الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ناصر(أبو الجرايد) سياسي بامتياز

مفيد بدر عبدالله

2013 / 8 / 17
المجتمع المدني


من بين أفراحي الشحيحة فرحة تخترق قلبي المثقل بالهموم بين الحين والآخر ، فرحة ممتزجة بالأمل تبدأ برنة خاطفة لهاتفي النقال ( ترميشه ) من عمو ناصر بياع الصحف لتنبأني بخروج احد مواضيعي إلى النور في أحدى صحف بصرتنا الحبيبة فينتابني هاجس غريب هاجس يلح علي بان القي بكل أعبائي وهمومي ومشاغلي جانبا واتخذ من ذلك الركن في ساحة أم البروم وجهة لي لالتقى رجلا أحبه الكثيرون لما يحمله من طيبة بصرية وابتسامة قل نظيرها رغم أن الدهر لم يبقي من أسنانه التي تهاوت مع تهاوي أيامنا الجميلة ألا واحدا من الأنياب وكأنه ما تبقى في زماننا من الخير ، ما يحمله عمو ناصر من الطيبة والعفوية الكثير فتضفي لجماله جمالا وكأنها هالة تحيط به ، وما يثير بداخلي الشعور الأكبر بالسعادة أني أصافح يده التي تباركت بملامستها لعمالقة الأدب البصري أمثال محمود عبدالوهاب والبريكان رحمهم الله واليوم تصافح ورؤساء تحرير صحف وأدباء ومثقفين كبار ، فأطيل مصافحتها عل عدوى هؤلاء تصلني للاحق بركبهم ولكن هيهات . أن عمو ناصر هو حلقة للوصل ما بين ماضي بصرتنا وحاضرها ففي ملامحه صورة لثمار النخيل المتدلية على جانبي شط العرب و ( البلم العشاري ) الذي كان يجوب مياهه مثيرا من حوله الأمواج مابين السفن الكبيرة التي تطلق صفاراتها الهادرة الشبيهة بأصوات القطارات المحملة بخيراتنا من ( الجراديغ ) ومكابس التمور لأرجاء الدنيا بمشارقها ومغاربها فتبعث في نفوسنا شعورا بالرضا والفخر بأننا نطعم الآخرين مما نزرع , ماضينا الجميل الذي سحقته الحروب وسحقت معها آمالنا والأحلام ولم يبقى في ذاكرتنا سوى صدى الذكرى ترن مدوية في عالم النسيان وتدون أجمل ما عشنا ، ومما دونته مذكراتنا صفحة ( لعمو ناصر) الذي طوى عقده الرابع في هذه المهنة وكل ما جناه دكه على رصيف لا تقيه برودة الشتاء ولا شمس صيف بصرتنا المحرقة لكنه من الرضا و كأنه يملك الدنيا وما فيها رغم انه كما نحن مثقل بالهموم ، ما لا يعرفه الكثيرون أن عمو ناصر ترك دراسته في المتوسطة مرغما لأسباب سياسية ، كونه احد الناشطين في اتحاد الطلبه آن ذاك ، تلك الكلمات كانت شقشقة مما كان يخفي ولم يستطع لحظتها كبت بعضا من تنهداته والحسرات الممزوجة بالألم فزادتني محبتا له وجعلتني أدرك بان فينا من لا يرجو ثمننا ولا يطلب تعويضا عن ظلم اضر به كثيرا وغير مجرى حياته ووأد طموحه مبكرا ، ولو مر البعض بحادثة اقل ظلما مما مر به لذكرها عشر مرات في اليوم الواحد أو أكثر أن لم يجعل منها أسطورة هو أهم إبطالها أن لم يكن الوحيد ، ولطرق كل الأبواب ليستبدل قضيته جاها ورصيدا ، ولعل هذا ما جعل عمو ناصر يخترق القلوب ويكون له هذا المقام بين الآلاف ممن أحبوه ومنهم أناس غاية بالرفعة .
ذات مرة وإنا انظر له وهو يجلس خلف ( البسطية ) والتي تقع في نهاية (الصبات ) الكونكريتيه التي تحمي المتواجدين خلفها من موت الإرهاب الأسود على كرسيه المتهالك في مكان تشطر نهاية الصبات الكونكريتية ظهره نصفين جزء محمي والآخر لا ، فان اقترب أكثر باتجاه المحمي ابتعد عن صحفه وصعب عليه بيعها ، المكان الوحيد الذي يستطيع أن يتمكن من كل ( البسطية ) هو أن يكون نصف ظهره محمي والآخر لا ، حينها ادركت بان القدر أراد لمن يتفحص هذا المنظر أن يعرف بان العمل ولقمة العيش الحلال هي جهاد وتستحق أن يضحي لها طالما أمتزجت بعرق جبينه وطالما أحب عمله الذي وهبه كل هذا الحب والشهرة فقلما التقي بشخص بصري لا يعرفه ويعشقه ، والحقيقة لو اني حصلت على نصف محبة الناس لعمو ناصر لرشحت نفسي للبرلمان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بريطانيا.. اشتباكات واعتقالات خلال احتجاج لمنع توقيف مهاجرين


.. برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والإسكوا: ارتفاع معدل الفقر في




.. لأول مرة منذ بدء الحرب.. الأونروا توزع الدقيق على سكان شمال


.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال




.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار