الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المتأسلمون دائما !! وحقوق المرأة

ناصر المعروف

2005 / 5 / 14
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


والله لا أعلم علم القين ، إن كان هؤلاء المتأسلمون يدركون تماما حقيقة ما يفكرون به ، أو حقيقة الطرق الهالكة لا محالة ( لنا ولهم ! ) بما يترجمون به طريقة تفكيرهم هذه في أرض واقعنا الأليم المرير !!
فلقد اجتمع كذلك ( ثلة طيبة ! ) من شيوخ التأسلم النصف الإرهابيين في المملكة العربية السعودية ليعلنوا عن طريق فتوى تحريم جديدة من ضمن القائمة الطويلة من فتاوى التحريم والتي لو تم فرشها على سطح الأرض لأصبحت تصلح جسرا عملاقا وهائلا ، نستطيع به أن نربط ما بين سطح الأرض وسطح المريخ ، ذاهبا وإيابا !!
وهم بهذه الفتوة المتطرفة الجائرة التي أصدروها مؤخرا ( كما هو حال أغلبها تماما !! ) أعلنوا الحرب العشواء والتي لا تبقي ولا تذر!!
على برنامج ستار أكاديمي وهو النسخة العربية عن البرنامج الأوروبي الذي يحمل الاسم نفسه ، والذي لقي نجاحا كبيرا ومنقطع النظير وخاصة عند فئة الشباب صغار السن من الجنسين والذي قامت برعايته وعرضه الفضائية اللبنانية (LBC ) والتي تعمل جهدها مشكورة لتحسين صورة الإنسان العربي بشكل عام وخاصة بعد الأحداث المشؤمة في الحادي عشر من سنتمبر وخاصة صورة الشباب العربي الخليجي وبالتحديد السعودي !! ولكن والله لا حياة لمن تنادي !!

فالظاهر أنّ صورة الإرهابي المتلثم !! ( أي الذي يخفي ملامح وجهه !! ) والذي يحمل بإحدى يديه سكينا تقطر منها الدماء البريئة الزكية ويضع بيده الأخرى على مقود سيارة مفخخة وهي تسير بسرعة جنونية لتحصد بدورها كمّا من الأرواح البريئة ، هي الصورة المثالية والجميلة التي ارتضاها هؤلاء المشايخ لشباب المنطقة لإيصالها إلى العالم بأسره !!

كما أصدرت قبلهم فتوى مماثلة وعلى نفس البرنامج ! من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في دولة الكويت، والتي استولى عليها المتشددين الدينيين والمتطرفين كما استولوا على كل ركن وزاوية من أركان وزاويا البيت الكويتي ولم يبق في الأمر كله إلا الاستيلاء على قصر دسمان ( حيث قصر الحكم ! ) وإعلان بيان رقم واحد لقيام الدولة الطالبانية الثانية الجديدة في المنطقة !

و هذه الفتاوى التي صدرت من هاتين الدولتين وغيرهما والتي تخص هذا البرنامج أو غيره من البرامج والقضايا ، تنصب في مجملها بكلمة واحدة يمكننا اختصارها وهي كلمة ( المرأة ! ) ولا شيء غير المرأة !!

فالعقدة ونقطة الضعف عند هؤلاء المشايخ هي المرأة ، فالمرأة هي مصيبتهم وطامتهم الكبرى في كل حركاتها أو سكناتها !! ولو حصل لهؤلاء أن يدفنوها حيّة تحت التراب لما تأخروا في ذلك بتاتا ولو للحظة واحدة !!

وأنني من واقع خبرتي المتواضعة أقول لكم لو أنكم فتحت موضوعين لا ثالث لهما ، في أي منتدى أو ملتقى عام ، الموضوع الأول يتعلق بمناقشة قضية ( التعارف للزواج عبر الشبكة العنكبوتية ) فسوف يكون أكثر زبائنك هم من الأخوة المصريين المتأسلمين دون أدنى منازع أو حتى منافس !!

