الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العقيدة و الوطن سياسيا

حميد المصباحي

2013 / 8 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من خلال التحولات السياسية التي عرفها العالم العربي,و التي استغلتها حركات الإسلام السياسي,لتفرض وجودها كقوة حازت على سلطة الدولة أو الحكومات فقط,من خلال إما العنف المباشر لأتباعها المدربين عسكريا في الكثير من البؤر التوتر,أو الإنتخابات بما يمثله الإسلام من حافز ثقة في المرشحين الذين يلجأون لتسخير الدين لخدمة الغايات السياسية,و بذلك حق طرح الكثير من الأسئلة المحرجة,من ضمنها كيف نرتب هذين المفهومين,و بصيغة أكثر وضوحا أيهما أكثر ولاء من الآخر,الوطن أم العقيدة؟؟
1ولاء الإسلام السياسي
في كل الكتابات التي انتشرت في أدبيات حركة الإخوان المسلمين,هناك تفاضل بين الأخوة العرقية و الأخوة الإسلامية,فالأخ في الإسلام مهما كان عرقه و قربه العائلي أحق من الأخ في العرق و الرحم,و هناك مبررات يسوقها التيار لتنفير الأتباع من سلطة حتى الأب إن كان على غير دين الجماعة بما أن لها تأويلها الخاص للديانة الإسلامية,بحيث لا يمكن الثقة في الأقارب عندما يكونون من خارج الجماعة أو ينتمون لجماعة مختلفة أو حتى للديانة الإسلامية في صيغتها الشعبية كما يعرف الجميع,و هنا سر قوة التلاحم بين أفراد الجماعة,كما تبدو حركة الإخوان المسلمين و غيرها من الجماعات الشبيهة بها أو لها علاقة تاريخية بتكوينها و تاكتيكاتها السياسية التنظيمية,و بذلك فإن العقيدة الإسلامية أولت بطريقة تسمح باستبعاد القرابة عندما لا تكون داعمة لفكر الجماعة التي تعتبر فكرها هو الإسلام الحقيقي و ما عداه ليس إلا جنوحا عنه أو كفرا به كما يعتقد دعاتها و زعماؤها.
2العقيدة السياسية
كل جماعة تعتبر نفسها ممثلة للإسلام الحقيقي,فهي تبعد العقيدة عن معناها الروحي التعبدي و تدمجها في سياق سياسي,الغاية منه خلق التماثل الوهمي بين بداية الدعوة الإسلامية و بداية الجماعة,لذلك فهي تضع لنفسها مراحل,تبدأ بالدعوة ثم الهجرة فالعودة للتمكين,من هنا تؤسس فكرها على منطق التماثل مع مرحلة بداية النبوة,لتؤشر على ضرورة السرية و التنكر لكل الروابط العائلية إن لم تكن داعمة للتنظيم و قابلة به,أبوة كانت أو بنوة أو أخوة,فالولاء لله و الآمر بأمره من رجالات الجماعات الإسلامية,بل هناك حركات و صلت في بحثها عن التشبه بماضي الدعوة,إلى اعتبار المساجد الرسمية غير مقبولة العبادة بهم,و اختلقت لنفسها مبالغات في ممارسة الطقوس,للتحكم في انغلاق أفرادها و انفتاحهم عمن يرونهم مؤهلين للقبول بالزعام الدينية,و هنا يتم اللجوء للكثير من وسائل الإستقطاب حسب المستوى التعليمي و المعرفي و حتى الإجتماعي للأفراد المحتمل انتماؤهم للجماعة,ذات الأذرع الدعوية و السياسية و العائلية و النسائية و الشبابية.
3الوطنية إسلامويا
بناء على ما سبق,فمادامت الأخوة العقدية السياسية لها الأسبقية على القرابة,فحتما علاقة المواطنة ليست لها الأولوية,فلا معنى للوطن إن لم تكن تحكمه دولة إسلامية,فهو أرض حرب,يصح فيها الإستنجاد بالإخوة في العقيدة و طلب النصرة منهم,أما إن كان على الوطن أقليات دينية غير المسلمين,فإن الدعوة للتحالف ضدهم تكون أكثر لزوما و ضرورة,مع أن الحقيقة التي لا يريد الكل التنبه إليها,هي إن أية إهانة يتعرض لها مواطني حتى إن لم يكن مشاركا لي في الملة,على يد مشارك لي فيها,تفرض علي الإنتصار لمن يجمعني به الوطن مهما كانت درجة التقارب العقدي,فلا أقبل كمغربي أن يعتدي شيشاني مسلم على مغربي يهودي مهما كانت الظروف و الملابسات,و أعتقد أن الأمر نفسه بالنسبة للمصري المسلم و القبطي.
خلاصات
الحركة الدينية الوحيدة التي استحضرت الوطني و جعلته محددا لغيرها من الإنتماءا,هي حزب الله و إلى حد ما الجهاد الإسلامي الفلسطينية,و هما حركتان ربما بفعل اجتهاداتهما الفكرية أضافتا الكثير للفكر الإسلامي السياسي,و لهذا السبب تتحامل عليهما حركات الإسلام السياسي التكفيرية.
حميد المصباحي كاتب روائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة | سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال عهد رئ


.. تربت في بيت موقعه بين الكنيسة والجامع وتحدت أصعب الظروف في ا




.. عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال


.. 175--Al-Baqarah




.. المرشد الأعلى الإيراني: لن يحدث أي خلل في عمل البلاد