الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الصراع في سوريا بين الله والشيطان؟

محمد يسر سرميني

2013 / 8 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الرجاء من السادة عدم إطلاق حكم مسبق على هذا العنوان قبل قراءة هذا المقال الذي أحاول فيه أن افهم بعض أطروحات وشعارات المليشيا المسلحة في سوريا ووسائل الإعلام المؤيدة والداعمة لها وشعارها الكبير لهذه المعركة
وأظن إن الكثير من المواطنين المساكين الذين مثلي نحن رجال وشباب الشارع العاديين الغير مثقفين والذين لا نفهم في الفلسفة والشعارات الرنانة والسياسة ولا نحمل شهادات دينية أو دنيوية نحاول أن نفهم ما يجري في بلدنا ووطننا سوريا بغض النظر عن شعارات المثقفين دينياً وسياسياً وثقافياً
هذه الشعارات التي لم نعد نعرف منها ما هو الفرق بين العميل والوطني والمؤمن والكافر والمرتد والشيطان وعلى أي أسس ومبادئ تطلق هذه التسميات
لأننا نرى هذه الشعارات والتسميات تطلق على المتناقضات والمتعاكسات ولا يوجد معيار ثابت واحد تطلق على أساسه
بل كل الذي نشاهده ونسمعه ونقرأه ونفهمه إن كل من يطلق هذه الشعارات والتهم يقول كل من معي هو وطني مؤمن سيدخل الجنة في الدنيا أو الآخرة وكل من هو ضدي عميل كافر يستحق القتل والعذاب في الدنيا والآخرة
كل من معي هو مسلم صحيح الإسلام والإيمان ولو قتل وذبح وسرق ومارس جهاد النكاح سيدخل الجنة وسيتمتع بالحور والخمر وهو الله على الأرض
وكل من هو ضدي هو كافر مرتد زنديق شيطان ولو كنت أنا نفسي أتحالف مع شياطين وسينال العذاب في الدنيا وسيدخل نار جهنم في الآخرة
هذا المقال ليس عن الكافر والمؤمن أو عن الله أو عن الشيطان لعنه الله ولا كن عن محاولتنا نحن المساكين أن نفهم بشكل مبسط بدون شعارات لم ولن نفهم منها شيء ماذا يحدث في وطننا سوريا الحبيبة
نلاحظ نحن المواطنين من خلال متابعتنا لوسائل الإعلام بكل صنوفها وأشكالها المتعددة بما فيها دور العبادة يحاول الكثير منها أن يصور لنا الصراع في سوريا على انه صراع بين الله والشيطان
وطبعاً نحن المواطنين المساكين من طيبتنا وثقافتنا المتواضعة وخوفنا من الله وعذابه وناره وطمعاً في جنته ونعيمه نقف فوراً مع الله في هذا المعركة المصيرية التي سيتوقف عليها حسب هذا الإعلام مصير الله ودينه على الأرض
هذا من جانب وأما من جانب أخر هل يوجد أجمل وأحلى من أن تكون سارق وقاتل ومرتشي ومبتز وزاني وتسبي النساء والأطفال وتذبح الشباب والشيوخ وتذهب في الأخير من خلال تحالفك ووقوفك مع الله في هذه المعركة تذهب إلى الجنة إلى الحور والخمر؟
وطبعاً أثناء وقوفنا ونصرتنا وتأيدنا وقتالنا مع الله في هذه المعركة يخطر في بالنا الكثير من الأسئلة وعلامات الاستفهام
ومن أهمها هل يوجد إله واحد يقاتل في سوريا أو عدد غير محدد من الآلهة وشيطان واحد أم عدد من الشياطين؟
مع أن الدين اخبرنا أن الله واحد والشيطان واحد!
ولا كن من خلال رؤيتنا ومتابعتنا ومشاركتنا حسب كل شخص منا نشاهد وكأن في سوريا عدد من الآلهة تقاتل الشيطان وتتقاتل هذه الآلهة فيما بينها وكل واحدة من هذه الآلهة تتحالف مع احد الشياطين لكي تنتصر على الآلهة والشياطين الأخرى
و نلاحظ أيضا أن كل آلهة مطالبها وشعاراتها وشروطها وأهدافها تختلف عن الآلهة الأخرى من خلال خوضها لهذه الحرب في سوريا
حتى توصيفهم للشيطان يختلف من إله لأخر وبشكل عام تعريف الشيطان عند هذه الآلهة المتعددة التي تقاتل في سوريا هو كل من يخالفها في المأكل والمشرب والنوم والملبس والمزاج والكيف والسياسة والإيمان والكفر والعمل والاقتصاد والاجتماعيات والتاريخ والجغرافيا والكلام والاستحمام والزواج والطلاق وجهاد النكاح والسبي والذبح مع تكبير أم بدون تكبير وكل آلهة لها مواصفات وشروط خاصة بها لا تنطبق على آلهة أخرى
وواضح أيضاً أن الله يستخدم كل ما في جعبته في هذه المعركة الفاصلة من خداع وكذب ونفاق وتدليس وتحالف مع شياطين آخرين يظن أنهم اكبر من الشيطان الذي يقاتله ووصل به الأمر من عجزه عن الانتصار أن طلب تدخل الشياطين بشكل مباشر ليقاتلوا بجانبه في سوريا ولا يكتفي بتقديم السلاح والدعم له لينصره على الشيطان الذي يحاربه
ويجلسه على كرسي الحكم بدلاً عنه؟!
وهذا الله الذي يقاتل في سوريا يعلم أن الشياطين المتحالف معهم لا يحاربون بدون ثمن وإنهم يحسبون من خلال هذا الحلف خسائرهم وأرباحهم فكيف سيدفع الله تكاليف وثمن حربه للشياطين المتحالفين معه وبأي طريقة؟
هل هذه حرب بين الله والشيطان في سوريا وهل الله بحاجة للتحالف مع شياطين ليكسب هذه الحرب وهل هكذا يحارب الله وهل الله يفعل هذه الأفعال من ذبح وتدمير وقتل وبقر بطون وسرقة وسبي ونكاح بأسماء وصفات متعددة؟
واضح من خلال وسائل إعلام الله الذي يقاتل في سوريا إن سلاح هذا الله يمده بها شياطين آخرين وليست من صنعه وإذا أراد هذا الله أن ينتصر فيجب عليه التحالف مع شياطين آخرين أقوى منه؟
واضح أيضاً من خلال نفس وسائل الإعلام إن هذه الأسلحة التي هي من صنع شياطين متحالفين مع الله لا تصيب احد ولا تقتل احد إلا الشيطان الذي يحاربونه رغم كل ما نشاهده من خلال وسائل الإعلام نفسها من تفجيرات وسيارات مفخخة وقذائف مدفعية وصواريخ ودبابات تطلق وتفجر وواضح من خلال الكثير من التسجيلات إن الذي يطلقها لا يعرف على من والى أين وهذا غريب جداً ولا أجد له إلا تفسير واحد وهو إنهم يحاولون إقناعنا أن الله الذي يحارب ولذلك أينما ضرب وكيفما ضرب ستذهب هذه القذائف لتقتل الشيطان الذي يحاربونه؟
والآن لنستعرض بعض السيناريوهات التي ممكن أن ينتهي بها هذا الصراع بين الله والشيطان في سوريا
أولاً: لو انتصر الله في هذا الصراع فهل الفضل له أم لحلفائه من الشياطين؟
ثانياً: ماذا سيقدم الله لحلفائه الشياطين ثمن وقوفهم ومساندتهم ودعمهم له؟
ثالثاً: إذا لم ينتصر الله في هذه المعركة واجبر من قبل حلفائه من الشياطين بالتفاوض مع الشيطان الذي يحاربه هل سيستطيع أن يقنع أتباعه مرة ثانية مثلما أقنعهم أول مرة بالتحالف مع شياطين بأنه يجوز التفاوض مع هذا الشيطان الذي يحاربه؟
رابعاً: إذا استطاع الله الاستيلاء على بعض المدن والقرى ولم ينهزم ولم ينتصر وأعلنها دولة إلهية واجبر من قبل حلفائه الشياطين قبول دولة ثانية للشيطان الذي يحاربه كيف سيفسر لأنصاره انه قبل أن يتقاسم هذه الأرض مع الشيطان الذي يحاربه؟
خامساً : إذا تخلى حلفاء الله من الشياطين الداعمين له في حربه ضد سوريا وهزم فماذا سيكون رئي وموقف أتباعه وهل سيبقون مقتنعين بأن الله هو الذي يقاتل معهم وليس الشيطان؟
وفي النهاية المشكلة تبقى هل فعلاً الصراع في سوريا هو بين الله والشيطان وأن وجود الله ودينه على الأرض متوقف على نتائج هذه المعركة؟
وهل فعلاً من يدعون أنهم أتباع الله في سوريا ويقاتلون معه هم يمثلون الله في كل أفعالهم وأقوالهم؟
وأريد أن أسأل في النهاية حسب علمكم وإيمانكم هل يوجد إله بهذه المواصفات والأفعال من قتل وذبح وتهجير وتدمير وتفجير وشق البطون وفتح الصدور واكل الأكباد والقلوب ونكاح بكل مسمياته ولا يستطيع الانتصار إلا من خلال تحلفه مع شياطين؟
أنا أتكلم في مقالي هذا عن الله الذي يحاولون أن يصوروه لنا بهذه الأفعال والعجز.. ولا أتكلم عن الله مالك السماوات والأرض وخالق كل شيء الله الذي يعبده كل مخلوق الله الذي يقول في كتابه ﴿-;-إنَّما أمرُهُ إذا أرادَ شيئًا أن يقولَ لَهُ كُنْ فَيَكون﴾-;-
وليس إله بحاجة لسلاح شياطين وتحالف مع شياطين.
هل فهمتم شيء فأنا لم أفهم وأحاول أن افهم
استغفر الله العظيم من كل ذنب وأتوب إليه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ثورتنا ضد اغتصاب العقول والاستبداد
نايـــــــــــــــــــا ( 2013 / 8 / 11 - 14:27 )
الجماعات المتطرفة الدينية هي الوجه الآخر لعملة واحدة اسمها النظام الأسدي القاتل... ... كلاهما أنظمة مستبدة... من الشعارات المعبرة التي رُفعت في القرى والمدن السورية والتي أطلقها المقتنعون بعدالة ثورة الشعب السوري :
«لا تسقط نظام وتأتي بمثله، عار عليك إذا فعلت عظيم»000
أو : «هي ليست ضد نظام حكم وحسب... ثورتنا ضد اغتصاب العقول والاستبداد الفكري بكل أشكاله»...
وفهمك كفاية000ا


2 - وجهان لعملة واحدة
Amir Baky ( 2013 / 8 / 11 - 15:44 )
الدكتاتورية العسكرية هى الوجه الآخر للفاشية الدينية و قادة كلا الفريقان لا دين لهما ولا أخلاق وهدفهم الحكم السياسي و إستعباد الشعوب. وهؤلاء يستخدمون الدين و الله و الانبياء لتحقيق مصالحهم الشخصية. ففريق الدكتاتورية العسكرية يؤكد على أن الطرف الآخر إرهابى و متاجر بالدين و هذه حقيقة ولكن محاربة هذا الفريق ليس لمصلحة الشعب بل لمصلحة الحفاظ على كرسى الحكم. وفريق الجهاديين يؤكد أن بشار وزبانيتة مجموعة من الدكتاتورين الفاسدين وهذه أيضا حقيقة ولكن محاربة بشار ليس لمصلحة الشعب بل لمصلحة الوصول لكرسى الحكم. فالصراع بين الحكم العسكرى و الحكم الدينى ضحيتة الشعوب التى تفاضل بين الأسوء و الأقل سوء. الشعوب تريد بديل ثالث كسائر الشعوب الحرة المتقدمة. بديل لا يهددها بسلاح الجيش ولا بسلاح التكفير. بديل يمكن معارضتة دون تهمة الخيانة للدولة أو تهمة الكفر. بديل يجعل الشعب هو سيد قرارة و ليس مجرد ممتلكات للحاكم. فلو أنتفض الشعب السورى ضد الفريقان فلا تتعجبا لو إتحدا كليهما ضد الشعب.

اخر الافلام

.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج


.. 101-Al-Baqarah




.. 93- Al-Baqarah


.. 94- Al-Baqarah




.. 95-Al-Baqarah