الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مساومات الجنرالات مع العصابات الدينية

محمود الزهيري

2013 / 8 / 6
المجتمع المدني


1
لن تكون حراً إلا إذا صارت إرادتك حرة , ولن تصبح صاحب إرادة من غير أن يستقل عقلك ويستمتع بالحرية ويطرد الخوف والهواجس , ولا يعمل أي حساب لأي ضغوط أياً كان منبعها أو مصدرها , وأياً كانت قوة الفاشية التي تسوقها وتبتغي لها رواد ومستهلكين .
2
أرخص سلعة هي التي تصنعها الفاشيات , وتروج لها , وتسعي أن تجعل لها جمهور واسع من المستهلكين , والمصيبة أن تلك السلع تصيب بالموت قتلاً , كالسموم الناقعات التي ليس لها ترياق , ولن يجدي معها دواء ؛ والسلع الفاشية تصيب مستهلكها بالفقر والتغييب عن الوعي بإرادة القائم علي أمر الفاشية , ومن ارتضوا أن يقبلوا بأوصياء علي عقولهم المغيبة بإرادة التوافق علي التغييب العقلي والوجداني والعاطفي , فالفاشيات تنتج نفسها , وتعيد تكرار نفس المنتج بآلة واحدة غيرقابلة للتغييرأو التعديل .
3
الفاشية العسكرية تتشابه مع الفاشية الدينية , في أن الأولي لها رأس هرم , وليست لها قاعدة إجتماعية تمتاز بالثبات والإستقرار , والثانية لها رأس هرم , وقاعدة إجتماعية تمتاز بالثبات والإستقرار , وقابلة للزيادة والتوسع في الأعداد والجغرافيا .. وهذا هو الفارق الجوهري بين الفاشيتين , ولذلك كان من الضروري الإرتباط بينهما , حيث يمثلان لبعضهما علاقة وجودية كعلاقة الروح بالجسد .
4
مازلت مصر علي أن الفاشية العسكرية لاتصلح عملتها للتداول إلا إذا احتفظت بوجهها الأخر المرسوم علي الوجه الآخر للعملة بوقاحة وقماءة وحقارة تثير الإشمئزاز والقرف والغثيان , فالفاشيتان تقويان معاً وتضعفان معاً , وماحدث من سوء تفاهم أو تقدير بين الجنرالات وبين قادة العصابات الدينية في مصر , حسبما صرح به أحد المصادر العسكرية من أن الجيش والحكومة سيعرضان الإفراج عن بعض أعضاء جماعة الإخوان المسلمين من السجون، وفك تجميد أصول الجماعة ، ومنحها 3 مناصب وزارية ، في محاولة لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد .
هذا التصريح بمثابة كشف فاضح عن مدي المساومات التي تتم بين الجنرالات وبين قادة العصابات الدينية علي غيرإرادة القانون , والمجتمع , وكأن القانون الذي أنتجه المجتمع / الشعب , والذي تتصدر الأحكام القضائية بإسمه , بمثابة خيانة للمجتمع والشعب , وخيانة لكافة الدماء المصرية التي أريقت في ميادين مصر بغية الوصل لمرافئ الحرية والكرامة , وشواطيءالأمن والأمان , وتمثل خيانة وغدر لإرادة الملايين التي خرجت لتلبية نداء وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي , الذي طلب تفويض من الشعب له ولوزارة الداخلية , لمكافحة الإرهاب المنتظر , ومن ثم يأتي القرار بإبرام صفقات بين الجنرالات وبين العصابات الدينية , علي حساب الدولة والمجتمع ..
5
المصيبة أن هذه المساومات تكون من نتائجها الإفراج عن الذين أرتكبوا جرائم الإختطاف والقتل والشروع في القتل , والتحريض والمشاركة في جرائم الضرب والجرح , وجرائم التعذيب الجماعي , وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة , وحيازة الأسلحة والزخائر بجميع أنواعها , بخلاف قضايا التجسس والتخابر وتهديد الأمن القومي , والمصيبة كذلك أن يتم الكشف عن فك أصول الجماعة , التي من المتوجب أنه جماعة محظورة ونشاطها يقع تحت طائلة القانون , وكذلك منح 3 عناصر إرهابية لمناصب وزارية في الحكومة , وكل ذلك مقابل فض إعتصامي رابعة والنهضة ..
6
هذه المساومات أوضحت بأن العصابات الدينية قد تكون في الظرف الراهن أقوي من الدولة , وهذا في جانب , والجانب الثاني يبدو منه أن حجم وكتل المصالح بين الفاشية العسكرية بأذرعها الأمنية , وكأنه أهم وأولي من مصلحة الدولة والمجتمع , ولذلك يحافظ الجنرالات والأجهزة الأمنية علي حالة اللاسلم , واللاحرب فيما بينهم وبين العصابات الدينية , للحفاظ علي قانون إضعاف الدولة والمجتمع في مقابل تقوية الفاشية الدينية والفاشية العسكرية .
7
أحذر من مغبة هذه المساومات , فبعد أن تم إدارة الصراع بين المجتمع وبين نظام مبارك , سقطت خلاله واثناء ثورة 25 يناير 2011 , العديد من الأقنعة , وافتضح شأن اصحابها , وتم فضح الفاشية العسكرية التي ارتكبت جرائم كشف العذرية , ومجزرة ماسبيرو , ومحمد محمود , ومجلس الوزراء , والتحرير , واستاد بورسعيد , وغيرها من المجازر والجرائم , وبعد أن ستمرت العصابات الدينية بالتعاون مع الفاشية العسكرية في جرائم القتل ضد المصريين , وعادت الفاشية الدينية لتستقل بالصفقات وحدها في حالة غياب للفاشية العسكرية , كان أن حدث الإنقلاب العسكري مؤيداً بالإرادة الشعبية , ضد العصابات الدينية , وبعد ذلك يأتي الجنرالات للإنقضاض علي هذه الإرادة الشعبية , فإن أخشي ما أخشاه أن يكون الصراع بين الإرادة الشعبية وبين الجنرالات بعد إضعاف الفاشية الدينية التي كان يوظفها الجنرالات لتوجيه الرأي الشعبي الجماهيري حيث تكون إرادة الجنرالات في الترتيب لكتل المصالح فيما بينهما .
8
سقطت كل الأقنعة , والصدام القادم سيكون بلا غطاء من إعلام العصابات الدينية في الجوامع والمساجد والزوايا, ومن خلال شيوخهم المفضوحين الذين فقدوا ثقة الشعب بعد إفتضاح أمرهم , وبين الجنرالات الذين ارتدوا علي الإرادة الشعبية .
9
للصدق والأمانة , صدر تصريح المتحدث العسكري الرسمي المصري ينفي هذه التصريحات التي نشرتها صحف مصرية وأجنبية , ومنها المصري اليوم والإندبندنت , ورويترز , عبر متحدث عسكري رفيع المستوي , ونتمني أن أن يكون المتحدث العسكري المجهول رفيع المستوي , كاذب , ويصبح تصريح المتحدث العسكري الرسمي المصري صادق .
والأيام القريبة ستشهد وتحكم !!
.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهالي الأسرى: عناد نتنياهو الوحيد من يقف بيننا وبين أحبابنا


.. أطفال يتظاهرون في أيرلندا تضامنا مع أطفال غزة وتنديدا بمجازر




.. شبكات | اعتقال وزيرة بتهمة ممارسة -السحر الأسود- ضد رئيس الم


.. الجزيرة ترصد معاناة النازحين من حي الشجاعة جراء العملية العس




.. طبيبة سودانية في مصر تقدم المساعدة الطبية والنفسية للاجئين م