الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


باب علي وضلع الزهراء

سليم سوزه

2013 / 8 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الدمعة والمنبر اقوى سلاحين يمتلكهما المذهب الجعفري، الاثنا عشري. ثلث سلطان المذهب وقوته جاءت من تلك العاطفة الجمعية ومن الطقوس الجنائزية التي يقيمها اتباعه في مناسبات وفيّات الائمة. فتشبّعت مخيّلة الشيعة بروايات وحكايات داعبت احساس المظلوم لتخلق كتلة بشرية ضاغطة في قالب ارثذوكسي غير قابل للنقد. والنتيجة كان هناك تراثاً مليئاً بالاحاديث والقصص غير الصحيحة، حالها حال اي مذهب نقلي آخر، يحتاج الى اعادة غربلة لفرز الغث من السمين، فهل من مستمع؟

نعم .. فبعد السيد محمد حسين فضل الله واحمد الكاتب، يأتي اليوم السيد كمال الحيدري ليهدم بالادلة العلمية واحدة من الركائز المهمة في النقل الشيعي، اَلَا وهي حادثة الهجوم على بيت فاطمة الزهراء في عهد الخليفة الاول، ابو بكر الصديق من اجل اجبار علي بن ابي طالب على تقديم البيعة والطاعة. تلك الحادثة التي تروي فقدان الزهراء لجنينها "المُحسن" وكسر ضلعها بعد ان فتح عليها الباب عنوة "قنفذ" خادم عمر بن الخطاب، فدخل مسمار الباب في رحمها. كل هذا وبعلها علي يتفرّج، بل يُوضع الحبل على رقبته ويُسحَب من الدار كالبعير، على وصف الناقل. روى تفاصيل الحادثة مصدر واحد، كتاب سليم بن قيس الهلالي، وهو لعمري الكتاب الذي نقل جزءاً كبيراً من احداث ما جرى بعد تنصيب الخليفة الاول في سقيفة بني ساعدة.

الضربات التي يقوم بها بعض الاصلاحيين والمُجدّدين في الدين الاسلامي، سواء كانوا علماء سنة او شيعة، لَهي ضربات تحت الحزام، هدفها انهاء ما سمّاه الحيدري "اسلام الحديث". مصطلح رشيق وذكي اطلقه الحيدري على الاسلام النقلي الحالي. ثمّة شجاع من المذهب السني اسمه الشيخ عدنان ابراهيم، وآخر يترأس عرش الكلام في المذهب الجعفري وهو السيد كمال الحيدري. الاثنان يقومان بمثل هذا العمل الجبار اليوم. الاثنان يستخدمان المنهج البحثي الحديث ويسقطانه على التراث النقلي. سَبَقَهم فضل الله في هذا. فهو اول مَن كتب ببطلان تلك الحادثة او عدم ثبوتها علمياً. جاء بعده احمد الكاتب ليسلط الضوء بجرأة عقل القرن الاخير على احداث وقصص كثيرة من هذا النوع، لينفي هو الآخر تلك الرواية.

الجديد اليوم هو الحيدري. ايقونة ناصعة في المذهب الجعفري، لا احد يتجاوزها. فهو ذلك الرجل البحثي الذي لطالما استخدم العقل مع القرآن في ابراز العقائد. اليوم هو مَن يقول ببطلان هذه الرواية وليس غيره. فهلّا سألنا انفسنا كم من الاحاديث اليوم تحتاج الى اعادة مراجعة وتقييم؟

المنهج الحديث يُلغي العواطف ويُهمّش الوجدان لحساب العقل والمنطق والحجة العلمية، فهو لا يعترف بالحقائق المُسبقة. يُخضعها كلها لمعول النقد. يُفكك، يُعاند، يسأل، ينكر حتى يصل الى ما هو اقرب ان يُسمّى بالحقيقة. اذ لا حقيقة مطلقة في عوالم المعرفة اليوم. كل شيء خاضع للعقل حتى ربّي. هذا ما يقوله المنهج الابستمولوجي اليوم.

اسلام "الحديث" واسلام "المنبر" شكّل البنية الاساسية للاسلام الشيعي والسني، في حين كان يجب ان نتّبع اسلام "العقل" لا غير. مع هذا، اعتقد اننا ماضون في هذا الاتجاه بسرعة الريح نتيجةً لما اراه من وعي رهيب يلف الامة بمذاهبها نحو اعادة صياغة الدين بما يتفق والعقل الالفيني. فشكراً للتشدّد الديني وشكراً للقاعدة، وقبلهم شكراً لايران الاسلامية وللاخوان المسلمين. لولاهم ما شهدنا هذا الفضاء الشكّي الكبير. هم مَن جعلونا نعيد النظر في هذا الدين. تطبيقهم جعلنا نشك بالنظرية ونستنطقها من جديد.


* رابط اليوتيوب للسيد كمال الحيدري وهو ينكر رواية الهجوم على بيت الزهراء

http://www.youtube.com/watch?v=25JVzsD5-VE








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في


.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج




.. 101-Al-Baqarah


.. 93- Al-Baqarah




.. 94- Al-Baqarah