الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قلب الله

أحمد عفيفى

2013 / 8 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني




هل لله قلب؟ وإذا كان له؛ فلماذا لا يشعر بالمستضعفين؟ بل لماذا لا يشعر بالمؤمنين؟ ولماذا ينصب شعوره فقط على الفسده والظالمين؟ لماذا لا توجد لديه مثالية في توزيع الرحمة؟ كمثاليته في توزيع البلاء؟ لماذا لا توجد لديه عدالة في توزيع الرزق؛ فتجده يرزق الملوك والكفره والفسده والطواغيت تحت دعاوي سخيفة من قبيل دعهم يخوضوا ويلعبوا أو دعهم في طغيانهم يعمهون أو يمهل ولا يهمل، وكل هذا الهراء الإلهي الممقوت غير المقبول، في حين لا يرزق الفقراء والمساكين والمحتاجين والمستضعفين إلا بكل بلاء وهم وغم وفقر ومرض، تحت دعوى إلهية ممقوتة مشبوهة مشابهة؛ ألا وهي الاختبار والصبر على البلاء، لماذا لا تختبر الطواغيت والملوك ورجال المال والأعمال بنفس المنطق أيها الكهل عديم الفهم والمنطق؟ يا من قطعا ليس له قلب.

مطالب العامة المستمرة؛ بالعدالة الاجتماعية، مطالب حق حمقاء، وغير طبيعية، فالله نفسه قد ميز الأثرياء، فكيف يرق قلب الأثرياء، لشيء لم يرق له قلب الله؟ ونظرة متجردة متفحصة على توزيع الرزق بالعالم أو توزيع الثروة بالعالم، ستدرك بعدها أنه ليس هناك رزق بالسماء وما يوعدون وأن الأمر كله مردود لرجالات السلطة والسياسة والقوة والمصلحة، وأنه – إن وجد ما يُدعى بالله – فهو كائن لا حول له ولا قوة، وأنه مجرد شيخ مخرف، لا يجيد سوى السفسطة والتسويف ودغدغة مشاعر المؤمنين بعزاءات واهية وهمية لا تنقطع، وإلا كيف يكون الملك لله، وينتزع منه ذلك الملك بشر أمثال ملك السعودية وملك قطر وملك البحرين وغيرها من الدول المبتلاة بالإسلام، والمبتلاة أكثر بطواغيت يحكمون بشرع ذلك الله، ويتخذون مكانته كملوك، ضاربين بعرض الحائط شريعته القائمة على الشورى، تلك الشورى المضحكة التي لم تكن حتى تطبق بعهد حبيبه الحميم ورجله الأول في مشروعه الإسلامي، محمد بن عبد الله.

قلب الله؛ في حال كان له قلب، بل في حال وجود هذا الله، لا تقتصر غلظته وقسوته، بل وهشاشته فقط على الرزق، فأنت لن تجد أكثر ولا أقسى ولا أبشع من المرض لتسويق فكرة عدل الله عن طريق الكلمة الفضفاضة المهترئة المخزية والمعروفة بالابتلاء، فأي ابتلاء هذا أيها الشيخ الموغل في العمر والزهايمر والخرافة، أي ابتلاء هذا الذي يجعلك تصيب أطفال حديثي الولادة بمرض السكري، أو بمرض المغول أو بعيوب خلقية تستمر بحياتهم وحتى مماتهم، أي قلب إله هذا الذي ينتج ويتحمل، بل ويتعايش مع تلك الورطة المزمنة لبشر لا ذنب ولا حول لهم ولا قوة، ناهيك عن كونهم وكون أهلهم فقراء، لا قبل لهم بمتابعة العيادات والأطباء والزيارات والمتابعات الباهظة التكاليف، وهوانهم على الناس؛ من يعطف عليهم ومن يشمئز منهم ومن مرضهم وضعفهم وطلبهم المستمر للعلاج والمال، المرض هنا أيها الله ليس ابتلاء، المرض هنا محض جريمة مقصودة، جريمة منظمة مع سبق الإصرار والترصد، جريمة يجب أن تحاسب عليها أمام نفسك، وأمام مريديك، وأمام محكمة عدل دولية، كمجرمي الحرب تماما.

قلب الله المرهف؛ المنحاز دوما للأثرياء، وكأنه يعمل لديهم مصرفي، أو مدير بنك سويسري أمين على حفظ وتنمية ثرواتهم، تلك الثروات التي نمت وتواجدت بلا حول منهم ولا قوة، تماما كما نمت وتواجدت الفاقة لدى الفقراء بلا حول منهم ولا قوة، فكل يولد ليواجه حظه، لا مجال للقدر والنصيب والرزق وكل الهري الإلهي المقدس هنا، فحتى الجنة المزعومة لا يلقاها إلا كل ذو حظ عظيم، الله وكيل حصري للأثرياء، وأنا هنا لا أدين الأثرياء، فالثراء ليس ذنبا أو جريمة، وأثرياء كثيرون خيرون، يستوي في ذلك المؤمنون منهم وغير المؤمنون، فالخير والعطاء ليس قاصرا على طائفة أو فئة أو دين، الجريمة المنظمة، المقصودة والمتعمدة، والذنب كل الذنب، بل الحماقة كل الحماقة، تقع بالكلية على عاتق المصرفي الفاشل، المقسط، مقسم الأرزاق، ذلك الذي لم يفلح بشيء في تاريخه الأسود المظلم المخزي العنيد، كما فلح بتوزيع الظلم.

ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه؛ لأنه يبدو أن الله أستأثر بذلك التناقض في جوفه، عطوف على الكافرين، غضوب على المؤمنين، ولكم بأوروبا وأمريكا عبرة يا أولي الأبصار، بل ولكم في زبانية الأمويين والعباسيين والعثمانيين عبرة يا أولي الألباب، فحتى خلفاء الله في الأرض، لم يكونوا سوى عصابة من المؤمنين، ممن أدمنوا تطبيق شرع الله الدموي، بحتمية وإصرار وحرفية، غير مسبوقة، حتى بالقرون الوسطى و العصر الجاهلي، بحتمية الغزو والقتل والسرقة والسلب والسبي والاحتلال والاستيطان، والآن بالمُلك، واحتكار السلطة والثروة، ونظرة واحدة بائسة على البلدان العربية أو الإسلامية، ستجد أن شرع الله الجائر مطبق حرفيا، فلا شورى ولا قسط ولا عدالة اجتماعية ولا تداول للسلطة، فقط ملوك وثروات وعروش، ومن يبتغ غير الإسلام دينا – دون السلاطين و المُلاّك طبعا – فليول وجهه شطر أمريكا و أوروبا، حيث يرزق الله الكافرين هناك رغد العيش، لقاء كفرهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قلب الله فى الاسلام دايس عليه بالشبشب
حكيم العارف ( 2013 / 8 / 22 - 02:55 )
اذا كان الله لم ينصر مرسى الذى صلى بمحمد من شهرين فاتوا هل هايسمع للمؤمن الضعيف ....

والادهى ان مرسى كان محاط بمليشياته ومليشيات عشيرته ...

قلب الله فى الاسلام دايس عليه بالشبشب علشان محمد لم يلبس جزمه


2 - الاسلام والقدريه
على سالم ( 2013 / 8 / 22 - 02:59 )
استاذ احمد ,لماذا هذا الانزعاج والغضب وانت تعلم ان هذا هو منهاج الحياه منذ ان بدات ,لاادرى اين بدات حقيقه ,نعم الظلم هو منهاج الحياه ,السبب فى هذا ان الوجود منذ ان نشا وهو يسير بطريقه عشوائيه غبيه ,لاتوجد قوه ذكيه تدير هذا الكون البائس ,من المحزن والموسف انه كل يوم يمر علينا يموت خمسه وعشرين الف من الجوع والامراض حول العالم واغلبهم من الاطفال التعساء ,هذا يحدث يوميا والكثير منا لايعلم عنه شئ ,.المحزن ايضا ان هذا الوجود يسير بطريقه البقاء للاقوى والضعيف ليس له مكان ,هل تعمقت فى عالم البحار حينما تهجم السمكه الكبيره على الصغيره وتبتلعها فى ثانيه وفى منتهى السهوله ,هل تعمقت الغابه حينما يفتك النمر بغزال ضعيف لاحول له ولاقوه واصبح وجبه شهيه للنمر ,حياه البشر ايضا تخضع لهذه النظريه القاسيه ,الذى يخفف اننا فى رحله سواء طالت او قصرت فان لها نهايه ,ولاتسال ماذا بعد هذه النهايه


3 - قياس فاسد
عبد الله اغونان ( 2013 / 8 / 22 - 19:00 )
قياس الخالق على المخلوق دلالة بلادة في التفكير
اللغة قاصرة عن التعبير عن عظمة الله عز وجل
فأن نقول ان الانسان حي عاقل سميع بصير كريم هي صفات محدودة كم قد يعيش ؟مامدى عقله؟ وسمعه وبصره؟ مامدى كرمه؟ ينتهي كل هذا الى لاشيئ
أما صفات الله فهي مطلقة والايمان يرتبط بالغيب والا لما سمي ايمانا.لكن له دلائل لاتخفى على البسيط واللبيب.وفي القران المقدس ايات كثيرة عن الكفرة الجاحدين الملحدين عن غرور ومكابرة تتحداهم بأفعال الرؤية والمعاينة الحسية للعذاب الذي ينتظرهم
هذه جهنم التي كنتم بها تكذبون
ثم لترونها عين اليقين.الخ
أما أسئلة لماذا فعل الله مايبدو لك شرا ولم يفعل مايبدو لك خيرا فهذه سنته في خلقه لاختبارهم واقامة الحجة عليهم.مثلا الفقر شر والمال خير.لكن القيمة أن الغني لايكون غنيا الا بالتعامل مع فقير فان خضع هذا التعامل للمبادئ انتفعا معا ورضيا لكن ان سرق الفقير بدعوى غنى الغني وحقد وحسد خسر معنويا وروحيا
البصر نعمة والعمى نقمة لكن الذي بصر البصير يحاسبه على بصره لذلك أمر بغض البصر
ووعد الأعمى بالتعويض ان أمن بالقدرفالحمد لله الذي لايحمد على مكروه سواه
لم لم يفعل الله كان عليك خلق الوجود


4 - حب من طرف واحد
JOVE ( 2013 / 8 / 22 - 19:09 )

الله يحب الأغنياء
والفقراء يحبون الله
لك كل الود

اخر الافلام

.. شاهد: المسيحيون الأرثوذوكس يحتفلون بـ-سبت النور- في روسيا


.. احتفال الكاتدرائية المرقسية بعيد القيامة المجيد | السبت 4




.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا


.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة




.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه