الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دراسة تفترض بأنّ إنسان النياندرتال قد شارك بني البشر اللغة والكلام - موضوع مترجم

كلكامش نبيل

2013 / 8 / 6
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


دراسة تفترض بأنّ إنسان النياندرتال قد شارك بني البشر اللغة والكلام

يبدو أنّ المعلومات التي تتجمّع بوتيرة متسارعة تشير إلى أنّ أبناء عمومتنا الأقرب إلينا، النياندرتال، أكثر شبها بنا ممّا كان يُعتقد حتّى عقد مضى من الزمن. ولكن هل كان لهم أيّ شيء يماثل الكلام الحديث أو اللغة؟ وإذا كان الأمر كذلك، فما الذي يقتضي فعله لفهم التنوّع اللغوي الحالي؟ وقد ناقش الباحثان في مجال علم النفس اللغوي من مركز ماكس بلانك، دان ديديو وستيفين سي ليفنسون في بحثهما المنشور في مجلة فرونتيير حول علوم اللغة بأنّ اللغة الحديثة والكلام يمكن أن ترجع أصوله إلى آخر سلف مشترك لنا مع النياندرتال قبل حوالي نصف مليون عام.

وقد أذهل إنسان النياندرتال الطبقة الأكاديميّة كما عامّة الناس منذ أن تمّ الكشف عليه قبل حوالي 200 عام. وقد ساد الإعتقاد في باديء الأمر بأنّها وحوش دون بشريّة غير قادرة على صنع شيء عدا صوت الهمهمات الأكثر بدائيّة، لكنّهم كانوا جنسا ناجحا من أجناس الإنسانيّة وقد إستوطنوا أصقاعا واسعة من غرب أوراسيا طوال عدّة مئات آلاف من السنين، خلال العصور القاسية والفترات بين الجليدية الأخف وطأة. نحن نعلم بأنّهم أبناء عمومتنا الأقرب، ونشترك معهم في سلف مشترك قبل ما يقارب النصف مليون عام (ربّما إنسان هايدلبيرغ - هومو هايدلبيرغينيسيس)، ولكن لم يكن في الإمكان معرفة شيء عن قدراتهم الإدراكيّة، أو سبب نجاح الإنسان الحديث في أن يحلّ محلّهم عقب آلاف السنين من العيش المشترك. حديثا، ونتيجة لإكتشافات جديدة في علم الآثار ومستحاثات أسلاف البشر بالإضافة إلى إعادة تقييم بيانات أقدم، وبدرجة أكبر نتيجة لتوفّر حمض نووي قديم، بدأنا ندرك بأنّ مصيرهم كان متداخلا بشكل كبير مع مصيرنا، وبأنّهم وبغض النظر عن كونهم وحوش بطيئة، فإنّ قدراتهم الإدراكيّة وثقافتهم تضاهي ما إمتلكناه في حينها.

وقد إستعرض ديديو وليفنسون كل فروع اللغة ويريان بأنّ اللغة الحديثة والكلام صفة قديمة لسلالتنا ترجع على أقل تقدير إلى زمن آخر سلف لنا عايش إنسان النياندرتال والدينيسوفان (جنس آخر من الأجناس البشريّة معروف من خلال جيناته). إنّ تفسيرهم للأدلّة الشحيحة والغامضة الجوهر جاء معاكسا للسيناريو الذي يفترضه أغلب علماء اللغة، اي ذلك الذي يفترض البزوغ المفاجيء والجديد للحداثة، والذي يفترض حصول طفرة جينيّة أحاديّة أو عدد قليل منها. ويدفع هذا الطرح بأصل اللغات الحديثة إلى الوراء عشرة أضعاف من التاريخ المقرّر سابقا، أي ما يقارب خمسين ألف عام كما كان يفترض، ليصبح التاريخ حوالي مليون عام – أي إلى فترة ما بين أصل جنسنا، هومو،قبل حوالي 1.8 مليون عام، وبين ظهور إنسان هايدلبيرغ (هومو هايدلبيرغينيسيس). إنّ من شأن إعادة التقييم للأدلّة هذا أن يعاكس سيناريو التطوّر بالقفزات "الطفرات" والذي يفترض حصول طفرة كبيرة "كارثيّة" واحدة في فرد واحد نتج عنها ظهور اللغة، وتقترح بأنّ التراكم التدريجي للإبتكارات البايولوجيّة والحضاريّة هو الأكثر قبولا.

ومن المثير للإهتمام، خصوصا وأنّنا نعلم من خلال السجلّات الأثريّة والبيانات الجينيّة الحديثة بأنّ الإنسان الحديث قد إنتشر من أفريقيا وتفاعل جينيّا وثقافيّا مع إنسان النياندرتال والدينيسوفا، وبناءا عليه فكما أنّ أجسادنا تحمل بعض جيناتهم، فإنّ لغاتنا هي الأخرى قد تحتفظ ببعض بقايا لغاتهم أيضا. وقد يعني هذا بأنّ جزءا من التنوّع اللغوي الملاحظ على الأقل قد يعود إلى ذلك التلاقي القديم، وهي فكرة قابلة للإختبار والتمحيص من خلال مقارنة الخصائص الهيكليّة التركيبيّة للّغات الأفريقيّة والغيرأفريقيّة، بالإضافة إلى محاكاة تفصيليّة بواسطة الكومبيوتر لإنتشار اللغة.

من مجلة ساينس ديلي 9 تمّوز 2013

ترجمة كلكامش نبيل 6 آب 2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خيم اعتصامات الطلبة تتوسع في بريطانيا | #نيوز_بلس


.. أعداد كبيرة تتظاهر في ساحة الجمهورية بباريس تضامنا مع فلسطين




.. حركة حماس: لن نقبل وجود أي قوات للاحتلال في معبر رفح


.. كيف عززت الحروب الحالية أهمية الدفاعات الباليستية؟




.. مفاوضات للهدنة بغزة مع تحشد عسكري إسرائيلي برفح