الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوراق صفراء معاصرة_الورقة الأخيرة_أقسم بالله..لست من الإخوان!

شوكت جميل

2013 / 8 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أوراقٌ عتيقةٌ نقطفها من كتيبٍ بعنوان( هؤلاء هم....الإخوان)بقلم:طه حسين،محمد التابعي،علي أمين،كامل الشناوي،جلال الدين الحمامصي،ناصر الدين النشاشيبي كشهودٍ على عصرهم و أحداثه .وقد صدر الكتيب عقب محاولة الإخوان اليائسة لتحدي إرادة الشعب و إرهابه،و إبتزازه بالتلويح بحمامات الدم ابان ثورة 23 يوليو 52،و ما تلاها من المحاولة الفاشلة لإغتيال زعيمها بعدها بعامين ، وما تم الكشف عنه آنذاك ومن ثم إحباطه ، من مخططات الإغتيالات العنيفة و التفجيرات الواسعة تمهيداً للإنقلاب و السيطرة على السلطة، و علاقة هذا الفصيل بالقوى الأجنبية حينها مما يكشف لنا الكثير عن مفهوم الوطنية وقدر الوطن لدى هذا الفصيل ،و بالرغم من قدم هذه الأوراق و إصفرارها وقد سلخت ما يقارب من ستة عقود؛فما زالت مضمخة بالجدة و المعاصرة...و تحمل الرائحة الطازجة للأحداث الآنية،و كأن مدادها لم يجف بعد...

و في تقديري فإن الفضل في طزاجة هذه الأوراق على بعد العهد بها،ليس راجعاً لأن التاريخ يعيد نفسه أو لأنه راكدٌ أسنٌ، و إنما يرجع الى طائفة من الناس، كالأحافير الميتة و الأحجار الصماء البكماء لا تتعلم من التاريخ ؛فكرها لا يتغير و سيرتها لا تتبدل،شبقها العقيم للسلطة المفردة المتأبدة هو هو،و ميزانها السقيم الظالم التي تزن به إرادة الشعب هو هو،و تعاطيها بضميرها المدخول لمفهوم الوطنية هو هو..ومن ثم لا تملك الا أن تعيد حياتها و تاريخها و مأساتها مرة تلو المرة ؛كحبة الرمل في ساعتها الرملية..ما ان تقلبها حتى تعيد سيرتها و تكرر مأساتها عوداً على بدء..و لا تحيد عنها قيد شعرة ،عجباً ..لثمانين عاما و هي لا تمل ولا تسأم تكرارها!،و يلح على ذهني المشهد الإسطوري لسيزيف،الذي لا يصعد الجبل إلا ليهبطه،و لا يهبطه إلا ليصعده، و ليسمح القاريء الكريم بان نعيد قراءة هذه الأوراق كما هي .

