الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا لو ان الحسين حاضرا ؟

عقيل الواجدي

2013 / 8 / 10
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


ماذا لو ان الحسين حاضرا ؟

حقيقة ان مجرد التفكير في هكذا سؤال يبعثك على التشتت ثم لاتلبث ان يجتمع شتاتك ، فتداخلات الزمن تحيلنا تارة الى ان الامر اقرب الى الصعوبة منه الى اليسر ، صعوبة التحليل وحتى التخمين على اقل متيسر ، وتارة نؤمن ان الزمن عجلة لاتكاد اية نقطة في محيطها الا وتعود لتمر عليك مرة اخرى .
ماذا يفعل الحسين لو كان حاضرا ؟؟؟
سؤال يحتاج الحذر قبل الخوض فيه ، خاصة واننا في زمن امام معصوم غائب ، فهل يتحتم عليه ان يؤدي دور الغائب ؟!
فاحتياجنا له - عليه السلام – في زمن معصوم يحيلنا الى التساؤل ووضع علامات الاستفهام امام كل مفردة يمكن لها ان تكون ضمن اي تساؤل يتبادر في اي ذهن .
ففعل المعصوم باعتقادنا مبني على الحكمة والمصلحة سواء اتفق مع واقعنا ام اختلف معه ، وكذلك لبى طموحاتنا ام لم يلبها ، فعل محكوم بالعناية الالهية التي تفوق مداركنا في استيعاب اغلب جوانبه ، لذا نرى الكثير - من الخواص - ممن وجّه اصبع الاتهام نحو المعصومين او على اقل تقدير وضع اللوم في امور تمنى لو انها سارت كما يريد هو ......
هكذا الف واربعمائة عام ونحن نرسم ونخطط لادوار اُنجزت وسار رِكابها وكأنما نملك من الحكمة والتسديد اكثر مما يمتلكه المعصوم الذي نقر فطرة ويقينا بعصمته !!
ماذا يمكن للحسين ان يفعل لو كان حاضرا ؟
الغياب لم يتحقق ، فالحضور شامل متوزع في كل انماط حياتنا ، عاش الحسين في ضمائرنا ، احببناه بشغف وان خالفنا سيرته ومنهجه ، جُبلنا على مودته وان كان في واد ونحن في واد اخر . نملك من الجراة في معصية الله جل جلاله ونذوب شوقا الى الحسين وذكره الذي لاشك انه – عليه السلام - لايرضانا ولامعصيتنا .
فالحضور متحقق وان كان حسب اهوائنا ورغباتنا لانه – عليه السلام – لم يغب !
ترتعد فرائصنا من مواقفه ، ونعلم ان فرائصه لم ترتعد الا خشية من الله . ميزاننا بكفتين ماكان لهما ان يتساويا مطلقا - الحب والمعصية - ايكفي ان نحبه ونترنم ( ياليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما ) !!!!!
لو اسقطنا الفترة التي عاشها الامام الحسين عليه السلام - بحيادية – على واقعنا المعاش ماذا يمكننا ان نستخلص ؟ وهل ما دعا الامامَ عليه السلام للخروج آنذاك متحقق الان ؟؟
فقد كان للامام عليه السلام من الحظور والحظوة لدا اغلب المسلمين بما لايقرن به احد ، ابن لرسول الله وامام معصوم ، قلوبهم له وايديهم للسلطان ، يحثونه - الامام - مادام صامتا ويتنصلون عنه ان تكلم ، المصلحة بما يرونه لابما يراه ، هكذا كانوا – المسلمين – يحبونه فطرة ويعذرون انفسهم حين التخلي عنه !!
القرار ، لم تعتد الانفس على تجربته ، عاشت الانفس رهبة الاهواء والمطامح ، فالموت شك والحياة يقين !! اوراق اختلطت وساعدها على ان تتبعثر عدم الصدق مع الذات .
واقعنا صورة طبق الاصل لعام ستين من الهجرة ، نغش انفسنا بأن ماحدث درس بوسعنا ان نستفيد منه ! وان السبعين صحابيا لو كانوا في زماننا لملأنا الاصقاع خيلا ورجالا !! اكذوبة نتدارسها ، نحتال عليها بقدراتنا التي لاغبار عليها ، بقدراتنا التي اقضّت مضجع امير المؤمنين عليه السلام من صحابته حتى ملّهم ، قدراتنا التي دست الخنجر في خاصرة الحسن وباعت السجاد والباقر والصادق والكاظم والرضا والجواد والهادي والعسكري للركون ، والمهدي للانتظار !!!
مالذي اخرج الامام الحسين عليه السلام ؟
قال عليه السلام : انما خرجت للاصلاح في امة جدي رسول الله صلى الله عليه واله .
أي اصلاح خرج له ؟! اما كان الناس يصلون ويصومون ويزكون ويحجون ويؤدون التزاماتهم قدر المستطاع !! بلى كان الاغلب يؤدي مناسكه والتزاماته مثلنا تماما ، صوم وصلاة وزكاة وحج ومستحبات توهن الجَلِد !!
فأي اصلاح خرج الامام عليه السلام لأجله ؟!
المؤكد انه اصلاح النفوس التي لم تستطع صلاتنا او صيامنا او اية واجبات اخرى في اصلاحها .
نفوسنا التي جبلت على التزييف والختل والغدر والنفاق ، نفوسنا التي اباحت لنا التطاول على العلماء ممثلي رسول الله صلى الله عليه واله ، نفوسنا التي التزمت الصمت تجاه المنكر وجاملت الباطل وركنت الى الهوان حبا في الدنيا ، نفوسنا التي ادمنت التدين ( اتكيتا ) ، والدين لعقاً على السنتنا !
في زمن لم يبق من الاسلام الا اسمه ، فماذا يمكننا ان نتوقع من سيد الشهداء لو ان حاضرا معنا الان ؟؟؟
يقينا ( على الحسين ان يستشهد مرة اخرى ليحيا دين جده ) !
كما اني على يقين ان الحسين عليه السلام لن يعيى حلا في تأدية دوره في زماننا هذا او في اي زمان اخر .
لكن السؤال الاهم :
مادورنا لو خرج الامام الحسين عليه السلام ونادى الا من ناصر ينصرنا !!!!!!!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زيارة الرئيس الصيني لفرنسا.. هل تجذب بكين الدول الأوروبية بع


.. الدخول الإسرائيلي لمعبر رفح.. ما تداعيات الخطوة على محادثات 




.. ماثيو ميلر للجزيرة: إسرائيل لديها هدف شرعي بمنع حماس من السي


.. استهداف مراكز للإيواء.. شهيد ومصابون في قصف مدرسة تابعة للأو




.. خارج الصندوق | محور صلاح الدين.. تصعيد جديد في حرب غزة