الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلمتن ليس لها معنى

كمال الجوراني

2013 / 8 / 1
المجتمع المدني


ارسل القائد العربي طارق بن زياد وفدا الى الاندلس قبل غزوها ,وقد كانوا من مستشاريه ,وخلال دخولهم الى الاندلس وفي منتصف الطريق مروا ببقايا قافلة من التجار ورجال الاموال قد تعرضت للسرقة والقتل من قبل قاطعي الطرق , وقد تبقى البعض منهم على قيد الحياة الا ان الاغلبية من الرجال قد قتلوا,وهنا قدموا السفراء الى اهل القافلة المساعدة واخبروهم بانهم سيخبروا القصر بما جرى لهم من قتل ونهب .وفعلا دخلوا القصر لنقل رسالة القائد طارق بن زياد الى امراء اسبانيا,ولكنهم وجد القتلة والسراق جالسين على مقربة من الكرسي الملك,فخرجوا بعد ما اكملوا ايصال الرسالة وتوجهوا الى طريق العودة ,وبالطريق وصلوا الى اهل القافلة المسروقة فاخبروهم بما شاهدوا في القصر.وبذالك قرراصحاب القافلة ان يعود كل منهم من حيث اتى لان اصحاب القرار هم القتلة والسراق ,وبالتالي لايوجد من ينصفهم ,هذا اذا لم يقتل باقي الرجال من اهل القافلة....
هذا يذكرنا بما يحصل الان في العراق,فلا يخفى على الجميع هذه الايام التدهور الامني في البلد ,فلقد اصاب العراق هذه الفترة مالم يكن في التصوروالحسبان.فمئات العوائل الثكلى والاف اليتامى ومئات الارامل اظف الى ذلك واقع الحال المزري في جميع جوانب ومؤسسات الحياة للمواطن العراقي.فمؤسسات التعليم فاشلة لدرجة انها غير قادرة على تطوير العقول او الحصول على اي انجازات تذكر والدليل على ذلك ولاول مرة بتاريخ العراق نسمع بالدور الثالث والرابع للطلبة في نهاية الاعوام الدراسية,وهذا يدل على عدم وجود نسب نجاح لمختلف المراحل التعليمية,ولا ننسى الاف العقول التي تركت البلد بسبب التهديد او القتل او اسباب اخرى.
اما فيما يخص مؤسسات العدل وحقوق الانسان فاصبحت الادارة تلفق التهم وتبطش برجال الاعمال وتبتزهم من اجل الاموال.وهنا نلاحظ وجود الاف السجناء داخل السجون بدون تهم او جريمة الا للابتزاز في حين ان المجرمين يتفاوضون مع كبار رجال الدولة والمؤسسات الامنية للخروج خارج البلد.وما حصل في سجن ابو غريب اكبر دليل على ذاك ,والادهى والامر ان الحكومة على علم بكل مجريات الامور.
ولاننسى المؤسسات الصحية حيث نلاحظ عدم قدرة الكوادر الطبية على تقديم اي عون او مساعدة للاشخاص المصابين او المرضى بسبب عدم كفاءة خريجي الكليات الطبية نتيجة عدم استحقاقهم دخول هذا المجال بسبب المحسوبية والتزوير للشهادات,والتهاون والاستخفاف بارواح المواطن .والسمة الابرز في هذه المؤسسات هي تجارة الادوية التي انتهت فترة السماح لها ويعتبر العراق مكب لكل الادوية هذه من جميع البلدان,ذلك لعدم توفر مراقبة ومتابعة من قبل الدولة.
هذا وهناك ماخفي في الوزارات والمشاريع الوهمية ,والمشاريع ذات التكاليف العالية جدا التي تستنزف الاموال العراقية .والافة الاكبر من بين كل هذا تلك الاموال التي تصرف في الحكومة ومجلس النواب تحت مسميات عديدة,لنجد ان منذ تاسيس المجلس النواب لم تتغير الوجوه او الاحزاب المتصدرة ونفس القرارات التي لم ينتفع بها المواطن العراق اطلاقا,فكل القرارات هي منافع للنواب والاحزاب ومخصصات وعربات مصفحة اوالحديثة منها,وتسهيل شراء الاراضي للنواب باسعار تكاد تكون مجانا .اما حقوق المواطن لم تذكر ولن تذكر مستقبلا لان المواطن ليس من اهتمامات هذه الاحزاب اساسا. اذا كانت الحكومة هي من سرق وقتل القافلة فالى من يشكو الشعب.
السوال المهم الان...هل الشعب العراقي سيبقى بهذه الغفلة ام سينتفض كما فعلها الشعب المصري العربي الشريف ؟
والسؤال الاخر ...هل سيبقى القتلة والسراق بنفس المناصب ام للعراقيين كلام اخر؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة الجنائية الدولية تطالب بإصدار أوامر اعتقال بحق نتنيا


.. مذكرات اعتقال بحق 3 من قادة حماس وهم إسماعيل هنية ويحيى السن




.. الجنائية الدولية تطلب إصدار مذكرات اعتقال بحق 3 من قادة حماس


.. طلب بأوامر اعتقال لنتنياهو وغالانت.. ما ردود الفعل في إسرائي




.. إياد القرا: إصدار مذكرات اعتقال بحق فلسطينيين يعكس تحيزا وقر