الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العمل العام التطوعي المجاني

مجيد الامين

2013 / 8 / 5
المجتمع المدني


العمل العام التطوعي المجاني .. 
مثل هذا العنوان فيه تفاصيل كثيره ، ولكني سأحاول حصرها ب الموقف الفكري والنفسي المنبثق من صاحب الشأن الفرد ومنعكساته في الأحزاب والتيارات و منظمات المجتمع المدني في العراق .
العمل العام التطوعي : يشمل العمل الحزبي والنقابي والمدني واترك العمل الطوعي الديني (كالحلقات الدينيه او المتطوعه لإقامة الطقوس والشعائر والتبشير ) خارج النقاش لان فيه تفاصيل خاصه وتشابك مريب مع السياسه وهي بالحقيقه من معرقلات الدوله الحديثه و المدنيه حاليا .
•• العمل المجاني في الحزبي والنقابي والمدني يفترض ان المنفذين له، هم من المتطوعين لأسباب عقائديه ، مهنيه وانسانيه وان اهتمامهم وإيمانهم ب القيم والمبادئ المطروحة في هذه العناوين ولغرض الوصول ل أهدافهم المعلنه او جزء منها هي دافعهم للمساهمه بجهد مجاني
•• التساؤل العفوي هو : ما الذي يكسبه المتطوع مقابل جهده ؟:
- بالتأكيد يحصل على فرح شئ من السعاده واستقرار داخلي ورضا عن الذات والشعور بالقيمه وأيضاً الاعتزاز والمحبه التي يراها في محيط تأثير عمله ، لان الإنسان "لا يحيى فقط بالخبز بل بالكلمة الطيبه " كأساس وجودي بشري ، والتشجيع والشكر هو من اهم المحفزات .. ولذلك نرى ان القول السماوي "... لا نريد منكم جزاءا ولا شكورا " غير منفذ على صعيد الواقع لمثاليته وتعارضه مع النزوع الإنساني للجزاء المكافأة والشكر والتكريم .
.•• الذي يعمل كمتطوع فقط يشعر باقتراب أكثر مع المهمه التي يؤديها وبنزاهة الفعل الذي يؤديه ، فيما من يأخذ مقابل فهو ليس أكثر من موظف تتأرجح نزاهته صعودا ونزولا بمقدار المقابل المالي الذي يحصل عليه وبمقدار الرقابه على فعله ، بمعنى ان نزاهة فعله مشكوك فيها في لحظةٍ ما.
والفرق بينهما مثل الفرق بين عمل الناشط الإيطالي الذي قتله الإسلاميون في غزه وعمل موظف بالصليب او الانروا للاجئين هناك . 
او عمل متقاعد سويدي مع الصليب الأحمر في الصومال وآخر صومالي موظف مع الصليب او الهلال الأحمر .
•• في بلد مثل العراق الغني بالنفط حيث الفوضى "المثمره" للسياسيين وبالذات ل احزاب الطوائف والقوميات ، تتعزز وتترسخ سلطة الأحزاب المتنفذه الماليه عبر راس المال الفاسد والطفيلي وتتراكم خبرتهم السياسيه والاعلاميه وما يرافقها من قدرة على التضليل ، وبسبب من عدم وجود قانون احزاب ومعرفة المصادر التمويليه لها، يضعف الإحساس وسط اعضاء هذه الاحزاب والتيارات في تقدير الجهد او الكفاح المجاني ، بل قد لا يُحترم العامل او الناشط بالمجان لدى الأحزاب المتنفذه ويعتبروه مجرد چايچي، او لا يحبذ ويعتبر مزايد ويحجم دوره في التيارات الغير متنفذه وحتى "العلمانيه" منها الا ماندر .
•• فيما نرى ان عمل المنظمات المهنيه النقابيه ضعيف بسبب ضعف الإنتاج وانعكاسه ب ضعف طبقة العمال. وضعف نقاباتها ينعكس ضعفا حتى على النقابات المهنيه الاخرى كصوره لضعف البنيه الاقتصاديه المجتمعيه يعني لاشئ يستحق الذكر فيها عن التطوع برأيي.
