الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دراسة عن تربوية إمتحان الدور الثالث لطلبة السادس الاعدادي

اسعد الامارة

2013 / 8 / 22
التربية والتعليم والبحث العلمي


أعتادت دول العالم ان تعيد تقييم العملية التربية كل بضعة اعوام لكي تحدث التعديلات والتطوير الحاصل في المناهج الدراسية وبضمنها اساليب الإمتحانات في جميع المراحل الدراسية "التعليم الابتدائي ،والمتوسط ، والثانوي" . إن ظمأ المعرفة خليق أن يحفزنا على تبسيط الأمر لكم اساتذتنا الافاضل اصحاب القرار في وزارتي التربية والتعليم العالي على ما فيه من تعقيد لاسيما أننا عملنا في بلدان عديدة وشاركنا ممن تقدمونا بالمعرفة العلمية في بلدان الشتات والمهجر ومنها السويد تحديداً في تخصصنا العلمي "التربية وعلم النفس والارشاد النفسي والتربوي" فرغبتنا أن نقدم هذه الخبرات للمؤسسات التربوية –التعليمية.
إنّ ما يطرح في هذه الدراسة ليس جديداً على معلوماتكم التربوية, ولكن القرار التربوي يتطلب أساساً علمياً منهجياً, وحالة إمتحان (الدور الثالث) قرار إستعانت به وزارة التربية لمعالجة إنعكاسات الحالة العراقية على طلبتنا, وكانت الملاحظة والمنطق أساساً له, وهما خطوتان إستقرائيتان منهجيتان لدراسة أي مشكلة ومعالجتها, ولم تعقبهما دراسات منهجية لتأييد القرار أو رفضه, ولكنني فوجئتُ أن بعض الطالبات المتميزات في كليتي في مختلف الإختصاصات كًنّ ممن إجتزن الدور الثالث, وبعد إستقراء سريع لدرجاتهن قررتُ أن أعدَّ دراسة إستطلاعية لهذا الموضوع.
هدف الدراسة: إجابة على سؤال: هل هنالك فروق في مستوى تحصيل المواد الدراسية بين الطالبات اللواتي إجتزن المرحلة في الدور الثالث واللواتي إجتزنها في الدور الأول ؟
عينة الدراسة: تكونت من مجموعتين, الأولى مجموعة مقصودة (ومفروضة) تتمثل بالطالبات اللواتي نجحن في الدور الثالث, والثانية مجموعة للمقارنة (تمّ إختيارهن على وفق إجراءات تجانس العينة معروفة لدى المختصين لا مجال لذكرها). وكان عدد أفراد العينة (76) طالبة لمجموعتين(الدور الاول والثالث)بفرعيه (العلمي والأدبي) للسنة الأولى 2012 – 2013.
أدوات الدراسة: 1- إستمارة درجات مع معلومات عن الطالبة.
2- إستبيان لبعض العوامل النفسية والموقفية (ستذكر لاحقاً).
نتائج الدراسة:
أولاً: توزعت المواد التي تمّ الرسوب بها لدورين بنسبة 82% (في اللغة الإنكليزية) و18% (لمواد أخرى).
ثانياً: عند استبعاد مادة اللغة الإنكليزية فإن المنحنى الإعتدالي لفئات الدرجات لجميع المواد متماثل لكلى المجموعتين : الدور الأول والدور الثالث (من فئة مقبول الى الإمتياز) لأن قيمة (كاي سكوير) غير دالة (من خلال جدول أُعِدَّ لذلك).
ثالثاً:عند مقارنة تكرارات درجات الفئات في اللغة الإنكليزية فقط من الفئة (55 – 59) الى الفئة (80 – 84) بين الدورين (الأول والثالث بفرعيه العلمي والأدبي) كانت قيمة كا2 المستخرجة (14) وهي دالة (لصالح الدور الثالث) عند مستوى 0,01 في جداول كا2(يعني 0,99 ثقة, 0,1 شك)وهذا فرق كبير جداً, مما يعني تحسن مستوى الطلبة في إمتحان الدور الثالث, وذلك ما يشجعنا على إعتبار القرار التربوي للدور الثالث قراراً مناسباً(من خلال جدول أُعِدَّ لذلك).
رابعاً:تمّ إستخدام مقياس مربع كاي (كا2) لإستحصال الفروق في تكرارات الدرجات المصنفة على فئات بين الدور الأول والثالث (إستبعاد درجات الرسوب في الدور الأول والثاني) وكالتالي:
الفئة الأولى (50 – 54) الفئة الثانية (55 – 59) (60 – 64) (65 – 69) (70 – 74) (75 – 79) (80 – 84) (85 – 89) (90 – 94) (95 – 99).
وكانت النتائج الإحصائية (غير دالة) عند القيمة الجدولية لكا2(3,84) عند درجة حرية (2-1=1) وذلك يعني ليس هنالك فروق في مستوى تكرارات الدرجات حسب الفئات بين طالبات (الدور الأول والدور الثالث للفرعين العلمي والأدبي) وهذا يعني تقارب المستويات التحصيلية بكافة فئات الدرجات(من خلال جدول أُعِدَّ لذلك).
ولزيادة قناعتنا نقارن بين فئات الدرجات للدور الأول والدور الثالث في المستويات العليا (جيد جداً, إمتياز):
القسم المادة 80 - 89 دلالة كا2 90 – 99 دلالة كا2 الملاحظات
الأدبي E دور ثالث - لا يوجد - زيادة التحصيل
رياضيات أول/ ثالث غير دال أول/ ثالث غير دال -
إقتصاد أول/ ثالث = دور أول =
تاريخ أول/ ثالث = أول/ ثالث = -
جغرافية أول/ ثالث = لا يوجد - -
إسلامية أول/ ثالث = أول/ ثالث غير دال -
العربية دور ثالث - لا يوجد - -
العلمي E دور ثالث - لا يوجد - زيادة التحصيل
رياضيات أول/ ثالث غير دال دور أول - -
فيزياء أول/ ثالث = دور أول - -
كيمياء أول/ ثالث = - - -
أحياء أول/ ثالث = دور أول - -
إسلامية أول/ ثالث = أول/ ثالث غير دال -
العربية أول/ ثالث = - - -
ومن خلال الجدول يتضح:
1- تقارب درجات الدورين في المستويات العليا للتحصيل الدراسي, فلم تسجل دلالة إحصائية بين المجموعتين.
2- زيادة مستوى التحصيل الدراسي الى فئة (جيد جداً) في اللغة الإنكليزية في الدور الثالث مما يشير الى فاعلية الدور الثالث(من خلال جدول أُعِدَّ لذلك).
خامساً: من خلال إستمارة (العوامل الموقفية):
1- إتضح أن مستوى الممتحنات في الدور الثالث كان ضعيفاً منذ دراسة المتوسطة وهو دالٌ مقارنةً بالدور الأول في اللغة الإنكليزيةعند مستوى 0,01.
2- لا فرق بينهما في حصول المشكلات الأجتماعية والإقتصادية اثناء فترة الامتحانات .
3- إن الممتحنات في الدور الثالث يشكين من كفاءة التدريس وهو دال مقارنةً بطالبات الدور الأول عند مستوى 0,01.
4- لم توفر المَدرسة مُدرّسة إختصاص في اللغة الإنكليزيةلمدة شهرينمنذ بدء السنة الدراسية مما سبّب تأخراً لدى الممتحنات في الدور الثالث وكان دالاً عند مستوى 0,01.

