الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما تعلو راية النفاق

طه يوسف

2013 / 7 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


شيوخ وفقهاء عصرنا بسذاجتهم وحماقتهم قد جعلوا كرامتهم ومكانتهم وعلمهم - إن وجدوا- مطية للارهاب، وأصبحت فتاويهم كالداء الخبيث الذى ينهش فى جسد المجتمع المصرى ويمزقه إرباً إرباً ، و لقتل النفس عندهم هواية محببة مفضلة والتحريض على ذلك أهون من ذبح شاه فى ليلة عيد ، وتحولوا بقدرة قادر إلى ترزية ينسجون للحاكم زياً من الدين يحميه ويضعه فى مصاف النبوة ويقيه سموم المعارضة التى لا تريد للدين أن يخرج وينتشر - على حد عقولهم المريضة- ....وفى ظل شيوع الفتاوى الزائفة ، والمبررات الكاذبة الطائشة التى لا يعرفها إلا الصبيان ، وفى محاولات عرجاء تتجدد فصولاً لدعم المخلوع مرسى يخرج زبانية النطاعة والحذلقة يدعمون مرسى مطالبين بعودته للحكم ..

فعلها القرضاوى منذ فترة ليست ببعيدة وكتبت عنها من قبل فقد أشارت صحيفة المنار اللبنانية أن القرضاوى أصدر فتوى بوجوب دعم المخلوع ( مرسى ) وقال

"من استعان بهم الفريق عبد الفتاح السيسي لا يمثلون الشعب المصري، بل جزءا قليلا منه"
مشيراً في هذا الاطار إلى أن إمام الأزهر الشيخ أحمد الطيب "مخطئ في تأييده الخروج على الرئيس الشرعي للبلاد، وهو مخالف لإجماع الأمة ، ولم يستند في موقفه إلى قرآن ولا إلى سنة، بل كل القرآن والسنة مع الرئيس مرسي "
استناداً لمبدأ القرضاوى نستطيع القول بأن ( طلحة والزبير وعائشة وأبو ذر وعبد الله بن مسعود وعمار بن ياسر ) كانوا مخطئين لمعارضتهم وخروج غالبيتهم على الخليفة الشرعى عثمان بن عفان ... لأنهم خالفوا الدين عملاً بالقاعدة الفقهية العقيمة (الخروج على الحاكم حرام) ..
استناداً ايضاً لمبدأ القرضاوى فقد أخطأ الشعب المصرى بخروجه على مبارك لأنه كان الحاكم الشرعى للبلاد وقتئذ على الرغم من ظهور القرضاوى على قناة الجزيرة لدعم الثورة على مبارك ..

تناقض رهيب مفزع يكشف كم النفاق والتدليس والكذب والافتراء على الدين والعمل الدءوب لنيل المنافع الدنيوية والتى من المفترض أنها لا تليق لرجل كل عمله الدعوة إلى الله ...ولكن النفاق ليس له دين

وكرر ذلك بكل سذاجة أيضاً مجلس شورى العلماء برئاسة الدكتور ( عبد الله شاكر )ونائبه ( محمد حسان ) والذى طالب فى اجتماعه بعودة المخلوع محمد مرسى للسلطة مرة أخرى وتشكيل حكومة جديدة واجراء انتخابات برلمانية ورأى المجلس أن ما أتخذه الجيش بقيادة السيسى من قرارات قائمة على سبيل الاجتهاد وأنه لا يعيبهم أن يرجعوا إلى الحق ..

هذا ما أجتمع عليه المجلس الموقر ، صاحب الحق المطلق الذى لا يعرفه أحد غيره، فخيالهم المريض جسّد لهم أنهم حُماة الوطن، شطحهم فى القول صوَّر لهم أنهم يملكون موازين القوة ومفاتيح التأثير لكنه بيَّن لنا سطحية تفكيرهم ورداءة عقولهم ، صراخهم المتواصل باسم الدين كشف حقيقة عجزهم وضعفهم كذلك رؤيتهم العمياء التى ترى فى تلك الخطوات البائسة سبيلاً لتحقيق الاستقرار داخل الكيان المصرى الذى ينزف جراء ما يفعله الاخوان من عهر سياسى بغطاء ارهابى شنيع يلتهم الغالى والنفيس فى فيروز مصر ( سيناء ) ..

كل ما خرج به هذا الاجتماع من حلول بهلوانية - إن صح تسميتها حلول - لا تمت للواقع الذى تعيشه مصر بصلة من هجوم اخوانى يبحر فى أمواج المصالح السياسية والسلطوية ممزوجاً بدماء سذج غُسلت أدمغتهم وتم توجيهها لكراهية بنى وطنهم وجيشهم ، ولا أراها إلا حلولاً داعمة للارهاب وإهراق الدماء لتغليب المصلحة الشخصية على مصلحة البلاد والعباد ، ومحاولات مستميتة للعودة مرة ثانية للتحكم فى رقاب الناس والسير على جثثهم وأشلائهم للوصول إلى المراد ..

وقفتكم هذه فى وجه الشعب الذى أسقط وأزاح عن مصر المدعو ( مرسى ) ودعمكم للارهاب ضد الجيش المصرى سيكتب نهايتكم الأبدية من الخريطة السياسية المصرية..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتفال الكاتدرائية المرقسية بعيد القيامة المجيد | السبت 4


.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا




.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة


.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه




.. عظة قداسة البابا تواضروس الثاني في قداس عيد القيامة المجيد ب