أما الموضوع الثاني فإنّه إذا فتحت موضوع يتعلق بحقوق المرأة حتى لو كان حقها في التنفس لغاز الأوكسجين لتبقى على قيد الحياة !!
فإنك سوف تجد من ينبري لك مهاجما بضراوة لا مثيل لها و لا تخلو بكل تأكيد من مفردات وعبارات تتسم بقلة الأدب والحياء وخاصة من بعض الأخوة السعوديين لا سيما ذو الأصول البدوية !!
مستعرضا ومتفاخرا الواحد منهم تلو الأخر بمدى احتقاره للمرأة بالشكل العام !! والمرأة ( العربية ) بشكل خاص !!

( وهذا هو باعتقادي سرّ الحب الروحاني لهذين الوجهين من المتأسلمين بين الشعبين لبعضهم البعض ، فالمصري المتأسلم لا يستطيع أن يغير زوجته كما يغير ثيابه لضيق الحال وقصر اليد !! والذي يجد ضالته ومثله الأعلى بالسعودي البدوي المتأسلم الذي يغير زوجته بأخرى كلما فكر بخروف أو جمل كهدية قد تأتي له كهدية لحفل زواجه !! فيعمل على تكرار الزواج ليس حبا بالمرأة بقدر حبه وعشقه إلى اقتناء ذلك الخروف أو الجمل والتفاخر بكثرة القطيع الحيواني البهيمي الذي يملكه أمام أهله وأصدقائه وباقي عشيرته وقبيلته ) !!

ولهذا فإن هذه النظرة الدونية للمرأة بكل ألم تتزايد وتتفاقم شيئا فشيئا بالرغم من تلك الحقوق الشرعية والدستورية المكفولة للمرأة العربية في معظم الدساتير العربية والتي لا يمكن أن تحقق بصورة تلقائية وطبيعية في ظل كل هذا الركام من القيود والحصار الذي يمارس ضدها !!

وبالطبع أنّ من يطلب من المرأة العربية اختراق كل تلك المعوقات لتنتزع حقوقها هذه وبقدرات ذاتية مسلوبة أصلا ، أو من يدعوها إلى الانتظار لعقود أخرى حتى تتكامل أهليتها لخوض المنافسة المتكافئة مع الرجل ، إنما يمارس في الأصل توظيفا سياسيا مفضوحا لحالة الثقافة الذكورية السائدة في المنطقة على نحو يلبي مصالح القوى الاجتماعية التقليدية المتطرفة ، ويضرّ بشكل عملي ومباشر بمصالح المرأة وقضاياها الأساسية .

وبناء على ما تقدم ، فمن حق المرأة العربية لاسيما تلك المرأة الخليجية أن { تستنجد بعفاريت الأرض قاطبة في هذه المعمورة !!} كي تنال حقوقها الطبيعية والشرعية التي سلبت منها منذ أمد بعيد وسحيق دون وجه حق من قبل الرجل العربي المعادي تماما لأبسط حقوق المرأة والتي يترجمها أصدق ترجمة مشايخ التطرف واللغو وأنصاف الإرهابيين في المنطقة عبر تلك الفتاوى الجائرة التي لا تنتهي وخاصة ما يتعلق بحقوق المرأة العربية المسلمة !!

وأما لماذا كون هؤلاء المشايخ المتطرفون هم ( أنصاف إرهابيين ؟! )

لأنهم لم يدينوا الإرهابي الأكبر ( أسامة بن لادن وجماعته ) وفكره ونهجه الدموي بالقدر الكافي الذي يدينون فيه حقوق المرأة ( ودون وجه حق ) ولو حتى واحد بالمائة !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما بين النزوح والضغوط المعيشية سودانيات تُصارعن الحياة


.. -العنف السياسي ظاهرة عالمية ولا تقتصر على بلد معين-




.. التوعية أحد آفاق الحد من حالات الانتحار


.. مسرحية الشخص




.. (12-05-2024)- في يوم التمريض العالمي.. كلارا ممرضة وصديقة تع