مبررات الرسوب ومعالجتها :
بملخص صغير تبين أن 82% من حالة الرسوب حصل في اللغة الإنكليزية, ويبدو أن هذه النسبة شاملة لهذه السنة والسنوات السابقة, ومعلومات وزارة التربية الموقرة تؤيد ذلك, ويرجع ذلك الرسوب الى :
1- أن نصف المخ الأيسر مختص بمعالجة القضايا اللغوية, والنصف الأيمن مختص بمعالجة القضايا المجردة كالفيزياء والرياضيات, ولذا فإن الشخص محكوم فسلجياً بأستعداده اللغوي او الرياضي – عدا استثناءات نادرة - ويفسر ذلك ضعف مستويات الطلبة بنسبة ما في اللغة الانكليزية واللغة العربية ,في حين ان مواد (التأريخ والجغرافية وغيرها) تخضع لقدرة الحفظ (وكلٌّ خُلِقَ لِما هو مُيسّرٌ له – حديث شريف) وعلى الآباء والمعلمين تفهّم ذلك في توجيه الطلبة للتخصص المناسب.
2- إن المجال اللغوي يختلف عن المجالات العقلية الأخرى إذ يتضمن (القدرة على القراءة- الكتابة- التحدث- فهم النصوص المكتوبة- فهم الخطاب المسموع) وحتى هذه القدرات تختلف في مستواها عند الفرد نفسه, لهذا يعدّ إمتحان اللغة الإنكليزية في البلدان الأم لهذه القدرات جميعاً, وفي العراق نمتحن الطلاب بنصف هذه القدرات, فكيف نقيّم علمياً مستوى الطالب ؟
3- إن اللغة لا نتعلمها بقواعد وإنما بإستعداد فطري (عقلي نفسي) معقد ((الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الإِنْسانَ مالَم يَعْلَمْ (5)) وقد تعلمنا لغتنا ولكن لا نعرف كيف تعلمناها, فالطفل يتعلم الأسماء بعمر ستة أشهر (الماء- التلفزيون- أسماء أخوته) ثم يتعلم الأفعال ثم الإضافات ثم التركيب وحسب قانون النمو اللغوي, ونحن نريد أن نعلم طلبتنا اللغة الإنكليزية خلال ساعتين بالأسبوع دون دعم من البيئة, إضافةً الى أن الطالب يعيش في مجتمع ليس لغته اللغة الأم, وحتى لو إستطاع القراءة والكتابة لا تثبت لديه المعلومات لنفس السبب فهو لا يفهم الخطاب الشفوي في اللغة الإنكليزية, ومع ذلك نصرّ على تقييم مستواه ونعطيه درجة راسبة أو درجة ناجحة وهو لا يستطيع تكوين جملة مفيدة فضلاً عن فهم معنى جملة خطاب.
4- أن الطريقة الكلية (الجشتالت) والتي نعتمدها في تدريسنا في اللغة أثبتت فشلها في المجتمعات الأم والمجتمعات غير الناطقة باللغة, فالعودة الى الطريقة الجزئية فقط (التهجي) سبيل ناجح وهو ما يعتمد في تدريس اللغة الإنكليزية لغير الناطقين بها حالياً.(صوريا وسمعيا)
5- الإهتمام بالنوع وليس بالكم الهائل من النصوص والتمارين,وينبغي ان توزع الساعات على عدد الموضوعات,وما موجود في الواقع يفترض اننا نحتاج الى ثلاثة أضعاف عدد الساعات الحالية المقررة ناهيك عن العطل والزوغان, وينطبق ذلك على اللغة العربية والرياضيات.
6- إعداد الأسئلة وهو أهم محور في العملية التربوية, فإذا سلمنا بقبول هذا الكم من الوحدات الدراسية ينبغي أن نعدّ الأسئلة على وفق أسس (القياس التربوي) الذي يجهل إجراءاته كثير من التربويين وهو علم مهم في التربية وبناءً على ذلك نقول: أن واضعي المناهج يعدّون مفرداتها على وفق أهداف لكل موضوع ولكل مرحلة, فلا نطلب إلا شيئاً واحداً يتمثل بـ:
أ‌- أن يُعدّوا الأسئلة الإمتحانية على وفق الأهداف الدراسية التربوية.(شاملة)
ب‌- أن تُوزعُ الدرجة على الأسئلة على وفق أهمية السؤال.
جـ- إذا تضمن السؤال أهداف صغيرة أو جزئيات, ينبغي أن توزع الدرجة بمنطقية على تلك الوحدات أو فروع السؤال, ولدي أمثلة كثيرة على ذلك غير واقعية على الإطلاق, فما تقييم خطأ الطالب بوحدةٍ أو وحدتين ويتضمن السؤال أربع وحدات, وقيمة السؤال (3 درجات)؟ فحينئذ نستخدم أجزاء الدرجة ويلحق الحيف بالطالب وإذا تعددت فروع السؤال تثاقل الطالب من الإجابة لعدم أهميتها وضيق الوقت وفقد مجموعة من الدرجات, كما إنها مجهدة للمصحح.
7- أن إعادة الإمتحانات نظام موجود في الدول الأخرى, ففي (السويد) يحق للطالب أن يكرر إمتحانه حتى لو نجح فيه ليستوفي درجة تؤهله للقبول في القسم العلمي الذي يرغبه في الكلية إذا حدد القسم درجة معينة (70) مثلاً للقبول في قسم الفيزياء.
8- أن المردود الإقتصادي لطالب الجامعة ثلاث وحدات انتاجية لاقتصاد البلد في كل عام, كما إن الفقد الإقتصادي يقل ثلاث وحدات أيضاً مقارنةً لطالب الإعدادية على وفق حسابات الإقتصاد التربوي.
9- كما إن إنعكاسات حالة الرسوب سلبية جداً على الأسرة العراقية, وقد حصلت حالات (إنتحار) للطلبة وتكررت, فماذا عسانا أن نفعل للحفاظ على حياة أبنائنا والأمر عنصر مسيطر عليه تربوياً, فهداية شخص خير مما تشرق عليه الشمس فكيف بحماية النفس الإنسانية ونمو الأسرة والمجتمع (كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيتِه- حديث شريف) (وأعلموا أنَّكم مسؤولون عن البلادِ والعبادِ .. والدوابِ- الإمام علي(ع) ),(تاريخ الطبري, حوادث سنة 35 هـ ).

