الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أهناك علاقة بين السعادة والإرهاق؟

نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)

2013 / 7 / 28
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


تمثل النساء قوة جديدة فى البرلمان الأوروبى، اثنتان منهما د. فرانشيسكا برانتنر (ألمانية)، نائبة عن أحزاب الخضر، والبرلمانية «أنا جوميز» البرتغالية، نائبة عن الأحزاب الاجتماعية الديمقراطية، نظمتا جلسة عن الثورة المصرية شارك فيها بعض ممثلى حركة تمرد، ومنظمات حقوق الإنسان، نقلت الأقمار الصناعية صورهم وأصواتهم من القاهرة إلى البرلمان فى بروكسل، لم ألتقط من أسمائهم إلا جمال عيد وزياد عبدالتواب

كنت بالمصادفة بمدينة لاهاى أشارك فى مؤتمر دولى عن العدل، جاءتنى الدعوة من البرلمان الأوروبى وجدتها مهمة لتفنيد الأكاذيب فى الإعلام الأمريكى والأوروبى عن ثورتنا المصرية، المسافة بين لاهاى وبروكسل مثل المسافة بين القاهرة والإسكندرية، وقد انتهيت من مؤتمر العدل الدولى بالأمس بعد أن ألقيت كلمتى عن غياب العدل الدولى.

بعض البرلمانيات المتحمسات نظمن مؤتمرا صحفيا لأتحدث فيه الساعة ١١ صباحا، وكان موعد كلمتى فى البرلمان الأوروبى الواحدة بعد ظهر اليوم نفسه ١٠ يوليو ٢٠١٣ ركبت أول قطار من لاهاى، شربت الشاى مع الفطيرة الساخنة، وأنا أتأمل قرص الشمس يصعد من وراء البحيرات والمزارع الخضراء، قرأت الصحف حتى محطة بروكسل، وجدت السيارة تنتظرنى تقودها شابة بحزب الخضر عيناها خضراوان، وصلنا قاعة الأمازون (مقر نشاط الأمازونيات) فى الموعد، كانت القاعة الكبيرة مكتظة بالصحفيين ورجال ونساء الإعلام والكاميرات، الجو حار فخلعت الجاكت، وأنا أقول: «جلوبال وورمينج! شمس مصر فى بروكسل» وضجت القاعة بالضحك.

دارت الأسئلة حول الثورة المصرية، كانت الشائعات تقول إنها انقلاب عسكرى، شرحت لهم أنها ثورة لم تحدث فى التاريخ شملت عشرات الملايين من الشعب المصرى نساء وشبابا ورجالا وأطفالا، وأن الجيش المصرى نفذ إرادة الشعب ليس إلا، اتفق معى الجميع إلا صحفية واحدة، أنفها يشبه نتنياهو تنتمى للحزب البلجيكى الفاشستى، قالت: الثورة المصرية لم تكن إلا انقلابا عسكريا، وسألتها: هل كنت فى مصر؟ قالت: لا، قلت، أنا كنت فى مصر، وضجت القاعة بالضحك أسرعت بى السائقة بعد ذلك إلى البرلمان الأوروبى، حيث أعدت ما قلته فى المؤتمر الصحفى، وأن الثورة ستحرر مصر من آفة الاستعمار الأمريكى ومعونته «المرض المزمن»، واتفقت معى البرلمانيات وأغلب الحاضرين، ثم أخذتنى السائقة إلى مجلس الشيوخ أو «السينيت»، حيث دعيت لغداء متأخر (ساندويتشات دليفرى) مع رئيسته وأعضائه، منهم السيناتور «مارى أرينا» (وزيرة المهاجرين فى الحكومة السابقة) وعضوة بالحزب الاشتراكى البلجيكى (القطاع الفرنسى)، الذى يمثل ٢٨% من البرلمان.

قالت مارى أرينا إنهم يتعاونون مع الحزب الاشتراكى (القطاع الهولندى «فليميش»)، ويمثل ١٣% من البرلمان، والحزب المسيحى الديمقراطى، ويمثل ١٤%، والحزب الليبرالى ويمثل ١٠%، لكنهم يرفضون التعاون مع الحزب الفاشستى (٩%)، لأنه يمينى عنصرى يعادى المهاجرين، ولا يعترف بمن يختلفون مع أفكاره، يشبه التيارات الدينية المتعصبة.

دار الحديث حول السياسة والأدب والإبداع، ومستقبل العالم دون أحزاب فاشستية تتاجر بالأديان والأموال والسلاح، ثم قادتنى شابة من عضوات السينيت فى سيارتها إلى محطة القطار، تناولت ساندويتش جبن بالطماطم فى مقعدى بجوار النافذة الكبيرة، أشهد غروب الشمس تهبط وراء البحيرات والمزارع.

