الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرد على مقال الكاتب لعماري الموسومة ديانة ماني وأثرها على الإسلام

خلدون طارق ياسين

2013 / 8 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في فذلكة بحثية اتى هذا الكاتب ليقدم لنا ربطا بين الاسلام والمانوية وان نبي الاسلام اقتبس من المانوية وهي ديانة قديمة فارسية يقال انها ظهرت في بابل والغريب ان هذا الربط استند الى ما اعتبرها مشتركات بين الاسلام والمانوية وهذه المشتركات للعلم ليست مشتركات بين الاسلام والمانوية بل انها مشتركات بين معظم الديانات في العالم فكل الديانات تؤمن باله واحد وروح ياتي من الله هو الوحي او جبريل وتؤمن باليوم الاخر وتؤمن بالحساب وتحث على الصلاة وعلى الالتزام بطقوسها وبالتالي ان الاعتماد على هذه المشتركات للربط بين استراق الافكار بين انبيائها شيء مضحك لان انبياء الديانات الابراهيمية على سبيل المثال كلهم جاءوا ليقولوا للناس نحن مكملي لرسالة من سبقنا فعيسى قال انا جئت لاكمل ديانة موسى ومحمد قال نفس الشيء وكلهم ما انكروا انها ديانات منبعها الاله الواحد وانها تنبع من المصدر الواحد فلا بد ان يكون بينهم مشتركات وحتى الديانات غير الابراهيمية ايضا لها مشتركات مع الديانات الابراهيمية لان منبعها الله الواحد الاحد الا ان الاختلافات فيما بينها ترجع لكون ان تلك الديانات قد دخلتها الخرافات والانحرافات و الديانة المنوية كما تشير المصادر التاريخية كانت في الاصل من ابتداع شخص كان مؤمنا بالمجوسية ومن ثم انحرف منها , حتى الديانات غير السماوية اقتبست من الديانات السماوية افكارا عدة الا وهي الايمان باله قد لا يكون واحدا اي الهة عدة ولكن تقول ان كل هذه الالهة تقع تحت سلطة اله اعظم وتؤمن الديانات غير السماوية بحياة ما بعد الموت وتؤمن بامور اخرى مشتركة مع الديانات السماوية والان لنأتي الى قصة المانوية مع الاسلام ولترى هل فعلا اقتبس محمد من المانوية دينه الجديد ....
طبعا كل الادلة التاريخية تشير الى ان تاثير الديانات الفارسية على العرب كان تاثيرا يكاد يكون معدوما ولا يذكر بالمرة بل بالعكس كان العرب اشد ميلا للمسيحية من ديانات فارس كالمازوكية والمجوسية والمانوية وغيرها والسبب ان بني فارس كانوا ينظرون الى العرب نظرة استحقار وكانوا يقدمون دياناتهم بشكل يحفظ لاسر فارس وقبائلها الرفعة وما الى ذلك والكل يعرف قصة ملوك ساسان والنطفة المقدسة التي انجبتهم وان نسلهم لن ينقطع من الارض ان ديانات فارس كانت ديانات عنصرية الى حد كبير لذا لم يؤمن بها العرب ابدا ولم تنتقل افكار تلك الديانات اليهم بالمرة بل كما قلت اتبع العرب المسيحية الرومانية وما اتبعوا المجوسية رغم احتلال الفرس الطويل لارض العراق واجزاء شمالية من الجزيرة العربية , ولم يشر اي من المستشرقين ولا باحثي الاديان في اي من كتبهم وابحاثهم المعتمدة على اي ربط بين الاسلام والمجوسية الديانة الاشهر لدى الفرس عندما انتشر الاسلام فما بالك بتلك الديانة المنوية المجهولة في زمن نبوة محمد فضلا عن هذا تشير مصادر المستشرقين وليست المصادر الاسلامية فحسب الى ان النبي محمد كان نبيا اميا لا يعرف القراءة والكتابة وفضلا عن ذلك ما تحدث محمد ابدا بغير اللغة العربية ابدا ولم يؤثر عنه انه كان يعرف غيرها وتشير المصادر التاريخية الى ان اول تأثر للعرب بالفرس جاء بعد انهيار الدولة الساسانية واحتلال العرب لبلاد فارس واختلاطهم بهم فظهرت تاثيرات الديانة المجوسية في بعض المذاهب الاسلامية كالاثنى عشرية الامامية وهي احدى الفرق الشيعية المعروفة في العراق وايران في هذه الايام .
, الانكى من ذلك ان كتب الديانات المانوية وتعاليمها لم تنشر في العرب لا سابقا ولا حقا بالمرة ولم تترجم كتبهم الى العربية ولا الى غيرها من الامور التي تسهل عملية التلاقح في الافكار ولذلك صمت كاتب هذا المقال من الاتيان بدليل مادي واحد يبين كيف تاثر محمد بهذه الديانة او اي دليل يثبت معرفة النبي محمد به سيما وانه ذكر في قرانه انبياء كثر منهم من اتى باسمائهم القران ومنهم من اخبر بهم النبي ولم يات محمد بخبر عن نبي المانوية ماني الذي لم يكن يعرفه ربما بالمرة .
بقي ان تعرف ان هذا الكاتب استقى مقالته الصماء من مواقع الملحدين العرب ومن ادعاءات مواقع مسيحيي الشرق واخذ الامر على عواهنه بدون تمحيص او دراسة بالمرة بل ولم يكلف نفسه ان يعضد تلك الادعاءات بدليل مادي او تاريخي واحد .
ان الفرق بين المانوية والاسلام اكبر من الفرق بين الثرى والثريا اذ يكون ما يجمع بينهما حروف اما الاسلام عن المانوية فلا مشترك بينهما الا ما سبق ذكره من المشتركات بين الديانات السماوية وغير السماوية فالمانوية ديانة تؤمن بعالمين منفصلين هما النور والظلمة وان اله النور قبع في مملكة النور واستدعى ام الحياة التي جاءت بالانسان لمقارعة الظلم بينما الاسلام على الضد من ان يكون للاله شبيه او صاحب او سند او معين او حتى عدو مضاد له فيقول القران الكريم في محكم كتابه الكريم {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }الأنعام101 ويقول ايضا {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ }الأنعام18 ويقول ايضا {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }الأحقاف33 قلم لم يأت باوجه الشبه بين اله النور واله محمد , الديانة المنوية تؤمن بعقيدة الخلاص المستقاة من المسيحية بينما القران الكريم لا يؤمن بعقيدة الخلاص ويوكل هذا الامر لابن ادم نفسه بالقول {وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً }النساء124
تقف المنوية بالضد من شهوات الجسم وترفض الاكل وتحث على شراب العصير بدلا من الماء وترفض قل الحيوانات والنباتات وتعتبر الجنس شيئا شريرا اما في الاسلام فالعكس فهو لا يحرم اكل النبات ولاكل الحيوان الا الخنزير والميتة فقط ولا المعاشرة الجنسية وقد ورد في القران الكريم قوله تعالى {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللّهُ فَكُلُواْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُواْ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ }المائدة4 ويرد في القران بشان اكل اللحوم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ }المائدة1 وقد ورد عن النبي ايضا بشان اتكاثر تكاثروا فاني مباه بكم الامم يوم القيامة اما اعياد المانوية فلا عيد لهم سوى عيد وفاة ماني بينما الاعياد في الاسلام اقرها الرسول في حياته ولا علاقة لتلك الاعياد بشخص النبي بالمرة الا ما ابتدعه المسلمون من احتفالات بيوم ميلاد الرسول وهو ليس عيدا دينيا انما هو عيد احتفالي لا تقام فيه اية مراسم دينية كصلاة العيد التي تقام في العيدين المعروفين لدى الاسلام وهما عيد الفطر وعيد الاضحى
ومن هنا يتبين الفروقات التي تغافل المغوار صاحب المقال عن ذكرها كما لم يذكر وكما قلت سابقا اي دليل مادي او تاريخي يثبت اتصال النبي بالديانة المنوية وكيف كان محمد متاثر بهذه الديانة وكل تلك الفروق الشاسعة بينهما هذا هو والله الافك المبين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ألبوم -كهان الكاف -: قصائد صوفية باللهجة التونسية على أنغام


.. 71-An-Nisa




.. 75-An-Nisa


.. 78-An-Nisa




.. 79-An-Nisa