الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموقف من اليهود

سامي فريدي

2013 / 8 / 2
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


سامي فريدي
الموقف من اليهود
يهود، اسرائيل.. لا يكاد يمرّ يوم على العرب دون أن تتردد واحدة من هاته المفردتين أو كلاهما، في صيغة الخير أو الشر، وبمناسبة أو بغيرها.
هل ثمة لعنة.. أكثر من أن تبغض شيئا وتعيش معه، وأن تريد شيئا ولا تعيش معه!..
ونحن.. ماذا نريد وماذا لا نريد.. ماذا نبغض وماذا نرغب..
ان التفكير الجادّ، ليس خاصة عربية.. ونحن ما نزال بشرا تلقائيين، نعيش على الفطرة والمزاج، ونؤمن بالقضاء والقدر، ونعتبر أن وجودنا وحياتنا مخططة ومرتبة بحسب إرادة الباري، وما علينا سوى القبول والقناعة، ولديه الحساب والحشر.
اليهود جماعة سكانية قديمة من سكان شرق المتوسط، لا يختلفون عن أهل المنطقة في طراز معيشتهم أو أنماط تفكيرهم، ولا في ملامح وجوههم وأشكال أجسامهم. وكما اتصف سكان الشرق الأوسط بالبداوة والتنقل وحياة الصيد والتنقل، وانشغلوا بصراعات وحروب وغزوات من أجل المكان والكلأ، كذلك انشغل اليهود بذلك ذات يوم!.. أما عقيدتهم، فلا تختلف في العموم عن أصول عقائد الشرق الأوسط وقناعاتهم بالغيب والقدر، وايمانهم بإله يحبهم ويرعاهم، يوبخهم ويعاقبهم إذا عزفوا عن تعاليمه.
وقد مرت على المنطقة والعالم، حقب وتواريخ، اتفقت فيها الجماعات واختلفت فيما بينها، قليلا أو كثيرا، في أمور العقيدة والاعتقاد، كما في أمور المعيشة وطرز الحياة,, وكان للمتغيرات السياسية والصراعات العسكرية أثار متباينة على سكان المنطقة، ولم يدم العهد لأحد إلا أعقبه عهد مختلف عنه، ولم يكن أحد خيرا من أحد، ولا نصيب قوم أفضل من سواهم. ومن رفعه زمن، وضعه زمن آخر، والعكس بالعكس.
ورغم سيادة البغضة والحسد والعنف –خصائص حياتية عامة- بين سكان الشرق الأوسط، فأن كون اليهود أقلية دينية أو قبلية، جعلهم هدفا لاجتماع الأحقاد والبغضاء، حتى غدا بغضهم ترفا، لا يتنازل عنه شرق- أوسطي إلا ما ندر. وذلك دون أن يسأل أحدهم نفسه، لماذا أبغض هذا الشخص ولا أعرفه؟.. أليس البشر أخوة – كما تقول عقائدهم الدينية؟.,, ولماذا البغض والتباغض أساسا، أليس هو من عمل الشيطان وشروره؟.. لا.. لا أحد يفكر..
ثمة عاملان رئيسان لبغضاء اليهود، ويمكن الزيادة فيها حسب المزاج الشعبي أو الشخصي..
موقف المصادر الاسلامية من أهل الذمة لعدم دخولهم الاسلام، مع خصوصية اليهود!..
ارتبا-ط اليهود بالظاهرة الاستعمارية وقيام دولة اسرائيل على جزء من أرض فلسطين.
فالعامل الأول لوحده، ربط بغض اليهود بأصول العبادة في الاسلام. فهم مبغضون وموضع زراية بحسب النص المقدس والأدبيات الفقهية، حتى ولو كانوا في الصين أو على القمر، وحتى لو لم يكن بينهم وبين المسلمين أي خاطر. وذلك رغم أن النصوص الاسلامية أيضا تقول: ولا تزروا زرة وزر أخرى. لكن تفعيل النص وتعطيله عند المسلمين خاضع لأمزجة، ولا يحكمها قانون ثابت.
مع ذلك، جاء قيام دولة اسرائيل، بمثابة إذكاء جذوة الأحقاد غير المستكينة في الشرق الأوسط. والغريب أن الدور الأول والأخير لقيام دولة اسرائيل ورعايتها، كان من فعل الانجليز وبقية القوى الاستعمارية وصولا للولايات المتحدة، واليوم يتودد العرب لكل من الانجليز والأميركان، ويستخدمون لغتهم (الانجليزية)، ويمثل هذان البلدان الخيار رقم واحد لدى العرب في الاقامة والهجرة والسياحة والتجارة والدراسة والعلاج؛ ناهيك عن العلاقات والاتفاقيات السياسية والاقتصادية والعسكرية بينها، ومع ذلك يحتمل اليهود أفرادا واسرائيل دولة خلاصة الحقد العربي والاسلامي، ويتم الدعاء عليهم وعلى أنسالهم في الصلوات والخطب الدينية، كجزء مكمل من فروض العبادة.
وقد مضى على قيام دولة اسرائيل ما يزيد على نصف قرن، ولبعض العرب علاقات متعددة معها، سرا أو علنا، وتلتزم الدول العربية عموما بضمان أمن دولة اسرائيل بحسب مواثيق وعهود سياسية ودولية. ومع ذلك يستمر شلال الشتائم ونشر البغضاء ضدهم.
قبل الاستمرار في مناقشة الأمر، يخطر سؤال. هل يحب العرب أنفسهم؟.. هل يحب العرب بلادهم؟.. كيف ينظر العربي لأخيه العربي، وما هي طبيعة علاقة البلد العربي مع البلد الجار؟..
حقيقة الأمر.. أن حقد العرب على اليهود، تاريخيا، أو راهنيا، هو انعكاس لكراهية العربي لنفسه، ووطنه وقومه. وعبر مراحل التاريخ، قلما تجد الخيانة موضوعا للمنافسة، كما هو لدى العرب. لقد احجمت العلوم النفسية والاجتماعية عن سبر غور الشخصية العربية، والوقوف على تناقضاتها وازدواجيتها، وتشخيص قائمة العقد والرهاب المعتملة فيها حتى اليوم. فالعربي لم يخضع لمضمار التطور الاجتماعي والفكري الذي نقل الشعوب من البدائية إلى مضمار المدنية والعصر.. وما زال العرب يفتخرون –علنا أو ضمنا- بأصولهم البدوية، ومحافظتهم على قيم البداوة والهمجية والفوضى، وبذلك يتحدون سلطات النظام والقانون والحضارة.
هل تصلح البداوة –كمرحلة تخلف اجتماعي- أن تكون هوية لمجتمع؟!!..
ان سر التعلق بالبداوة واتخاذها هوية، ضرورة يفرضها افلاس الشخصية عن أي منجز يصلح للتفاخر أو اتخاذه مرجعا وهوية؟.. أما القوة الجسدية أو العسكرية، فهي سمة عامة غابرة للجماعات البشرية في مرحلتها الدونية، ولكنها عافتها مع دخولها مضمار التطور والمساهمة في المنجز الحضاري والانساني!..
التخلف بعبارة أخرى، هو شهادة العجز عن قبول التطور، والخروج من عقلية ما قبل الحضارة؟.. وسوف تجد بين العرب من يجادل ويفاخر ويعاند في ذلك.. ولكنه يبقى معزولا ومنعزلا عن سوية البشر، وقارعة المستقبل!..
ان العربي بحاجة للمراجعة والوعي، وادراك قيم الوجود والحياة المشتركة..
سكان الشرق الأوسط، المتفاخرون حتى اليوم، بشبكات أنساب تعيدهم إلى جدّ واحد، وأصول عائلية متفاوتة، تفرّقوا عبر الزمن، بفعل السكن والجوع، والنساء والمرعى، اختلفوا بفعل الديانات والعقائد والمذاهب والطوائف، وتنابذوا باختلاف العادات واللغات والميول والأمزجة، ثم اصطرعوا بقيام الدويلات والمحميات السياسية، وأنواع الاتفاقيات والمعاهدات السياسية والعسكرية، والتخندقات الشرقية والغربية.. وبينا تتهالك على أعتاب الدول الاستعمارية والقوى العظمى، بنزعة من التباهي والخيلاء الذليل، تفتقد هذه الدويلات والجماعات أية اتفاقية استراتيجية ثنائية أو شراكة جماعية بينها، رغم ما تشكله من وحدة ثقافية اجتماعية، وامكانات الوحدة الاقتصادية العسكرية السياسية الغائبة عنها، بحكم استغراقهم في خيانة الذات والغباء الوجودي!..
وإذا غابت عنهم الضرورة واحتمالاتها فيما بينهم، لا يبقى للاتفاق والتقارب مع بني عمومتهم من اليهود أيما ضرورة للحديث.. سيما وان التقارب العربي اليهودي، سوف يهدد المصالح الغربية في المنطقة، ويشكل شوكة للأمن القومي الاستراتيجي للقوى العظمى والكارتلات الاقتصادية!.. وعندها..
لن يجد العرب فرصة للخيانة.. والحقد.. والحروب الغبية!!.