كان يوما قليل الطعام كثير الجهد والعمل، أهناك علاقة بين السعادة والإرهاق؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الكاتبة الجميلة
شمس ( 2013 / 7 / 28 - 09:47 )
أقدر جدا شجاعتك بالافصاح عن يومياتك و مساعدتك للجميع لأن يروا بأعينهم كيف أنه قد يناسبهم الاقتداء بك في رمضان.. افطروا و فكروا تُرْهَقوا و تسعدوا.. تحياتنا لك


2 - أهناك
ناس حدهوم أحمد ( 2013 / 7 / 28 - 10:30 )
أنت ياسيدتي أجمل تمثيل لنساء مصر وللمرأة العربية بشكل عام
وأنت أيضا جديرة بأن تمثلنا نحن كرجال أيضا أمام الغرب
وكذلك أنت أيضا خير من يمثل النساء الأوربيات إذا إنتفت الحدود
بين بني البشر
فالأفكار المتنورة التي تتحلين بها تجعلنا نشاهد فيك الإنسان الذي
يجب أن يكون في كل مكان
ما أعظمك ياسيدتي وكم كان سيكون عالمنا العربي سعيدا لو أن
الناس حلموا بمثل أحلامك
وكان أيضا ستكون هناك علاقة بين السعادة والإرهاق
أطال الله عمرك وأنت تزخرين بالصحة والعافية والسعادة الأدبية
والإرهاق الخفيف والجميل الذي يرافق دائما كل ما هو نبيل


3 - هذا ما نسميه التعب المريح
فؤاده العراقيه ( 2013 / 7 / 28 - 11:08 )
هناك علاقة وثيقة بين التعب المنتج والسعادة
السعادة لا تأتي بالطعام ولا بالمال ولا بأي من توافه الأمور وانما بالعمل المنتج ومن ثم الأبداع , الأبداع يأتي بالعمل وتأثيره الأيجابي على المحيط

أحيي فيكِ روحكِ المعطاءة والمحبة للخير بالعدالة والكرامة , ومزيدا من العطاء لأجل الأنسانية التي يريدون لها ان تنقرض اصحاب العقول الجامدة والقلوب الميتة


4 - نوال أنت زودتني باالتفاؤل!
حميد كركوكي ( 2013 / 7 / 28 - 12:11 )
عشت ياعاشقة المصر والأنسانية العاقلة! سحقا لأمريكا المشعوذة الشيطانة التي تختبئ وراء قناع الديمقراطية الزائفة! حيث يقتل مراهقين في عمر الزهور والقاتل يتبختر بقانون الوطن الديمقراطي الأمريكي! أقبح دولة عنصرية على الأرض والتي إخترعت ال((ربيع)) العربي حيث عربانا متوحشون يأكلون أكباد البشر أمام الكاميرات وبشعارهم العربوي الفاشي ❊-;-الله أكبر❊-;- القبيحة ككلاب أصابهم مرض السعر!!!
أشد بيدكن ولنا أيضا ثورة على الشعوذة الأوردغانية النازية على شعوب تركيا (أناظول) المرحة والمحبة للفن والموسيقى !!كذلك أرجوكي تلاحمي جهودكي مع ساحة التقسيم وثورة المثقفين في تلك البلاد، هنالك أصوات الفنانون في أمريكا قاموا باالدفاع عن المتظاهرين أمثال : شان پين التقدمي اليساري في هاليوود، وإستنكار التدخل السافر من قبل سي آي ئي لإفشال هذه الثورات المتنورة ومساندة الإسلام السياسي المتحجر..هذا وشكرا مرة ثانية.


5 - نعم هي ثورة ونتمنى ان تبقى ثائرة
Aghsan Mostafa ( 2013 / 7 / 28 - 16:44 )
تحياتي للسيدة نوال السعداوي المحترمة
انا اتفق معك تماماً بأنها ثورة!، وأتمنى ان تجير لصالح الشعب المصري عامة!، وليس لفئة خاصة !، كما حدث بالأمس القريب!؟، وهذا لن يكون الا بتصميم المصريين الذين أبهرونا حقيقة منذ شهر تقريباً!؟
ينظر العالم اليوم بعين الأعجاب والأحترام لأحفاد الفراعنة!، وهؤلاء الأحفاد عليهم ان يدركوا حقيقة لايمكن التغاضي عنها!، وهي ان نجاحهم كان وسيبقى (وشئنا أم أبينا) معوّل على معونة الولايات المتحدة الأمريكية التي ساهمت بشكل فعّال من ناحية توفير وتأمين وسائل اتصالات معلوماتية عبر الشبكة الألكترونية!، التي قصت لنا تاريخنا وتاريخكم بدون رتوش وتزويق كلام حسب مناهجنا الدراسية!؟
جزء من لغة خطاب مقالك سيدتي لاأراه بمصلحة مصر ولا المصريين بالمستقبل!، وأتمنى ان يعاد التفكير به!؟، كون -الحضارات الراقية- تستمد قوتها بأمتزاجها مع حضارات اخرى!، والا ستضمحل!، وساعتها سيصيبنا أعياء لدرجة الأغماء، وسنبكي على فرحة ماتمت!؟، وستكون وكسة وليست -ثورة- بمفهومها المتعارف عليه!، الا وهو انقلاب على كافة المعايير التقليدية!؟
دمت بصحة وعافية
أحترامي لأرائك المتعدده بشؤون اخرى

اخر الافلام

.. كوباني تحتضن مهرجان زيلان الثالث


.. -الشهيدة زيلان رمز للمرأة الكردية المناضلة-




.. لمناهضة قتل النساء منظمة سارا تطلق حملة توعوية


.. مسرحية غربة




.. دعاء عبد الرحمن طالبة بكلية الصيدلة بجامعة أم درمان