الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوصي عبد الإله: مقاربة نفسية!

سلام عبود

2013 / 8 / 13
المجتمع المدني


وصي لم يوص به أحد!
إن نظرة سلوكية مقرّبة لشخصية الوصي عبدالإله، ترينا بشيء من الوضوح مناطق مظلمة من واقعه النفسي، نشأت بحكم تناقضات الدور الإجتماعي والسياسي الذي لعبه، قبل وبعد تنصيبه وصيا على عرش العراق. وهو دور يكاد أن يكون قدريا، بحكم ضيق حرية حركة والمناورة الممنوحة له فيه. وقد عززت ميول الوصي الشخصية، غير المرشّدة، من شدة هذه القدرية، وجعلتها أشبه بالضرورة الحتمية، التي قادت الى رسم نهجه الشخصي ومصيره المرعب.
طوال فترة ممارسته السلطة ظل الوصي عبدالإله، المولود في الحجاز عام 1913، والمرفوض (المكروه) عراقيّا، يجبر العراقيين بعناد- بعكس الأسرة الهاشمية - على تذكيرهم بأنه ليس جزءا منهم في الطبقة وفي الأصل وفي الأهداف العامة والخاصة. وعلى الرغم من زواجه بـ "هيام" ابنة أمير ربيعة، لتقوية موقعه الشعبي، وتحسين صورته بين الناس، إلا أنه لم يكسب ثقة الشعب العراقي قط، وظل عنصرا وجسما غريبا على المجتمع العراقي. وربما تكون علاقاته العاطفية قد لعبت دورا سلبيا أيضا في تعميق أزمته النفسية. فقد تزوج مرتين، في الأولى من مصرية، وفي الثانية من عراقية، لكنه لم يخلـّف أبناء يقللون من إحساسه بالوحدة الداخلية، ويقوون صلاته بالواقع الأسري والاجتماعي.
كان سلوكه الشخصي يمثل لحظة صادمة لمشاعر المواطن العراقي، الذي اعتاد تقبل الآخر، زعيما أو حاكما أو ضيفا، حتى لو لم يكن إبنا مباشرا لبيئة العراق الجغرافية والمذهبية. وقد سجل د خالد التميمي، في كتابه "النخب العراقية" ملاحظة جديرة بالنظر، مفادها أن أسرة الحكم الهاشمي لم تقترن، تصاهرا وتعاونا وظيفيا، بالعنصر الشيعي إلا على نحو محدود جدا. ولا بد أن نضيف الى هذه الملاحظة الدقيقة ملاحظة توضيحية مكمّلة، هي أن جلّ من تمّ الركون اليهم، من الجانب الشيعي وظيفيا، كان في خدمة السياسة البريطانية أو لخدمة قوانين وحالات استثنائية وشخصية، أريد تمريرها واقتضت وجود قدر من الحياد الطائفي أو السمعة الشخصية الطيبة. ويشمل هذا حكومة صالح جبر، ومنح رئاسة مجلس النواب لمحمد الصدر (أحد قادة ثورة العشرين)، وتوزير محمد رضا الشبيبي ( 1889 – 1965، شاعر وأحد نشطاء ثورة العشرين البارزين، وهو من حمل رسالة مبايعة فيصل من قبل المرجعيات، وتم تعيينه بتأثير ذلك الفعل. انتخب رئيسا لمجلس الأعيان عام 1935 و رئيسا لمجلس النواب 1944).
ولم يكن اغتيال محمد حيدر رستم (لبناني الأصل)، أعلى من تقلد الوظائف في البلاط الملكي من الشيعة، سوى تأكيد على أن المشهد السلطوي لا يحتمل كثيرا وجود المختلفين في مراكز القرار العليا.
كانت العصبوية العرقية عماد وقوام مركزية الحكم الأموي، حتى في أصلح حالاتها (عمر بن عبد العزيز)، بينما كانت تشاركيّة الأمم والأعراق هي الميزة التي طبعت حكومات العراق، حتى في أوج مركزيتها في مطلع الدولة العباسية. ولم يكن العراقي، وريث التعددية العرقية التاريخية، في صيغة بناء الحكم، سوى نتاج لتربية مدركة أو غير مدركة، قوامها القبول بالآخر، حينما تتوافر فيه عناصر الإجماع. ولهذا السبب نرى أن الظن بأن العراقي ميّال الى تقبل الآخر، بسبب وجود غير قومية ومذهب في وطنه، رأي لا يخلو من الضعف. لأن هذا السبب لا يعدو أن يكون عاملا مساعدا، ساهم في تقوية وتنشيط فعل العامل التاريخي طويل الأمد: الدولة القائمة على تشاركيّة الأمم والأجناس والأعراق.
كان سلوك الوصي يشكل لحظة صدام جديّة مع مشاعر العراقي التلقائيّة، المتوارثة، والمعتادة: قبول الآخر، وعدم جعل المنشأ عقبة نفسية أو سياسية عند التعامل السياسي والاجتماعي. لهذا يكون العراقيون متطرفين دائما في الدفاع أو في نقد أي دولة عربية يحلـّون فيها. لأنهم لا يستطيعون، داخليا - نفسيا وعاطفيا- أن يميزوا أنفسهم عن الآخر. ولهذا يبدون أحيانا متطلبين وميالين الى المبالغة. وهم ليسوا كذلك، هم أكثر الناس رضا بما لديهم، بما في ذلك فقرهم الإرغامي رغم الغنى الكبير، الذي وهبتهم الطبيعة إياه.
كان الوصي، الذي يفتقد عنصر التواضع، يتفنن في سبل الصدام مع القاعدة النفسية العامة للعراقي. لذلك أوجد مساحة واسعة للخصام مع مشاعر الجماهير. ولم يتقبله سوى حفنة من العسكريين السابقين والموظفين الحكوميين الموالين للسياسة البريطانيّة. لذا فضّل العراقيون اختيار الشريف شرف بديلا من الوصي في حركة مايس 1941، وكان مصيره الإبعاد والنفي ثم السجن، بسبب انحيازه لمطالب الحركة الشعبية. ولم يكن تأخر إشهار وصية الملك غازي، المثيرة للشكوك، القاضية بتنصيب عبدالإله وصيا على العرش، التي أعلنتها عالية زوج الملك وابنة عمه، وأخت عبد الإله، بعد أزمة الوصاية، سوى تأكيد إضافي على أن الوصي كان مفروضا بقوة عليا على الشعب العراقي.
شخصان في العراق عاشا تناقضا قدريّا لا حل له، قوامه تلازم إمتلاك القوة مع أسباب فقدانها، هما عبدالإله بن علي بن الشريف حسين وناظم كزار لازم العيساوي. وإذا كانت عقدة أوديب ترتبط بقتل الأب والاستيلاء على زوجته، وعقدة الكترا تفعل العكس عاطفيا، فإن عقدة عبدالإله تتلخص في توجيه المشاعر نحو مصدر للقوة وتركيزها هناك، وصاحبها يدرك إدراكا تاما أنه سيفقد هذا المصدر حالما يقوم بتكبيره وإنضاجه. كان عبد الإله حالة تاريخية شبيهة بحالة ناظم كزار نفسيا ووظيفيا ومصيريا، مع الفارق الكبير في الأدوار والبيئة السياسية. لقد بنيت حقبة صدام الأولى أمنيا وسياسيا، عسكريا ومدنيا، بعثيا وخارج البعث، على أكتاف ناظم كزار وأجهزته السرية والعلنية، وعلى حجم تأثيرها في المحيط البعثي حزبيا وثقافيا، وتاليا على الوضع العراقي عامة. كلما قويت واتسعت نشاطات كزار تعاظمت قوة وهيمنة صدام حزبيا وسياسيا وسلطويا. ولكن ، كلـّما تعاظت نشاطات كزار ازدادت مخاوف صدام من هذه القوة. وكان لا بد له أن يوقفها في لحظة ما، محسوبة، يوازن فيها بين مقدار ما حققه من طريق جهاز ناظم كزار، وبين عواقب استمرار هذا الجهاز في النمو. وتلك هواجس نفسية أكثر منها سياسية أو حزبية أو مهنية. لأن ناظم كزار كان يعرف حجم وحدود دوره الوظيفي والحزبي والسياسي. لكنه كان يدرك في الوقت عينه أن قوته وخدماته ستكون عاجلا أم آجلا مصدر مقتله. تناقض كزار هذا زرعت بذرته في نفس عبد الإله أيضا، بقوة مماثلة. فهو وصي على عرش ملك العراق. لكنه وصي الى أجل محدد، لا بد أن يأتي أوانه. فكلما مضى في وصايته قدما أشرف على نهاية حكمه وسيطرته. فبمقدار ما كان موصى بابن اخته كان يكنّ له مشاعرالحسد، ويتمنى، في أعماقه، أن لا تأتي لحظة تتويجه. علاقة عبد الأله الأسريّة بالملك فيصل تجعله بالضرورة، يكون مؤمنا بقوة مبالغ فيها، بدوره كوصي. فقد كانت رابطة الدم التي تربطه بالملك فيصل الثاني (1935 – 1958) عميقة جدا، تجمع آصرة الدم من طرفيها. فهو خال الملك وابن عم أبيه في الوقت عينه. وقد أدرك البريطانيون وضعه النفسي جيدا، فأخذوا يدربونه لمهمة أكثر ثباتا، وأكبر من وصاية عرش العراق، المؤقتة والزائلة حتما. وعلى الرغم من أنه أصبح وليا للعهد بعد تنصيب الملك فيصل الثاني عام 1953 ، إلا أن إحساسه بفقدان السلطة لم يضعف، بل تعاظم منذ موت شقيقته الملكة عالية عام 1950. لذلك كانت الدوائر السياسية البريطانية تمنـّينه بزعامة إتحاد أوسع من حدود العراق، بهدف المحافظة على توازنه النفسي والسياسي. لذلك كان سلوكه مركزا بقوة في مشاعر القسوة الانتقامية والأنانية العالية والحقد. أمّا من الداخل فقد كان مزعزعا، تنتابه مشاعر الانطواء والانتقام والهروب من الواقع بالإدمان على السكر. كان وجهين متناقضين في جسد واحد.
أخذ عبد الإله من البريطانيين صفة التعالي، المقترنة بسوء المعاملة التحقيرية، التي وصفت من قبل من تعرفوا عليه بالحقد، فراح يمارسها باعتبارها مزية حضارية، متجاهلا طابعها المعادي لمشاعر المجتمع.
كانت مشاعر عبدالإله الشخصية الانتقامية واضحة، تجلت في أحكام الإعدام، التي نفذها بحق قيادات حركة مايس 1941، ورفضه المناشدات بإعفائهم من عقوبة الإعدام، وإصراره على تفقد مواقع إعدامهم. فقد رفض مناشدات عائلة العقيد صلاح الدين الصباغ - وهو عسكري قومي، من أصول غير عراقية، قاتل الإنكليز في سوريا- ونصب مشنقته بباب وزارة الدفاع. وأمر بترك جثته معلقة (للفرجة) تشفيا، ثم تفقد موقع الإعدام بصحبة نوري السعيد. وكان المكان الذي نصب فيه مشنقة الصباغ، ليرى فيه خصمه الأسير معلقا، هو المكان ذاته، الذي تمّ سحل جثته اليه، وتعليقها قبل إحراقها، صبيحة يوم 14 تموز من عام 1958. كان الوصي يسير على خطى ضحاياه.
بعد سنوات ثمان على قيام حركة مايس اأُعدم خمسة من القادة الشيوعيين تحت تأثير نوري السعيد والبريطانيين والوصي أيضا. فقد أعدم فهد في 14 شباط 1949 في واجهة المتحف الوطني ( التي أضحت لاحقا المحطة الأولى، التي سحل اليها جسد الوصي. فقد جرى تعليق جثة الوصي هناك، قبل سحلها باتجاه وزارة الدفاع، مكان تعليق جثة الصباغ)، وأعدم الشبيبي وزكي بسيم في 15 شباط. أما يهودا صدّيق وساسون شلومو دلال، فقد كان إعدامهما تنكيلا دعائيا، أكثر من كونه ضرورة قانونية أو أمنيّة.
كان القائد الشيوعي يهودا صدّيق أحد الأربعة الذين أعدموا في 14 و15 شباط، وكان نصيبه التعليق قرب منطقة الميدان، كما يُظن.
أمّا ساسون فقد وقع في قبضة الشرطة الملكية في 19 شباط 1949 ، بعد أربعة أيام من إعدام الشبيبي وصدّيق. دفع دلاّل، الثوري الشجاع، المتوهج ثقافيا، ذو التجربة الخاطفة والفريدة، رأسه ثمنا لتلك التجربة القيادية القصيرة. فقد أرسل الى المشنقة وهو في ربيعه الثاني والعشرين، على ما نظن! (لقد جرى طمس أثر هذين الشهيدين، لأسباب ثقافيّة نفاقيّة، على الرغم من أخطاء صدّيق الحزبية الجسيمة)
كان عبدالإله يدرك تماما سعة الفجوة النفسية المحفورة بينه وبين الشعب العراقي. وكان هذا الإدراك يضاعف من حجم مشاعر القلق والتوتر في نفسه. ومع طول الممارسة أخذ هذا الشعور يدفعه أكثر فأكثر نحو ميول القسوة والانتقام، والتماسك الخارجي المصطنع، في ظل واقع يقوم على فقدان الثقة بالنفس، وشدة العداء للوسط الاجتماعي المحيط به. وقد سجل أحد ضباط القصر الملكي، المؤيدين للملكيّة، ملاحظة جديرة بالتوثيق، تتعلق بنفسيّة عبد الإله.
يقول الضابط فالح حنضل في مذكراته، إن عبد الإله أمر بأن تخطّ على واجهة قصره بعض الأبيات الشعريّة، التي تعكس الى حد مثير، علاقة الوصي بالشعب العراقي، وطبيعته السوداوية الانتقاميّة. فقد علقت على واجهة القصر قطعة من الرخام الإيطالي، كتب عليها:
أيها الخائف الحذر ماذا ينفعك الحذَر
يوم يأتيك القدر لا ينجو من المقدور الحذِرُ
ويشير الكاتب الى أن هذه الأبيات وصلت الى عبد الإله في رسالة تهديدية مبهمة، فآثر أن يعلقها تحديّا. وقد نصحه أهل بيته بعدم فعل ذلك، لأنه يثير أحقاد كارهيه أكثر. لكنه أصرّ على فعل ذلك. وكان أهل بيته يتشاءمون من تلك الكلمات، فهي تذكرهم بالموت والانتقام والأحقاد المتأججة. لكن عبد الإله كان يدافع عن نفسه بالكره المتبادل، وبتصعيد العدوانيّة الى حدودها القصوى، كما يعتقد. ولم تكن هذه الميول الكريهة من صفات الحاكم الناجح والسويّ. لذلك نقول بثقة تامة إن عبد الإله لبنة أساسيّة من لبنات تراث الشر والعنف في التاريخ العراقي.
كان انفصاله عن الواقع العراقي عظيما. ففي لحظات المماطلة مع المجموعة العسكرية، التي طوقت قصر الرحاب وطالبت العائلة المالكة بالاستسلام، ظلت أنظار عبدالإله متجهة نحو الأردن. فقد حسب أن سحق هذه المحاولة، لا يختلف كثيرا عن سحق حركة مايس، وأن عونا ومددا جديدا في طريقه اليه. ففي حركة مايس تمكن من الهرب من طريق التخفي في سيارة السفير الأميركي، الذي نقله سرا الى البصرة. ثم عاد "منتصرا" بصحبة قوات غلوب باشا من الأردن. وقد هللت لعودته السلطات البريطانية ووسائل الإعلام الصهيونية والعرقية المتطرفة.
وقد كان لهذه الحادثة أثر عظيم في تقوية مشاعر الحقد والريبة والإنتقام في نفسه. فقد ذكر مصدر سوفيتي تلك الحادثة بصورة تذكـّر بحادثة أخرى: هروب ومقتل نوري السعيد. حيث روي أن الوصي التجأ الى الأميركيين متخفيا في ثياب نسائيّة، وأن السفير الأميركي لفـّه في سجادة عند تهريبه الى البصرة، وقد اصحطب السفير معه زوجته لمزيد من التمويه. ومن هناك تمّ نقله على متن سفينة حربية بريطانية الى الأردن.
لكن العنف يطور نفسه، ليس لدى الأمير المكروه حسب، بل لدى كارهيه أيضا. لذلك تعاظمت مشاعر اغترابه عن العراقيين في لحظة يأسه التامة من قدوم مدد بريطاني أردني. وحينما نفد صبر المحاصرين، الذين يطوقون قصر الرحاب، ما كان منه إلا أن أخبرهم بأنه "ينوي ترك العراق والسفر الى تركيا"، إذا سمحوا له بذلك. وأمر ابن أخته، الملك فيصل الثاني، بأن يكتب وثيقة تنازل يقول فيها إنه يعتزم التنحي عن العرش ومغادرة العراق. فالعراق لم يكن، لديه، سوى مكان للحكم. وقد نسي أنه ترك خلفه، في هذا المكان، دماء كثيرة وأحقادا أكثر منها، لا يستطيع الجميع أن يغتفروها له. لقد كان موت الملك مصادفة مأسوية خالصة في ظن كثيرين، ومن غير المستبعد أن يكون هذا الظن خاطئا. لكنه يحمل دلالات محددة: انتفاء وجود موجبات "شخصية" لقتل الملك. أما موت عبدالإله فكان قدرا ثابتا، سواء مات بردود فعل، في لحظة اشتباك، كما يدعي قتلته من العسكريين، أو كان بتدبير من أعلى. لقد كان مصيره، في الأحوال جميعها، قد تقرر سلفا: الذهاب الى حيث ذهب ضحاياه. فقد رسم طريقة موته بيديه، وجرّ معه آخرين، لا يستحقون هذا المصير الظالم.
لم يكن الواقع العراقي في زمن الملكية رحيما وديموقراطيا على نحو كاف، كما يظن البعض. بل كان يراقب ويتوعد ويضرب حينما يكون الخطر المزعوم حتى مجرد فكرة في سبيلها الى الظهور. إن العنف وكبت الحريات في العراق ساير الواقع الاجتماعي والثقافي، وفي الأحوال جميعها سبق حتى إرهاصات الواقع. وكان، في أحوال كثيرة، سببا أساسيّا من أسباب تعاظم ولادة التناقضات الاجتماعية والسياسية والفكرية، وسببا جديّا من أسباب تصاعد مناسيب العنف والقسوة وتجذر تقاليدها. إن العنف القديم هو الحاضنة الأساسية لولادة عنف جديد، في ظل نظام مغلق، يعيد ترتيب أوراقه على قاعدة واحدة: السلطة ملكية خاصة لمن يغنمها، بالقوة أو بالانتخاب القطيعي، أو بالتحاصص.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وضحاياه يسيرون على خطاه
طلال الربيعي ( 2013 / 8 / 13 - 20:30 )
عزيزي الاستاذ سلام عبود
تتكلم بحق عن مشاعر القسوة و الانتقام لدى عبدالاله, ولكن هذه المشاعر استنسخت تماما طبق الاصل بسحل عبد الاله وحرقه اضافة الى عنف شمل اشخاص آخرين. اي ان الضحية يتقمص دور الجلاد تحت مختلف التبريرات, وهذا ما نشاهده مرارا في بحوث علم النفس التي تظهر بان الذين يتعرضون الى إيذاء جنسي, جسدي, او نفسي يكررون هذا الايذاء بحتمية عمياء مع الآخرين. ان تكرار العنف واستنساخه يدخل المجتمع في حلقة سرطانية مفرغة, وهي حلقة تبتلع كل الايديولوجيات او الاتجاهات السياسية. ان شعبنا اوقطاعات واسعة منه مصدوم
traumatized
والصدمة هذه تعمل كماكنة لتوليد مزيد من العنف والقسوة واللاكتراث والانتقام. انها حلقة مفرغة, وساستنا, بسبب ضيق افقهم او ضعف وانعدام ثقافتهم النفسية ومعرفة النفس او اصابتهم هم انفسهم بالصدمة, غير مؤهلون بالكامل لوعي هذه الصدمة وتلمس ابعادها الاجتماعية الكارثية, ناهيك عن معالجتها حتى بالحدود الدنيا. الكارثة الاكبر ان العنف وصناعة الموت اصبحت امرا اعتياديا يتعايش شعبنا معه
يتبع


