الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثوار احرار حنكًمل المشوار

مالوم ابو رغيف

2013 / 8 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الاخوان المسلمون في ميدان رابعة العدوية يرفعون ويصرخون بشعار يتناقض مع معتقداتهم ومع مبادئهم، بل انه يتناقض مع الدين الاسلامي نصا وروحا. فالاخواني قد يكون غازيا او مجاهدا او متآمرا او ذباحا لكن لا يمكن له ان يكون ثائرا. ومصطلح الثورة الاسلامية التي استخدمته ايران كشعار لتصديرآديولجيتها ،هو مصطلح يتناقض مع البنية الآديولوجية الاخوانية، فالاخوان يقفون بالضد من اي ثورة. فهم ايدلوجيا وفقهيا ضد اول ثورة في الاسلام تلك التي قامت لوضع حد لبغي وفساد عثمان بن عفان. فقد اعتبروا الخلافة قميصا البسه الله عثمانا لا ينبغي ان يخلعه او يحاول احد خلعه عنه مهما طغى وبغى وافسد فما على الناس الا الطاعة. بل انهم يتحدثون عن مقاربة تاريخية بين عثمان وبين مرسي العياط، فكلاهما خلعهما الشعب في ثورة شعبية عارمة قضت على الاول وتركت جثته مهملة لم يصل عليها احد، وثورة الشعب المصري الثانية اودعت مرسي رهن الاعتقال لمحاسبته على اخونة الدولة وعلى جرائم فساد وتفريط بمصلحة الشعب المصري. انهم يبحثون في التاريخ عن ما يجهض اي ثورة شعبية فيكف لهم رفع شعار ثوار احرار؟
كما ان شريعتهم الاسلامية تتناقض مع الشرعية الثورية. فالشرعية الثورية لا مرجع لها الا الشعب، لا تستند لا على اله ولا على قرآن ولا على واعظ ولا على مرجع او على مرشد. الثورة تسقط كل المراجع الدينية ولا تبقى الا على مرجعية الثورة.
اما الحرية وهي الشطر الثاني من الشعار، فهي في عرف الاخوان المسلمين، وفي عرف الاسلاميين كافة، تهتك وتحلل وابتذال وخاصة اذا ما تعلق الامر بالمرأة.
اما الكلام المنسوب الى الخليفة عمر بن الخطاب، ذلك الذي يقول متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا، فهو كلام لا يشير الى الحرية بوصفها ضرورة ذاتية واحساسا وشعورا وجدانيا انسانيا وقدرة على الاختيار، انما هو اشارة للتفريق بين حالة العبودية تلك التي تفرضها شروط البيع والشراء وبين الوجود خارجها، اذ لو كان عمر بن الخطاب مع الحرية بشكل مطلق فما الذي يمنعه من تحريم العبودية؟
الحرية بوصفها شعورا انسانيا ضروريا للحياة الفردية والاجتماعية، لا يمكن ان تكون من المباديء التي يؤمن بها عمر بن الخطاب ولا غيره من الصحابة، اذ انه نتاج لفكر ديني يزكي العبودية الكاملة للاله واؤلي الامر اذ تقول الآية:
أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرّسُولَ وَأُوْلِي الأمْرِ مِنْكُمْ.
والطاعة ليس لها معنى سوى الرضوخ بينما الحرية تحمل معنى التمرد والرفض.
كما ان الاخوان يؤمنون بان الله هو الذي يفرض على الانسان افعاله واعماله ويحدد يوم ولادته ويوم موته ويسلط عليه شرطيان يجلسان على كتفيه يسلم عليهما بكل خضوع بعد نهاية كل صلاة.
لو كانت الحرية احد القيم الاسلامية، لكان للانسان حرية اختيار ملبسه ومشربه ودينه ولما اجلس على كتفيه ملكان يسجلان اعماله وافعاله ونياته ولما اجاز القتل بحجة الردة او بحجة الزندقة والشرك، ولما فرض الحجاب والنقاب على النساء واوجب اطلاق اللحى وتقصير الدشاديش على الرجال.
هؤلاء الذين يصرخون بانهم احرارا، ليس سوى عبيدا يفتخرون بوشم العبودية المدموغ على جباهم، وشم يدل على خضوعهم كما تدل الاقراط بآذان العبيد على الذل والخضوع. انهم نتاج فكر لا نقاش ولا جدال فيه، فكر ليس له اسلوب اخر في التعليم غير الاسلوب الببغائي الذي تعرضه الشاشات من ميدان رابعة العدوية، اعداد غفيرة من الناس تردد ما يردده القائد المرتفع عليهم فوق منصة المسرح، يفعلون ما يامرون، يرفعون اياديهم او يخفضونها، يرقصون او يصلون، يغنون او يقرآنون{ يتلون القرآن} ، يهيجون او يهدأون، يطيعون امره وكانهم وحوشا مروضة في سيرك هندي، والترويض يتناقض كليا مع الحرية، الترويض هي العبودية المختارة بحكم العادة والتعود.
وعندما تشاهد البث التلفزوني الحي وترى الرجال بلحى طويلة غير مهذبة، حمراء مصبوغة بالحناء، وترى كروشهم المنتفخة من اكل البلاش، وتكاد تختنق من تجمعات ازدحاماتهم غير المرتبة، وعندما ترى النساء بعبائاتها السوداء وبحجابها ونقابها وعصائب راسها الباهتة الالوان، وعندما تسمع خطابات الشيوخ وكبار الاخونجية بصرخاتهم الهستيرية ستشعر بانك تشاهد مقطعا حيا من ازدحامات اسواق عكاظ، وتحس ان الزمن قد اخذك الى يثرب وابعدك زمنيا ومكانيا عن القاهرة.
فهل يمكن لهذا الجمع الملتحي المحجب المنقب ان ينادي بالحرية او يفهم معنى لها؟




















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الغالي مالوم ابو رغيف
عبد الرضا حمد جاسم ( 2013 / 8 / 4 - 19:03 )
تحية و سلام و محبة و احترام
الحرية في عرفهم مقيده بالنصوص والفتاوى و اوامر أُلي الامر
و الثوره متوجهه ضد كل من يخالف تلك النصوص و الفتاوى و اوامر ولي الامر
فثورتهم و حريتهم في الخضوع لفتاوى الشيوخ و رغبات ولي الامر
اكرر التحية


2 - الاخوان الكذبه
كامل حرب ( 2013 / 8 / 4 - 22:03 )
الاستاذ المحترم مالوم ابو رغيف ,نشات حركه الاخوان المسلمين الارهابيه فى عشرينات القرن الماضى على يد القاتل والمجرم حسن البنا والذى يعتبر اكبر ارهابى فى تاريخ مصر ,الحركه فى حد ذاتها ارهابيه دمويه وخير دليل على هذا علم الاخوان والذى يتضح فيه سيفين متقاطعين وكلمه واعدوا ,منذ ذلك التاريخ ومن المؤسف والحركه تتمدد وتتوسع وتتكاثر ليس فى مصر فقط بل فى دول عديده عبر العالم وباسماء مختلفه ,كما تعلم فان القران ماهو الا سوبر ماركت وحمال اوجه ,تجد فيه الشئ وضده ولامانع من احتراف الكذب والخيانه والغدر والخديعه والاجرام والاغتيالات من اجل الوصول الى اهدافهم الشيطانيه ,لقد سمعت كثيرا عن العلاقه بين الاخوان والماسونيه العالميه وهى منظمه تدعو لعباده الشيطان ويسمونه اله النور ,.لقد تم تصوير الشيخه موزه فى احدى اللقاءات الماسونيه اثناء الطقوس وبجانبها كاس من النبيذ ,بالطبع يوجد زعماء عرب على نفس الشاكله لكن المعلومات عنهم تكاد تكون معدومه ,وماخفى كان اعظم


3 - الى الاخ عبد الرضا جاسم: الحرية رفض للقيود
مالوم ابو رغيف ( 2013 / 8 / 5 - 08:59 )
الاخ العزيز عبد الرضا حمد جاسم المحترم
تحياتي لك
اتفق معك بان الاسلاميين مقيدين بنصوص الفتاوى والرويات والاحاديث والآيات، وهي تنسف كل معنى للحرية، لان الحرية رفض لكل مايتعارض معها او ييحد منها او يقنونها. اعتقد ان هذه الكثرة المتضاهرة في رابعة العدوية لا تعي ما تفعل، انهم ضحايا الجهل والتثقيف الخاطئ، او انهم قد فقدوا عقولهم، اذ لا احد يغني او يموت في سبيل ان يكون عبدا، العبيد يضحون بحياتهم من اجل ان ينالوا حريتهم، اما هؤلاء، ولا اعني القادة، انما الجمهور، فانهم يتظاهرون من اجل ان بقاء ثياب العبودية على اجسادهم واغلالها على اياديهم، انها ثقافة القطيع.ـ
كما ان الثورة لا يمكن ان تكون ارتدادا الى الخلف، الثورة ليس رفض فحسب، انما تطلع الى المستقبل الافضل، اما هؤلاء فانهم يصرون على ارجاع عجلة الزمن الى الوراء والعودة الى عصور الغزو الاسلامي، الم تلاحظ نبرة الغزو والجهاد في صوت الرئيس المعزول مرسي وهو يصرخ لقد قررنا قطع العلاقات مع سوريا حيث ضجت القاعة بعدها بالتهليل والتكبير
اكرر التحية


4 - الى الاخ كامل حرب: موزة والاخوان
مالوم ابو رغيف ( 2013 / 8 / 5 - 09:30 )
الاخ كامل حرب
تحياتي لك
الاخوانية هي وهابية مقنعة، منهجها التكفير ووسيلتها الجهاد والقتل والقمع، انها لا تؤمن بالتأويل الذي قد يخفف بعض الشيء من وحشية القرآن خاصة ، فالخونجية يفسرون الكلمات بمسمياتها، ومثل ما اشرت حضرتك، فان اية أعدوا لهم.. الى لترهبوا عدو الله، تعني عندهم الارهاب والقتل بكافة انواع الاسلحة، ان هذه مجموعة خطرة جدا، خطرها يكمن في انها تؤمن بتعاليم ارهابية باطنية تخطط للاستيلاء على كافة الدول بواسطة عصاباتها المنتشرة باسم الاحزاب الاسلامية، في العراق مثلا الحزب الاسلامي هو حزب ارهابي بصريح العبارة، رئيسه الهارب طارق الهاشمي متهم بالارهاب وبالقتل العمد، كما ان الجيش الاسلامي الارهابي، الجناح العسكري للحزب نفذ عمليات بشعة ضد المدنيين والجنود العزل وذبح منهم آلفا
وكما اشرت، ان بعض الشخصيات الكبيرة في هذا الحزب مثل حسن الهضيبي ومحمد الغزالي وسيد قطب كانوا اعضاء في المحافل الماسونية
اما المحضية موزة، على حد تعبير مرتضى منصور، فهي المشرفة العامة على كل هذه العمائم الماجورة، وعندما قررت طرد القرضاوي ضربته بالشلوت ولم يجد نفسه ال في مصر صعلوكا كما كان لا احد يسمع له ولا يقدره


5 - الاستاذ مالوم ابو رغيف المحترم
جان نصار ( 2013 / 8 / 5 - 09:35 )
طالماان الشعب جاهل ومغيب وامي ومع وجود معارضه مشتته ومشرذمه سيستمر السوس الاخواني في النخر لدى الشعوب البسيطه وستحتاج الى مرحله طويله من النضال والمقاومه في سبيل ارساء الديمقراطيه والحريه والعداله الاجتماعيه ثم هناك من يدعم الاخوان من الخارج ومعني بوجودهم لتمرير المخططات الامبرياليه وشرق اوسط ضعيف على قديمه وليس جديد لكن بتغير الوجوه.سيتغير الحال عندما يقتنع الجميع ان الدين لادور له سوى في الجوامع وهو ليس مسيس.
تحياتي ومودتي لك وللجميع


6 - الى الاخ جان نصار: النموذج الاخواني والغرب
مالوم ابو رغيف ( 2013 / 8 / 5 - 12:10 )
اعتقد ان الاخوان المسلمين هو النموذج الذي حاولت الولايا ت المتحدة والدول الغربية تسويقه الى الشعوب العربية بعد ان نجحت في تطبيقه في تركيا اردوغان، خليط من الدولة المدنية والدولة الدينية تسوق من خلالها السياسات والمصالح الغربية كمقتضيات للدين والعقيدة والمصلحة.ـ
قطر هي الداعم واللاعب الاساس في هذا المشروع، المشكلة التي واجهتم في مصر هي عدم فهمهم لطبيعة الشعب المصري الثورية وتعلقه بالعلمانية وكرهه للاخوان بسبب اعمالهم وافعالهم السيئة وتاريخهم الدموي، لقد وضع المصريون حدا لهذا الطموح الضال وبدات تركيا تعيد حساباتها وبدا اخوان تونس يحسون بالخطر الذي يكمن في التحركات الجماهيرية الواسعة لجبهة اليسار من اجل الاطاحة بالغنوشي.ـ
المناورة الجديدة التي تلعبها دول الغرب بعد خسارة الاخوان، هو تبديل الوكيل، من اخواني الى سلفي ، من قطر الى السعودية، التي تنسى كل خلافاتها مع الاخوان ومع عصابات القاعدة اذا تعلق الامر بمواجهة عدو مشترك كما في سوريا، لكن المصريون سرعان ما كشفوا حزب النور السلفي ومخططاته الخبيثة واستطاعوا تحديد مساحة مناوراته
اعتقد ان الشعوب بدات تصحى من افيون الدين
كل الاحترام والود

اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah