الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاقليات وعقده الخوف والنقص

اكرم مهدي النشمي

2013 / 8 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ان الاقليات العراقيه ومنها بالتحديد الاقليه المندائيه عانت كثيرا من سطوه الاكثريات الدينيه والقوميه وشعرت بانها اجناس مصنفه الى اقليه دونيه في المجتمع العراقي , لقدكان الصابئه المندائيين يحرصون على التخفي والانزواء والانغلاق الاحتماعي بسبب خوفهم وهواجسهم وعيب انتمائهم الى الحد الذي كان اهل الشمال وغرب العراق وقسم من اهالي بغداد لابعرفون ماهي المندائيه وماهو معنى الصابئي وهل هم اصحاب ديانه ام تجزئات قوميه ,وكان وجودهم يثير التساؤول وهو هل ان هناك حقا ملل واقليات تعيش في العراق , ان اسلوب التخفي والانزواء في تجمعات خاصه بهم جعلت التعرف عليهم من خلال الوثائق الحكوميه والمستندات القانونيه وفي اماكن تواجدهم في اماكن خاصه وحدده بهم مثل شارع الصبه وعكد الصبه ونادي الصبه ,انهم كان يترددون في المجاهره من انتسابهم خجلا وخوفا على حياتهم, و اذا سالوا فهم لايستطيعون ان يجيبوا ولايعرفون لغتهم وتاريخهم او ان يشرحوا طقوسهم ومن هو نبيهم وماهو نسبهم ووصل بهم الخوف الى نكران هويتهم في العلن و عدم الافصاح عنها وعن انتمائهم اينما تواجدوا و في جميع مرافق الحياه واينما ذهبوا وفي بعض الاحيان يدعون انهم ينتسبون الى ديانات احرى لتحاشي الحرج والمضايقه لقد كانت هذه وسيلتهم التي استعملوها لتجنب الاحتكاك مع الاكثريه المتنفذه التي كانت تعتبرهم مله من الانجاس وكفره وعباده نجوم ,لقد صدرت بحقهم فتاوي كثيره تحرم معاشرتهم والاختلاط بهم والى احاله استباحه دمائهم و اعراضهم,و في كثير من الاماكن الخاصه لايسمح لهم باستعمال ادوات او اواني يستعملها الاخرين مما خلق عندهم حاله من حالات النقص الذاتي والشعور بالاهانه والدونيه والتي انعكست على سلوكيتهم وتعاملهم مع بعظهم من جهه ومع الاخرين من جهه اخرى كذلك تركزت صفات الحقد والضغينه والكراهيه والحسد في سلوكياتهم ,ان بناء العلاقات الاجتماعيه في اي مجتمع يجب ان تتوفر لها الشروط الموضوعيه والركائز الماديه والتي كانت تفتقدها الطائفه في العراق,ومن هذه الركائز هي الحمايه القانونيه والاجتماعيه والتي يجب ان يكفلها الدستور والغاء اي تشريع يحتكر الوطن والقانون من قبل اكثريه دينيه او قوميه او مالى ذلك ,كما كانت تفتقد ابسط اواصر العلاقه بين البشر حيث لاتوجد اي عوامل مشتركه بينها وبين بقيه ابناء المجتمع العراقي ولم يكن هناك اي قانون ينظم هذه العلاقات ويحفط حقوقهم التي يجب ان تكون متساويه مع الجميع , قبل حكم السيطره العثمانيه كانت العلاقات العامه بين الافراد منتظمه في علاقات دينيه,قوميه,مذهبيه وعشائريه ولم تكن هناك دوله او قانون يضمن حقهم وينطم علاقاتهم حسب المفهوم العام لقانون المواطنه ولهذا السبب اتخذ الصابئه المندائيين من تحالفهم مع العشائر العراقيه الكبيره والمتنفذه والتي تسمى ذب الجرش صيغه لحمايتهم وحمايه اموالهم واعراضهم وهم بهذه الطريقه جعلوا من الطائفه وافرادها عباره عن تشكيلات مبعثره وخانعه وضعيفه ومتردده لاتملك المبادره ولاتعرف اسلوب القياده وليس لديهم اي شعور او احساس باي انتماء لبعظهم و لارضهم الا بقدر ضئيل وبما يحقق
طموحاتهم اليوميه من استمرار الحياه واداء طقوسهم الدينيه,وان القيادات الدينيه في ذلك الوقت ولحد الان لم تستطيع ان تجمع افرادها ضمن مفهوم الوحده واسلوب الرعايه والاهتمام كما لم تستطيع من تنظيم نفسها مع بعضها لتضع برنامج عمل يحدد مسؤوليات كل فرد ويفرز القياده ومسؤولياتها الانيه والمستقبليه
وبعد ان اصبح العراق بحدوده الجغرافيه وتمثيله السكاني على اساس دوله ضمن حدود جغرافيه محدده بعد الاحتلال العثماني وتبلور مفهوم الوطن العراقي العام بالحدود المعروفه الان و بعد تشكيل الحكم الملكي تم تدوينهم على انهم واحد من مكونات الشعب العراقي وتم تثبيت ديانتهم في الوثائق الرسميه وعقود الزواج واضابير السجلات المدنيه والحكوميه والتي جعلتهم يعيشون الحرج والخوف والهواجس بصوره اكثر واكبر مما اضطر قسم من المندائيين الى ان يطلقوا على اسماء الولادات الجدد اسماء تبعد انتمائهم عن ديانتهم وتقربهم اجتماعيا لقسم من المذاهب وحاصه المذهب الشيعي والتي كان تكاثف وجودهم وهي مناطق جنوب العراق ومن هذه الاسماء اسماء مثل محمد وحسن وحسين ومهدي وعباس,,
وبعد ان انحسر تاثير العشيره وتركز نفوذها فقط في الدفاع عن ابناء العشيره وفي حدودها الريفيه وبعد ان بدات هجره المندائيين من الريف الى المدينه طلبا للرزق والتعليم وانتشارهم في مناطق اوسع في جنوب ووسط العراق بداو بالانظمام الى الحركات الديمقراطيه والتقدميه والتي وجدوا بها الوسيله والهدف والفكر الصحيح لضمان حقوقهم المدنيه والدينيه في طل نظام ديمقراطي عراقي علماني وكان تمثيلهم كبير نسبه الى عددهم مما جعلهم محط اعجاب واحترام امام الديمقراطيين والتقدميين العراقيين وكان انتمائهم المبدئي صادق الى درجه عشق الايمان والاصرار عليه بحيث كانت صفه الشيوعيه والتقدميه صفه ملازمه لكل صابئي مندائي ونتيجته ذهبت شخصيات ادبيه وسياسيه وعلميه ضحيه لقسوه السلطه والاجهزه الحكوميه , وكانت هذه الصفه والاخلاق الساميه احدى السمات الرفيعه التي كانت تتمتع بها هذه الطائفه في الدفاع عن العراق وعلاقاتهم مع احرار العراق والى فتره حكم البعثيين وفي سنه1968 حيث تغير مفهوم العلاقه من علاقه مبدئيه الى علاقه مصلحيه تافهه وتم مقايضه الموقف الوطني والتقدمي بالمال والمصالح الذاتيه وانخرط كثير من ابناء هذه الطائفه في اجهزه البعث الحزبيه وادواته الامنيه والمخابراتيه وكانوا ادوات مطيعين وخانعيين لاسيادهم ويمدونهم بالمعلومات عن اقرب الناس لهم وبسبب هذه المواقف الغير اخلاقيه وفعلهم الغير شريف من وشايه الى تجسس تمت هجره الكثيرين من المندائيين التقدميين خارج العراق خوفا من القتل والسجن وخاصه انهم اقليه معروفه لبعضها بسبب العدد وصله المعرفه والتصاهر والقرابه ,لقد تبدل الموقف حال تبدل الصيغه العامه في قياده الدوله العراقيه والتي سحبت المندائيين الى وضع تاريخي جديد لم يواجهوه من قبل ووضع معدنهم امام اختبار قاسي تحت ظروف جديده لم يتعاملوا بها ومعها من قبل وهي كيفيه تاثير السياسه وهمجيتها على الاخلاق , ان المندائيين لم يكونوا محصنيين من تاثيرات المصالح وقسوه الحكام عليهم ولم يكن عندهم حصانه اخلاقيه او مبدئيه ولم تنفع المفاهيم الفلسفيه المسالمه التي تحويها ديانتهم وكتبهم المقدسه من بلوره موقف انساني ووطني لهم ولكن حالهم كان حال بقيه ابناء العراق حيث كان الولاء مع القوي وليس للانتماء الوطني او الديني او الانساني
ونتيجه هذه الشعور الذي تراكم على مدى عقود من السنيين وبسبب فقدان القياده الدينيه والتي كان يجب ان تقع عليها المسؤوليه الاولى والرئيسيه في تنظيم العلاقات وتوجيهها وتنظيمها وبسبب فقدان السلطه المدنيه التي لم يكن لها وجود او اعتبار او اي مكانه بين مءسسات الدوله الشرعيه والرسميه ماعدى بعض الوجوه الاجتماعيه المحترمه والتي كانت تتناحر مع البقيه المصلحيه التي كانت تحاول ان تسرق دورها و تجد لها موقع بين زحمه الانا وخاصه اصحاب المصالح النفعيه والذي وصفهم المرحوم نعيم بدوي بانهم طائفه وكلهم قياده من( رؤوس بصل ),وبسبب ماذكر ولحد هذا التاريخ فان ابناء هذه الطائفه يعيشون الضياع والتخبط وعدم وضوح رئيي قيادي موحد حول مجمل الامور التي تحيط بهم منذ بدايه هجرتهم العشوائيه من العراق وتوزعهم بصوره مشتته ولااباليه على جميع دول العالم وتشكيل جمعيات مدنيه بلباس ديني على شكل دكاكين للتسلط والتمركز وسرقه الحق والسلطه والتباهي وتصنيف القياده على اساس عائلي ,وبدات المشاحنات والتشكيلات والتزعمات واثاره الاختلافات وبصوره تثير النفور بصوره غير مسيطر عليها لان الجميع يدعي السلطه والقياده والاحقيه في الحفاظ على هذا الدين ,بالاضافه الا مشكله معقده واساسيه وهي الاهم وهو ماتواجهه هذه الطائفه من تهديدات كبيره في هذه المجتمعات التي هاجروا اليها ,وبسبب الاساليب السوقيه والاخلاق النتنه وسوء التربيه ومحيط الاصطهاد والقسوه الذي عاش في طله الاكثريه منهم اجى الى انسحاب النخبه المثقفه من مواقع المسؤوليه تاركين الساحه لشخصيات ضعيفه,حقوده ,انانيه ,مصلحيه احتراما للعمر والمكانه والسمعه ولكي يعيشوا بسلام مع نفسهم في اواخر مراحلهم العمريه
ان الطائفه الان يقودها ناس جهله ,منافقين,متلونين لايهمهم مستقبل وسمعه وشرف الاخرين من ابناء جيانتهم بقدر ماتهمهم مصالحهم الانانيه الظيقه,ان ضمائرهم غربلها الزمن وقساوه العمر وافكار البعث العنصريه وذهب نقاء الاخلاق ولم يبقى الا القش الذي يطفو على جوانب الانهر والبحار








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المشكلة فى تعاليم الدين
Amir Baky ( 2013 / 8 / 25 - 15:31 )
العهدة العمرية و احكام أهل الذمة كلاهما هناك عليهم توافق. ومختصر مضمونهما أنها تعاليم عنصرية ضد حقوق الإنسان و يعتبرها معظم المسلمين إنها تعاليم الله أو فهم السلف الصالح لتعاليم الله. فلا تجادل أو تناقش محتواهم حتى لو أباحوا ظلم غير المسلمين

اخر الافلام

.. استقالة أول موظفة يهودية من إدارة بايدن -بسبب سياسة واشنطن م


.. المفكر د. يوسف زيدان: اجتماعاتنا في -تكوين- علنية وبيتم تصوي




.. المفكر د. يوسف زيدان: اتكلمنا عن أشكال التدين المغلوط .. وه


.. دار الإفتاء في طرابلس تدعو ل-قتال- القوات الروسية في البلاد




.. -حافظ البهرة على سرية طقوسهم الدينية عبر العصور بعد اضطهاد ا