الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل التعايش السلمي هو الهدف من خلق الانسان ام هو الوسيله لتحقيق هدف اخر ايا كان الكائن المسئول عن خلقه

سعد كريم مهدي

2013 / 8 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



بعد ان خرج الانسان من دهاليز الكهوف التي عاش فيها لاكثر من مائه وثمانون الف سنه في العصر الجليدي الاخير وقبل اكثر من عشره الاف سنه منذ الان وجد نفسه امام متغير حياتي جديد ويتطلب من ايجاد وسائل خلقيه جديده تتفق وتتماشى مع المتغير الجديد علما انه يكتسب أي خبرات في حياته السابقه سوى الصيد وجمع الثمار وحتى اللغه لم يتعلمها لذلك لجأ الى قدراته التي خلق بها فقد اعتمد على جسده الذي ساعده في صنع مختلف الادوات ليستخدمها في تيغير وجه سطح هذا الكوكب كي تلبي حاجاته الجديده وبتنسيق متكامل مع الحواس الخمسه التي جهز بها ليتحسس ويلمس من خلالها الواقع الكوني المحيط به وادير هذا النظام من قبل قدرات عقليه لها صفه التفكير والتخيل لانتاج مخططات خلقيه لينفذها هذا الجسد بالاشتراك مع الحواس الخمسه وينتج تلك الوسائل الخلقيه والتي كان اولها تعلمه للوسائل التي استخدمها في الزراعه كي يومن غذائه لانه الطاقه التي تبقيه على قيد الحياه والتي من خلالها بدء عمليه تغير وجه سطح هذا الكوكب ومن هذا الوصف نستنتج ان الجزء المسئول عن صياغه كل عمليه خلق يقوم بها الانسان في كيانه هي صفه التفكير وبدون هذه الصفه يخسر الانسان قيمته الانسانيه ويعود الى عائلته الحيوانيه وصفه التفكير هذه فتحت باب جديد من التفكير على الانسان حيث جعلته يبحث عن الكيان المسئول عن خلقه هو شخصيا خصوصا بعد ان تعلم الاسليب الخلقيه ومارسها على سطح هذا الكوكب لكن المشكله التي عانى منها هي ان حواسه التي جهز بها لاتستطيع ان تلمس وجود حقيقي لهذا الكيان الذي تسبب في خلقه وهنا ظهرت الحلقه المفقوده بين الانسان وخالقه وهذه الحلقه المفقوده بدورها وضعت عتمه كبيره على اجابه لسئوال كان يراود مخيله الانسان وهو (( من خلق هذا الانسان وما الهدف من خلقه )) وكي يتخلص الانسان من هذا المأزق صنع له في مخيلته خالق افتراضي واستمر يضع له تصورات مختلفه حسب مايتعلمه من معرفه يستقيها من محيطه الذي يعيش فيه وعندما بدأ يتجمع الانسان في مجتمعات حضاريه قبل اكثر من خمسه الاف سنه بدأت تزداد معرفته الفكريه وظهرت الى الوجود الفلسفات القديمه وقد ناقشت هذه الفلسفات موضوع خالق الانسان والهدف من خلقه وكان منطق هذه الفلسفات لايختلف عن من سبقهم في وضع تصور لخالق الانسان في مخيلتهم ولكنهم اختلفوا في الهدف من خلق هذا الانسان وكانت فكرتهم عن هدف خلق هذا الانسان هي انه خلق ليسعى في سلوكه لامتلاك الفضيله التي توصل الى العدل وهذا الامتلاك لايتم الا اذا تبنى الانسان القيم الاخلاقيه في سلوكه والتي اطلقوا عليها اسم الاخلاق الكونيه او الالهيه لكن هذه القيم الاخلاقيه تتغير مع تغير المجتمعات وتطورها الزمني لذلك كانت الاخلاق هي المتغير الوحيد في هذه المعادله وفي كل الاحوال اذا نظرنا الى هذه المعادله نجدها تحدد الهدف من خلق الانسان هو التعايش السلمي بين بني جنس هذا الانسان وقد استمر تداول مفهوم هذا المنطق بشكل او بااخر مع تغير مستمر للقيم الاخلاقيه حسب الحاله الحضاريه التي تمر بها المجتمعات حتى وصل الى زمننا الحاضر ((( ونقصد بالتعايش السلمي في زمننا الحاضر هو الذي يسود في المجتمعات الحضاريه التي تكون فيها اراده الانسان وعقل حرا وان يحترم هذا الانسان عقول واراده الاخرين الذين يعيش معهم ولانقصد بالتعايش السلمي العلاقه بين افراد المجتمعات التي تحكمها القيم البدويه او العشائريه او الدينيه او العرقيه لان الانسان في هذه المجتمعات لايكون حر الاراده او التفكير وانما يكون عبدا لهذه القيم ومروجيها وهذه العبوديه تفقده صفه التفكير وتجعله يدور في فلك هذه القيم ))) , وهنا سوف نناقش هذا التعايش السلمي هل هو الهدف لخلق الانسان ام هو الوسيله للوصول الى هدف اخر وهذا بدوره يجعلنا نحتاج ان نفهم اولا صفه الانسان في هذا الوجود الكوني لانها هي التي تحدد الهدف من خلقه هذا من جانب ومن جانب اخر نحتاج ان نضع تعريفا منطقيا لكل خالق في هذا الكون من جانب اخر
صفه الانسان في الوجود الكوني , ومن هو الخالق
تخبرنا علوم الفيزياء الطبيعيه بان هذا الكون الواسع والمترامي الاطراف الى ما لانهايه تم بنائها من نوع واحد من الحجاره وهذه الحجاره تسمى الذره وتقسم هذه الذره الى جزئين الجزء الاول منها يسمى نواه الذره وتحتوي هذه النواه على نوعين من الجسيمات احدهما تدعى النيترونات وهذه الجسيمات لاتحمل اي شحنه كهربائيه اما النوع الثاني من الجسيمات ويدعى البروتونات فهي تحمل شحنه كهربائيه موجبه وان عدد هذه الجسيمات في كل ذره يسمى العدد الذري وان جميع العناصر التي تشكل الماده في هذا الكون متكونه نفس مواصفات هذه الذره والاختلاف الوحيد بين عنصر واخر هو فقط في هذا العدد الذري اي عدد الجسيمات التي في داخل نواه الذره ويحيط بهذه النواه جسيمات اخرى صغيره تدعى الالكترونات وتدور هذه الالكترونات في مدارات مختلفه حول نواه الذره وتحمل هذه الجسيمات شحنه كهربائيه سالبه وقوه هذه الشحنه مساويه بالمقدار لقوه الشحنه الموجبه المعاكسه لها والموجوده في البروتونات داخل نواه الذره لذلك تكون ذره كل العناصر مستقره اذا لم يحث عليها موثر خارجي وفي حاله حصول موثر خارجي عليها سوف تفقد الذره الكترون او اكثر وهذه الحاله تجعل الذره غير متوازنه كهربائيا لان الشحنه الموجبه في الذره تكون اكبر من الشحنه السالبه لذلك نجد الذره تبحث لها في محيطها على ذره اخرى فيها زياده من الالكترونات التي تحمل الشحنه السالبه كي تتحد معها لتحقق التوازن في شحنتها الكهربائيه حتى لوكانت هذه الذره تتنتمي لعنصر اخر وبهذه الطريقه تنتج الجزيئه التي يشكل منها كل المركبات المتشكله من اكثر من عنصر في هذا الكون هذا من جانب تشكيل الماده في هذا الكون اما من جانب الطاقه في الكون فان هناك اربع قوى داخل نواه كل ذره هي التي تنتج كل الطاقه في هذا الكون والقوى الاولى تسمى قوه الجاذبيه وهي قوه ضعيفه لكن الكم الهائل لعدد الذرات التي تشكل هذا الكون الواسع يجعلها قوى كبيره تمكن كل الاجرام السماويه من إحداث هذا التوازن في الكون بين الإجرام السماوية آما القوى ألثانيه وهي القوه النوويه الضعيفة وتتنج هذه القوه نتبجه لتحول جسيم النيوترون الى بروتون مع إلكترون عندما تقذف نواه الذره ببروتون من خارج الذره وهذه القوه ضعيفة وتأثيرها لايتعدى الذره والقوه الثالثة هي القوه الكهرومغناطيسية وتظهر هذه القوه في الجسيمات التي تحمل شحنه كهربائية داخل الذره وهي البروتونات والالكترونات وبواسطة هذه القوه تنظم الالكترونات في مدارات حول نواه الذره وهي المسئوله عن تشكيل الجزيات التي تشكل كل المركبات لهذا الكون آما القوه الرابعه فهي القوه النوويه وهذه القوه موجوده في نواه الذره وهي اشد القوى الموجوده في الذره وتتضح شده وفاعليه هذه القوه عندما نجدها تربط بين عدد من البروتونات ذات الشحنه الموجبه في حيز ضيق هو نواه الذره ونحن نعلم ان الشحنات المتشابه تتنافر وهذا مايفسر لنا قوه الانفجارات التي تحصل في ضاهره الانشطار النووي عنما يفصل بروتون من نواه الذره اوضاهره الاندماج النووي التي يدمج فيا بروتون من خارج الذره كما يحصل في الانفجارات الشمسيه التي تدمج فيها ذرتين لغاز الهيدروجين كي تكون ذره هليوم , ويتضح لنا من ذلك ان الماده والطاقه التي تنتجها الذره هي الخميره والعجينه لانتاج اي كيان خلقي في هذا الوجود الكوني وان اي كائن خلقي لايمكنه انتاج هذه المنتوجات الخلقيه الا اذا امتلك المعرفه العلميه التي من خلالها يخلق الوسائل التي تمكنه من تحويل الماده والطاقه من حالتها الموجوده في هذه الطبيعه والتي تمثلها الذره الى منتجات خلقيه يحكمها النظام الذي تخلقه المعرفه العلميه ولو افترضنا وجود كائن خالق للانسان فان هذا الكائن ايظا خلق الانسان من هذه الماده والطاقه الموجوده في الطبيعه لان جسد الانسان يتكون من منظومه من الاجهزه وهذه الاجهزه تتكون من الخلايا وهذه الخلايا تكونها الذره الموجوده فيهذه الطبيعه لذلك فأن الانسان نفسه اضافه الى صفته كمخلوق في هذا الوجود نجده سلك سلوك نفس سلوك الكائن الخالق حيث نجده بحث عن المعرفه العلميه وامتلكها ومن خلالها خلق الوسائل الخلقيه لتحويل الماده والطاقه الموجوده في الذره لخلق الحضاره التي نشهدها على سطح هذا الكوكب بل تعدها الى الى المجموعه الشمسيه من خلال غزوه للفضاء ولازال مستمرا في بحثه عن المعرفه العلميه وبسلوكه هذا فان الانسان امتلك صفه خالق في هذا الوجود أضافه الى صفته كمخلوق وعلى ذلك لانجد تفسيرا لوجوده في هذا الكون الا لحاجه الكون الى هذا الخالق في هذا المكان وهذا يعني ان الهدف من خلق الانسان هو ايجاد خالق بمواصفاته في هذا المكان لكن صفه الخلق هذه عند الانسان ليست غريزيه هذا من جانب ومن جانب اخر فان هذا الانسان يعيش في تجمعات مجتمعيه يوثر ويتأثر بها لذلك فان عمليه الخلق التي يقوم بها الانسان يحركها عاملان هما
1) صفه الانانيه عند الانسان مهما اختلف مقدارها تجعله يطلب من المجتمع بمقابل مادي او معنوي عن كل انجاز خلقي يقوم به لاعتقاده بان هذا الانجاز الخلقي لايقدمه الى الكون الذي اوجده وانما يقدمه الى المجتمع الذي يعيش فيه
2) حاجه الانسان المستمره بالتقدير والعرفان من قبل المجتمع له عن كل انجاز خلقي يقوم به ويقدمه لمجتمعه ويريد ترجمته من قبل مجتمعه الى نفوذ اجتماعي في هذا المجتمع
يتضح مما تقدم ان المجتمع هو الدافع والحافز الذي يجعل الانسان يطلق طاقته الخلقيه ومن هنا تبرز اهميه المجتمع في اعداد الانسان كخالق في هذا الكون لكن ليس كل المجتمعات على سطح هذا الكوكب تستطيع اعداد الانسان كخالق وانما فقط المجتمعات التي تضم الانسان في ضلها تحت مسمى التعايش السلمي الذي يكون فيه الانسان حر الاراده والتفكير وتهيئ لهم الامكانات العلميه والفكريه وتكافئ الفرص التي تستطيع ان تعطي الحافز والدافع للانسان لاخراج طاقته الخلقيه لذلك يكون التعايش السلمي هو الوسيله للاراده الكونيه التي تمكن الانسان من اخراج طاقته الخلقيه على سطح هذا الكوكب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah