الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أفكار تحرك الملعقة بجانب القدح

هلال البندر

2013 / 8 / 24
المجتمع المدني


اليوم وبحكم متابعتي لما ينشر في المواقع الاليكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، أثارا انتباهي مقالان، الأول لرفيق نصير أعرفه هو نصير عواد والثاني للأستاذ طلال الربيعي والذي أتابع احيانا كتاباته في الحوار المتمدن، وقبل أن أبدء الرد على ما جاء في المقالين من أفكار داعب مخيلتي المثل الذي نكرره كثيرا( يخوط بصف الاستكان) عندما يكون الحديث خارج لب الموضوع المتداول، وبما أنني في حضرة مثقفين لهذا ارتأيت أن أصوغ العنوان أعلاه بالعربية الفصحى. هذه المقدمة القصيرة هي في طبيعتها من أجل تلطيف الجو، ومناقشة الافكار التي وردت في المقالين برأس بارد.
يعرفُ بشكل جيد كل متابع لتاريخ الحزب الشيوعي، من انه بعد ان تعرضت تنظيماته إلى حملة تصفية جسدية وسياسية من قبل النظام البائد، بادر إلى انتهاج سياسة الكفاح المسلح، منطلقا بذلك من مسلمة عسكرية( الهجوم أحسن وسائل الدفاع)، كي يحافط على تنظيماته التي لم تتعرض بعد إلى تلك التصفيه، ولكي يشغل النظام بهذا النهج السياسي الجديد، ويخفف عن منظماته عبء الثقل الذي يقع عليها، وليس في الحقيقة كان هذا الهدف فقط من رفع شعار الكفاح المسلح، وإنما كان يستند إلى مقولة ماركسية تنص على مواجهة العنف بالعنف الثوري، والمتابع لتطور هذه السياسة التي انتهجها الحزب الشيوعي العراقي، يرى بوضوح التطور الذي طرأ عليها، فقد طرحت قيادة الحزب في عام 1979 شعار انهاء النظام الدكتاتوري، وبالطبع ثارت ثائرة القواعد الحزبية، مما حدا بقيادة الحزب أن ترفع شعار اسقاط النظام الدكتاتوري في عام 1980، وبالطبع الكفاح المسلح احد الاساليب التي تساهم في تحقيق هذا الهدف، وبتجذر الكفاح المسلح، أصبح هذا الاخير اسلوبا رئيسيا الى جانب الاساليب الرئيسية الأخرى وهنا تغيرت المعادلة، اذ أن الشعار الذي يجسد هذه السياسة تغير ايضا واصبح اسقاط النظام الدكتاتوري والذي يعني بالضرورة أقامة النظام الديمقراطي، ولا نأتي بجديد عندما نتحدث عن الشيوعيين الذين تركوا مقاعد دراستهم والتحقوا بحركة الأنصار، ولا عن توجيهات الحزب بهذا الخصوص، لأن الحركة هي حركة حزب وليس حركة جماعة من التوباماروس، حركة تتبنى سياسة الحزب وتنفذها، والمنضويين تحت رايتها هم اعضاء الحزب وأصدقاؤه يمولها عسكريا واقتصاديا وسياسيا الحزب الشيوعي العراقي.ويبدو قد غابت عن ذاكرة العزيزين نصير وطلال هذه الحقيقة، وهما يتناولان علاقة الرابطة بالحزب. ومن هنا سوف ابدء الرد على ماجاء من أفكار ( تخوط بصف الاستكان)
أولا: تأسست فروع الرابطة قبل سقوط النظام الدكتاتوري بأكثر من ثلاث سنوات، وهذه الفروع اجتمعت في عام أب من عام 2004 في جنوب السويد وإقامة رابطتها التي تجمع هذه الفروع، وهنا نود أن نشير أن لكل فرع من هذه الفروع استقلاليته ونظامه الداخلي الذي يتناسب والبلد الذي يتكون فيه، ويعرف الرفيق نصير عواد ونحن نعيش في بلد واحد من أن اسم فرعنا يختلف عن اي فرع أخر.
ثانيا: الانتماء الى الرابطة ليس اجباريا لكل نصير فلا غرابة أن الكثير من الأنصار ليس لديهم الرغبة في الانتماء إلى الرابطة وهذا من حقهم سيما وهي منظمة ديمقراطية، لهذا لا ادري لماذا يستغرب نصير عواد من ان الحضور إلى الفعاليات لم يتجاوز 30 شخصا والانصار المتواجدين في هولندا هم أكثر من 130 تصيرا؟ فهل من أولويات الديمقراطية فرض الانضمام؟ مع العلم ان عدد الانصار في هولندا لا يتجاوز 90 نصيرا
ثالثا: لماذا يستكثر الرفيق نصير عواد من أن الرابطة والحزب (يثردون بصحن واحد)، هل يريد من الانصار الشيوعيين أن يأكلوا اللبن والتمر مع حزب الدعوة؟ ومتى اصبح الأنصار غير شيوعيين في انتمائهم للعراق، يعرف العزيز نصير من أن اعضاء قيادة الحزب بدءا من السكرتير وأنتهاء بأعضاء اللجنة المركزية، يشكل الأنصار نسبة 95% منهم، وقسما كبيرا منهم هم أعضاء في رابطة فرع بغداد، ولكن هذا الترابط لا يفرض نفسه على سياسة الرابطة وعلاقاتها، ولا ادري هل الدعوة إلى الديمقراطية تتناقض مع طرح الاراء والأفكار؟
