الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الارهاب..احد اسلحة الدمار الشامل

احمد جبار غرب

2013 / 7 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لعل العمليات الاجرامية التي حدثت في اوربا ابان الحرب الباردة بين القوتين العظميين كانت تعطي رسائل ضغط على كل السياسيين بتغيير منحى سياساتهم وإدخال عنصر الاصلاح في برامجهم السياسية رغم انها لم تكن من الجسامة والإيذاء مثلما تحصل الان او حصلت في اوقات سابقة من القرن العشرين ورغم ان الاعمال الارهابية التي حدثت والتي تبنتها قوى المعارضة السياسية في اوربا لم تكن بالحجم المهول لكنها تمتلك مقومات التأثير على الواقع السياسي وتغيير بوصلة الاتجاهات السياسية وقد حققت البعض اغراضها السياسية في كسب الجمهور والسلطات الى مطالبيها كما في المملكة المتحدة حيث خاض الجيش الجمهوري الايرلندي السري حربا شعواء من اجل قضيته العادلة في الاستقلال والاعتراف به وكانت مجمل الاعمال العنيفة قد اكدت ان التطرف لأوطن ولا حدود له فهو ينبت في كل الأصقاع ويمارس على نطاق واسع وبالتالي كان العنف رغم كونه محدودا إلا انه يتصف بالتهذيب في ممارساته وكلنا نتذكر بان الجيش السري الايرلندي كان يبلغ الشرطة المحلية عن القنابل التي يزرعها قبل انفجارها ولما سآلو لماذا تفعلون ذلك اجابو بأنهم لا يريدون قتل الابرياء وإنما يريدون توصيل رسائل الى النظام الحاكم و لكي لا تلحق ضررا بالأبرياء وبالتالي تشوه معالم النضال الثوري الذي يسعى الى تحقيقه في اوساط المجتمع البريطاني ولا توجد مقاربه بين الارهاب الذي يمارس اليوم والذي يهدد البشرية جمعاء بالفناء وبين العنف الممنهج والمسيطر عليه سابقا وقد اتخذت الاساليب الارهابية في وقتنا الراهن اساليب وحيل من اجل الاطاحة بأكبر عدد من الضحايا ومن الناس الابرياء الذين ليس لهم ذنب او جريرة لكي يعاقبوا بالقتل الجماعي وبما يسمح لنا ان نؤكد ان غاية الارهاب هو زرع الرعب الاجتماعي والإبادة الجماعية وخلق التوترات بين ابناء المجتمع الواحد لكي ينفذ بمخططاته الشريرة الى داخل المجتمعات ولتنفيذ اهدافه السياسية المطلية بواجهة دينية والتي غالبا ما تكون غاية لاستدراج الناس ذوي الوعي المحدود والذين يعانون من التخلف والعقد المرضية وما يجري في ارجاء المعمورة من عنف ودمار يزكى بأطر دينية وتدعمه اجندات اقليمية خبيثة بالمال والإعلام والعدة والعدد وكما يحدث في العراق وسوريا ومصر وتونس وليبيا وغيرها من البلدان ان حجم الدمار والعنف الذي تسببه تلك العصابات الارهابية والإعداد الهائلة التي تقع يوميا جراء ممارساتها في وطننا الجريح العراق تجعل من الوضع القائم حاليا بؤرة للإخطار والتحديات للعالم كله لان اخطبوط الشر ومافيا القتل تنتشر بسرعة عبر حواضن لها في كل مكان فلا غرابة ان تمتد تلك الخيوط الى امريكا او بريطانيا او روسيا وتعبث بالأوضاع الداخلية لتلك البلدان وبما يهدد امنها الاجتماعي للخطر ومن هذا المنطلق يجب مواجهة الة الشر هذه بإجماع عالمي واضح وشفاف وليس اجتزاء ما هو مصلحي ونفعي لبعض الدول المستنفذة وإغلاق الابواب امام اجتثاث هذه الظواهر الهدامة ومحاربتها بكل السبل لتخليص البشرية من ارهابها وسطوتها ان اعتبار الاعمال الارهابية جرائم ابادة جماعية ضد الانسانية امر حري بالمناقشة والقبول لكون ما يقع من ضحايا نتيجة هذه الاعمال كبير جدا ولا يمكن السكوت عليه واذا كانت اسلحة الدمار الشامل تعطي الحق بمحاربة من يمتلكها لقوة تدميرها وضخامة تأثيرها فمن الاولى محاربة الاعمال الارهابية وباعتبارها سلاح للإبادة الجماعية وينبغي على الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي اصدار التشريعات التي تجعل من الارهاب جريمة منظمة وضد الانسانية وكما ادانت سابقا النازية والفاشية وغيرها من الحركات ألعنصرية ان سقوط الابرياء في كل يوم على مرأى ومسمع العالم امر مخجل جدا دون التحرك وإيجاد حلول لهذه الافة الخطيرة وينبغي على الدول الكبرى محاربة هذه الاعمال والتصدي لها بكل شجاعة وعزم حتى تتخلص البشرية من اثارها ولعل ما يقوم به شباب عراقيون من حملة عبر صفحات التواصل الاجتماعي باعتبار الاعمال الارهابية جرائم ابادة جماعية هو مستوى من النضج الواعي لمخاطر هذه الجرائم واستدراك نتائجها على كل المجتمع العراقي لهو جدير بالتحية والتعاطف والتأييد وفي الوقت نفسه مطالبة القوى المؤثرة في العالم من النظر لهذه المسالة بواقعية اكثر لما تشكله تلك الاعمال من تداعيات على كل المنظومات والشرائح الانسانية من الطفولة والمرأة وبنى المجتمع التحتية ..ان مجرد الوقوف جانبا رغم كل هذه التحديات تشكل وصمة عار في جبين الانسانية..ان الصمت اذا لم يكن تواطئا مع هذه الاعمال الارهابية فهو جبن وانحدار لمستوى الحضيض ومسمار يدق بقوة في نعش انسانيتنا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حاخامات يهود يمزقون علم إسرائيل خلال مظاهرة في نيويورك


.. بايدن يؤكد خلال مراسم ذكرى المحرقة الالتزام بسلامة الشعب الي




.. نور الشريف أبويا الروحي.. حسن الرداد: من البداية كنت مقرر إن


.. عمليات نوعية لـ #المقاومة_الإسلامية في لبنان ضد تجمعات الاحت




.. 34 حارساً سويسرياً يؤدون قسم حماية بابا الفاتيكان