الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الله الشبح

أحمد عفيفى

2013 / 8 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني




تحذير:
" هذا المقال لا يحمل تقدير أو يحفل بقدسية، لذا أرجو من الأخوة المسلمين عدم قراءته، ألا هل بلغت، اللهم فأشهد عليهم "

الله في الأسطورة الإسلامية؛ هو عبارة عن شبح، شبح شكلا و شبح موضوعا، ولن تجد مسلما واحدا شاهد ذلك الشبح، باستثناء سيد الخلق وسيد العالمين وسيد الفضائيين، محمد بن عبد الله، وشاهده في رحلة مشبوهة ومحفوفة بدجل من مستوى متقدم يحسد عليه، ومملوءة بخرافة بينة، كخرافة أن جبريل الأمين، لا يمكنه أن يخترق سدرة المنتهى، الوزير الأول لله، وذراعه اليمنى منذ الأزل، لا يمكنه أن يتقدم لرؤية الله، وإلا أحترق، ويبدو أنه كان يتواصل مع الله منذ خلقه عبر البريد الإليكتروني أو السكايبي، في حين أن بإمكان سيد الكائنات الأرضية و الكائنات الفضائية أن يخترق ويرى ويتكلم بل ويشرب شاي، وإمعانا بالدجل الذي من عجب يصدقه بل ويؤمن به الملايين يجد اسمه مكتوبا على العرش منذ الأزل، وكأن النجار الذي صنع العرش هاشمي من قريش، يجد اسمه ويلاحظه بكل ذلك الوضوح، في الوقت الذي لم يرى جيدا كينونة هذا الله، الذي لم يعبر عنه حتى بعد رؤيته سوى بأنه كشاف قوي لا ينطفئ نوره.

ويذهب محمد بعد ذلك للتسكع بالجنة، ليقابل من تحديدا، ويتخذ عنه صلاته، موسى نبي اليهود، ولمن لا يعلم فصلاة اليهود هي صلاة المسلمين، نفس الحركات والسكنات والسجدات، أو لنكن منصفين، فصلاة محمد هي صلاة اليهود، ولمن يرغب بالتحقق، عليه زيارة موقع يوتيوب الكافر اليهودي، ذلك الذي أسسه قردة وخنازير، ليخدم ملايين البشر الطبيعيين، ويتخذ عن موسى أيضا فيما أتخذ من تراث اليهودية نقلا حرفيا للإسلام، قبلة اليهود، بيت المقدس أورشليم القدس، تلك التي ظل يتوجه إليها بصلاته حتى يستميل قلب اليهود الثابت على توراته، ولما يئس، قرر التخلص منهم ومن قبلتهم وطردهم من المدينة شر طرده، وهو المهاجر اللاجئ الضيف عليهم، خوفا منهم ومن خطرهم المستمر المحدق كأهل كتاب سماوي منافس لمعجزة وثائق الغار التي عكف على اقتباسها من كتبهم وكتب غيرهم.

ولأن الله شبح؛ ويعشق الإثارة، كأبطال الأفلام الأمريكية، فهو لابد يفتعل مزيدا من التشويق بلا مبرر، كأن يطلب من موسى أن ينظر للجبل، فإن احتمل الجبل رؤيته، فسوف يتجلى له، بالوقت الذي لم يكن بحاجة لكل تلك المؤثرات البصرية حتى يتهرب من لقاء المسكين الساذج، وكان يمكنه ببساطة أن يرفض التجلي أو يمكنه ببساطة أكثر أن يتجلى له بصورة لطيفة وطبيعية، فما هو الشيء المخزي أو المهلك في رؤيته، إلا لو كان شبحا كما أوردنا، أو أنه يخجل أن يظهر بصورته الحقيقة، تلك التي ربما لا تليق بإله، فيسقط من قلب ونظر بلايين المشدوهين والمتعلقين بأستار محبته وكينونته، وتخرج به صورته الحقيقية، عن ملايين الصور المقدسة و المكدسة و المتخيلة، تلك التي يسبغها عليه عشاقه ومريديه والمؤمنين به، من كمال وجلال وعظمة ونور، إلى آخره من صور يصورها العقل المؤمن لنفسه كيفما شاء، حتى ترضى ضميره وإيمانه، ولتكن كينونة الشبح كيفما تكون، طالما هناك خيال بشري، يمكنه تقديس وإجلال ما لا يرى.

الله في أردأ تجلياته الشبحية، هو رقيب وعتيد بحياتك، وناكر ونكير بموتك، ونفسك اللوامة، وذلك الشبح المخيف المسلط على حياتك طول الوقت، فيحشر نفسه بأدق تفاصيل حياتك، ماذا تفعل، ماذا تأكل، ماذا تشرب، وكأنك قاصر أو فاقد للأهلية، أو كأنك منتج خرج من المصنع الإسلامي، ويجب أن تتم برمجته على نفس برنامج التشغيل، فينفي عنك منذ ميلادك صفة الآدمية و الأهلية، ويحولك لرقم أو كود، كالموجود على ظهر المنتجات حتى يتم بيعها والتصرف بها والتعرف عليها، ويحول حياتك لجحيم من الممنوعات و المحرمات، فتضطر آسفا لارتكابها، لأنك رغما عنه ودونا عن إرادتك ليس منتج، أنت بشر، إنسان، أنت قيمة متفردة ومتمايزة عن غيرها من القيم، ويستحيل تطبيق نفس البرنامج الجامد العتيق عليك، دون تحديثات، فحتى برامج الآليات يتم تحديثها كل فترة، إلا البرنامج الشبحي الإسلامي، فهو كأسطورة تجديد الخطاب الديني، الذي يشبه تماما تجديد كسوة الكعبة، فأنت لن تأتي بجديد من خطاب جامد وثابت وموغل في القدم والدجل.

