الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مساهمات في توضيح رؤية اليسار-الحالة المغربية-2/10

حميد الهاشمي الجزولي

2005 / 5 / 13
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


من هي القوى المشكلة لليسار في مرحلتنا الراهنة ؟

لابد بداية، من الحسم مع ثلاثة أخطاء قاتلة في الممارسة السياسية :
1-اعتبار الوسيلة المستخدمة في خوض أو حسم الصراع السياسي محددا لدرجة "ثورية" أو "يسارية" هذه القوى أو تلك .
2-الاحتكام للشعار السياسي المرحلي كمؤشر على قابلية القوى للتحالف أو التنسيق السياسي .
3-تغييب مركزية المشروع المجتمعي للقوى السياسية في تحديد طبيعتها أو طبيعة ممارستها السياسية .

ولتوضيح الأمر نعطي الأمثلة التالية على هذه الأخطاء القاتلة:

1- في مرحلة تاريخية معينة، شكل العنف الثوري وسيلة للممارسة السياسية ولحسم الصراع السياسي ، كما وشكل النضال المؤسساتي وسيلة أخرى ، بل إن بعض التجارب مارست الأسلوبين ، لكن الوسيلة الأولى أو الثانية لم تكن محددة لطبيعة المشروع ، فالفاشية مارست أسلوب العنف كما مارست أسلوب المؤسسات (النازية).
2- إذا كانت القوى السياسية قادرة على رفع شعار سياسي خلال مرحلة تاريخية معينة ، فإن هذا ليس كافيا ليجعل منه شعارا صحيحا سياسيا، وتحويله إلى مطلب لجزء كبير من الشعب. لأن الشعار السياسي هو شكل ومضمون وإمكانية تحقق على أرض الواقع. وإلا كان للاستهلاك . بل إن نفس الشعار يمكن أن تحمله قوى متناقضة على كل المستويات.
فشعار "المجلس التأسيسي من أجل بلورة دستور ديمقراطي " صحيح سياسيا وهو مطلب ديمقراطي، لكن هذا الشعار لا يعني نفس الشئ عند حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي و حزب النهج الديمقراطي واللذان يطرحانه ضمن برنامجهما السياسي المرحلي لتحقيق "ديمقراطية حقيقية" ، بينما تطرحه جماعة إسلاموية تدعى "العدل والإحسان" من منظور تحقيق حاكمية الفقيه.
والبرنامجان متوازيان ولا يلتقيان لأنه بالنسبة لحزب الطليعة و حزب النهج الديموقراطي فمصدر السلطات هو الشعب، بينما الإسلامويون يعتبرون الفقيه هو مصدر تلك السلطات بتكليف غيبي مجلبب بتأويل خاص للإسلام.
3- إن الحكم على ممارسة سياسية بالسلب أو الإيجاب دون الأخذ بعين الاعتبار المشروع الاجتماعي الذي تطرحه، يجعلنا نخطأ النظر السياسي كما الممارسة ، ففي دعم الشعب الفلسطيني من أجل التحرر من الاحتلال الصهيوني تلتقي كل القوى السياسية الداعمة لتحرر الشعوب، لكن حين تتجاوز بعض القوى وخاصة منها الإسلاموية المستوى السياسي لمدلول التحرر إلى محاولة تحويله إلى صراع ديني أو "حضاري" ، حينها تنتقل المعركة مهما كان حجمها في الزمان والمكان من مجالها الخاص إلى المجال الأوسع وهو المشروع الاجتماعي أو "الحضاري" الذي تتبناه تلك القوى.

من هنا يمكن القول بأهمية التمييز في تصنيف القوى اليسارية في مدى انسجامها مع :
- المشروع الاقتصادي: الذي يتبنى التوزيع العادل للثروة، والذي يتجسد حده الأدنى في توفير شروط حياة إنسانية كريمة وحماية اجتماعية كافية (الأطروحة الديموقراطية الاجتماعية) أما حده الأقصى فيتجسد في التمليك الاجتماعي لوسائل الإنتاج والتبادل(الأطروحة الشيوعية) .
- المشروع السياسي: الذي يتجسد في الديمقراطية السياسية ، التي تنطلق من أن مصدر السلطة هو الشعب ، ويتحدد حدها الأدنى في التمثيلية السياسية عبر الانتخاب للمؤسسات التشريعية وحدها الأقصى في تهيئ شروط اضمحلال الدولة.
- المشروع الاجتماعي: الذي ينطلق من حرية الإنسان في الاختيار والعيش دون اعتبار للعرق أو الدين أو المعتقد أو اللون أو الجنس، والذي يشكل الحد الأدنى الضروري لكينونة الإنسان، أما الحد الأقصى فيتجسد في تحرير الإنسان من الاستلاب الناتج عن قرون من القهر الاقتصادي والثقافي والاجتماعي والسياسي (الأطروحة الشيوعية) .

ضمن هذا التمييز يمكن القول أن اليسار يتشكل من كل القوى التي تتبنى المشروع السالف الإشارة إليه في مستوياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزارة الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني كان يستهدف


.. قنابل دخان واشتباكات.. الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا لفض اعت




.. مراسل الجزيرة: الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا وتعتقل عددا من


.. شاحنات المساعدات تدخل غزة عبر معبر إيرز للمرة الأولى منذ الـ




.. مراسل الجزيرة: اشتباكات بين الشرطة وطلاب معتصمين في جامعة كا