الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المنتهكون لحرمة شهر رمضان, المشكلة ليست في الفاعلين بل في المنظرين.

عقبة بن سعد

2013 / 8 / 8
المجتمع المدني


ضمت البشرية أعراق كثيرة و أمم متعددة و تفرعت هذه الأخيرة إلى شعوب كثيرة, لكن النواة الأكثر لا تناهيتا في الصغر هو الفرد البشري أو الإنسان, هذا الكائن الذي لم يعش في يوم من الأيام بمعزل عما هو محيط به, فهو يؤثر و يتأثر, و يتجلى هذا في أمثلة عديدة حيث يحضرني مثال يتعلق بحدث أسال الكثير من الحبر و نحن في الأيام الأخيرة من شهر رمضان سنة 1434 هجرية, الموافقة لسنة 2013 ميلادية.

هذا الحدث المتمثل في مجموعة من سكان القبائل الذين أقدموا على تناول بعض من الماء و المشروبات و الخمر و الطعام, وكان ذلك في يوم 25 من شهر رمضان سنة 1434 هجرية, في وضح النهار و بالضبط في ساحة الزيتونة في مدينة تيزي وزو الجزائرية, كما أنه و على ما يبدوا أنهم في الأغلب من فئة الشباب ذوي الاديولوجيات المنادية بحرية المعتقد.
نتج عن هذا الفعل ردات فعل كثيرة من طرف المجتمع الجزائري, حيث كانت صفحات الانترنت أكثر تفاعلا, البعض يؤيد هذا الفعل و البعض يكتفي بالدعاء بالهداية لهؤلاء, في حين أجمع الكثيرون على الاستنكار و دعوا إلى إفطار جماعي في نفس المكان تعبيرا عن الانتماء الإسلامي لمنطقة القبائل وحدث هذا في اليوم الموالي بعد أداء صلاة المغرب و في جو إيماني مهيب.

لا شك أن هذا الفعل و المتمثل في انتهاك حرمة رمضان لا يمت بأية صلة للحريات لأن هذه الأخيرة تبطل عند بداية حرية الآخرين.
لا شك أن هذا الفعل أصحابه لا يمثلون عموم منطقة القبائل لأنها بلاد مسلمة.
لا شك أن هؤلاء يشوهون و يسيئون لأهل المنطقة و الجزائر عامتا لأنهم أصلا منبوذون و مرفوضون ولا يشكلون إلا أقلية.
و آخرا لا شك أن الناس الذين ساهموا في رفض هذا الفعل هم مشكورون.
لكن هل قام المجتمع الجزائري بتشخيص جاد لهذه الظاهرة !!؟ هل كلفت النخبة الجزائرية نفسها عناء البحث عن أسباب هذه الظاهرة!!؟ هل قرأنا في صفحات الجرائد دراسة ولو مختصرة لهذه الظاهرة يختمها هذا الصحفي أو ذاك بحلول و لو على سبيل الرأي!!؟
إذن ماذا فعلت النخبة الجزائرية يا ترى؟ إكتفت بالمدح و الثناء على سكان المنطقة الذين غسلوا و مسحوا وجوهنا حينما ردوا على هذا الفعل بطريقة حضارية, إكتفت بمقالات صحفية تمدح أهل المنطقة و كأن هذا كل ما في الأمر!!, السؤال المطروح متى كانت ردات الفعل طريقة مثلى في معالجة المشاكل (و إن كانت هذه الردات نبيلة و شريفة)!!؟ إلى متى نواجه الظواهر الغريبة بالارتجالية!!؟

الحقيقة أن هذه القضية ليست قضية منطقة تنصرت ولا قضية عيب و عار ألحق بهذه المنطقة, القضية هي اكبر و أوسع, لأن هؤلاء المنتهكين لحرمة رمضان لهم فكر يتبعونه و لهم رموز فكرية يقتدون بها, هذه الظاهرة ما هي إلا نتيجة لأسباب كثيرة, أسباب لها بعد تاريخي و بعد سياسي و بعد ديني , تتعلق بتوجه فكري قادته نخب كثيرة من منطقة القبائل, هذه النخب تشبعت بكره الأمة العربية لأن هذه الأمة هي التي أضاعت لهم فرصة الانفراد بالسلطة و جعلتها في يد من هو مسلم مطيع لله عز و جل, و ذلك منذ القرن الأول الهجري, وما كان أبناء الكاهنة و طارق بن زياد إلا أمثلة على ذلك , حيث إختارهم الفاتحون (رض) لقيادة البلاد, و من كثرة بغض هذه النخب للعرب أشربوا في قلوبهم كتابات تاريخية شاذة و مشوهة للعرب, و تجاهلوا كافة المراجع التي أشادت بالدور الحضاري الذي لعبه العرب حتى و إن كانت هذه المراجع كتبها مؤرخون علماء مثل الإمام الذهبي أو الإمام بن كثير, و تعلقت قلوبهم بكل ما هو منتقص و مهين للعرب, سواء في حق الرجال أو النظم السياسية, إقرأ عن إساءاتهم للفاتحين العرب (رض) الذين تركوا رغد العيش في أوطانهم و جاؤوا لكي يعلمونا الإسلام, نعم يا أخي أبحر في صفحات الانترنت ستجد نخبهم تطعن في كل ما هو عربي من إنسان و جماد, من أنظمة و سياسات, ذنبها أنها من صنع العرب, فأدى هذا الفكر العنصري بهذه النخب القبائلية إلى الإساءة للإسلام, فانقسمت هذه النخب إلى فريقين الأول نبذ الإسلام كليتا و لعل هؤلاء المنتهكين لحرمة رمضان هم من أتباعهم و الفريق الثاني هو معترف بالإسلام لكن إسلام على مقاسهم, إسلام معدل و منحرف حيث يسمح لهم بالطعن و الإساءة للصحابة و للفاتحين رضوان الله تعالى عنهم.

يجب علينا أن نضع الحقائق على الطاولة كما هي, القضية ليست قضية مجاملة أو رد إعتبار لمنطقة شوهت من طرف بعض الأشخاص, القضية هي اكبر و أوسع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية الى اولئك الثـــوار
كنعان شـــــــــماس ( 2013 / 8 / 8 - 14:40 )
نعم تحية الى اولئك الثــــــــوار الذين انتهكوا هذه العادة المخربـــــــــــة للاقتصاد .وسوال للكاتب ماذا يستفاد الله من ناس يمتنعون عن الاكل والشرب في النهار وياكلون في الليل . شيئا من العقل يارجل


2 - المسلم لايرى سوى نفسه
مروان سعيد ( 2013 / 8 / 8 - 18:21 )
تحيتي للجميع وتحية خاصة للاستاذ كنعان شماس
يتناسى المسلم بانه المغتصب للارض والعرض وللعادات والتقاليد وان صاحب الارض الحقيقي مهمش ومستهان واذا صرخ من الام يواجه بابشع الطرق
تصور بسوريا كنا بشهر رمضان وكان طفل مسيحي يشرب من صنبور المياه بالحديقة فاتى مسلم ح قير ورفس الولد وكثر سنه
وكنت اتمنى ان اكون موجودا بهذه الحادثة لكنت كسرت اسنان هذا الح قير
والى متى سنتحمل قرف هذه الامة التي لاتعترف الا بنفسها وهي اسقط امة وباعترافهم هم
وتصور يامسلم ونحن بصيامنا فعلنا هذه الفعلة الشنيعة الا تفعل اكثر من ذلك
لذا قال الرب كما تريد ان يعاملك الناس انت افعل
وللجميع مودتي ما عدا الاشرار


3 - خزعبلات التخفي وراء الاسلام
الشهيد كسيلة ( 2013 / 8 / 9 - 04:47 )
إلى من يتسمى باسم عقبة بن سعد
هذا الاسم في حد ذاته كاف لمعرفة عقيدتك السياسية فلا وجود لهذا الاسم قبل عقود في عموم الشمال الأفريقي ولكن دهاقنة البعث العروبي استخرجوه من مقابر التاريخ ليجعلوا منه بطلا -فاتحا- تشد الرحال إلى قبره المزعوم وتقام له المؤتمرات الدونكيشوتية ويشيد له تمثال رغم تحريم الاسلام للتماثيل
الاصرار على فرض شلل تام للحياة طيلة شهر ... وقهر العامّة بطقوس بدوية صحراوية بل وتسخير مقدرات الدولة لتطبيق هذه الطقوس الجائرة هو ما يفعله أزلام النزعة العروبية العرقية لمواصلة السيطرة والهيمنة على أمة الأمازيغ التي تناضل من أجل التحرر من ربقة الاستعمار البدوي الأموي الذي مرت عليه مئات السنين ولا يزال بعد أن جيء يالاسلام السياسي لحمايته من أنوار الحضارة الحديثة ليستمر الشمال الأفريقي تحت نيره قرونا أخرى لكن خسئ هؤلاء لان أنوار الحضارة الحداثية الحديثة ستجعله قريبا مجرد ذكرى ماض أليم


4 - صبر الانسان
عقبة بن سعد ( 2013 / 8 / 9 - 10:19 )
الاستاذ كنعان
ما يرجوه الله من صيام البشر ليس شيئا ماديا أو ملموسا بل هو معنوي, الا و هو صبر الانسان على الشرب و طعام من أجل إرضاء الله, كما أن إعمال العقل هو مطلوب, لكن إعلم أن إعمال العقل لا ينفع في كل الحالات فهناك حالات أنت في حاجة الى عقل شخص آخر, مثلا المريض هو في حاجة الى طبيب و لو أخذ المريض بمنطق المقدسين للعقل و إستعمل عقله لوجد نفسه في الصباح في عداد الموتى
تحياتي


5 - الاستاذ مروان
عقبة بن سعد ( 2013 / 8 / 9 - 11:01 )
الطفل المسيحي المغدور يعبر عن جريمة يتحملها مرتكبها لانها فعل لا علاقة له بالاسلام و انت تعلم هذا
لو عرضت عليك وقائع تاريخية تثبت عكس ما قلت في حق المسلم لكان سهل عليك أن تشكك فيها و ترفضها, فانا و الحالة هذه أفضل أن اعرض عليك أمثلة في عصر الحالي:
أليس أعلى الوظائف في الدولة اللبنانية هي من حق المسيحيين هذا واقعيا و دستوريا؟
ألم يستفد الاقباط من وظائف مهمة في تاريخ مصر الجديد ؟ الم يكن سهلا على المسلمين أن يحرموهم من ذلك؟
ألم يكن طارق عزيز وهو وزير عراقي مهم, الم يكن مسيحي؟هل كان المسلم العراقي يحلم بمنصب مثل هذا؟
اليست اغلبية الجزائريين الغير معتقدين بالاسلام متحصلون على اهم الوظائف في كافة القطاعات الاقتصادية؟ تعالى زر الجزائر لترى بفسك
......الخ
تحياتي


6 - صدقت
قاسم ( 2013 / 8 / 9 - 11:44 )
صدقت يا سيد عقبة هناك حالات أنت في حاجة إلى عقل شخص آخر فعندما تكون متخلفا مقملا تتناحر قبائلك (و العالم تجاوز مرحلة القبائل منذ مئات السنين) و في حالة فقر روحي و بحثا عن الماديات البشعة من نكاح الأربعة و انتظار فرج 72 حورية و أنهار من خمر و أخرى من عسل و.. و تعذيب سادي بالنار خالدا فيها و ربما تكون كافرا لمدة يوم واحد ، ، عندما تكون كذلك فأنت محتاج لعقل آخر و إلا ستكون كالمريض الذي يستخدم عقله بدل الطبيب و غدا سيكون مليئا بالقمل و القروح و يشحد اللقمة و يقتل أخاه لأنه كافر و ينكح امرأته باعتبارها ملكة يمين أسوة بسيد الخلق (ص) و يجوع فيصاب بالأمراض و يموت في عمر الستين و متوسط عمر أطبائه في التسعين ... صدقت يا سيدي فالكثيرين محتاجين لطبيب لأنهم مرضى في طور (عناكب قتلت عناكب) كما قال الشاعر نزار قباني

اخر الافلام

.. مفوض الأونروا: إسرائيل رفضت دخولي لغزة للمرة الثانية خلال أس


.. أخبار الساعة | غضب واحتجاجات في تونس بسبب تدفق المهاجرين على




.. الوضع الا?نساني في رفح.. مخاوف متجددة ولا آمل في الحل


.. غزة.. ماذا بعد؟| القادة العسكريون يراكمون الضغوط على نتنياهو




.. احتجاجات متنافسة في الجامعات الأميركية..طلاب مؤيدون لفلسطين