•• تبقى منظمات المجتمع المدني في العراق وهي تقريبا حديثه بتوسعها وبكون قياداتها عراقيه رغم تمويل اغلبها أجنبي .. استطيع القول أنها عدا عناوينها او أسماء المواضيع التي تعلنها لمشاريعها وبالغالب تتعلق بالإنسان وتنميته فهي تقترب من الدوائر الوظيفيه فيما يتعلق ب العاملين فيها .
او التجمعات الخيريه فيما يتعلق بدفع مبالغ محدوده او محدده لمن يقع عليهم الفعل لهذه المنظمات (مثلا ورش عمل هذه المنظمات) ، فلا وجود للعمل التطوعي فيها "استطيع تحمل المجازفه واجزم " وأتمنى ان أكون مخطأ.
•• هناك عدد من هذه المنظمات والتي تهتم بتنمية الوعي السياسي والثقافي المدني للإنسان يفترض تعارضها مع نهج الحكومه والسلطات المتنفذه في العراق لكون ان الاخيره اسلاميه بمعنى غير مدنيه ،ولكننا نرى رضا وتعاوننا أو اختلافا أخويا شكليا بينهما.
ويرجع ذلك لاسباب اهمها اثنين برايي :
- ان هذه المنظمات وبسبب من عدم وجود العمل التطوعي المجاني وضعف الرقابه الماليه والإدارية (بالغالب أقارب وأصدقاء ) ف هي منظمات فيها ما يشبه من فساد الحكومه "ف لاتخافها السلطات" .
السبب الثاني والهام ان المشاريع المقامه في هذا المجال التوعوي يكون فيها الشريك هو الاحزاب ذاتها ف الذي يتعلم المدنيه والديمقراطيه وتكون الجمعيات والافكار السائده حول التعليم والصحه في العالم ونصوص منظمات العفو الدوليه ومنظمات الثقافه العالميه او تنمية النساء سياسيا وحتى الورش المهنيه المختلفه يكون منتسبيها او المستفيدين منها هم ناشطي او مرشحي هذه الاحزاب . بمعنى ، ولسان حال هذه الاحزاب يقول : نحن نتعلم كي نتحصن نجيد المناوره والبراغماتيه ، نتعلم اسلوب العدو كي نتغلب عليه (العدو هنا المدنيه والديمقراطيه الدخيله القادمه من أوروبا ) ، وطبعا هذا يتعارض مع الهدف "المعلن" ل الممولين للمشاريع من دول اوروبيه ، يابان ،الولايات المتحده و دول اخرى ولكن الإعلان شئ وواقع الرصد التنفيذي و المالي شئ آخر ف هذه الدول قدره محدوده ل معرفة مسير الأموال المخصصه للمساعدات الخارجيه ، (اكتشف قبل سنوات في السويد ان هناك ملايين ذهبت في جيوب السراق بعد ان كان من المفترض بها إعادة ترميم وتأهيل معبد يهودي تاريخي في احد دول البلطيق بعد سنين من صرفها) ..
•• خلاصة القول ان انعدام العمل العام التطوعي المجاني في بلدان فقيره او غنيه وطامحه نحو تكوين الدوله كالعراق يساهم بإضعاف الموقف الأخلاقي كمفهوم ، فرديا ومجتمعيا، وأثر هذا الضعف في موضوع الامانه والنزاهه الذاتيه والتي تعتبر مستقبلا عامل هام (الامانه والنزاهه) في تنفيذ وتطبيق الجانب الحقوقي القانوني والرقابي في مؤسسات الدوله المنتظره .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإعلام العبري يتناول مفاوضات تبادل الأسرى وقرار تركيا بقطع


.. تونس: إجلاء مئات المهاجرين و-ترحيلهم إلى الحدود الجزائرية- و




.. ما آخر التطورات بملف التفاوض على صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلا


.. أبرز 3 مسارات لحل أزمة اللاجئين السوريين في لبنان هل تنجح؟




.. جامعة فيرمونت تعلن إلغاء خطاب للسفيرة الأميركية بالأمم المتح