الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معركة المصير الواحد بين الولي الفقيه وولي الامر

هادي العلي

2013 / 8 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بغض النظر عن تطورات الاختلاف والصراع عبر مراحل التاريخ وما اتخذه من اشكال وصور فقد كان
بداية الاختلاف المذهبي بين السنة والشيعه هو انعكاس للصراع بين تيار فقهي يتصل بضرورات بناء الحكومة والدولة وتبعاتها وتشعباتها الاجتماعيه وبين تيار فقهي يقدم دور الولي والامام في المجتمع.....بين فقه يقترن بطاعة ولي الامر كضروره لبناء الدوله وفقه في طاعة الولي الامام كضرورة للزعامه الدينيه المقدسه في المجتمع...وهوعلى ما اظن الشعار الغامض الحكم لله الذي اصّر عليه الخوارج بعد ان فض الخليفه علي ابن ابي طالب الاقتتال مع جيش معاويه,وما ان انتهت تلك المرحلة العصيبة حتى ظهرت نظرية الامام المنتظرفي بانتظار ظهوره وعودته المنتظر في اخر الزمان مجسدا لحكم الله وليس حاكم بشر , وفي الحقيقه التي اثبتتها التجربة التاريخيه ما كان للولي ان يجيد بناء المجتمع ويضمن تطوره باماميته باعتباره ولي من الله ولا استطاع ولي الامر ان يجيد بناء الدوله ويضمن تطورهابالفقه ,فبقى الولي ولي في صومعته ومسجده وثوراته والوالي والي في مملكته ,وهكذا استمر الخلاف على مستوى فقهي وعندما استلم العباسيون الدولة انتقلوا من تيار الولي الامام (الشيعي) الى تيار اولياء الامر او الخليفة (السني) ليتمكنوا من الحكم وبناء الدولة حتى سقطت دوله العرب الاسلاميه بيد الامم الاخرى على محور يتحكم بهم وهو الفقه ذاته, وبدون الدخول في التفاصيل فاليوم ظهرت المحاولات في عصرنا كتنظيمات القاعده وطالبان والخمينيه لتجدد الصراع باشكال اخرى ,ولكن رغم ذلك ففي الواقع بقى الملك ملك عبر التاريخ الحديث وان دعي بخادم الحرميين اومرشد الاعلى للثورة... فبمجيئ الخميني المرشد الاعلى (أوالولي الفقيه امام نائب عن الامام المنتظر) وخامنئي تحولت العقيدة الشيعيه من حالة الشيعة كمذهب لطائفة من المسلمين الى تيار اسلام سياسي شيعي يتخذ السلطة والدولة وسيلة واداة وليس كما ظهر الصراع في البداية ,وها هي الازدواجيه التي تعيشها ايران تحاول حل مسالة تناقض الدولة والامامه بصيغة الولي الفقيه بامام نائب للامام المنتظر يزكّي الحكومة ورئيسها والبرلمان والقضاء ويمتلك السلطه المطلقه باسم الدين ,و هو التناقض الاعظم لسير الاحداث في ايران ومن ثم المنطقه حيث انتقل عن طريق احزاب الدين السياسي الى العراق وغيره .. كما حفّز هذا التناقض تقدم الاسلاميين السنة بمشاربهم المتنوعه من سلفيين وتكفيريين و الاخوان المسلمين الذين وصلوا للسلطة في مصر بمرشدهم الاعلى واوهام دولة الخلافه ..ولن تستقر الاوضاع الا بحل هذا التناقض, وحسمه لصالح الانسان تحت راية الحريه والحقوق الانسانيه وحق تقرير المصير...ان ما جرى الان هو تغيير جذري لاصل الخلاف المذهبي الى خلاف سياسي يلتقي في ضرورة الحكم الاسلامي والدوله الاسلاميه ويفترق بشكليهما, لذلك يصبح فصل مبادئ الحكم وبناء الدولة عن المذهبيه امر اكثر ضرورة من السابق من اجل استقرار الحياة وتطورها , وليبقى الاختلاف بين الدعوتين السياسيتين الشيعيه السنيه باسم الدين هو اختلاف فقهي كما كان اي تاريخي وتراثي ولكن خارج الدوله والسلطه وموجباتها ..ذلك هوالحل ... ان المدنية هي وحدها كفيلة بتجاوز ذلك كله وهي كفيلة بامننا وبتطورنا وسعادتنا كما كانت كفيله بتطور الغرب وسعادته..










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال


.. قطب الصوفية الأبرز.. جولة في رحاب السيد البدوي بطنطا




.. عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي


.. الآلاف يشيعون جـــــ ثمــــ ان عروس الجنة بمطوبس ضـــــ حية




.. الأقباط يفطرون على الخل اليوم ..صلوات الجمعة العظيمة من الكا