أما ما ورد في أسئلة الاستاذ طلال الربيعي، وهي تبدو أسئلة بريئة(أنا أقرأ : تشكيكية) على ما أثارته مقالة الرفيق نصير عواد، وحتى لا يضيع الترابط بين المقالين استمر بنفس اتسلسل الرقمي.
رابعا: يبدو لي مع كل احترامي وتقديري للأستاذ طلال الربيعي، وهو رجل علم، أنه قد سافر مع المسبار(فوياجر 1) عام 1977، لأنه لا يعرف ما يجري على الأرض، فقد خرج من مساره والمهمة المكلف بها، وأود أن اذكر الاستاذ طلال (اخاف اكَول رفيق يزعل)، أن جميع البلدان التي نعيش فيها تقدم دعما ماليا لمنظمات المجتمع المدني، وبعد سقوط النظام قامت هذه البلدان بتقديم دعما كبيرا للكثير من هذه المنظمات، بما فيها منظمة الحوار المتمدن التي يكتب فيها، وفي العراق يا أستاذنا العزيز هناك أكثر من 2700 منظمة مجتمع مدني، أكثرها يستلم دعما حكوميا يشترك فيه البرلمان ومجلس الوزراء ومجلس الرئاسة، وفي الاقليم حيث رابطتنا مسجلة كمنظمة مجتمع مدني تستلم دعما شهريا، لا يسد نصف أيجار مقرنا في اربيل، ونقدم كل ثلاثة اشهر تقريرا بالنشاطات التي نقوم بها، سيما ونحن أعضاء في شبكة مدنية اسمها شبكة المستقبل، وهذا الدعم يقدم وفق قانون أقره البرلمان الكوردستاني، والذي يجيز لكل منظمة مجتمع مدني مشكلة حتى لو من أربعة أعضاء أن تستحصل هذا الدعم، وليس هناك أي اشتراط في استلام هذا الدعم، وقانون المنظمات الديمقراطية في كوردستان هو أفضل بكثير من القوانين في بلدان اوربية عديدة، من ضمنها البلد الذي اعيش فيه وهو هولندا، فما هو المشكل في استلام هذا الدعم، وأكرر هو لا يساوي نصف إيجار مقرنا في أربيل
خامسا: هذا الدعم الذي يقدم يفرض علينا أن يكون لنا حسابا في البنك، مثلما هو معمول فيه في بقية بلدان اوربا، فكيف لا نفتح حسابا في البنك؟ وهل في هذا مثلبة؟ ثم أننا في اغلب نشاطاتنا نعتمد على تبرعات رفاقنا الانصار، ولا أدري كمنظمة مجتمع مدني هل تريد منا أن نضع ماليتنا في القناني؟ وما هو المعيب في ذلك؟ ألم يكن فعلا حضاريا وديمقراطيا أن تضع مالية الرابطة في البنك وتقدم تقريرها المالي استنادا إلى حسابها في البنك؟
سادسا : أنت تعيب يا استاذنا العزيز على وفد من فرع ستوكهولم قام بزيارة السفارة العراقية، وأكرر العراقية، وأنت تقول العراقية أيضا والسفير من الاتحاد الوطني، هذا الحزب الذي قام بمجزرة كبيرة في عام 1983، لا يمكن أن ننساها، ولكن هل يمنع ذلك أن يذهب وفد من الانصار الشيوعيين ويلتقوا بسفير جمهورية العراق؟ هل كان السفير يمثل حزب الاتحاد الوطني أم يمثل جمهورية العراق؟ حسنا ولأتفق معك أنه من الاتحاد الوطني الكردستاني، أقترح انت علينا ما نقوم به، سيما ونحن الآن في موضع لا يسمح لنا باستخدام السلاح ثانية، أليس من حقنا أن نطرح عليه مثلما نطرحه على بقية أعضائهم حجم الجريمة، وكيفية التعويض المادي والمعنوي والسياسي.
سابعا: أتمنى عليك أن تجد بالفعل وعبر الادبيات السياسة التي تتقاطع فيها الرابطة مع الحزب في الموقف من ألاحتلال؟ لا الرباطة ولا الحزب مع الاحتلال، ونقولها صراحة قبل الاحتلال وبعده كان ولا يزال موقف الحزب واضحا والرابطة كذلك، فكيف يكون التقاطع( بالمناسبة انا افهم التقاطع هو الالتقاء في نقطة معينة ولكنها هذه العبارة المتداولة في النثر السياسي) لهذا لا الحزب بحاجة إلى الرابطة كي يسعى إلى ضمها تحت جناحه، ولا الرابطة بحاجة الحزب كي تحتمي به مثل رأس اللقلق تحت جناحه، ولكنها تبقى على علاقة وثيقة مع هذا الحزب الذي قاد الكفاح المسلح والذين أعضاؤها كان ينفذون سياسته. املي كبير ان اكون قد ساهمت في هذة المناقشة على شرف انعقاد المؤتمر السابع لرابطة الانصار الشيوعيين العراقيين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد اعتقال سنية الدهماني، محامو تونس في إضراب


.. جدل في بلجيكا بعد الاستعانة بعناصر فرونتكس لمطاردة المهاجرين




.. أين سيكون ملاذ الأعداد الكبيرة من اللاجئين في رفح؟


.. معتقل سري لتعذيب الفلسطينيين والعملية برفح تهدد بكارثة إنسان




.. نتنياهو يذهب إلى رفح رغم تصاعد المظاهرات المطالبة بصفقة الأس