أنت كينونة عاقلة، لها وعي وإدراك ومشاعر ورغبات، لا يمكن بحال، وليس بالضرورة أن تنطبق عليها برامج التشغيل الشبحية الطاغوتية، تلك التي لم تفرز سوى تاريخ أحمق من الجمود والجهل والغباء الموروث، وفي أقوى حالاتها أنتجت تاريخ من الغزو والاحتلال والاستيطان وقمع الهوية، حتى أن الناس والأمم أصبحت تهرب من ذلك الشبح إلى أشباح أخرى شيعية وصوفية وعلمانية، بعيدا عن هذا الطاغوت الشبحي المسلط على عقولها ورقابها وتاريخها وحياتها، في محاولة منها للتخلص من ذلك الكابوس الضاغط على حياتها، ذلك الكابوس الذي لا يكترث بشيء سوى عظمته وقوته وقدسيته وجلاله وصفاته الحسنى والصلاة له والدعاء له والحج له وكل شيء له، وربما لم يكن ينقصه سوى سلسلة يربط بها كل مسلم حتى لا يغادر صغيرة أو كبيرة من أجل إرضاءه، رغم أن تلك السلسلة موجودة، ولكنها غير ظاهرة، سلسلة نفسية طويلة وغليظة، بطول 1400 عام، وغلظة رب هلامي لم ولن يراه أحد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لي مقاله عن الله الذي خلقنا
سامي ( 2013 / 8 / 16 - 14:33 )
سيدي الفاضل
مقال ممتاز لكن هناك عدة الاله ولا ادري عن اية الله تتكلم -هناك الله الذي خلق البشر الحاليين هو موجود في كوكب اخر ومشغول عنا خلقنا وتركنا لمصيرنا وهناك الاله اخرى درجات ودرجات ولا نعرف عنها شيئا فالله ليس شبح بل هو كطائن حي واجاددنا شاهدوه فعلا قبل نزولهم الى الارض


2 - اللاشيئ
نور الحرية ( 2013 / 8 / 16 - 17:00 )
الله عند السلمين لا يشبه اي شيئ اي ببساطة انه لا شيئ لذلك تراهم ومنذ 14قرنا لم يتوفقوا الى صيغة موحدة لهذا الاله فالاختلافات بينهم بينة وشديدة وكذلك شرائعهم . والحمد للعقل والعلم وحده ان هدانا للخروج من هذا الدين وكل دين


3 - الأستاذ أحمد عفيفي المحترم
ليندا كبرييل ( 2013 / 8 / 17 - 11:57 )
ضعف الإنسان أمام تطورات الحياة وتعقيداتها يجعله يلجأ إلى تلك الأشباح المقدسة
لكن .. هل خففت عنه القلق النفسي وساعدته على حياة أفضل ؟
إن ما تمر به بلادنا الإسلامية من قتل ودمار تحت نظر الله ، ودون أن ينتصر إلى منْ ينادون باسمه ليلاً نهاراً أكبر دليل على شبحيته
أعتقد أن خيال الإنسان الأول الذي أبدع صورة الله كان خصباً
أما أن يواصل إنسان عصر التكنولوجيا فائقة التطور ، تغذية نفس الصورة الخيالية والتمسك بأوهام مرت عليها قرون فإنه يثبت أن إنسان اليوم بات عقله ضعيفاً وخياله معدوماً، فهو لا يعمد حتى لتجديد فكرة الله ورؤيته لها
تفضل التحية والاحترام


4 - هو الظاهر الباطن
عبد الله اغونان ( 2013 / 8 / 17 - 19:27 )
يتكلم الكاذب دائما على أن الله عزوجل لم يره أحد وهذا قياس فاسد اذ يقيس المخلوق بالخالق .حتى في عالم المادة هناك أشياء لانحسها لدقتها أو بعدها فأنت لايمكن أن ترى السم الناقع في كأس ماء ولاترى الفيروس والميكروب في جسدك
موسى عليه السلام كليم الله طمع أن يرى ربه فلم يستطع
ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر اليك قال لن تراني ولكن أنظر الى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت اليك وأنا أول المومنين -الاية 143
فهذا نبي وليست له طاقة لرؤية نورالله وانهد الجبل .وفي الحديث الشريف
سترون ربكم يوم القيامة كما ترون هذا القمر لاتضامون في رؤيته
أي أن المؤمنين سيمنحهم الله أكبر نعمة وهي السر الأعظم النظر الى الله تعالى
الملحد مادي لايعترف الا بما يعرفه بحواسه القاصرة فهل تسمع الأصوات الدقيقة وتشم الروائح وترى كل الأشياء وتلمسها رغم أنها موجودة
من طلب الكفار لبعض الأنبياء قولهم
أرنا الله جهرة
وفي كل شيئ له اية --- تدل على أنه واحد
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين

اخر الافلام

.. احتفال الكاتدرائية المرقسية بعيد القيامة المجيد | السبت 4


.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا




.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة


.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه




.. عظة قداسة البابا تواضروس الثاني في قداس عيد القيامة المجيد ب