الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفروقات بين الحكم العلماني و الحكم الديني

بطرس بيو

2013 / 8 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الفرق الجوهري بين الحكم العلماني و الحكم الديني هو ان نظام الحكم العلماني يعتمد على الاوضاع الإجتماعية و الإقتصادية السائدة في المكان و الزمان الذي يعمل فيهما، و يراعي مقررات حقوق الانسان في احكامه، بينما الحكم الديني يتبع انظمة وضعت قبل آلاف السنين. الحكم العلماني يحتكم إلى العقل بينما الحكم الديني يعتمد على الايمان.
يدعي رجل الدين ان عقل الانسان قاصر ليس بإمكانه كشف خفايا الكون بينما الايمان يعتمد على العقل الإلهي الغير محدود. لا اعتقد ان هناك من يخالفه في هذا المعتقد. إلا ان الايمان يعتمد في تفسير إرادة الله على عقل الإنسان المحدود. ثم ان النظم و الشرائع الالهية التي انزلت قبل آلاف السنين كانت تلائم عادات و تقاليد البشر في المكان و الزمان االذين انزلت فيهما، و تلك العادات و التقاليد قد تغيرت خلال الفترة الزمنية التي مضت. نعم عقل الإنسان محدود، فلم يستطع حتى بومنا هذا من معرفة إذا كان الكون محدود ام غير محدود. منهم من قال ان الكون كروي، إذا بدأت من نقطة ما فيه تعود إلى نفس النقطة. انما من المستحيل إثبات هذه النضرية عملياً. ثم هناك نظرية الإنفجار الكبير لتفسير كيفية بدأ الكون، التي استنبطت من بعض الضواهر الفلكية.
لا اخال ان احداً يختلف معي عندما اقول ان الفرق الوحيد بين الحيوان و الإنسان هوالعقل. فالعقل رغم محدوديته هو الوسيلة الوحيدة التي يعتمد عليها الإنسان في حياته. و مما لا شك فيه ان الإنسان لو إعتمد على الايمان فقط لما توصل الى المستوى الحضاري الذي توصل إليه في يومنا هذا.
إن مزايا الحكم العلماني انه يمنح المواطن الحرية التامة في حياته اليومية، فهو حر في اعتناق المعتقد الذي يرتضيه لنفسه، حر في ممارسة شعائره الدينية اين و متى شاء، جر في إبداء رأيه على الملاً في اي موضوع يريد، له نفس الحقوق و الالتزامات كأي مواطن اخر بصرف النظر عن معتقده او لونه او جنسه او اية فروقات اخرى، بينما الحكم الديني يقيد المواطن بقيود لا يستطيع الإنفكاك منها.
لنتفحص إنجازاتنا منذ القرون الوسطى حتى يومنا هذا, بماذا افدنا البشرية؟ اين العمالقة الذين تبناهم الاوربيون لإنارة ظلامهم الدامس في القرون المظلمة من امثال ابن ؤشد و بن سسينا و الفارابي و غيرهم من الذين طوردوا من قبل رجال الدين الإسلامي وحرقت مؤلفاتهم. إن ضهور اناس من امثال الغزالي و بن تيمية و غيرهم ادت إلى إركان العقل البشري جانباً و التمسك بالإعتماد على الايمان بمعمقدات اناس عاشوا قبل آلاف السنين.
اخي القاري، دعنا نترك الماضي و ننظر للمستقبل، فمستلزمات الحياة قد تغيرت و لنحاول ان نلحق بالامم التي سبقتنا بقرون.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال