الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(الإصلاح الوطني و(المستورد

حمزة الشمخي

2005 / 5 / 13
المجتمع المدني


لماذا تتخوف وترتعب بعض الأنظمة عندما تسمع بالإصلاح ، وخصوصا إذا جاء النداء به من داخل الوطن ، فكيف بها إذا تسمعه من خارجه؟؟، وهي التي تستقبل وتتقبل برحابة صدر كل ما يصلها من الخارج، بما فيها كل ما هو ضروري دخل بيوتهم ومكاتبهم وحتى الإجهزة والوسائل لضمان حياتهم الشخصية أمنيا، يستقبلون كل شئ ، إلا الإصلاح والتغيير والديمقراطية ، ويصفونها بالمفردات المستوردة، والتي لا تتلائم وتنسجم مع واقعنا العربي وخصائصه القومية .
أن جوهر الإصلاح الحقيقي والجذري لا ينتمي الى إمة معينة دون سواها، أو يعني شعوب معينة دون الإخرى ، وليس من المقبول والمعقول أن ننسب الديمقراطية والإصلاح والتجديد وغيرها الى العالم الآخر ونعتبرها دخيلة علينا ، وكأننا نسمعها لأول مرة في حياتنا ، لأن صوتها المدوي وصل من الخارج الى مسامع بعض الأنظمة ، قبل أن يصلهم صوت شعوبنا الذي سمعته شعوب الكون منذ سنين، إلا البعض من أنظمة منطقتنا ومحيطها الضيق من الموالين والمؤيدين .
إننا اليوم بحاجة ماسة الى الإصلاح الشامل لوضعنا المأساوي على جميع المستويات ، حتى إذا جاء هذا الإصلاح من خارج حدودنا، لأننا نمر في حالة لا يمكن معالجتها بالمساحيق لتحسين وجهها القبيح ، أو بالتعديلات السطحية التي لا تمس لب القضية، وأن يبقى وضعنا ركود في ركود ، بعيدا عن التغيير والإنفتاح ومساهمة الجماهير الشعبية وقواها السياسية والإجتماعية والثقافية ، صاحبة المصلحة الحقيقية والإولى في التغيير الجذري .
نقول لهم أن الإصلاح واحد من حيث المضمون ومهمة الأداء والتوجه ، وقادر على التكييف في كل زمان ومكان، وصالح لكل شعوب الأرض، التي يعاني البعض منها من جمود وصنمية وتخشب من يقودها من الأنظمة الإنقلابية والدكتاتورية الرافضة كليا للحلول الجذرية الشاملة ، والمؤيدة دائما لحالات الطوارئ والظروف الإستثنائية، لمواجهة الأعداء( الوهم) من الداخل والخارج ، كل هذا وغيره من الحجج يمنع هذه النوع من الأنظمة، حتى التفكير بنشر مفاهيم الحرية والديمقراطية، لأنهم يقولون أن الوقت غير ملائم والظروف لا تسمح بذلك ، وبقينا على هذا الحال ولا نزال عشرات السنين ، بإستثناء سقوط دكتاتورية التمثال في العراق .
أن الشعوب عادة ترحب وتدعم كل خطوة بإتجاه العملية الإصلاحية، مهما كانت صغيرة أو كبيرة ، لأنها بالضرورة سوف تلحقها بخطوات إصلاحية إخرى ، لأن هذه العملية تعني الجميع، ولا تستثني أحدا من أنظمة وأحزاب وقوى سياسية وإجتماعية وثقافية ومنظمات مهنية ونقابية ومجتمع مدني ، إضافة الى ذلك يتطلب نجاح عملية الإصلاح والتغيير، المزيد من الإنفتاح والشفافية والديمقراطية بين جميع هذه الأطراف المشتركة بالعملية دون إلغاء الآخر .
واليوم تشهد منطقتنا حراكا سياسيا وإقتصاديا إجتماعيا وثقافيا .. بالرغم من محدوديته وبطئه ومراوحته ، لكنه يشكل ضوء شمعة في هذا النفق المظلم منذ سنين ، فلذا علينا دفع هذه العملية الإصلاحية بالإتجاهات التي تخدم الشعوب والأوطان ، ونجد اليوم بوادر أولية للتغيير في أكثر من بلد عربي تحتاج الى إنضاجها وتطويرها ، بالرغم من إنها لا تشكل أكثر من قطرة ماء في بحر كما يقال ، وهذا ما حدث ويحدث على صعيد إجراء الإنتخابات ومشاركة المرأة فيها وفي الحياة السياسية والبرلمانية .. هذا ما حصل في البحرين والكويت والمملكة العربية السعودية وغيرها من دول الخليج ، وكذلك تشهد اليوم مصر وسوريا ولبنان وفلسطين تطورات سياسية متسارعة وأصوات مخلصة، تطالب بالإصلاح الجذري من خلال إلغاء حالات الطوارئ وقيادة الحزب الواحد ووراثة الحكم الجمهوري ، وينبغي العمل على سيادة الحياة البرلمانية الدستورية وإجراء الإنتخابات الحرة للبرلمان والحكومة ، ومشاركة الجميع في قيادة الدولة والمجتمع عبر التداول السلمي للسلطات .. الخ ، من القضايا التي أصبحت مطلبا جماهيريا ملحا لا يمكن تجاوزها .
وأخيرا أن الإصلاح طريقا لا بد منه، إذا جاء من داخل الوطن أو خارجه، فلا نجعل من الإصلاح ( المستورد ) !! سلاحا لإلغاء ومحاربة الإصلاح الوطني بإسم( إستيراد) الأفكار من الغرب، بما فيها الديمقراطية والإنفتاح .. علما أن هذه الافكار والمفاهيم وغيرها، هي ملك للإنسانية جمعاء ولا تحدها حدود بين جميع شعوب المعمورة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ديلي ميل: تحقيق يكشف تورط خفر السواحل اليوناني بقتل عشرات ال


.. مؤسس نادي كرة قدم للمكفوفين في العراق يروي قصته بعدما فقد بص




.. عراقيون كلدان لاجئون في لبنان.. ما مصيرهم في ظل الظروف المعي


.. لدعم أوكرانيا وإعادة ذويهم.. عائلات الأسرى تتظاهر في كييف




.. كأس أمم أوروبا: لاجئون أوكرانيون يشجعون منتخب بلادهم في مبار