نعم... قد يتفق البعض و قد يختلف مع فكر كتَّابها الثقاة،بيد أننا نتناولها هنا كتأريخٍ موثقٍ يكاد يكون محسوماً،و من أفواه قامات سامقة لا غبار على وطنيتها،و لا مطعون في نزاهتها،و على كل حال ٍ فالكلام على عهدتهم_ أي الكتّاب الراوة_ وتحت مسئوليتهم ،و قد آثرت عرضها بلا تعليق أو تفسير أو إضافة،اللهم إلا في أضيق الحدود و على الهامش ؛و الحق لسنا في حاجة لإضافة شيءٍ أو الإسهاب في شيءٍ،و الفضل في ذلك للإخوان أنفسهم كما أسلفنا،فتاريخهم جامد كل الجمود على وتيرةٍ واحدة،و واضحٌ كل الوضوح إلا لمن أغمض جفنيه عمداً؛ فكفانا ذاك مؤونة الشرح و التوضيح.
نعيد قراءتها لأن في التاريخ عبر....و نعيد قراءتها لفهم أعمق لهؤلاء الناس....و نعيد قراءتها أيضاً لنستشف أن هذه الطائفة هي هي الامس و اليوم و غداً....
و نعيد قراءتها فلربما كانت ضوءاً كاشفاً لبعض حنايا و تكهفات هذا الفصيل ولا سيما لمن يتحدثون في وقتنا الراهن عن المصالحة و عدم الإقصاء،و يتدارسون كيف السبيل لإدماج هذا الفصيل في الحياة السياسية؛ و هم ما برحوا على ما هم عليه، من فكر فاشي لم يراوحوه قط ! أقول يا سادة..أفلا يحق لنا أن نتساءل قبل ذلك كله :عما إذا كان في المقدور و الإمكان حتى أن يراوحوه!، أكبر الظن أنه السؤال الجدير بالطرح الآن ،و من بعده يأتي حديث المصالحة و عدم الإقصاء وليس قبله!...
و الحق ..لا ضير في نلقي نظرة إلى الخلف بين الحين و الحين ؛لنعلم أين نقف بالضبط و إلى أين نمضي.
.........
والورقة هذه المرة تشرح كيف تنكر الإخوان لأيدلوجيتهم و عقيدتهم السياسية الدينية أمام محكمة الشعب منذ ما يقارب ستة عقود ،بدون أي قدر من الشجاعة الأدبية للإعتراف أو الجهر بجرائمهم،شجاعةٌ نجدها أحياناً في أعتى المجرمين و السفاحين،فما بالك بجماعة تدعي انها طوباوية و حديثها من حديث السماء ..و سنرى كيف أخذ قيادات الجماعة في التباكي و الأقسام المغلظة و الإنكار،و كل منهم يلقي بالتهمة على (أخيه في الجماعة)لينجو بجلده،و ها هم يعيدون إنتاج السيناريو القديم في الوقت الراهن، بعد القبض على ثلةٍ من قادتهم، و إذا كانت النسخة القديمة تثير بعض الأسى و فنسختهم الجديدة لا تثير غير الضحك و السخرية؛فالجواب حاضر على لسان الشعب المصري"كيف نعاودك... و هذا أثر فأسك!"

...........................................................................................................

الورقة الثامنة بعنوان:(تعبئة قوى النشر و الإرشاد) بقلم الإستاذ/محمد التابعي

يقول :(لو كان الأمر بيدي لأصدرت أمراً أو قانوناً عبأت بموجبه جميع قوى الدعاية و النشر و التوجيه و الإرشاد لفضح أعمال جماعة الإخوان و تبصير الشعب بمقدار ضلالهم و خستهم و نذالتهم فداحة الجرم الذي إقترفوه في حق دين الإسلام.

و لن تأتي قوى الدعاية و النشر بأقوال أو حجج من عندها.بل سوف تكتفي بالأقوال التي أدلى بها هؤلاء الشهود(الإخوان)في ساحة القضاء أمام محكمة الشعب...و الأقوال التي أدلوا بها في محاضر التحقيق.
و ان في هذة و تلك ما يصلح لأن يكون موضوعاً و مادة لعشرات المقالات و عشرات الأحاديث و عشرات الخطب التي تلقى في المساجد أو من محطة الإذاعة.

مثلاً...هذة المسرحية أو هذة المأساة(الأخ المسلم)محمود الحواتكي يقسم بالله العظيم ثلاثاً أن (أخاه المسلم)إسماعيل محمود كاذب في أقواله.و (الأخ المسلم)إسماعيل يقسم بالله العظيم أن (أخاه المسلم)محمود الحواتكي هو الذي يكذب في أقواله.
و يقول لهما قائد الجناح جمال سالم:
_لا بد أن يكون أحدكا كاذباً حانثاً في يمينه بالله العظيم.
و يوافق الإثنان على أن أحدما كاذب!
والشاهد أو (الأخ المسلم)الآخر الذي يبدي أمام المحكمة أسفه و ندمه و يعلن أنه لو كان قد عرف عن هذة الجماعة ما عرف عن هذة الجماعة ما عرف اليوم لما إنضم إليها...و يبكي حسن لأن الجماعة قد رمته هو و شقيقه المحبوس معه في هذة المصيبة ليس للعائلة سواهما!
و الشاهد أو (الأخ المسلم)الآخر الذي يزعم أنه لم يقبل الإنضمام إلى الجهاز السري إلا ليكون"صمام أمان"..بل دخل الجهاز السري و هو مفتوح العينين و عالم مقدماً بمهمة الجهاز و هي القتل و النسف الإغتيال..
و خامس و سادس و سابع و ثامن...إلى آخره...
جميعهم أقسموا اليمين على المصحف الكريم أن يقولوا الحق.و لكنهم لم يقولوه كله،لأن كلاً منهم كان همه أن ينجو بجلده و أن يرمي التهمة على"أخٍ مسلمٍ" آخر..و أن يتوب اليوم و يندم و يأسف و يتحسر.
و هو لم يتب و يندم إلا بعد ان اصبحت عنقه في قبضة القانون.

أهذا هو الإسلام الذي علموه ولُقنوه على أيدي زعماء جماعة الإخوان؟!
أهذة هي الدعوة أو دعوة الفدائية و الإستشهاد في سبيل الله؟!
أهذا الجبن و الإنحلال الخلقي و القسم كذباً بالله العظيم هي كل ما تعلموه في جماعة الإخوان؟
أهؤلاء هم"الرجالة" أو "الرجال" الذين أراد حسن البنا أن يربيهم ليخوض بهم البحار؟!
هؤلاء الكاذبون الحانثون في أيمانهم المتهالكون على النجاة بجلودهم بأية وسيلة أشبه بفيران السفينة عندما تشرف على الغرق؟

لقد كنت أمقت الواحد منهم و لكني كنت أحترمه لو أنه وقف أمام محكمة الشعب وقفة الرجل الذي لا يبكي و لا يحاول إلصاق التهمة بآخرين..و لا يندم و لا يتخاذل.
الرجل الذي يتحمل نصيبه من المسئولية كاملاً و يقف في ساحة القضاء مرفوع الرأس ثابت الجنان قوي الإيمان بأن ما فعله كان حقاً في سبيل الله...و في سبيل ما قد يلقى من قصاص!
كنت أحترم هذا "الأخ المسلم"....ولكني لم أجده....).ص70_71



والورقة هذه المرة تشرح كيف تنكر الإخوان لأيدلوجيتهم و عقيدتهم السياسية الدينية أمام محكمة الشعب منذ ما يقارب ستة عقود ،بدون أي قدر من الشجاعة الأدبية للإعتراف أو الجهر بجرائمهم،شجاعةٌ نجدها أحياناً في أعتى المجرمين و السفاحين،فما بالك بجماعة تدعي انها طوباوية و حديثها من حديث السماء ..و سنرى كيف أخذ قيادات الجماعة في التباكي و الأقسام المغلظة و الإنكار،و كل منهم يلقي بالتهمة على (أخيه في الجماعة)لينجو بجلده،و ها هم يعيدون إنتاج السيناريو القديم في الوقت الراهن، بعد القبض على ثلةٍ من قادتهم، و إذا كانت النسخة القديمة تثير بعض الأسى و فنسختهم الجديدة لا تثير غير الضحك و السخرية؛فالجواب حاضر على لسان الشعب المصري"كيف نعاودك... و هذا أثر فأسك!"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قلوب عامرة - د. نادية عمارة توضح ما المراد بالروح في قوله تع


.. قلوب عامرة - د. نادية عمارة تجيب عن -هل يتم سقوط الصلوات الف




.. المرشد الأعلى بعد رحيل رئيسي: خيارات رئاسية حاسمة لمستقبل إي


.. تغطية خاصة | سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال عهد رئ




.. تربت في بيت موقعه بين الكنيسة والجامع وتحدت أصعب الظروف في ا