الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الماكينة (2)

طالب بن عبد المطلب

2013 / 8 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل هو "تصميم غبيّ" أم "تصميم ذكيّ" ؟

إنّ أيّ تصميم عظيم أو ذكي ورشيد "بالنسبة للعقل البشري" يجب أن يبنى على الدقّة والإتقان (له غاية هادفة وعقل مدبّر) لكي نقول عنه أنّه تصميم ذكي، فيرى البعض أنّ بعض الميزات في الكون والكائنات الحيّة لا يمكن تفسيرها إلاّ بمسبب ذكي، وليس بمسبب غير موجه كالإصطفاء الطبيعي أو الصدفة مثلا. ولقيت هذه النظرية التصميم الذكي قبولا واسعا في الأونة الأخيرة من طرف بعض العلماء المتدينين (المسيحيين واليهوديين منهم طبعا، لأنّه لا وجود لعلماء مسلمين في هذا العصر) وخصوصا بعدما أبدى الملحد الشهير انتوني فلو (Antony Flew) رجوعه عن موقفه من الداروينية الالحادية وأعرب أنّ هناك مصمم ذكي يقف خلف التطور (أصبح ربوبي، بمعنى أنّه تمسك في أواخر حياته بفكرة أرسطو عن الله). ولكن في كلّ الجامعات في العالم تعتبر نظرية التصميم الذكي على أنّها ليست علماً، وبأنها تحمل طبيعة دينية في جوهرها.

إنّ من يتمسكون بهذه الفكرة هم علماء ينظرون إلى الخلق أنّه: الأرض وشمس وقمرها. ولا يريدون أن ينظروا إلى المجرات كيف إنفجرت، وإلى النجوم كيف إندترت، وإلى البشرية كيف عذبت، وإلى الفيضانات والكوارت كيف سطّرت، وإلى المجاعات والأوبئة كيف إنتشرت، وإلى الطفرة الوراتية لما حدثت.... وطبعا يحدت هذا للكافر وللمؤمن... فكأنّ الله لا يفرق بين محبيه وخصومه... حتى في هذه وتكتشف ظاهرة عمياء.

إنّ أيّ تصميم سيّء أو غبي "بالنسبة للعقل البشري" يقاس بحجم الخسائر المادية و"الأرواح" البشرية التي فقدت. فيجب أن يكون المصمّم قد أخد كلّ إحتياطاته مراعيّا معايير وجوانب السلامة الضرورية والتحسينات اللازمة بتكلفة أقلّ وخطر أقلّ.

قال عالم الفيزياء البريطاني ستيفن هوكينج: أن الإنفجار الكبير كان نتيجة طبيعية لقوانين الفيزياء. وإنّه لا ضرورة لوجود خالق حتى يضع الكون في مساره وإنّ الخلق هو عملية عفوية . رغم أنّه كان ممن يتمنى وجود خالق للكون، فهو من قال قبلها: لو اكتشفنا نظرية متكاملة فإن هذا سيكون إنتصارا ساحقا للعقل البشري، لأننا عندها سنتعرف على عقلية الخالق . ولكنّه صدم بالكمّ الهائل للصدف والعفويّات الموجود في ما يدور حولنا.

إنّ عبارة "لا وجود لخالق للكون" ما هي إلاّ مجاملة قيلت من باب الإحترام والأدب، لأنّنا لا نستطيع إثبات عدم وجود الله هكذا... ولكن المؤسف أنّ عالم الفلك الجليل هذا قد أثبت غباء الخالق إن وجد.

إذن حتى هنا أظنّ أنّ الأمر واضح جدّا، إنّ اللادينيين على صواب أمّا الملحدون فهم في قائمة الانتظار، وذلك لأنّنا لا نستطيع نفي وجود الله هكذا بدون أدلّة، وعدم إثبات وجوده يمكن أن نعتبره برهان كافي نوعا ما لنفيه تماما، ولكن دائما يبقى السؤال معقول ومرحب به... فدائماً نعرف وندرك الحقيقة ونظل نخدع أنفُسنا بكلمة ربّما أو يمكن.


















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا