الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عيد يأية حال عدت يا عيد

إيناس فارس

2013 / 8 / 7
المجتمع المدني


في مثل هذه الأيام اعود بذاكرتي الى أيام كثيرة البركة دائمة الفرح ، اذكر ذلك الشعور المنتشي لقدوم العيد وكيف كنا نردد أهازيج الفرح بصوت مرتفع" وبكرا العيد وبنعيد وبنعيد وبندبح بقرة السيد والسيد ماله بقرة بندبح بنته هالشقرا" ونعيد ونزيد بدون كلل أو ملل،وكيف يمكن أن انسى رائحة الكعك الشهي المنبعث من مطبخنا وصوت ام كلثوم يصدح" يا ليلة العيد أنستينا... و جددت الأمل فينا. يا ليلة العيد. هلالك هل لعينينا... فرحنا له وغنينا. و قلنا السعد حا يجينا... على قدومك يا ليلة العيد"،وبشقاوة الأطفال استغل انشغال أمي لأتذوق من كل صينية كعك حبة ثم اعود لغرفتي افتح الخزانة لأتفقد الكنز المعلق هناك ثياب العيد ما زالت بورقتها والحذاء اللامع الجديد والبرنيطة والحقيبة وعيوني تدندن على رأي المطربة وردة كله جديد في جديد ،كنا عادة ننهي تحضيرات العيد جميعها ما عدا القهوة والشوكولا والملبس على لوز نتركهم لليلة الكبيرة ليلة العيد وما ان يتم ثبوت هلال شوال حتى تنتفض الشوارع بهجة والجميع يخرج ليقضي حاجياته والبعض الآخر لم ينه بعد ملابس العيد لترى أسواق الملابس تعج بالناس والباعة المتجولين ترى الجميع متعب بسعادة، ويأتي العيد باكرا أصحو على تكبيرات الجوامع الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد وعلى رائحة القهوة السادة بالهيل وعلى ثيابٍ تغفو بجانبي،ومن طقوس العيد الصباحية هو ذلك الإفطار التراثي "الفسيخ" هو عبارة عن سمك منقوع بالملح ومدفون في الأرض واصبحوا حديثا يضعونه في البراميل وآخر يتركونه عدة شهور في المجمد للحصول على تلك النكهة المميزة تصاحبة صلصة البندورة الفلفل والكمون ويذلك يعلن العيد حلوله السعيد بفسيخ أمي وصوت جدتي يأتي عبر الهاتف بنكهة الزعتر والزيتون والحنين والشوق ليقول عيد سعيد، تليها معايدات وزيارات ولعب مع الأصدقاء وعيديات وما لذ وطاب من حلويات.
العيد اليوم فقد ألقه وبهجته،اصبح أكثر تكلفا خال الدسم، اصبحت المعايدات عبر مواقع التواصل والمسجات حتى نسينا أصوات من نحب،اصبحنا نشتري الكعك الجاهز والبعض اكتفى بالشوكلا والملبس،لم أعد ارى اطفالا يلعبون بالشارع بتلك المسدسات البلاستيكية والثياب الجديدة والشعر المصفف بعناية فائقة،اصبحوا اطفال الأي باد والاي فون اصبحوا ابناء مجمعات التسوق الكبيرة ومدن الألعاب الإلكترونية وحتى السينما اصبحوا من روادها.اصبحنا نحيا في أيام قليلة البركة حتى اصبح الناس يتركون العيد في بيتوهم ويهربون في رحلات سياحية خارج البلاد او داخلها المهم ان يبتعدوا عن اجواء العيد التي اصبحت مملة ورتيبة بنظرهم.
افتقدك يا عيد كنت حياة من بهجة وبركة، افتقد رائحتك ، ابحث عن أطفال الحجلة والطماية والمسدسات البلاستيكة عن اطفال الدراجات ابحث عن أطفال الحارة ، ابحث عن امهات تخبز كعك وعن رجال يزورون سابع جار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مبادرة لمحاربة الحشرات بين خيام النازحين في رفح


.. تونس.. معارضون يطالبون باطلاق سراح المعتقلين السياسيين




.. منظمات حقوقية في الجزاي?ر تتهم السلطات بالتضييق على الصحفيين


.. موريتانيا تتصدر الدول العربية والا?فريقية في مجال حرية الصحا




.. بعد منح اليونسكو جائزة حرية الصحافة إلى الصحفيين الفلسطينيين