الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ارحموا عزيز قوم ذل

مصطفى بالي

2013 / 8 / 2
القضية الكردية


لقد كانت العلاقة القائمة بين الأسلحة بمختلف صنوفها و في مختلف عصورها و بين الشعوب علاقة تنافر قائمة على الخوف و الإرهاب،ذلك أنها وكالة السفر الرئيسة لقطع التذاكر نحو ديار الآخرة،على الأقل في السبعة آلاف الأخيرة من سنوات عمر الإنسان،حيث اقترنت ولادة الدولة مع ولادة الأسلحة كتوأمين قبيحين يشوهان جمال الحياة و يتغلغلان في شرايين المجتمعات و الشعوب كآفة قاتلة.
في عصر الحضارة الغربية تناسلت صنوف الأسلحة و تغيرت خارطاتها الجينية و تطورت وسائل القتل تزامنا و توازيا مع نمو الجشع الرأسمالي و توحشه فظهرت أسلحة طالما كانت مصدرا للرعب لدى الشعوب و أصبح الناس يترحمون على أيام السيف و الترس،فكانت الدبابة و التي يدل أسمها على هيبتها حيث أنها تدب على الأرض فتدملا كل ما يعترض سيرها و تقص المدن و القرى لتخلف وراءها أطلالا و ذكريات عن مدن و قرى كانت آهلة بالسكان قبل مرورها،تماما كفيل السلطان الذي كان يخرب بساتين (الرعية).
الدبابة القوية المرعبة كانت حديث الناس منذ لحظة ظهورها في المعارك حتى راهننا،فهي المجرمة التي اعتقلت عمر المختار و هي التي دكت حصون موسكو عندما كان يمتطيها الجرمان و هي التي ردت النازيين على أعقابهم و طاردت فلولهم حتى داخل شوارع برلين وهي...وهي......
تلك المغرورة كانت تتميز بالصلف و الغرور تماما كزنوبيا التي تحدت روما في سكرة غرورها و تعودت أن تُقدَّم لها فروض الطاعة و الولاء من قبل الشعوب بذل و خنوع لكي تشبع غرورها الفاجر,وهي التي أقنعت الشعوب أنها يجب أن تهب نفسها لسطوة القوة و ترضخ لإرادة دبيبها وبلاغة صوتها وتغض السمع عن موسيقى الحياة.
كوباني دونا عن مدن العالم كانت تسمع باسم الدبابة لكنها لم تتعرف عليها يوما وجها لوجه،منذ مدة قريبة سمعت بمهاجمة دبابات النصرة لكري سبي ففاض الفضول في نفسها علها تمتع نفسها برؤية دبابة ما رغم صيتها السيء و كان البعض من أبناء الرعب تصطك فرائسهم خشية و خنوعا,إلا أن أبناء الشمس قد أثلجوا صدور الجميع،وعدوا ان يهدوا دبابة لغرور كوباني,السؤال المحير كان:من سيتنازل للآخر عن غروره و كبريائه؟كوباني؟أم الدبابة؟
يوم الثلاثاء 30/7/20013/كان الموعد المنتظر،دخلت الدبابة إليها من البوابة الشرقية حيث تشرق الشمس كانت ذليلة خانعة,ذلك اليوم في كوباني حدثت مفارقتين لا مثيل لهما في تاريخ شعوب العالم،الأولى:أول مرة تدخل دبابة إلى مدينة ما متخلية عن غرورها،تكبرها ,صلفها,بل دخلت ذليلة خنوعة مستسلمة يائسة,لا حول لها و لا قوة.الثانية:عادة عندما تدخل الدبابات مدينة ما يفر الناس من وجهها مذعورين أو يستقبلونها مستسلمين.في كوباني استقبلها الناس بالزغاريد و الاحتفالات و الأفراح،فيا زنوبيا التي قيل لك كل الطرق تؤدي إلى روما،نقول لك و للقادمين من رحمك الموغل في جفاف الصحراء,كل الطرق التي تعبر صدر أرضنا غزوا و حربا تؤدي حتما إلى مفاوز السماء و أغوارها البعيد,فتمهلوا تمهلوا
إنها بشائر النصر الكردي,
أيها المهاجمون:العبرة ليست في السلاح ولا في نوعيته إنما في القضية التي يحملها حامل السلاح و إيمانه بتلك القضية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن: نحن أمة من المهاجرين ولهذا نحن أقوياء


.. تغطية خاصة | أعمال الإنقاذ والإغاثة تتواصل بعد العدوان الإسر




.. Kesaria should still be alive ??


.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - اليونيسيف: إرتفاع عدد النازحين بق




.. لعبة إلكترونية في ألمانيا تشجع على ترحيل المهاجرين!