الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خنيفرة نبش تاريخي في الأسماء و المعنى :

جواد التباعي

2013 / 7 / 30
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


" الأم تلد و البلدة تربي" . لازلت اتدكر هذه الجملة التي قالها المرحوم محمد رويشة في احد البرامج التلفزيونية على القناة الامازيغية . فشبهتها دوما بعلاقة ولد بأم بيولوجية حلته وهنا على وهن ووضعته كرها ، ومربية ارضعته وعلمته كل خطواته في الحياة فتمنى ان لايصل يوم يفرض فيه عليه ان يختار احداهما وينسى الأخرى . ليس رويشة وحده بل تلك هي حال الأغلبية الساحقة من ابناء بلدات قبائل زيان ، وعاصمة البحيرات التي وللأسف لايتوفر محرك البحث على موضوع مترابط يربط ماضي المدينة بحاضره فكانت المحاولة التي نتمنى ان تفتح باب البحث والنقاش في ماضي وحاضر ومستقبل المنطقة .
خنيفرة مدينة تقع بين جبال الأطلس المتوسط على ارتفاع 826م فوق سطح البحر. تتعد اسماؤها بتعدد التفسيرات التي جاء يمكن تفسير بعضها بمرفولووجية وجغرافية المدينة والبعض الاخر في إطار سيرورة تاريخية .
خنيفرة : التسميات الجغرافية :
الحفرة : وهو اسم متداول لدى العامة ، وتأخد المدينة اسمها هذا من جيومورفولوجيتها فالمدينة تقع في منخفظ وتحيط بها أربعة جبال بين أربعة جبال من كل الإتجاهات ، هي جبل(باموسى Bamoussa) من الجهة الغربية،وجبل (اقلالAklla )و (بوحياتي Bouhayati) من جهتي الشرق والشمال وجبل (بوازال او جبل الحديد Bouwazal )من الجنوب.
المدينة الحمراء: وذلك لكون تربة المنطقة التي تقع فيها المدينة من نوع " الحمري" التي تتكون من جزيئات صغيرة جدا تكون متماسكة مع بعضها ، تحتجز المياه في داخلها مما يجعل صرف المياه فيها سيئ جدا وهو الأمر الذي يفسر تضرر المدينة من الفيضانات كلما حل موسم التساقطات الشتوية أو العواصف الرعدية الصيفية
خنيفرة نبش تاريخي في الأسماء و المعنى :
تدكر كتب التاريخ القديم المنطقة خلال العصر الروماني كمصدر مهم لجلب الأخشاب خاصة الأرز الذي اعجب الرومان بالموائد التي تصنع منه، اضافة الى الحيوانات المفترسة ،ولكن من غير اسم محدد .
برزت المنطقة الى واجهة الأحداث خلال بدايات العصر الوسيط المغربي كمنطفة وسط في الصراعات بين الأشقاء من إمارات زناتة شمالا والمرابطين من الجنوب، ويشيركتاب " كباء العنبر من عظماء زيان وأطلس البربر" لمؤلفه أحمد بن قاسم المنصوري الى أن النواة الفعلية للمدينة كانت هي القصبة العسكرية التي شيدها يوسف بن تاشفين على الضفة اليسرى لنهر ام الربيع و المعروفة اليوم بقصبة موحى وحمو الزياني . واستمر توسع المدينة التدريجي إلى حدود العصرالعلويين حيث تتضارب المصادر بين ترميم السلطان اسماعيل العلوي للقنطرة البرتغالية القديمة، وبنائها سنة1688م كقنطرة جديدة لم يكن لها وجود اصلا من قبل بهدف تأمين الربط بين المدينتين الإسترتيجيتين فاس ومراكس . لكن المؤكد انها عرفت منذ ذلك التاريخ حتى اليوم ب " القنطرة الإسماعيلية ". وزاد توسع المدينة خلال عهد السلطان الحسن الأول العلوي الذي بنى مسجدها الأعظم ورمم القصبة و القنطرة الإسماعلية ليربط بين ضفتي المدينة .
و الجدير بالذكر ان المنطقة حتى نهاية القرن السابع عشر الميلادي وبداية القرن 18 كانت تعرف في المصادر التاريخية العربية و الإجنبية ب " بلاد زيان pays Zaïan " . اما اسم "خنيفرة " فالأرجح انه اسم حديث يعود لنهايات القرن 19 م او بداية القرن 20 م .
وخنيفرة كلمة امازيغية تقول احدى الروايات انها مشتقة من اسم اول مستوطن للمنطقة وهو راع مشهور يدعى " خنفر" . في حين تنحو رواية ثانية معنى اشتقاقي للكلمة الأمازيغية "خنفر Akhanfer" . ومنها "khnfr aryaaz " اي "اقبض عليه قبضة قبضة قوية من العنق حتى يختنق تنفسه دون قتله " وفي نفس الإتجاه تسير رواية ثالثة تقول بأن سكان المنطقة من قبائل زيان استهرو بفنون المصارعة "tamogzil " فكان موقع المدينة اليوم المكان المناسب لإجراء هذه المنافسات . أي انه كان بمثابة " حلبة :Akhanfer"
ولا حاجة لنا في هذه الإطلالة التاريخية بالتدكير بامجاد و بطولات المنطقة خلال مرحلة الحماية الفرنسية المغرب بقيادة موحى اوحمو الزياني ثم قادة واعضاء جيش التحرير . لكن لابد من الإشارة الى ان المدينة بدات تعاني تهميشا كبيرا يرجعه الباحثون في تاريخ المنطقة الى إشتراك قادة وضبط محليين المحليين في انقلاب الصخيرات عام 1971، فضلا عن التمرد الفاشلة لعام 1973.
ولكن مع بداية القرن الحالي بدات بعض ملامح تصالح المنطقة مع المخزن حددت الموسوعة البربرية (مع التحفظ على كلمة بربرية) اهم معالمها في غخيار منطقة اجدير كمكان للإعلان عن افتتاح المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية . واعتراف المخزن بظلمه للعديد من السكان خلال سنوات الرصاص مع جبر ضررهم المعنوي بالإعتذار ، والمادي بتقديم تعويضات مالية مهمة لهم .
لكن المدينة لازلت الى حدود اليوم لم تنل الإهتمام الكافي لجعلها مدينة ترقى إلى مستوى التضحيات الجسام التي قدمها أبناؤها عبرالتاريخ في سبيل عزة وكرامة هدا الوطن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الصبيانية والمراهق والشاد
saida ( 2014 / 10 / 24 - 23:47 )
الضحك بهدا الشكل على كلمة وان كان معناها في الخليج محرجا وفي برنامج يشاهده الملايين وعلى قناة (محترمة) ان دل على شيء فانما يدل على (صبيانية) المديعة و(مراهقة) الضيف السمين و (شدود) المخرج وعدم حرفيته

اخر الافلام

.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م


.. شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول




.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم