الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انقلاب بما لا يخالف شرع الله

رشا ممتاز

2013 / 8 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يستميت الإخوان وأزلامهم في تصوير خروج الملايين في 30 يونيو على أساس كونه انقلاب عسكري ويستميت المعارضون لهم في إثبات انه ثورة شعبية وفى الواقع لسنا بحاجة للوقوف طويلا أمام المصطلحات السياسية وما يهمنا فعليا هو النتائج فسواء أكان انقلابا يدعمه الشعب أم ثوره يدعمها الجيش فالنتيجة واحدة وهى إنهاء حكم مرسى الخائن الفاشل وجماعته الإرهابية لمصر , ومن الطريف أن الإخوان يناقضون شعارهم المقدس إسلامية إسلامية رغم انف العلمانية ! عندما يصرون على كون ما حدث انقلابا عسكريا وفى نفس الوقت يرفضون الانصياع والطاعة للحاكم الذي نصبه الانقلاب ويثبتون يوما بعد يوم نفاقهم وبعدهم عن شرع الله الذى يتخذونه شعارا على حسب المقاس! واستعدادهم التام لمخالفته بل والقفز عليه إذا ما عارض مصالحهم ! فلو كان ما حدث يوم 30 يونيو انقلابا فعليهم الانصياع له وفض الاعتصام الموجود في رابعة فورا وفقا لأحكام الشريعة! التي تضع 4 طرق للوصول للحكم ليس من بينهم الديمقراطية وصناديق الاقتراع ! و من ضمن الطرق الأربعة للوصل للحكم ما يسمى بالقوة والغلبة وهو الانقلاب العسكري بلغة العصر!
فإذا غلب على النّاس حاكمٌ بالقوّة والسّيف حتّى أذعنوا له واستقرّ له الأمر في الحكم وتمّ له التّمكين، صار المتغلّبُ إمامًا للمسلمين وإن لم يستجمع شروط الإمامة، وأحكامُه نافذةٌ، بل تجب طاعته في المعروف وتحرم منازعته ومعصيته والخروج عليه قولاً واحدًا عند أهل السّنّة، ذلك لأنّ طاعته خيرٌ من الخروج عليه، لِما في ذلك من حقن الدّماء وتسكين الدّهماء، ولِما في الخروج عليه من شقّ عصا المسلمين وإراقة دمائهم، وذهاب أموالهم وتسلُّطِ أعداء الإسلام عليهم، قال الإمام أحمد -رحمه الله-: «ومن خرج على إمامٍ من أئمّة المسلمين وقد كان النّاس اجتمعوا عليه وأقرّوا له بالخلافة بأيّ وجهٍ كان بالرّضا أو الغلبة؛ فقد شقّ هذا الخارج عصا المسلمين، وخالف الآثار عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فإن مات الخارج مات ميتة جاهليّة، ولا يحلّ قتال السّلطان ولا الخروج عليه لأحدٍ من النّاس، فمن فعل ذلك فهو مبتدع على غير السّنّة والطّريق».

و من أمثلة الإمامة التي انعقدت بالغلبة والقوّة على مدار تاريخ الخلافة المقدسة !ولاية عبد الملك بن مروان، حيث تغلّب على النّاس بسيفه واستتبّ له الأمر في الحكم، وصار إمامًا حاكمًا بالغلبة، ومن ذلك ولاية بني أميّة في الأندلس: انعقدت لهم بالاستيلاء والغلبة، مع أنّ الخلافة قائمة في بغداد للعبّاسيّين.


وسواء أكانت ثورة شعبية أو انقلاب ففي كلتا الحالتين على الإخوان التسليم بها والإذعان لها عملا برأي الإمام الغزالي القائل في ضرورة التسليم والإذعان للحاكم الذي يتولى السلطة عن طريق الغلبة كأن تقوم جماعة بالخروج على الحاكم بالسيف والسنان، فتنزعه، وتولي غيره بإرادتها واختيارها، فيكون لهذا المُختار الحكم، وبالتالي صلاحيات الحاكم كاملة، وعلى الأمة أيضاً طاعته ) كتاب إحياء علوم الدين 2/128(

وحتى لو افترضنا أن السيسى فاسق و ظالم كما تدعون وتدعون عليه ليل نهار فقد نقل ابن حجر الإجماع على عدم جواز الخروج على السلطان الغالب الظالم:
وقد اجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه وأن طاعته خير من الخروج عليه لما فى ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء)) فتح البارى 13/7 , ونقل الإمام النووي الإجماع على ذلك فقال في ((واما الخروج عليهم وقتالهم فحرام بإجماع المسلمين وإن كانوا فسقة ظالمين وقد تظاهرت الاحاديث على ما ذكرته واجمع أهل السنة انه لا ينعزل السلطان بالفسق....... )) شرح النووى 12/229
ومن أحاديث عدم جواز الخروج على الحاكم بعد تمكنه حتى ولو لم يقم بالشريعة !

قول الرسول

((من أطاعني فقد أطاع الله ومن يعصني فقد عصا الله ومن يطع أميري فقد أطاعني ومن يعص أميري فقد عصاني )) رواه مسلم .

وعن ابي هريرة -رضي الله عنه -(( قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك وأثرة عليك )) رواه مسلم ( 1836)

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -:

((فطاعة الله ورسوله واجبة على كل أحد , وطاعة ولاة الأمور واجبة لأمر الله بطاعتهم فمن أطاع الله ورسوله بطاعة ولاة الأمور لله فأجره على الله ومن كان لا يطيعهم إلا لما يأخذ ه من الولاية فإن أعطوه أطاعهم وإن منعوه عصاهم , فماله في الآخرة من خلاق .

وقال الرسول (( لما سأله رجل :يانبي الله أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألوننا حقهم ويمنعوننا حقنا فما تأمرنا؟ فأعرض عنه ثم سأله فأعرض عنه ثم سأله في الثالثة فجذبه الأشعث بن قيس فقال صلى الله عليه وسلم (( اسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ماحملوا وعليكم ماحملتم )) رواه مسلم ( 1846)
قال القرطبي : ( يعني ان الله تعالى كلف الولاة العدل وحسن الرعاية وكلف المُولَى عليهم الطاعة وحسن النصيحة فأراد :

انه إذاعصى الأمراء الله فيكم ولم يقوموا بحقوقكم , فلا تعصوا الله انتم فيهم وقوموا بحقوقهم فإن الله مجاز كل واحد من الفريقين بما عمل)) المفهم (4/55)

وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم

((يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولايستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس قال ( حذيفة): قلت : كيف أصنع يارسول الله ؟ إن أدركت ذلك ؟؟
قال : (( تسمع وتطيع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك , فاسمع وأطع )) رواه البخاري ( 7084) ومسلم ( 1847) باب يصبر على أذاهم وتؤدى حقوقهم .

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: من كره من أميره شيئا فليصبر عليه، فإنه ليس من أحد من الناس يخرج من السلطان شبرا فمات عليه، إلا مات ميتة جاهلية.

وغيرها العشرات من الأحاديث والآراء الفقهية التي تدعم الانقلاب وطاعة الحاكم المتمكن هيجي واحد ذكى يقولى طيب خرجتم على مرسى ليه لما هو حرام هنقولك لأننا ببساطة علمانييون ولا تحركنا كتب الماضي واحكماه وإنما يحركنا الحاضر وتحدياته .

وخلاصة القول أن الانقلاب العسكري -سليم ميه في الميه- و كامل الشرعية وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية التي تقر ثبوت البيعة بالغلبة والقوة, و المستندة على ما أجمع علية كبار فقهاء وأئمة الإسلام في طرق الحكم الشرعية والمطعون فيه هو شرعية رئيسكم المكتسبة عن طريق الديمقراطية الغربية العلمانية المستوردة الكافرة المخالفة للشريعة الإسلامية و التي ابتدعها الكفار وحكمها شرعا حرام وكفر بواح لان معناها بدون تبريرات حكم الشعب للشعب وليس حكم الله للشعب وقد كفرها عبد المنعم الشحات الأكثر صراحة ووضوحا من افاعى الإخوان ! ولم نرى من السلف الصالح من استخدمها , و المفروض منكم طاعة الحاكم ذو الشوكة الذي يملك القوة والعتاد والذي يسير شؤون البلاد وفقا لأحاديث رسول الله الواردة في اصح الكتابين بعد القران وهم البخاري ومسلم – مجبتش حاجة من عندى - , ويجب عليكم يا تجار الدين إن كنتم مسلمين إن تفضوا اعتصام رابعة وفقا لشرع الله الذي تدعون تطبيقه و حقنا لدماء المصريين بلا ش مصريين فانتم لا تعترفون سوى بدماء المسلمين فنمشيها وحقنا لدماء المسلمين ! ومنعا للانزلاق في حرب أهلية وإشعال الفوضى والفتنة ومنعا لتدخل الغرب في شئوننا وحفاظا على وحدة بلادنا, ولكن هيهات فأنتم لستم بمصريين ولا تنتمون لتراب هذا الوطن , وطز في مصر لم تكن جملة عابرة بل هى لديكم فكر ومنج حياة كشفته مخططاتكم الدنيئة وخيانتكم المستمرة واستقواءكم بالغرب الكافر على المسلمين !! و بالمنظمات الإرهابية مثل تنظيم القاعدة وتحريضكم المستمر على الجيش ورغباتكم الحقيرة في تمزيقه وتفتيت الشرطة وتحريضكم العلني ضد الأقباط وحرق منازلهم وكنائسهم وسعيكم المحموم لإسقاط مصر!

وان لم تنتهوا فانتم وفقا للشرع خوارج ودمكم مستباح وقد أفتى شيخكم القرضاوى بجواز قتل الخارجين على الحاكم حفاظا على امن وسلامة البلاد, سترفضون أحكام الشرع وتأتون بأسانيد تدعم موقفكم سنأتيكم بأسانيد اخرى تخالفها لان ما شاء الله وعاء الشريعة كبير ويتسع للجميع !وتجد فيه الشئ ونقيضة -عشان متزعلش حد -! ويبقى شيخ الأزهر هو الحكم بيننا وقد أيد ودعم السيسى !!
ومن مفارقات القدر ان التي تحميكم وتلتحفون وتستنجدون بها وترطنون بما تعلمونه من لغات لمخاطبتها وتستجدونها وتتباكون أمامها هي منظمات حقوق الإنسان وقوانين المجتمع الدولي العلمانية ! وفى الوقت ذاته تكفرون العلمانية وأهلها على منصتكم وتسبونها وتدعون عليها ليل نهار وتدفعون أرواح المغيبون ثمنا للحماية منها ! فيا لا حقارتكم وقذارتكم وتلونكم و يا لا جهل وغباء أتباعكم !









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فى جميع الأحوال هم مدانون
Amir Baky ( 2013 / 8 / 6 - 19:19 )
تراث يمجد البلطجة و نزع الحكم بالقوة يجعل هناك شرعية لفض الإعتصامات بالقوة حتى لو أريقت دماء. وبعض النصوص تجرم المعتصمين اللذين لا يطبقون شرع الله و كلام السلف بموالاة الحاكم الجديد حقنا للدماء


2 - راجعي السياسة الشرعية في اصلاح الراعي والرعية
عبد الله اغونان ( 2013 / 8 / 8 - 03:32 )
يراجع في الموضوع كتاب شيخ الاسلام ابن تيمية
السياسة الشرعية في اصلاح الراعي والرعية
لب الديمقراطية هو استشارة الناس اي الشورى وهو لب الديمقراطية لكنكم أنتم الذين واللواتي يتشدقون بالديمقراطية لاتؤمنون بها وخاصة أنها لاتناسبكم في كل البلدان لأن الشعوب فقدت ثقتها فيكم بينما فاو الاسلاميون في كل بلد عربي أو عجمي تتوفر فيه نسبة مما تسمونه الديمقراطية
كما يصيح أحدهم ويختم مقالاته الديمقراطية هي الحل وكما نقول الاسلام هو الحل ولاتناقض مادام الناس بالاسلام والديمقراطية يختارون الاسلامين


3 - الاسلام مأزق المنطقة وعوراتها الكبري
محمد البدري ( 2013 / 8 / 8 - 10:32 )
تراث يمجد البلطجة حسب الحاجة وحسب الظرف. فاقوال محمد الواردة في المقال تتناقض مع قول ابو بكر بمجرد وفاة محمد تغزلا في المسلمين. فهو لم يكن بمستطاعه ان يقول فليصبر عليه حتي ولو ضربك و اخذ مالك وضربك علي ظهرك؟ هكذا سارت الامور مع هؤلاء الناس حتي قتلوا بعضهم بعضا علي قاعدة من دولة الخلافة الاسلامية طوال تاريخها. انه فكر البداوة الجاهلي الخالي من المعرفة والعلم والسياسة واضاع منطقة الشرق الاوسط بكليتها حتي وصلنا الي وضعنا الحالي في تونس وسوريا ومصر . شكرا واحترام وتقدير للعزيزة الفاضلة استاذة رشا

اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah