الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المقايضة

نبيل محمود والى

2005 / 5 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أكثر من 50 ألفا من جماعة الاخوان المسلمين المحظوره يتظاهرون فى 7 محافظات عشية عيد ميلاد الرئيس مبارك فى اشاره على أن تلك الجماعه التى لم تعترف الحكومة بشرعيتها قد عقدت العزم على انهاء حالة الكمون واستخدام الأساليب السلمية والسريه فى التعبير عن رأيها فيما يجرى لاستعراض قوتها فى مواجهة الدوله والحركات المعارضة الأخرى بالدرجه الأولى قبل أن تكون مجرد تكرار المطالب السياسية المعروفه والتى سبق للاخوان المطالبه بها تكرارا ومرارا مثل الغاء قانون الطوارىء وتعديل الدستور والافراج عن المعتقلين السياسيين وبتلك المظاهرات وضعت حركة الاخوان قدما فى الشارع المصرى فقأ عين الحكومة التى اعتبرت ذلك تهديدا وتعاملت معهم بالقوة أما القدم الأخرى مخفيه تماما عند الحاجه والتطورات .
ويرجع نشاط الاخوان فى الفتره الأخيرة الى بعض المتغيرات الخارجية التى كانت نقطة تحول واضحه فى الأسلوب السياسى كتصريح وزيرة الخارجية الأمريكية بأن أمريكا ليس لديها مانع من تولى الحركات الإسلاميه طالما أن هذا يتم وفقا لرغبة الشعوب وأن أمريكا على استعداد للتعامل معهم أما المتغير الثانى هو بيان الإتحاد الأوروبى الذى جاء فيه أن دول الإتحاد أخطأت فى مقاطعتها والعداء مع الجماعات الاسلامية المعتدله والتى تقبل قواعد اللعبة والتداول السلمى للسلطة عن طريق الديمقراطية وبإختيار الشعوب مما شجع الاخوان للضغط على الحكومة المصربة للاعتراف بهم كتنظيم سياسى يستمد قوته من الشارع المصرى .
فجماعة الاخوان المسلمين تحاول استثمار الظروف والمتغيرات الداخلية والخارجية خصوصا الضغوط الأمريكية التى تمارسها ادارة الرئيس بوش على مصر لإستكمال خطوات الإصلاح السياسى وهو نفس الحال مع باقى القوى السياسية الأخرى على الساحه التى تحاول استثمار الموقف لعمل اصلاح حقيقى غير أن الخلاف الوحيد أن جماعة الاخوان لها أهداف اخرى تتعلق بوجود الجماعه من الأساس ولكن الغريب فى الأمر أن الدولة سمحت للاخوان بالنزول الى المحافظات وعقد المؤتمرات رغم أن الدولة مازالت ترفض أى نشاطات سياسية لمؤسسات المجتمع المدنى والأحزاب المشروعة من مخاطبة الناس فى الشارع .
فهل بدأت المقايضة بين الدولة وجماعةالإخوان كأن تعلن الأخيرة تأيدها لترشيح واختيار الرئيس مبارك لتولى مهام الرئاسة لفترة سادسة مقابل أن تقوم الحكومة بالاعتراف بالاخوان كقوى سياسية مشروعة تمارس نشاطها فى النور دون أى ضغوط من الأمن فضلا عن زيادة عدد أعضاء الجماعة فى البرلمان وبنسبة لاتقل عن 25% من عدد أعضاء مجلس الشعب وهل تلك المقايضة فى حال حدوثها ستعود بنا لتكرار ذات السيناريو الذى أقدم عليه الرئيس السادات فى تعاملاته مع جماعة الاخوان وأدى فى النهاية الى استشهادة وأخرين على أيدى جماعات خرجت من تحت عبائة الاسلاميين فى حادث المنصة المروع أم أن قوى الأقباط النافذة فى الداخل والخارج سيكون لها موقف وكلمة للتاريخ من ضرورة التعامل بالمثل وتأسيس حزب سياسى قبطى الشهور القليلة القادمة تقطع الشك باليقين ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد أنباء سقوط طائرة الرئيس الإيراني.. المرشد الأعلى: لا تعط


.. عالم دين شيعي: حتى القانون الألهي لا يمكن أن يعتبره الجميع م




.. 202-Al-Baqarah


.. 204-Al-Baqarah




.. 206--Al-Baqarah