.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اليهود والعرب
خميس الجمعة حِمدان ( 2013 / 8 / 3 - 05:35 )
عاشت الطوائف اليهودية بين العرب مسلمين ومسيحيين ، دون أي تمييز أو كراهية، عدى تلك الفترة التي أسس فيها النبي محمد دولة الاسلام في منطقة نجد والجزيرة العربية حيث برزت نزاعات ومشاكل في الاصطفاف القبلي والتحالفات العسكرية الامر الذي أدى الى حروب بين القبائل اليهودية والمسلمين والذي كان نتيجته اخراج قبائل اليهود من ديارهم
الذي آثار الكراهية حديثا ضد اليهود هو انشاء اسرائيل كقاعدة عسكرية تخدم الاستعمار الغربي في تأمين مصالح الرأسمالية في المنطقة وذلك على أنقاض الشعب الفلسطيني حيث رضي اليهود القادمين من الغرب الاوروبي والامريكي بالتواطؤ مع الانكليز العمل ضد الشعب الفلسطيني وانتهجوا ضد اسلوب القتل والترويع والمجازر للاستيلاء على الارض وطرد سكانها واحلال مستوطنين يهود مكانهم
العرب لا يكرهون اليهود كيهود لكنهم يكرهون اسرائيل الصهيونية الاستيطانية العدوانية التي بسياستها العنصرية تتآمر على كل شعوب المنطقة لتبقى هي الاقوى بالدعم الامبريالي والعربي الرجعي الاسلامي الوهابي

اخر الافلام

.. مسؤول إيراني لرويترز: ما زلنا متفائلين لكن المعلومات الواردة


.. رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية يأمر بفتح تحقيق




.. مسؤول إيراني لرويترز: حياة الرئيس ووزير الخارجية في خطر بعد


.. وزير الداخلية الإيراني: طائرة الرئيس ابراهيم رئيسي تعرضت لهب




.. قراءة في رسالة المرشد الإيراني خامنئي للشعب حول حادث اختفاء