن تكون واعيًا بالقدر الكافي لما تقرأوه أو تنقله، فعبارة الدكتور إدوارد دون توماس لا يُمكن فهمها على النحو الذي تريده، فمن ناحية هو لم يجزم بصحة الفرضية أو النظرية، ولو فرضنا أنَّه فعل فالنظريات العلمية لا تثبت بتزكيات من شخصيات فردية حتى لو كان بقيمة الدكتور إدوارد بل هنالك شروط علمية يجب أن تُطبق على كل نظرية لتثبت نجاحها فإن اجتازتها فتكون النظرية صحيحة حتى وإن لم تكن مُقنعة لعدد كبير من العلماء ... دائمًا لا يُعتد بالآراء الشخصية في القضايا العلمية، ونظريتك هذه ماتزال تسبح في عوالم الميتافيزيقا وبالتالي يحق لأي شخص (حتى وإن كان هشام آدم) أن يرفضها من الناحية العلمية، وإذا كُنَّا سوف نتبع العلماء فقط لأنهم علماء فلماذا لا تتبع أينشتاين الذي عبَّر عن الأديان بأنَّها طفولية وكانت له آراؤه الإلحادية الواضحة في نهاية أيامه عندما تراجع عن الثابت الكوني أمام نتائج الفيزياء الكمومية؟ ولماذا لا نتبه ستيفن هوكينج عندما قال بأن ليس هنالك خالق للكون لأنَّ الكون يخلق نفسه بنفسه وهو لم يقل ذلك إلا عن دراسة ومعرفة؟ هل تتعامل مع العلم بانتقائية؟


16 - الاستاذ هشام ادم المحترم
مروان سعيد ( 2013 / 7 / 25 - 22:52 )
تحية وشكر للرد وتحية للجميع
وبحسب ردك رقم 7على تعليقي انت تسالت

هذه تساؤلات رائعة ولكن وحسب معرفتي المتواضعة وجدت بان كل شيئ خلق كامل ولتوازن الحياة وضع لو ان النعام والدواجن والبطاريق تطير لما تغذى عليها الذئب والثعلب وبعض الحيوانات الراجلة وبعض الحيوانات السابحة
وان حلمة الرجل جماليا افضل وللاثارة ايضا
والتشوهات ناتجة لااسباب كثيرة ومنها الادمان على المخدرات او الكحول او استعمال ادوية خطيرة على الجنين او التعرض لاشعاعات ذرية
اما عظمة الجهاز المناعي تصور هذه الصناعة المتطورة وحتى اذا طعن انسان بسيف تتوقف المعدة لمدة من الزمن عن الهضم لكي لاتنزف والقسم الدفاعي عند الانسان يستنفر حتى يقضي على الجراثيم ويخسر الدم ليوقف النزف
واعتقد كل تسائل له اجابة بعد تفكير قليل مثل الصراصير والذباب والبرغش الكل يتغذى على الاخر لكي يعيش
ولو كان الخلق بغير توازن لفنى نفسه
ولو كان عشوائي وغير منظم لرائيت نسبة التشويه اكبر من نسبة الاصحاء
وللجميع المودة


17 - مروان سعيد
هشام آدم ( 2013 / 7 / 26 - 00:19 )
الأخ مروان سعيد أشكرك على تعقيبك، ولا رد لي عليه وسوف أترك التعليق عليه للقارئ لكريم، وربما لك لعلَّك تعود وتقرأه لاحقًا بعين الباحث عن الحقيقة وليس العابث بها


18 - مهزله
عبد العزى بن عبد المطلب ( 2013 / 7 / 26 - 00:42 )
استاذ هشام ! نقاشك مع خلف وجماعته هو بالضبط كمحاوله انشتاين شرح النظريه النسبيه لشخص ابتدأ للتو تعلم الرياضيات والفيزياء ونجح بصعوبه بالغه في حفظ جدول الضرب


19 - أستاذ | هشام , تحيّه .
عبد الله خلف ( 2013 / 7 / 26 - 12:02 )
1- عبارة (دونل توماس) واضحه , و هي تمدح هذا البحث .
2- النظريّه علميّه بشكل كامل , لذلك , نريدك أن تعيد قراءت النظريّه .
3- من قال لك : أن آنشتاين ملحد؟... آنشتاين يا صديقي كان (ربوبي) و ليس ملحد , بل إنه كان ينتقد الإلحاد و نظرته! .
4- مع كامل الإحترام للمعاق | ستيفن هوكينج , أظن أننا جئنا لك ببحث صديقه (بنروز) , و الذي أكد ببحثه أنه لا يوجد شيء اسمه صدفه إلا في أدمغة الملاحده! .


20 - اينشتاين الايمان بالله -خرافة طفولة
ملحد ( 2013 / 7 / 26 - 17:36 )

يدافع بعض المؤمنون من ان اينشتاين كان مؤمنا باليهودية وذلك الاله الوهم المسمى الله.
قبل سنوات قليلة تم العثور على رسالة ل اينشتاين كتبها عام 1954 اي قبل عام من وفاته تظهر فيها رايه الديني, بلا اي التباس, في معرض اجابته على الفيلسوف اريك غوتكيند، فيكتب:

-إن كلمة الله بنظري ليست سوى التعبير والمنتج للضعف البشري, والكتاب المقدس مجموعة من الخرافات المشرفة ولو انها لا تزال بدائية وطفولية للغاية-

وكتب الفيزيائي الشهير الالماني الاصل ان اليهود ليسوا الشعب المختار وان -الديانة اليهودية مثل كل الديانات الاخرى هي تجسيد للخرافات الطفولية-

وهذا هو الرابط على العربية:

http://www.alarabiya.net/articles/2008/05/13/49784.html

هناك روابط اخرى كثيرة لهذا الخبر وبلغات متعددة


21 - العلم- الذكاء- الالحاد
ملحد ( 2013 / 7 / 27 - 11:17 )
يتباهى الكثير من المؤمنين ان هناك العديد من العلماء يؤمنون بنظرية الخلق في مواجهة نظرية الارتقاء والتطور. بالطبع لا يمكن نفي وجود علماء من هذا النوع ولكنهم في الحقيقة يشكلون اقلية هزيلة في مواجهة الطرف الاخر. الابحاث التالية تلقي الضوء على الحقيقة.
في عام 1996 ، قام البروفيسور إدوارد لارسون Edward Larson باستفتاء بين العلماء لمعرفة نسبة العلماء غير المؤمنين أو المشككين بوجود فوجد ان النسبة بلغت 60.7% ولكنه عندما أعاد هذا الإستفتاء سنة 1998 وقصره على المتفوقين (أو النابغين) فقط من العلماء - وهم أعضاء الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة National Academy of Sciences - للحصول على تفاصيل أدق وجد الآتي : (5)
المؤمنين بإله : 7%
غير المؤمنين بإله : 72.2%
اللاأدريين والمشككين : 20.8%
مجموع غير المؤمنين بإله واللاأدريين والمشككين 93%
يتبع


22 - العلم- الذكاء- الالحاد
ملحد ( 2013 / 7 / 27 - 11:24 )
تتمة
واذا احتسبنا نسبة اللادينيين ( يؤمنون بوجود قوى ذكية واعية تقف وراء عملية خلق الكون ولكنها بالتاكيد ليست ذلك الاله الوهم المسمى الله حسب الاديان السماوية) من بين ال 7% اعلاه, فان نسبة العلماء الذين يؤمنون بالاديان والله تنخفض حينئذن بشكل دراماتيكي لتشكل اقل من 0.1 % اي اقل من واحد من كل الف!.

يتبع


23 - العلم- الذكاء- الالحاد
ملحد ( 2013 / 7 / 27 - 11:56 )
تتمة
ولمزيد من المعلومات حول تطور وتقدم الفكر الالحادي في العالم وبين العلماء والطبقات المتعلمة يرجى قراءة الرابطين التاليين وهما بالانكليزية:

1- http://www.stephenjaygould.org/ctrl/news/file002.html

2- http://www.telegraph.co.uk/news/uknews/2111174/Intelligent-people-less-likely-to-believe-in-God.html

والرابط التالي, موجود على الوكيبيديا, عبارة عن قائمة طويلة جدا جدا ! من العلماء والتكنولوجيين الملحدين, وأقرأ عن الملاحظات والمصادر وسط واسفل الصفحة.

https://en.wikipedia.org/wiki/List_of_atheists_in_science_and_technology

هذه القائمة والابحاث المذكورة اعلاه تثبت تفاهة بعض المعلقين هنا حينما يبرزون اسما او اثنين من العلماء المؤمنين بوجود قوة خارقة منظمة لخلق الكون, مع ملاحظة انه حتى هؤلاء قد يكونون لادينيين ايضا كما تم التوضيح سابقا

اخر الافلام

.. حاخامات يهود يمزقون علم إسرائيل خلال مظاهرة في نيويورك


.. بايدن يؤكد خلال مراسم ذكرى المحرقة الالتزام بسلامة الشعب الي




.. نور الشريف أبويا الروحي.. حسن الرداد: من البداية كنت مقرر إن


.. عمليات نوعية لـ #المقاومة_الإسلامية في لبنان ضد تجمعات الاحت




.. 34 حارساً سويسرياً يؤدون قسم حماية بابا الفاتيكان