الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الله لم يمت بعد ولكنّه يحتضر

طالب بن عبد المطلب

2013 / 7 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إلى متى سنظلّ نكذب على أنفسنا ونخدع من حولنا.. إلى متى؟ على البشريّة أن تستوعب معنى حريّة الإعتقاد... فأنا ضدّ سبّ أو ازدراء الأديان ولكن في نفس الوقت ضدّ إرغام الناس على إتباع دينكم بالقوّة. فلا يهمّ ما إذا آمنّا بوجود الله أم لا، المهمّ أن لا نفرض معتقدنا على أحد أخر بالقوة. وبخصوص الإيمان بالله فإنّ اثنان لا يمكنهما الإيمان بوجوده أبدا، حتى و إن ثبت صحّة وجوده فلن يهتموا لأمره. الأول: امرؤ سيء الحظ عاش وسط الظلم والاستعباد، والثاني امرؤ محظوظ جدّا، أوتيّ من كلّ واد أكله ويعيش في صحّة وهناء. فالأوّل لا يعرف الله لأنّه لم يرى فضله ولم يذق نعمه فلا يحسّ بوجود الله بجانبه عند الحاجة. أمّا الثاني فلا حاجة له به من الأصل. بالتحليل المنطقي فإنّ الشخص الأول هو الشخص الفاشل في حياته فيصبّ غضبه على الله ويبرّر عجزه وغبائه بعدم عدل الله إلى أن يصل الأمر به إلى إنكار وجوده. أمّا الشخص الثاني فهو الشخص الناجح في حياته فيردّ نجاحه إلى ذكائه وعمله الدؤوب فينسى الله وينكر فضله ويستمرّ في القول بأنّ أقدارنا نكتبها بأيدينا. ومن يتمسكون بوجود الله هم أولئك الذين تتقلب حياتهم ما بين حلو ومرّ فيتوهمون أن حلاوة العيش ومرارته تأتى من إله أقوى منهم يتحكم في أقدارهم وأرزاقهم على حساب حسناتهم وسيّئاتهم. وكلّ هذا يعود لعدم تحكمنا في زمام الأمور والأقدار أو لجهلنا الطريقة المثلى في القيّام بذلك. وهناك الآلاف من العوامل المتحكمة في قراراتنا وأحلامنا لم نكتشفها بعد. فسنبقى دوما نبرّر نجاحنا وفشلنا بقوّة خفيّة تتحكم فينا. فأنتم المتديّنون تبرّرون فشلكم وعجزكم بالقضاء والقدر وتسمّون الإصرار على تحقيق الأهداف والأحلام إجهادا للنفس، وتطلقون على الفشل قناعة ورضى بالقضاء والقدر. وتدّعون أن تطوّر الغرب هو دعم من الله لهم لأنّهم طبقوا العدل... لذلك فأنا أرى أنّ الوقت لا يزال مبكرا جدّا على اتخاذ قرار كهذا، فلا تستعجلوا. لكن باستطاعتنا التخلّص من كلّ الأديان في العالم، ستسألون كيف لنا ذلك؟ سأردّ وأقول: إنّ الأمر في غاية البساطة. للتخلص من أي دين علينا بإتباع واحدة من هاته الطرق، الأولى بأن نسلّط الظلم والفساد على الشعب باسم الدين. أمّا الثانية فتكمن في رفع المستوى المعيشي للأفراد باسم القانون المدني. ففي كلتا الحالتين سيختفي التدين والتعصب، وساعتها سنرى أن الإنسان قد تحول إلى إله بحدّ ذاته. فالفقير سيأخذ حقّه بيده دون طلب للمساعدة من الله وهذا ما حدث فعلا وأطلقتم عليه اسم الربيع العربي. وفي الحالة الثانية سينام الغنيّ في جنّة الدنيا ولا يأبه بالآخرة وهكذا هم الغرب. وأعلموا أنّ الله لم يمت بعد ولكنّه يحتضر في أيّامه الأخيرة في ظلّ تطوّر العلم والتكنولوجيا. لذا في اعتقادي أن الوقت قد حان لطيّ هذه الصفحة ونسيان كلمة "الله" إلى الأبد.

ولا توجد فى هذه الدنيا أيّ فكرة تستحق أن نموت أو حتى نتعذب من أجلها.. ولا واحدة على إطلاق، صدقونى.. فليس لكم إلا أنفسكم، وأهليكم... سعادتكم وراحة بالكم.. فأنتم هنا من أجل الإستمتاع وقضاء وقت ممتع وليس من أجل الحفاظ على النسل أو من أجل البقاء... وكما كانت الدنيا قبلكم، فسوف تبقى بعد رحيلكم.. ولن يتغيّر شيئا أبدا.. فنصيحة منى إليكم! إنّ الحبّ هو أعظم شعور أدركه الإنسان... بالحب نحيا وعليه نموت وبه نلقى الله. وإنّ نعيم الجنّة لا يستهوينا نحن المفكّرون والعلماء، وأرجوكم كفى تدخلا في حياتنا الشخصيّة وأمورنا الخاصة... فالحبّ حرام، والموسيقى حرام، والمسرح حرام، والرقص حرام، والاختلاط بالنساء حرام...إلخ بل وتتدخلون حتى في طريقة دخولنا الحمام وتتحكّمون في طريقة ملبسنا وحلاقة شعرنا وفي كلّ شيء فينا أو لنا فيه نصيب، وكأنّنا عبيد لله حقّا ولسنا خلقه. إنّ الأولى أن نكون أحبّاء الله وليس عبيده والحمد لله أنّنا رجال، فالمرأة أقلّ حظ منّا. وإن كان هناك جنّة كما تصيفونها في كتبكم فستمتلئ الجنّة بالخبثاء أمثالكم، ولدخولنا النار مع الجميلات من عارضات أزياء وفنّانات وأغلب أذكيّاء الأرض أحبّ لنا من رؤيتكم مرّة أخرى في حياة أخرى. وإن لم يخشى الشيطان الله وقد كلّمه أو رآه، فكيف أخشاه أنا ولم أكلّمه ولم أراه!؟.

وأخر كلمة لي : إنّ الحبّ في الإنسانية أجمل وأفضل من الحبّ في الله وإنّي على ثقة أنّ العلم سيسحق كل الخرافات والأكاذيب، فلم ينته زمن الفهم ولم ينته زمن التفكير. وإنّي أرى أنّ الأولى هو تقديم العقل على النقل وتفضيل الحكمة على الشريعة.

معذرة... فالله لم يمت بعد ولكنّه يحتضر...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -روح الروح- يهتم بإطعام القطط رغم النزوح والجوع


.. بالأرقام: عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان بعد اغتيال الاح




.. عبد الجليل الشرنوبي: كلما ارتقيت درجة في سلم الإخوان، اكتشفت


.. 81-Ali-Imran




.. 82-Ali-Imran