الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلام والسياسة والحمق

جواد كاظم الدايني

2013 / 7 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



المصْداقية احدى الصفات المهمة التي تَجْعل الإنسان مُحتَرماً ومقبولاً على المستَوى الأخلاقي عند الغير, وبدونها يُقْدَح الإنسانْ في رَأيهِ وفِعلهِ, وهي عَادةً ما تَعني مُطابقة الفعل للقول او ألنَظَرْ بمعيار واحد لظواهِر متشابهة , وفي الخِطابَاتْ والعَملْ السياسي تَعني مَدى إِلتزامْ الأحْزَابْ والجِهاتْأو المُؤسسات السياسية بتحويل ألمَبادِئ التي تنادي بِها والاقوال التي تصرح بها الى واقع ملموس. بعض الاخلاقيات السيئة كَحُبْ الذات وتقديم المصلحة الشخصية على مصلحة الغير وإزدواجيٍة المعايير في النظر الى الوقائع والاحداث, جميعها تنال من مصداقية الانسان, ورغم ذلك فأن هذهالصفات قد تطرأ على الانسان وقد تزول,إلا حين يصبح انعدام المصداقية مرضاً مُزْمِناً وعَيباً أخلاقياً لا يمكن التخلص منه, ويحدث ذلك عندما يستأنس الانسان طائفيته وتعصبه بأعتباره جزءاً مما يراه حقا في الاعتقاد والانتماء على حساب اصل وجوده الانساني.
لذا اصبحت هذه الصفة في العراق خصوصاً لا تتعلق بسلوكيات معينة بل بأنتماءات طائفية محدودة, وبِمُجَرَدْ مَا أن يَنَالْ المَرء "شرف" الطائفية بخبال التعصب المذهبي حتى تصبح مصداقيته مَهدْدة بِغَضْ النظر عن صحة القول ونية الفعل, فالطائفي تجري عليه مآخذٌ كثيرةٌ حتى لو قال حقاً في نفسه او رأى باطلاً في غيره, ومع ذلك فنحن نتعايش مع هزالة هذا الوضع فتأخذنا احيانا كثيرة العزة بالاثم كواجب "شرعي" لنصرة الطائفة.للامام الشافعي مقولة جميلة غائبة بالتمام عن ادبيات النقد البناء والقبول بالرأي الاخر, كضرورة ملحة لمراجعة افكارنا ومسلماتنا دائما, من اجلالبقاء في دائرة التاريخ الحي والمتجدد....يقول الشافعي " رأينا صواب يحتمل الخطأ, ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب " وهي مقولة تعكس روح والانفتاح والتسامح كَخُلقٍإنسانييجعل مسألة التعايش السلمي امرا فطريا وعفويا, المفترض ان يكون داخلا في صميم وجودنا الانساني , غير ان ما يعيق ذلك عندنا هو تركة ثقيلة من ثقافات تأسست علىتشويه التاريخ والمعتقداتونقل الدين من كونه ممارسة روحية الى ممارسة عنصرية.
تكتنز المعتقدات الدينية الكثير مما شوهته السلطة والسياسة ويتمثل ذلك ببلورة مقولات دينية من قبيل " شعب الله المختار " و " كنتم خير امة اخرجت للناس " و " الفرقة الناجية " . واعتقد انهذه المحابات الالهية المَمْهورة سياسياً هي من أَزْمَت العلاقة بين الانسان وأخيه الانسان وهي من جعلته يستغني بعقده مع الالهة عن عقده بالإِنْسانْ والآخر, مع إِنَعقدهِ الاول قائم على الخضوع والعبودية وينال من احترام الاخر بسبب عقيدته والثاني قائم علىالتعايش والحريةوقبول الاخر . لذا لا يلتفت الانسان الى ان ايمانه ان الله يقف " بالحق ....!؟ " معه دون غيره هو سقوط لمصداقيته وبالتالي سقوط لضميره ولعقله وعدله.
قد لا يهتم الكثيرون لانعدام مصداقيتهم, ويتبع ذلك عادة المستوى الثقافي والفكري والاجتماعي ايضا للانسان, ومقدار انفتاحه على الاخر. بالنسبة للانسان العادي او البسيطفأن ذلك قد لا يشكل مشكلة او أزمة فالناس معتادون على ذلك من باب كما قلنا حرية الاعتقاد والرأي, لكن المشكلة الحقيقة عندما ينسحب ذلك الى ما نعتبرهم " رجال دولة " المفترض ان يمثل موقعهم القيم الوطنية العليا التي تتعالى وتترفع عن اي انتماء ظيق قد يتسبب بالاساءة الى تنوع بشري يعتبر اهم مميزات مجتمعاتنا .فالسيد مرسي مثلا لا يفرق بين كونه مسلما متدينا وقيادي في الاخوان وعضو في حزب الحرية والعدالة وبين كونه " رئيس دولة " لذا كثيرا ما كان يخونه مستوى وعيه وقدراته الخطابية وسلوكه السياسي, فكان ينسى كثيرا انه رجل دولة, وربما كان يحسب نفسه انه امام جماعة...! ولا استبعد ان حماقة الرجل هي من اطاحت به اكثر من محاولة اخونته للدولة المصرية . كذلك يورط التدين والانتماء المذهبي رجلا كاردوغان وينال من مرتبته كرجل دولة عندما يعتدي التزامه الديني الشخصي على الحريات العامة التي تكفلها الدولة التركية باعتبارها دولة مدنية تصون حريات الناس بغض النظر عن انتمائهم الدينية والفكرية,ويبدوا تصرفه هزيلا وهو يأوي رجلاً فاراًومَطلوباً للعدالة كالهاشمي عندما يصور له حمقه ان ذلك جزأ من رؤيته للحفاظ على التوازن الطائفي في العراق !؟ والاخير أي (الهاشمي) لا يستطيع ان يقنع احد بمصداقيته وهو يدعوا الى نصرة فوضويةشعبوية للمستضعفين في سوريا في جوٍ من سُعارٍ للاسلام السياسي,فيما لم نسمع دعوة مماثلة منه لنصرة الشعب البحريني مثلا. ينصب نفسه مدافعا عن مرسي بأعتبار ان مرسي يمثل الشرعيةاو " الشريعة " الاخوانية التي يتماهى معها الهاشمي الاسلامي السنيفيما يحاول ان يخدعنا بمدئيته التي لا تفرق كما يحاول ان يوهمنا بين مرسي الاخواني او الليبرالي او القبطي او المستقل. فالنراجع قليلا.....اردوغان السياسي الاسلامي والسني المتدين, يغازل شرعية او شريعةمرسي الاخوانية ويظل تحت جناحيه سنياً عراقياً مطلوبا لعدالة " شيعية " بسبب تُهمَاً بالارهاب, حيث يكتب الاخير مقالا في جريدة الشرق الاوسط السعودية الوهابية, يدافع فيها عن مرسي السني الاخواني ..... انه خليط من الإِسْلام والسياسة والحمق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أبوس خدك ياجواد
حميد كركوكي ( 2013 / 7 / 28 - 12:22 )
قسما بداروين قلت كل شئ !! سحقا لأردوغان الهتلري عندما أشاهده في الشاشة وهو يحرك ثمالته وبعصبية يخاطب الشعوب الأناظولية{التركية} كأنه خلقهم و رزقهم!! هذا العبيط المصان من قبل واشنطن إنكشف أوراقه العثمانية الوهابية الشافعية الأخوانية! الشعب شبعت من تحكمهم بحياتهم اليومية والتدخل في سرير منامهم بوسيلة شريعته الخرافية القذرة، هذا و أشد على أياديكم .

اخر الافلام

.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في


.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج




.. 101-Al-Baqarah


.. 93- Al-Baqarah




.. 94- Al-Baqarah