الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قائمة العقول المغلقة والمفتوحة (رؤية نفس - اجتماعية بشأن الانتخابات العراقية القادمة)

علي عبد الرحيم صالح

2013 / 8 / 21
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


إن من أكثر المعرقلات والصعوبات التي مرت في سبيل تقدم العراق الطريقة التي جرى بها انتخاب الكيانات السياسية ووعي الناخبين بها، فكانت طريقة الانتخاب تعتمد على (القائمة المغلقة والمفتوحة) والتي فيها يمنح الحق للناخب أن يختار القائمة على أساس مغلق أو اختيار احد المرشحين فيها أو إعادة ترتيب المرشحين ضمن القائمة الواحدة حسب الأولوية التي يضعها الناخب للمرشحين.( من حق المرشح أن يختار قائمة نوري المالكي أو الاشخاص ضمن القائمة وفق التسلسل الموجود فيها) والذي حصل هو توجه أغلب فئات الشعب نحو اعطاء اصواتهم لاختيار كيان دولة القانون من دون ترشيح لأي مرشح وتوزيع اصوات هذا الكيان للاسماء الموجودة فيه حسب ترتيبهم على سبيل المثال التسلسل الاول نوري المالكي ، ومن ثم السيد حيدر العبادي ، ومن ثم حسين الشهرستاني، وهكذا يتم الحصول على المقاعد ، فضلا على ذلك أن المرشح الذي يحصل على أصوات فائضة تعطى للمرشح الذي يليه ، فلو فرضنا ان حصول المقعد النيابي لكل مرشح (30 الف صوت) فأن حصول نوري المالكي على (75 الف) يدل على أن لديه اصوات فائضة ، ومن ثم توزع الاصوات الفائضة للذي يأتون بعده كي يتم فوزهم معه . وأن ما حدث هو ان السيد الشهرستاني والذي تسلسله الثالث على قائمة دولة القانون لم يتم ترشيحه بدرجة تؤهله للحصول على مقعد نيابي بل قد أعطي الفائض من أصوات السيد نوري المالكي وتم فوزه في الانتخابات النيابية .
لذا فرغم فائدة هذه الطريقة إلا أن من عيوبها أنها تؤهل اشخاص لم يرشحوا للفوز ، ولا تسمح للناخب أن يختار أشخاص من قوائم أخرى (وفق طريقة الدوائر المتعددة المفتوحة) والتي تضم اشخاص ممثلين من مدينتي فقط أعرفهم جيدا وأثق أنهم سيحققون لي مطالب وحاجاتي ، فمثلا انا أفضل أن أنتخب س من قائمة دولة القانون ، و (ص) من قائمة العراقية ، و(ع) من قائمة الاحرار .
إن أغلب المرشحين من الناخبين العراقيين ليس لديهم وعيا كافيا بفائدة (الدوائر المتعددة - المفتوحة) ، وان أغلب الناس قد حفزوا في الانتخابات تحت تأثيرات مذهبية (إذا لم تختب طائفة فلان فإن نار جهنم تنتظرك بفارغ الصبر، أو أن مذهب يدعوك للنصرة من خلال انتخاب قائمة كذا ، والمضحك أن البعض قد حلفوا بأئمتهم نحو انتخاب قائمة معينة واشبعت بطونهم بعدها بوجبة أكل دسمة وكارت موبايل) ، وجرى تحريك الناخبين تحت تيار الطائفية (لا تنتخب قائمة كذا لأنها تكره مذهبك ، أو أن قائمة فلان ستحميك من عنف وحقد القائمة الأخرى) ، وكذلك جرى تحريك الناس تحت تيارات عشائرية وقبلية كما حدث في انتخابات المحافظات ، فانتخبت الناس على اساس العشيرة ، وليس على أساس الفائدة وتحقيق المطالب (أنتخب ابن عمك لأنه الوحيد الذي سيحقق لك التعيين ، أو تسيير معاملاتك ومقاولاتك) .
لذا نجد أن الناس توجهت نحو اختيار كيان سياسي واحد فقط (الكيان المخلص أو المؤله ) بتأثيرات بغيضة ، ومن دون اختيار ممثلين يرغب بهم الشعب ، ومن أسوء ما قدمته الدراسات السياسية العراقية أنها وجدت أن 17 ممثلا في البرلمان الحالي جاؤوا بإرادة الناخبين أما البقية فقد صعدوا عن طريق التصويت للقائمة فقط .
لذلك يفضل علينا بوصفنا ناخبين وحرصين على مستقبلنا أن نكون واعين للطريقة التي سننتخب بها ، وأن نختار الطريقة الانتخابية التي تحقق أفضل عدالة في الاختيار والتوزيع بعيدا عن تيار الطائفة والقومية أو العشيرة ، لأن اختيار الشخص غير المناسب سيكون وسيلة لدمار مستقبل العراق كما هو الآن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فصل جديد من التوتر بين تركيا وإسرائيل.. والعنوان حرب غزة | #


.. تونس.. مساع لمنع وباء زراعي من إتلاف أشجار التين الشوكي | #م




.. رويترز: لمسات أخيرة على اتفاق أمني سعودي أمريكي| #الظهيرة


.. أوضاع كارثية في رفح.. وخوف من اجتياح إسرائيلي مرتقب




.. واشنطن والرياض.. اتفاقية أمنية قد تُستثنى منها إسرائيل |#غرف