المقترحات:
1- دراسة إقرار إمتحان الدور الثالث لمرحلة السادس الإعدادي فقط لمادتين أو ثلاث.
2- إهتمام المناهج الدراسية بالنوع وليس بالكم وحسب الأهداف التعليمية.
3- أن تحدد الأسئلة بالأهداف التعليمية للمادة الدراسية.
4- أن تحدد الدرجة حسب قيمة كل سؤال أو أجزاء السؤال أو فروعه.
5- أن لا يزيد عدد الأسئلة عن عشرة أسئلة ولكل سؤال قيمة مختلفة حسب الهدف.
6- أن تكون الأسئلة شاملة وواضحة ولا تتصيد الأخطاء الغامضة (لتكن أسئلة واضحة موزعة على الأهداف تثمر عن نجاح مبهج للطالب والدولة).
التوصيات:
1- إعداد دراسة موسعة لفاعلية الدور الثالث من وزارة التربية الموقرة.
2- الإبتعاد عن تكليف مدرس او مدرسين لإعداد أسئلة لمادة ما وإنما تعمل اللجنة بكامل أعضائها وهذا ما يفسر إكتشاف أخطاء بعد امتحان البكالوريا (وقد حصل ذلك وتكرر).
3- تهيئة مدرسين أكفْاء لمواد السادس الإعدادي وملئ الشاغر عند بداية السنة الدراسية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -