الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصالح الانسان الذاتية اقوى من التأثيرات الدينية والسياسية

عماد الطائي
فنان تشكيلي

2005 / 5 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اقرأ ... ما أنا بقارئ ... اقرأ التاريخ... اقرأ ما حل بالانسان في الزمن الماضي وخذ العبرة... تعلم...اطلب
المعرفة, الحكمة... لا تقتل... لا تسرق...لا تكذب!!
 124000 نبي ورسول جاءوا بنفس الوصايا الربانية الخالدة, تعاد وتصقل لآلاف السنين. اولئك الذين انتقلت الأوامرالسماوية لهم عن طريق واسطة واحدة ألا وهي جبريل الذي نهى انسان الكرة الارضية عن فعل المنكر وأمره بان يعقل ويتوب وان ينفذ ما أمره به رب العالمين.
 لكن جبريل رحل والى الأبد بعد ان مل وعجز وبعد ان أصابه اليأس من هذا النوع من المخلوقات الغير قادرة على استيعاب إرشادات ربها المتكررة!
 عتاب طويل وملامة مرّة بين المرسلين وانسان الارض تذكير وترهيب من مغبة عدم الطاعة,  تذكير بما حل بالآخرين في الازمنة البعيدة,  بالغضب الذي حل على بشر هذه القطعة الصغيرة من هذا الكون المترامي الأطراف الذي لا نهاية له ولا حدود.عدم رضا وجفاء,عقوبات وتوبيخ... وباء وبلاء وما من فائدة ترجى.
ما الذي يعنيه كل هذا124000 رسول منزل  ينهون البشر عن نفس المحظور ومع ذلك فالبشر يمارس نفس الممنوعات وبدون خوف وكأن شيء لم يكن لدرجة عودة وأد البنات الى بعض المتوحشين الجدد ونحن في القرن الواحد والعشرين وعلى الرغم من استياء المؤمنين واستهجانهم لهذه الظاهرة فان انتشارها بدأ وهي قائمة وحقيقية!!
استمر إستياء الخالق لقرون طويلة وتناقلت الموروث الديني هذا  ملايين الاجيال.
حكوا لنا ان مصلحة الانسان الذاتية هي التي دفعت بأقرب تلاميذ المسيح لان يفصح عن مكان اختفاءه مقابل حفنة من النقود!!
 آلاف الاجيال ورثت نفس الأساطير عن هذا الجشع الانساني ورغم كل ذلك نجد ان مصلحة الانسان وبعد 2005 سنة من ميلاد المسيح تمارس نفس الفظائع وبنفس الطرق ولو جمعنا معلومات عن ما يجري في يومنا هذا لوجدنا ان الفروق طفيفة جدا حيث تدفع اليوم المبالغ البسيطة لتنفيذ جرائم القتل الفردي او الجماعي مقابل مبالغ هي في الحقيقة اقل بكثير من ما قبضه انسان الإسطورة يهوذا!!
وهذا يعني في النتيجة ان وصايا الله جل جلاله لا تتلاءم وطاقات انسان أرضنا العقلية وفق ما تفرضه عليه ظروفه الطبيعية والاقتصادية او نزواته للوصول الى الكمال. لان كمال الحياة الانسانية يتطلب الوعي والعطاء الذي يستلزم شروطا فيزيولوجية وسيكولوجية معقدة. وإلا فمن غير المعقول ان يعجز البشرعن تطبيق وصايا الله بعد هذا العدد الهائل من الرسل!
ربما ان هذه المثل الاخلاقية السامية المتأتية من السماء مطبقة بشكل عادي وسلس في مكانِ ما من هذا الكون لكنها صعبة المنال عندنا؟
أو لربما عامل الزمن, أي إنها لم تأخذ الوقت الكافي لكي تطبق على أرضنا الكروية فالزمن يختلف بين ما هو عندنا وما هو في أطراف الكون الهائل فهو اذن هدف خيالي لشيء لا يمكن تطبيقه من قبل الانسان.
 فألف سنة أرضية هي سنوات معدودة بالنسبة للكون وبالتالي فان انسان هذا الكوكب لا يلحق على مجاراة ما يجب ان ينفذه من وصايا بهذه السرعة.
 وفي هذه الحالة فان  جبرائيل ربما سيعرج على الارض في الزمن البعيد القادم ليجد بشر المستقبل وقد طبق وصايا الرب على الوجه الكامل أي كما أرادها له رب العالمين حسب ما ورد على لسان اول المرسلين قبل آلاف السنين.!
 الى يومنا هذا والبشر يتصرف حسب مصلحته حتى ولو أدى ذلك الى تحوله الى وحش كاسر.
يبتكر أشكال وطرق متعددة حسب الوضع الاقتصادي والاجتماعي له أي حسب واقعه الجديد الذي يتوافق وتطوره العقلي ومحيطه.
 ولو قلنا مثلا ان الدافع للجريمة عند الفرد هو المصلحة الاقتصادية  نكون أخطأنا بدليل ان أفظع المجرمين وأكثرهم قسوة جاءوا في أحيان كثيرة من اصول ثرية لكنها مؤمنة ايمان مطلق بنهجها هذا مهما كانت افعالها شنيعة ومخالفة للوصايا الاولى للخالق ومن ثم وهو الأسوأ في فلسفة هؤلاء انهم يطلبون العفو والغفران ويعتقدون بتا بأنهم ينفذون إرادة الخالق ومثال ما حصل أخيرا في الكويت حين نحر احد العائدون من حج بيت الله ابنته والغريب ان العملية المقززة هذه تمت أمام مرأى ومسمع كل إخوة المجني عليها وعندما تعرقلت عملية الذبح بعث هذا الحاج بأحد أولاده لإحضار سكينة اكثر حدة بينما كانت رقبة الفتاة نصف مذبوحة!!!
أين الخلل إذن؟
 عانى الانسان في القرون الماضية من استغلال الدين وتحوله الى سلاح بيد ذوي المصالح الاقتصادية وأمراء السلطة الذين تستروا به وخرقوا المحرمات علنا بحيث انها صارت تمارس وكأنها طقوس وشعائر.
 ومثال  ذلك ان رجال الكنيسة عمدوا الى حرق الانسان وهو حي وهذه القسوة المنافية لتعاليم المسيح دفعت الشعوب الى الثورة الاجتماعية لوضع حد لهذا الاستغلال البشع للدين عند ذاك تبدلت سلطة الكنيسة الدموية الى السلطة السياسة ولكن سرعان ما وقعت مصالح الانسان السياسية  بنفس المستنقع  وعادت نفس المآسي مما دفع رجال الدين للظهور من جديد لمعاودة القيم السماوية الى مجراها لكنهم واجهوا مقاومة عنيفة بسبب السمعة السيئة لاستغلال الدين مما جعل الطقس الديني ضعيف لا يعدو اكثر من نصائح ووصايا ووعود ترجمها البشر بشتى الطرق حسب مصلحته.
هكذا يبدو إنسان يومنا هذا كما فعل قبل آلاف السنين, تدفعه مصالحه الشخصية الى الكذب, القتل,الحيلة والسرقة!
ومن يريد التعرف اكثر على هذا الواقع فليلقي نظرة على الكرة الارضية حيث تحولت الى مسرح كبير لمجريات هذه المأساة فالعالم لا زال يعيش في ظل تهشيم القيم الانسانية الأساسية الواردة في الكتب السماوية وبطرق جديدة لم تمارس على هذه الشاكلة الذكية من قبل فقد تم استغلال رجال الدين المؤثرين في طوائفهم من اجل غايات سياسية وعسكرية ومصالحهم دفعت بهم حتى الى تشويه الدين  ودس عناصر للتأثير السلبي فيه لتحويله الى الشكل الذي يتناسب وأهدافهم السياسية والاقتصادية!!! وهو امر مخالف للمبادئ وإهمال متعمد للوصايا المقدسة بأن لا تقتل لا تسرق لا تكذب ولكن بإسلوب جديد تشابكت به عدة محاور وعدة أهداف سواء المعلن منها او السري وتحولت المصالح الى كرة كذب وتلفيق تدور في ملعب من يريد تحقيق اكثر اهداف ممكنة لضمان المستقبل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج


.. 101-Al-Baqarah




.. 93- Al-Baqarah


.. 94- Al-Baqarah




.. 95-Al-Baqarah