2 - وضحاياه يسيرون على خطاه
طلال الربيعي ( 2013 / 8 / 13 - 20:32 )
فالحياة والموت للكثير اصبحت سيان, وهذا دليل على التخدير الذي يعانيه المصابون بالصدمة في اضطراب
post traumatic stress disorder
وخصوصا
Loss of interest in activities and life in general
Feeling detached from others and emotionally numb
http://www.helpguide.org/mental/post_traumatic_stress_disorder_symptoms_treatment.htm
اي فقدان اهتماماتهم الحياتية او اكتراثهم بالحياة نفسها. اضافة الى خدر في المشاعر والاحاسيس, وهذا ما يفسر ايضا الاعمال الارهابية الانتحارية, فالذي لا يأبه بحياته لا يأبه طبعا بحياة الآخرين. فالخدر يشمل الضحايا بقدر ما يشمل الارهابيين انفسهم. الحل فقط هو بمعاجة هذا التخدير. ولكن من يفعل هذا والاغلبية مخدرة او تنقل الخدر للآخرين بالعدوى الدينية او التبريرية او الادعاء باتباع سياسة واقعية الخ. النتيجة واحدة دوما وابدا, المزيد من العنف والموت اللانهائي.
تقول:
-كان الوصي يسير على خطى ضحاياه-
وينبغي الاضافة من اجل التكملة:
-وضحاياه يسيرون على خطاه-
مع مودتي وتحياتي


3 - أنا لا أشاطرك الرأي
سلام عبود ( 2013 / 8 / 13 - 21:29 )

السيد خالد الدعجة المحترم
تحية طيبة
أنا أرى أن الشر واحد، سواء أكان هاشميا ام عسكريا ام بعثيا ام طائفيا وعرقيا
لا فرق، الشر هو الشر
ما وصلنا اليه الآن هو بفضل قيادات متصلة التراث: عثمانية وبريطانية وهاشمية افضت الى قيادة عسكرية، التي افضت بدورها الى قيادة بعثية ثم احتلالية تلتها طائفية وعرقية
انها سلسلة متصلة لايجوز حذف او انتقاء حلقة من حلقاتها
لذلك عليك ان لا تكون عونا للقتلة سواء اكانوا هاشميين او غير هاشميين
القاتل هو القاتلا
وإذا كنت لا تحقد على القتلة، على من تحقد اذاً، على الضحايا
ارجو منك ان تتمنى لوطنك حكاما أقل دموية وإجرما
أما الشعب فعليه مواجهة تاريخه مواجهة صريحة، لكي يتمكن من اختيار حكامه
بطريقة واعية وحكيمة
لا يحق للاعبين بالدم ان يصنعوا تاريخنا
بخلاف ذلك سنضطر الى صناعة قاتل جديد في كل حقبة
شكرا لك على الرغم من انك تدافع عن حاكم مؤذ وغبر محمود، لم يقدم للوطن الذي قبله حاكما سوى االذكريات القاسية
ارجو لك االخير ولأمان


4 - أنها دورة الشر المقفلة
سلام عبود ( 2013 / 8 / 13 - 21:43 )
عزيزي طلال
تحياتي
حينما يدور الشر لولبيا، لا يستطيع أحد تفريغ شحناته أو تعطيلها
إنها دورة جهنمية، لا توجد طريقة لإيقافها إلا من طريق كسر اطرها
الشر يلد الشر
ونحن نعيش في قلب لولب الشر
لا أمل لنا سوى بالنضال، كما قلت أنت، من أجل الحياة، حب الحياة بدلا من حب الموت، بل لنقل كره الموت
يجب أن نشيع ثقافة حب الحياة، وثقافة حب الانسان والوجود المحيط بنا


5 - مقاربة غير حيادية ومقارنة مغلوطة
حسين علوان حسين ( 2013 / 8 / 13 - 23:12 )
الأستاذ الفاضل سلام عبود المحترم
بوجي إيضاح ما يأتي :
1.جاء ترشيح الملك فيصل الاول لعرش العراق بمبادرة الشيعة و ليس السنة ، و الذي أقنع الشريف حسين بذلك أغلبهم من الشيعة : عبد المحسن شلاش ، جعفر أبو التمن ، الياسريان علوان و نور ، عبد الواحد سكر .
2. هناك العشرات من الشيعة ممن تسنموا مناصب رفيعة في العهد الملكي لم تذكرهم
3 . رأي خالد التميمي غير صحيح تاريخياً فقد روى لي أحد أحفاد السيد نور الياسري أن الملك فيصل الأول خطب يد كريمة جده السيد نور لأبنه ولي العهد آنذاك الأمير غازي و لكن السيد نور رفض ذلك . هنا الرفض حاصل من الشيعة و ليس العكس .
4. صحيح أنه كانت لديه نزعة الإنتقام و التشفي ، و لكنه كان متواضعاً ، و يتحدث مع الناس العاديين برحابة صدر و باندفاع لما يعتقده أن فيه مصلحة العراق .
5. لا تنس إخلاص عبد الإله للملك فيصل الثاني عندما كان ولياً للعهد ، و طلبه بعد تتويجه
سفارة العراق في تركيا كي يترك العراق و يسمح للملك بالحكم لوحده .
6. كان عبد الإله يطمح لنيل عرش مصر أولاً ، ثم سوريا أخيراً
7. العديد من قرارات عبدالإله كانت مفروضة عليه فرضاً من طرف الإنكليز و نوري السعيد
تحياتي


6 - مقاربة غير حيادية ومقارنة مغلوطة /تكملة
حسين علوان حسين ( 2013 / 8 / 13 - 23:23 )
8. مقارنتك بين عبد الإله و ناظم كزار غير موفقة بتاتاً ، إذ لا يوجد أي جامع بين الشخصيتين ، أحدهما ملك يحكم و الثاني جزار حقير تآمر مع سيده صدام لخلع البكر ، ثم قلبها عليه صدام للتخلص منه أولاً لكونه اخطر عليه من البكر . كان ناظم كزار يعاني من مركب نقص لكونه دوني و يُسمى شروكي وسط التكارتة، أما عبد الإله فهو شريف إبن أشراف


7 - وجهة نظر تستحق الاحترام والتقدير
سلام عبود ( 2013 / 8 / 14 - 05:52 )
عزيزي حسين علوان حسين
شكرا لك على ملاحظاتك القيمة، التي تعكس حرصا حقيقيا للدفاع عن مبدأ وموقف. مهما كان الاختلاف سيظل الوصول الى الحقيقية معيارنا المشترك
الملاحظة الأولى صحيحة تماما، وهي تؤكد فحوى مقالي كله، كما أنها تسند موضوع الشبيبي، الذي حمل رسالة المرجعية الى الملك
الثانية عدا من ذكرتهم أنا، وعدا سياسيي المعارضة، ندر من احتل منصبا عاليا، لأنني أظن أن البريطانيين كانوا يريدون تكون دولة مركبة، مثل لبنان والعراق الآن، ملك ورئاسة سنية، ومجلس نيابي شيعي، ورجال امن وعسكر بتوازن مطعم بالكردي الاشوري. أرجو منك التكرم بتوضيح هذه النقطة أكثر حتى نفيد القارئ ونصحح معلومتي الناقصة، علما أن العشرات لا يكفي
الثالثة رأي د. خالد موثق. ورفض الشيعة حالة ظهرت في بداية الاحتلال، لكن الظاهرة استمرت رغم تغير الظروف
الرابعة والخامسة تأكيد لما ذكرته: ايمانه بدور خطير منزل من السماء في العراق ومصر وسوريا، وهو مصدر قولي بعقدة قوة سيفقدها حتما، وهنا نقطة التشابه النفسية مع كزار المجرم المعروف
أتمنى منكك أن تكون كريما وتواصل توضيح ما تستطيعه للقراء لأنه سيعينهم على تصحيح أخطائي اينما وجدت
لك كل التقدير


8 - ساسون دلال
Almousawi A. S ( 2013 / 8 / 14 - 09:08 )
الاستاذ سلام عبود
احسنت
فشتان بين سيرة الذات الفرد وذات الانتماء للشعب
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=56892
http://www.youtube.com/watch?v=XDLL_iO9e4k


9 - هناك ضحايا أخرون
ديار ( 2013 / 8 / 14 - 10:06 )
على الرغم من استهجاني لقتل الائلة المالكة والتمثيل بجثة عبد الاله بطريقة بشعة ومقززة والناس يتفرجون وهم خليط من الغوغاء والسياسيين والناس العاديين ..اقول ان السلطات الملكية أعدمت ايضا اربعة من الضباط الكرد الذين كانو قد تركو صفوف الجيش العراقي والتحقوا مع قائد الحركة الملا مصطفى البارزاني ثم انظموا الى حكومة مهاباد الكردية وعاى اثر انهيار جمهورية او حكومة مهاباد الكردية في ايران مكث الضباط الابعة في القرى الجبلية الى ان اعلن قانون العفو بأرادة ملكية وعاد اولئك الضباط مستسلمين الى الحكومة العراقية ولكن مع ذلك أعدموا وأظن ان اعدامهم كان بتأثير من عبد الاله وهؤلاء الضباط كانوا الرئيس الاول الركن ( الرائد ) عزت عبد العزيز والنقباء مصطفى خوشناو وخير اللة عبد الكريم ومحمود قدسي ..لمعلومات السادة الكاتب والمعلقين المحترمين ..


10 - معلومات مجتزئة..
سعد السعيدي ( 2013 / 8 / 14 - 10:21 )
استاذ سلام عبود
لست متفقآ معك في فكرة المقالة. إذ يبدو وكأنك تركز جام غضبك على شخص بعينه حصرآ وتربط به كل موبقات العهد السياسي آنذاك دون النظر الى باقي العوامل. فعبد الاله لم يكن وحده في الميدان ليحتكر -مزية- المقت الشديد. فقد شاركه فيها نوري السعيد كما هو معروف. لكن ماذا عن شخص الملك ؟ ماذا عن بقية الوزراء ؟ بل ماذا عن بهجت العطية مدير التحقيقات -الجنائية- وقتذاك ؟
كذلك فانت ذكرت المعاملة البريطانية الحاقدة والاستعلائية. ولعلك تعرف كالجميع ان التابعين سواء كانوا خدمآ او ملوكآ يتبعون من يرونه الاعلى مرتبة في جميع تصرفاته. لذلك لا عجب إن كانت تصرفات شخص الموضوع بمثل هذا المستوى. هذا طبعآ لا يقلل من مسؤوليته. واظن انه لا يمكن الحكم مسبقآ على مسألة مثل هذه بهذه العجالة من دون البحث اولآ في سير باقي رجالات العهد البائد اولآ. فنحن ما زلنا اسرى ما تم ايصاله لنا من معلومات مجتزئة على ما ارى.


11 - معلومات مجتزئة.. تكملة
سعد السعيدي ( 2013 / 8 / 14 - 10:23 )
كذلك ارى نقصآ آخر في فكرة الموضوع : ما كانت علاقة عبد الاله بالملك ؟ هل كانت الوصاية سياسية فحسب ؟ هل كان يشرف على تربيته ايضآ ؟ الم يكن الملك يمارس دورآ سياسيآ ما كونه اعلى سلطة في البلد , وعلى هذا الم يحتم هذا عليه بعض الاتصال بالواقع السياسي خصوصآ وان فترة الخمسينات وهي فترة توليه العرش كانت حافلة بالعنف وكذلك فالملك كان بالغآ تقريبآ (وإن لم يكن قانونيآ) منذ بداية الخمسينات. يعني لديه إدراك بما يجري حوله فما كانت ردود افعال الجمهور على قراراته ؟ ارى ان ثمة نقصآ مريعآ في هذه الناحية يتوجب البحث فيها ايضآ...
تحياتي


12 - نعم، أنت صائب في كل كلمة كتبتها
سلام عبود ( 2013 / 8 / 14 - 12:03 )
عزيزي سعد السعدي
شكرا على التعليق
ما جاء في تعليقك صحيح بكل تفاصيله الصغيرة والكبيرة
هذا الموضوع جزء صغير من فصل مكون من خمسين صفحة من كتاب بخمسمئة صفحة سيصدر قريبا تحت عنوان - الثقافة تحت ظلال الاحتلال
تعليقك ربما يشجعني على نشر أجزاء أخرى تجيب بتفصيل واف عن يعض ماورد في تعليقك
لم أشأ أن أنشر نصا مطولا لأن بعض القراء اشتكى من التعب الذي تسببه قراءة المواد الطويلة، ولكن بناء على ما أراه في تعليقك سأنشر بعذ الأجزاء، ربما تكون مفيدة


13 - نعم، أنت صائب في كل كلمة كتبتها
سلام عبود ( 2013 / 8 / 14 - 12:06 )
عزيزي سعد السعدي
شكرا على التعليق
ما جاء في تعليقك صحيح بكل تفاصيله الصغيرة والكبيرة
هذا الموضوع جزء صغير من فصل مكون من خمسين صفحة من كتاب بخمسمئة صفحة سيصدر قريبا تحت عنوان - الثقافة تحت ظلال الاحتلال
تعليقك ربما يشجعني على نشر أجزاء أخرى تجيب بتفصيل واف عن يعض ماورد في تعليقك
لم أشأ أن أنشر نصا مطولا لأن بعض القراء اشتكى من التعب الذي تسببه قراءة المواد الطويلة، ولكن بناء على ما أراه في تعليقك سأنشر بعذ الأجزاء، ربما تكون مفيدة
شكري موصول الى السيد ساسون دلال

اخر الافلام

.. فلسطيني يصنع المنظفات يدويا لتلبية احتياجات سكان رفح والنازح


.. ??مراسلة الجزيرة: آلاف الإسرائيليين يتظاهرون أمام وزارة الدف




.. -لتضامنهم مع غزة-.. كتابة عبارات شكر لطلاب الجامعات الأميركي


.. برنامج الأغذية العالمي: الشاحنات التي تدخل غزة ليست كافية




.. كاميرا العربية ترصد نقل قوارب المهاجرين غير الشرعيين عبر الق