الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مدينة الثورة والواقع الصعب

احمد جبار غرب

2013 / 8 / 25
المجتمع المدني


من المعلوم إن المدينة سميت بالثورة تيمنا باسم مؤسسها الزعيم الركن الراحل عبد الكريم قاسم الذي أغدق عليها بالتكريم والاستحقاق قياسا لعمر حكمه النزيه .. وهذه المدينة تظم اكبر تجمع سكني في العراق من حيث الكثافة السكانية
العالية والبناء المتراكم ضمن حيز ضيق جدا وقد تعرضت هذه المدينة إلى معاناة ومشاكل كبيرة على مر الأنظمة الحاكمة وخصوصا إبان الحكم الاستبدادي ألصدامي ولازالت تعاني خصوصا بعد التغيير والخلاص من الحكم الدكتاتوري ورغم كل الصعوبات والإيذاء استمرت هذه المدينة المكافحة من الاستمرار بالحياة بنشاط والمثابرة وترتقي لمستوى الإبداع الخلاق وبرز من أبنائها الكثير من المواهب والطاقات الخلاقة والتي رفدت الوطن بعطائها وانجازها ورغم التضحيات الجسام التي قدمتها المدينة على مذبح الحرية والانعتاق من نير الاستبداد إلا أنها لا تزال تلك المدينة الفقيرة والتي تعاني من ابسط مقومات الحياة حيث لا سكن لائق ولا كهرباء مستمرة ولازالت مدارسها تكتظ بالتلاميذ خلافا لكل السياقات المعروفة في العالم حيث ولازالت مستشفياتها لا تستوعب الكم الهائل من المرضى إذا يقابل كل طبيب 300 مريض في اليوم الواحد وهذا رقم مذهل ضمن النسب الطبية المعمول بها دوليا وبالتأكيد أن الإرهاب واستمراره وعدم التغلب عليه يعتبر احد العوامل التي تساعد في عدم استقرار الوضع السياسي والذي تنعكس أثاره على الحالة الاقتصادية والاجتماعية للمواطن لكن يمكن القبول بالحدود الدنيا من المطالب والتي على الحكومة تلبيتها
إنصافا لهذه المدينة المناضلة ..إن نظرة بسيطة لواقع الحال في مدينة الصدر نرى عدم تكامل الخدمات رغم مرور 10 سنوات على التغيير ورغم الأموال الطائلة التي تصرف في ميادين شتى والتي يقضم منها الفساد الشيء الكثير بواسطة مافياته وقوى نفوذه التي تفرض سطوتها بفضل الإمكانيات الهائلة والأذرع الاخطوطية التي تمتد حيث مراكز النفوذ والاستقواء والتي يرسخ من خلالها وجوده واستمراره وبالنسبة لقطاع الشباب تعاني المدينة من قلة مراكز الشباب قياسا لعدد سكانها الذي يتجاوز ال2مليون نسمة وما موجود من ساحات رياضية ومراكز العاب وغيرها من النشاطات لا يسد الحاجة الفعلية للشباب ورغم ذلك برع موهوبين ولاعبين رياضيين في مختلف الألعاب تجاوزت شهرتهم حدود الوطن وحقيقة إن نشاط أي مجتمع وعافيته تنطلق من الشباب فهو المحور والمحرك في كل الفعاليات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وبما أننا نعاني من وضع سياسي مضطرب وغير تقليدي تبقى الدولة عاجزة عن توفير ادني المتطلبات لتوفير ما يحتاجه الشعب بكل قطاعاته ولكن في الحد المعقول ينبغي إن تقوم الدولة بواجبها وان مسؤولية الحكم تتطلب وضع أهداف إستراتيجية بعيدة المدى وقابلة للتطبيق والشروع في ذلك مبكرا..إن تحديد الأهداف ووضع جدول عمل سهل التناول وضمن حيز التطبيق المعقول هو الحل الأمثل لانتشال المدينة من وضعها الصعب ..يجب وضع خطط وحلول لقطاع السكن والشباب والرياضة والبيئة وكل المحاور التي يتم مناقشتها من قبل المجلس البلدي حتى تنطلق هذه المدينة كالمارد العملاق نحو الأفاق الرحبة في التطور والتقدم لتوفر كل العوامل التي تحتاجها للنجاح من خبرات وكافأت ومواهب في شتى مجالات الحياة وليس ذلك بحلم صعب المنال إذا ما توفرت الإرادة القوية لتحقيق ما نصبو إليه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأونروا تحذر من استمرار توقف دخول المساعدات من معبر رفح


.. تونس...منظمة مناهضة التعذيب تحذر من تدهور الوضع الصحي داخل ا




.. الأونروا مصممة على البقاء..والوضع أصبح كارثي بعد غلق معبر رف


.. كلمة أخيرة - الأونروا: رفح أصبحت مخيمات.. والفلسطينيين نزحوا




.. العضوية الكاملة.. آمال فلسطين معقودة على جمعية الأمم المتحدة