الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الظلامية الدينية والحضارة الإنسانية - على جدار الثورة السورية - رقم 63

جريس الهامس

2013 / 8 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


على جدار الثورة السورية - رقم 63- بين الظلامية الدينية , والحضارة الإنسانية ؟؟
الصراع بين فكر التابو الديني الظلامي الذي لايقبل الحوار ولايقبل التغيير والتطور في الزمان والمكان لأنه إرادة السماء وحكمها الأبدي على الأرض وسكانها ,ويكّفر ويخوّن من يخالفه ..
..وفكر بل أفكارالحضارة الإنسانية والتقدم . فكر الفلاسفة والمفكرين التنويريين القابل للتطوروالتغيير وفق مصلحة المجتمعات البشرية وتطور وسائل إنتاجها وبنيتها الطبقية التي تعيش فيها وأفق مستقبلها ..مستخدمة أسس الحوار والمنطق العقلي والتحليل العلمي وفق قاعدة الفيلسوف إبن رشد ((لا إمام إلا العقل))
وأعتقد أن أهم مناظرتين حول هذا الصراع ..وقعتا في تاريخ الفكر العربي هما ::
-;- الأولى بين الإمام أبوحامد الغزالي المنتمي للفكرالأشعري المتشبث بقدسية النص وخشبية الفكر الديني التكفيري وضد تحكيم العقل وتغيير الأحكام بتغيير الأزمان والواقع المعاش على الأرض ..الذي برز قي كتاب الإمام الشهير "" تهافت الفلاسفة "" رداً تعسفياًعلى فكر المعتزلة التحرري المتأثر بأفكار أرسطو وسقراط في عهد المأمون على وجه الخصوص.. - الذي كان من المعتزلة والذي رعى تقدم لعلوم والفلسفة والرأي الاّخر والتسامح الديني --.
ورد الفيلسوف إبن رشد ( 1126 - 1198 ) في القرن الثاني عشرالميلادي. على كتاب الإمام الغزالي في كتاب "" تهافت التهافت "" الذي وضع فيه النقاط على الحروف.. ضد الفكرالتمامي المقدس و الجمود العقائدي التكفيري ورأى أن الفلسفة هي طريق الوصول إلى الله ,,وفضّل الحقيقة العقلية على الحقيقة الدينية , ودافع عن الفلاسفة واّمن أن الجمهورية الفاضلة هي دولة العدالة لا الإستبداد وحكم الفرد ,, كما رأى أن بإمكان المرأة القيام بالأدوارالتي يقوم بها الرجل مثل السياسة وغيرها وأن المجتمع يظلمها ,, وبظلمها حرم فضل تفكيرها , ورأى أن لاتعارض بين الدين والفلسفة ..ويرى أن كل الناس على مستوى واحد يتقاسمون الروح الشخصية القابلة للفناء دون تمييز ,, ويعتبر هو واضع مبدأ "" لا إمام إلا العقل "" ولإبن رشد حسب إًحصاء السيد - جمال الدين العلوي في – الموسوعة الحرة -- 108 مؤلفاً وصلنا منها 58 فقط ..شرح جميع إنتاج وأعمال أرسطو و يسمي أرسطو( الإنسان الأكثر كمالاً ) وصحح لكثير من الفلاسفة ومنهم إبن سينا , وكتب في شتى أنواع العلوم كالطب والفلك والفيزيا ء كما تولى إبن رشد الوزارة والقضاء في " أشبيليا " ودرّست أوربا كتب إبن رشد في جامعاتها مئات السنين في جامعاتها وأطلقت عليه إٍسم ( averroes ( وفضّل الحقيقة العلمية على الحقيقة الدينية ...
لكن هذا العبقري والفيلسوف التنويري الرائع لم ينج من مخالب الأعداء التكفيريين الجهلة .. ففي عهد الخليفة أبي يعقوب يوسف " إتهمه أئمة الأندلس الجهلة بالإلحاد والكفر والزندقة وأحرقت كتبه وأبعد إلى مراكش حيث توفي فيها عام 1198 م ..
-;- والثانية بين الإمام محمد عبده المصري إمام التنوير والإصلاح الديني في عصر النهضة في مصر ,,والمفكرالتنويري التقدمي اللبناني – السوري الأصل إبن طرابلس الشام الذي أقام في مصر في أوائل القرن العشرين المفكر والصحفي الكبير " فرح أنطون " ( 1874 -- 1922 ) الذي كان داعية للتسامح الديني متأثراً بفكر رواد عصر الأنوار , عصر الثورة الفرنسية .. أمثال " – روسو – مونتسكيو – فولتير – رينان وغيرهم كما تأثر بالفلاسفة العرب وطليعتهم إبن رشد , وإبن طفيل , وعمر الخيام , والمعري وغيرهم .. كما تأثر بالفكر الماركسي ودعا للإشتراكية التي أعتبرها الخلاص للبشرية ...كما دعا لنبذ التعصب ,, والتسامح وإحترام عقول الناس والرأي الاّخر .. وأعتقد أنه كان الأب الروحي للنقابيين المصريين الثوريين في الإسكندرية الذين أسسوا إتحاد النقابات المصرية قبل ثورة 1919 وساهم فيها في مصر ..كما أعتقد أنه كان بمثابة الأب الروحي للمناضل اللبناني النقابي فؤاد الشمالي مؤسس الحزب الشيوعي السوري— اللبناني عام 1925 بعد طرد ه من مصر لنضاله مع العمال المصريين في إضربات عام 1923- 24 حيث كان عاملاً في الإسكندرية وطرد منها بعد الإضرابات ومساهمته في تأسيس الحزب الشيوعي المصري ....
لكن السلفيين ورجال الدين المسلمين والأقباط معاً إتهموا -- فرح أنطون -- بالإلحاد والعلمانية وحاربوا مجلته ( الجامعة ) التي جعل شعارها ( الله والوطن – الإتحاد والإرتقاء) وعمدوا لإغلاقها بالتواطؤ مع الحاكم البريطاني عدة مرات كما أصدر صحيفة ( الأهالي ) ورد على التهديد البريطاني بإغلاق ( الأهالي ) قائلا بكبرياء المناضل : نحن محاربون بالكلمة الحرة , فإقفال الأهالي أفضل كثيراً من أن نحيد قيد شعرة عن خطتها في التنوير – والهلاك في الحرب أفضل بكثير من التسليم .
وهنا لا أستطيع الإلمام بإنتاج هذا الرائد المناضل التقدمي , ولا عن تاريخ وفكر هذاالرائد التنويري ( فرح ) واّرائه العلمية القيّمة في شتى المواضيع وأهمها دور المرأة في بناء المجتمع الفاضل والتطور التي تحتاج لمئات الصفحات في هذه العجالة ..
إنما أكتفي بمقتطف حواري تم مع إمام الإصلاح الديني والتسامح الديني الإمام ""محمد عبده "" الذي سأل المفكر التنويري ""فرح أنطون "" في أوائل القرن العشرين سؤالا هاما يتناول حياتنا السياسية بدقة يومها ..وينطبق على ما يجري اليوم بعد ثورات وإنتفاضات ماسمي " بالربيع العربي " كأن التاريخ يعيد نفسه ؟ وأوردته هنا لتطابقه على مانحن فيه في الوطن العربي من الصراع بين إستبداد الأنظمة الشمولية سواء كانت عسكرية أو دينية ظلامية طائفية عنصرية , وطموح الجماهير المضطهدة والمهمشة العربية الثائرة في سبيل الحرية والكرامة وحكم الشعب في أنظمة برلمانية ديمقراطية عبرصناديق الإقتراع الحر والنزيه ,,,
......
سأل الإمام الشيخ " محمد عبده " المفكر التنويري " فرح أنطون " مايلي : ماذا لو أن رجلاً متديناً وصل قمة الهرم السياسي , عن طريق إنتخابات حرة ونزيهة .. هل نحرم هذا الرجل من قطف ثمرة ذلك , لأنه ينتمي إلى إعتقاد ديني يخترق مبدأ ""الدين لله والوطن للجميع "" ؟؟ . أجابه فرح أنطون بما يلي ::
لايجوز بحال من الأحوال فعل ذلك , لأنه إن حصل فإنه لايسيء للرجل فحسب , وإنما يمثل فعلاً عابثا ً خطراً حيال النظام " التشاركي " الديمقراطي .الذي تواضع الناس عليه .. ويتابع فرح قائلاً :: في هذه الحال , لايتعين على الرجل الذي وصل بجدارة إلى سدة الحكم أن يتخلى عن معتقده الديني , بقدر ماعليه أن يلتزم بقواعد نظام الحكم وضوابطه العمومية ( دستوره ) أي ألا يضع ذاك ( الإيمان ) في مقابل هذا وفي مواجهته .....إنتهى -
وهذا الحل الحازم الذي أعلنه " فرح " قبل قرن من الزمان ما ينطبق على ثورات الربيع العربي التي تبغي بناء حكم ديمقراطي مرجعيته الوجود المجتمعي للناس عموماً ونظامهم السياسي ومبادئ – العقد الإجتماعي بين الشعب والحاكم والإعلان العالمي لحقوق الإنسان وفق دستورهم المعتمد بإرادتهم الحرة المبني على أساس مبدأ فصل السلطات ,, وفصل الدين عن الدولة .. وإستقلال القضاء وصيانة الحريات العامة لجميع مؤسسات المجتمع المدني وفي مقدمتها النقابات والأحزاب وحماية السلطة الرابعة – الصحافة الحرة دون رقيب أوحسيب والإحتكام لإرادة الشعب دوماً..
بينما يحاول الإخوان المسلمون الغدر بهذه المبادئ كلها ,, وتجييرها لهم لإنفرادهم بالسلطة التي يعتبرونها هبة من السماء لهم وحدهم .. شجّعهم نظام القتلة ملالي طهران " ولاية الفقيه " للإستئثار بالسلطة وحدهم وإلغاء الاّخر وهذا مابد أ به مرسي خطوة خطوة قبل الإطاحة به ... والعودة لنظام الملل والنحل , وخلافة قريش التي لم يعد لها وجود .. بإعتبارهم يملكون ( الحاكمية الإلهية المطلقة المسخرة لخدمتهم وحدهم ) ومن يبيع نفسه لهم كما يجري أمامنا في مصر وسورية وتونس وغيرها ..والذي زاد الطين بلّة وفاقم الوضع الكارثي الذي نعيشه . إعتماد المستعمرين القدامى والجدد الأمريكان , ومعهم إسرائيل ..التيارات الدينية عموماً والإخوان المسلمين أو ولاية الفقيه خصوصاً من إيران إلى المغرب في تنفيذ أهدافها في المنطقة رغم كل مسرحيات التضليل والتعمية وذر الرماد في العيون ....إن أحداث مصر الأخيرة وثورتها الجديدة عرّتهم جميعاً ....
النصر في النهاية لثورات الربيع العربي وطليعتها ثورتنا السورية الرائدة والمغدورة ضحية التاّمر الأمبريالي الأمريكي – الإخونجي بالدرجة الأولى – ومعهم منظمات الإرهاب الطائفي الأجنبية الطفيلية – المجرمة وفي مقدمتها كما نقرأ يومياً ( نصرة ودولة لصوص وقتلة العراق والشام – والقاعدة – وعصابة ولاية الفقيه -- وغيرها من بدع , وإختراعات نفطية ...) , التي كرست بقاء عصابة القتلة واللصوص الأسدية حيّة حتى اليوم ... وعلى جميع الشرفاء في الداخل والخارج وفي كل مكان مساعدة شعبنا وثورتنا وجيشنا الحر لتطهير أرضنا من هذه الطفيليات وإسقاط نظام الخيانة والعمالة والإجرام الأسدي وإنقاذ شعبنا الذبيح إلى الأبد..... 16 / 8 - لاهاي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يزور كنيسا يهوديا في لندن


.. -الجنة المفقودة-.. مصري يستكشف دولة ربما تسمع عنها أول مرة




.. وجوه تقارب بين تنظيم الاخوان المسلمين والتنظيم الماسوني يطرح


.. الدوحة.. انعقاد الاجتماع الأممي الثالث للمبعوثين الخاصين الم




.. الهيئة القبطية الإنجيلية تنظم قافلة طبية لفحص واكتشاف أمراض